نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة
والدك بس ونحط النقط على الحروف وبإذن الله بعد سنه نعمل حفلة الخطوبة
مسحت هاله على المنطقة ما بين عينيها وهي تقول بضيق
_ يا مستر خطوبة إيه أنت فهمتني غلط أنا كنت بفضفض مع نفسي بفكر بصوت عالي ومشوفتش حضرتك أصلا وآه صح كان في إعجاب بس خلاص تخطيته كنت معجبه بالطالب الممتاز العبقري زي ما بيسموك في جامعتك وإنك بتشتغل بجانب كليتك ومتغرب عن بلدك بس مش أكتر حضرتك كنت محفز ليا بتشجيعك دايما وهو ده اللي خلاني أعجب بيك ك مدرس ليا مس أكتر غير كدا أسفه مفيش في قلبي حاجه ليك ولا ليك عندي غير الاحترام وبس
_ أنت في حد في حياتك منذر مش كدا كان لازم أصدق الشائعات اللي مطلعينها عليكم
دق قلبها بقوة عندما أتى على ذكر منذر وتلقائيا انفرجت شفتيها معربة عن ابتسامه عذبه وهي تردف بسلاسه لم تعتاد عليها
_ آه عليك نور أنا بحبه سلام يا سيادة الطالب
وبهذه الكلمات ختمت حديثها وانحنت تضع حقيبتها على كتف واحد بينما ترتكز على عكازها وهي تسير خارج المبