الأحد 24 نوفمبر 2024

نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

انت في الصفحة 9 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

يا هاله أصلا 
صمت لثواني ثم تابع 
_ المهم شوفي جبتلك إيه 
أخذت هاله الحقيبة منه وهي تضمها إلى صدرها بفرحة 
_ مش مهم جايب إيه المهم إنك فكرت فيا قيمة الهدية من قيمة صاحبها وبس وأنت قيمتك عندي كبيرة برغم إنك بتعمل فيا بلاوي
ضحك منذر وهو يشاكسها 
_ الله وبقينا بنقول حكم أهو وكلام حلو أين جعفروتش اللي جواك 
ضحكت هاله تقول بخجل 
_ بس بقى بتحرجني كدا 
طالع منذر عينيها الواسعه بوله وهو يقول 
_ يالا شوفي أنا عايز أعرف ردة فعلك 
أومأت هاله برأسها مبتسمة ثم فتحت الحقيبه وأخرجت الكتاب وهي تطالع عنوانه ببسمة سعيدة لتقول بعدم تصديق 
_ كوني صحابية ده أجمل هدية يا منذر ذوقك حلو أوي أنا بعشق دكتورة حنان لاشين وكنت بفكر اشتريه عرفت منين إني عايزه اجيبه ! 
وضع منذر يده خلف عنقه وهو يهتف بحرج 
_ مش مهم عرفت ازاي المهم إنه عجبك فيه حاجه كمان شوفيها 
ابتسمت هاله بسعادة وهي تمد يدها للحقيبه مرة أخرى لتستشعر يدها ملمس ناعم جدا لتتوسع ابتسامتها أكثر 
_ الله جميل جدا بس كبير أوي يا منذر الطرحه دي مترين ولا إيه 
همس منذر بحب 
_ هي نظامها

________________________________________
كدا بس لما تجربيها هتعجبك ولفها سهل جدا في بنات بيلفوها زي الخمار كدا و 
قاطعته هاله وهي تضيق عينيها بشك أثناء قولها 
_ وأنت شوفت البنات دي فين أنت ماشي عيونك في الأرض ولا في مكان تاني ولا إيه 
ضحك منذر بشدة وهو يقول 
_ أنا أعرف حد غيرك يا ظالمه ولا أنت تعرفي عني كدا ابصبص أنا يا بنتي 
_ اعمل نفسك بريء أوي 
بحب شديد لمعت عيني منذر وهو يهتف بعفوية 
حواء بتمثلها أنثى واحدة بس في دنيتي من أربع حروف ومطلعه عيني 
ادعت هاله الغباء وهي تقول 
_ مين أوعى تكون البت منار 
رمقها منذر بقرف وهو يضرب يديه ببعضهما أثناء استغفاره 
_ يا بجره منار مين دي اللي عندها خمس سنين 
_خلاص ما تشتمش كدا بهزر معاك بجد تسلم على الهدايا دي قلبي بيرقص يا منذر هروح اوريهم لوطن واغيظها 
اعتدل منذر في وقفته يردف بنبرة هادئة 
_ السنه الجاية هتدخلي إيه علمي ولا أدبي 
ضمت الحقيبه إلى صدرها وهي ترد عليه 
_ مكان ما هتكون أنت هكون أنا يالا سلام 
أفاقت من شرودها على صوت والدتها تستعجلها ردت هاله بهدوء وهي تمسح دموعها 
_ خلاص خلصت أهو 
كانت تعدل له الوسائد خلف ظهره وهي تبتسم باتساع قائلة بهدوء 
_ كدا مرتاح يا قلبي 
أمسك منذر يد والدته بيده السليمة يقبلها بحب قائلا 
_ الحمد لله يا أمي يالا اقعدي بقى أنا كويس يا جماعه 
قال مروان ببسمة وهو ينظر له من أعلى لاسفل بمشاكسه 
_ كويس فين وانت مدشدش كدا ورجلك في جبس وايدك في جبس وراسك ملفوفه هاله حقها رجع صح يا ماما وسبحان الله مفيش وقت الشهر اللي فات كنا بنزور هاله ودلوقت منذر 
تجهم وجه منذر عندما أتى أخيه على ذكر هالته بل هلاكه ليقول پغضب مكتوم 
_ آه عملتوا إيه في الراجل اللي خبطني يا بابا 
رد والده على سؤاله بهدوء 
_ والله يا ابني الراجل غلبان وشغال على تاكسي وحلف أنه مشافكش وأنت طالع من العمارة بتاع السنتر وأنا ما اشتكتش عليه سيبته يروح لحال سبيله خصوصا أنه مهربش وجالك هنا 
هتف منذر بهدوء 
_ خير ما عملت هو أصلا مش غلطان أنا اللي قطعت عليه الطريق 
قاطعه مروان وهو يردف بتساؤل 
_ طب وأنت كنت طالع متسربع على إيه وليه قطعت الطريق بالشكل ده 
جالت أمام عينيه صورتها وهي تعترف ل إسلام ليغمض منذر عينيه پغضب صحيح أنه علم مكنون مشاعرها في تلك الورقة وليس أمس ولكن ظنها مجرد مشاعر مراهقه فقط ولكن أن تعترف بها وأمام عينيه هذا ما أحرق فؤاده ليهتف مغيرا الموضوع 
_ أهو اللي حصل يا مروان بقى المهم يا بابا خالي كان عايزني أسافر الإسكندرية عنده بعد تانيه 
تحدث والده بهدوء 
_ أها ايوه هتقضي معاه الإجازة غيرت رأيك ولا إيه 
هتف منذر بۏجع بائن حاول إخفائه وهو يبتسم بمرح 
_ لا أغير رأيي إيه بس ده أنا بعد الأيام علشان أروح مين المچنون اللي يرفض رحله للاسكندرية مصعب قالي أقضي سنة تالته هناك عنده واحول من المدرس 
توقف الكلام على طرف لسانه عندما رآها أمام عينيه بالحجاب الذي كان قد أهداه لها منذ سنتان ولم ترتديه ولا مرة بينما هاله كل ما يدور أمامها هو حديثه الأخير لتهتف بحزن عميق 
_ الحمد

________________________________________
لله على سلامتك عامل إيه دلوقت 
أخفض منذر عينيه إلى قدمه التي تتوارى في الجبس الأبيض وهو يرد عليها بإيجاز 
_ كويس 
لمعت عيني هاله من رده المختصر ونبرته الغريبه عليها بينما هتف والد منذر وهو يشير لها بالدخول 
_ تعالي يا هاله متخلكيش واقفه كدا بقيتوا زي بعض تماما تعالي استريحي هنا 
ناولته باقة الورود وهي تعض على وجنتها من الداخل حتى لا ټنهار أمامهم بينما تغتصب ابتسامه لترسمها على ثغرها وهي تجلس على الأريكة بجوار والده الذي سألها 
_ أنت جيتي لوحدك ولا إيه
بصوت منخفض من أثر كتمانها لدموعها قالت هاله 
_ ها لا ماما معايا ووطن بس ماما بتقيس ضغطها وجايه 
_ جايتكم فوق رأسي يا هاله شكرا على وقفتك جنب ابني انبارح 
خرجت تلك الجملة من فم نوال والدة منذر لتبتسم هاله بحرج 
_ معملتش حاجه يا طنط علشان تتشكريني منذر مبيتاخرش عني 
كان مروان يراقب ما يحدث بغير تصديق حديث أخيه المقتضب وهاله التي على وشك البكاء كما لم يغب عن ذهنه اڼهيارها أمس ليقول بعفوية وهو ينظر إلى أخيه 
_ إنما هاله طلعت بتعزك أوي يا منذر انبارح كانت ھتموت من العياط عليك حتى بعد ما طلعت من العمليات 
تصاعدت الډماء إلى بشرتها من الخجل فالتوى ثغر منذر بسخرية وهو يحدث ذاته 
_ واضح أوي المعزة يا مروان 
انتبه لأخيه الذي يحدق به ينتظر رده على حديثه ليبتسم منذر بسمة لم تصل لعينيه 
_ آه طبعا ما أنا عارف المعزة واضحه مش شايف 
فركت هاله أصابعها بقوة ولم تستطع السيطرة على دموعها لتنفلت منها شهقة تنبه لها منذر من بينهم وهو يتسائل بداخله لما كل هذا البكاء من أجله أم لأنها فقط تشعر بالذنب تجاهه رق قلبه لحالها فهتف ببسمة صغيرة 
_ هاله أنا كويس 
طالعته هاله بعينين حمراوتان من البكاء وهي تبتسم باتساع بعد أن حدثها بنبرته المحببه لقلبها 
_ بجد يا منذر أنت كويس 
تداركت لهفتها تلك لتتنحنح بحرج وتصمت مع وصول والدتها وأختها وهم يطمئنون عن حالته 
كانت هاله تسترق النظرات ل منذر خفية تود سؤاله عن ما سمعته منه هل صحيح سينتقل لمحافظة أخرى يقضي بها سنته الأخيرة في المدرسه ولكن مع وجود كل أولئك لم تقدر على الحديث ومن بعد ما أخبرها بنبرته أنه بخير عادت ملامحه لا تفسر مرة أخرى 
بينما منذر بداخله يقاوم شعوره الذي يدفعه للنظر لها وهو يقول لذاته بأن ينساها فسلطان القلوب ليس بأيدينا وهي لا دخل لها بمشاعره التي يكنها لها ومع ذلك هو لا يتصور أن يبقى ويحضر حفل خطوبتها بنفسه ذلك كثير عليه لن يتحمل لذا يجب عليه الرحيل حتى ينساها ولكن السؤال ايمكن لفؤاده أن ينساها 
بعد مرور أسبوعين 
ألقت عليه الكتاب پغضب شديد وهي تنظر لعبوس ملامحه بغير رضى ليردف منذر بغيظ منها 
_ أنا نفسي أفهم أنت مالك ومالي ما اتكلم معاها فيها إيه يعني 
أغلقت هاله القلم وهي تضعه على الدفتر حيث كانت تشرح له ما فاته طوال الاسبوعين الماضيين ثم عادت ببصرها نحوه تتحدث بغيظ 
_ من ايمتى وأنت بتصاحب مع بنات 
كان منذر يمسك هاتفه بيده السليمه وهو يعبث به بينما يتجاهلها تماما ولولا علمه بحبها لذاك المعتوه لقال بأنها تغار عليه صړخ فجأة عندما ركلت هاله ساقه المکسورة وهي تهتف پغضب 
_ سيب

________________________________________
الزفت ده وركز معايا 
قطب منذر حاجبيها بضيق وهو ينظر إليها بغيظ 
_ هاله مش فايقلك 
لوت هاله شفتيها بتهكم وهي تقول پغضب 
_ طالما هتصاحب يبقى أنا كمان هصاحب زي
قاطعها منذر بعيون متسعة من الڠضب وهو يردف بنبرة تحذير 
_ طب اعمليها يا هاله وأنا أكون طالع بروحك قال تصاحب قال قسما بالله اقټلك
جعدت هاله جبينها وهي تبادله النظرات بأخرى ساخطه 
_ وأنت مالك أنت لتكون فاكر نفسك أخويا بجد 
_ بت متعصبنيش أي حد هيقرب خطوه يبقى هو الجاني على نفسه وبراحتك يا هاله صاحبي وشوفي هعمل فيك إيه يا متخلفه أنت 
هتفت هاله باندفاع 
_ أنا إيه بالنسبالك يا منذر 
_ أنت روحي 
قالها منذر بعينيه فكررت هاله بغيظ 
_ رد عليا أنا إيه بالنسبالك 
تهرب منذر من عينيها ليهتف بغيظ 
_ هاله أنت عارفه المهم مش خلصتي يالا غوري بقى من وشي 
احمرت وجنتيها لتركل ساقه مرة أخرى 
_ والله إنك ما عندك ډم يا حمار هي دي شكرا بتاعتك 
ختمت هاله حديثها وهي تبتسم بتهكم وهناك غشاء رقيق ينسدل على بؤبؤي عينيها أطلق منذر زفيرا حارا من جوفه وهو يقول 
_ لو أنت مستنيه شكرا دي هقولها بس أعتقد مكنش فيه بيناتنا شكرا دي يا هاله 
صمت لثواني ثم تابع بغيظ 
_أنت عايزه إيه دلوقت بتتخانقي معايا ليه
نهضت هاله تلملم اشيائها وهي تقول بتهكم 
_ مش عايزه حاجه خليك مع ست نرمين بتاعتك 
سارت هاله خطوة ثم وجدت نفسها تستدير له حيث كانوا يجلسون في الصالة يضجع هو على الأريكة وهو يفرد قدمه المکسورة على طاولة صغيرة من القطن وهناك وسادة أسفل ذراعه المكسور لتهتف باندفاع 
_ هي دي يا منذر مش كدا 
ضيق منذر عينيه وهو يرفع حاجبه الأيمن بتساؤل 
_ هي مين 
تمتمت هاله بعيون مشتعله 
_ اللي بتحبها صح 
تفاجئ منذر بسؤالها وكل ما استطاع فعله أن غاصت عينيه بها وتشكلت حروف اسمها على طرف لسانه يحثه أن يخبرها ولكن بدلا من ذلك وجد نفسه يوما برأسه تاكيدا وهو يقول 
_ نرمين بنت جميلة مش عارف مش بطقيها ليه مع
10 

انت في الصفحة 9 من 29 صفحات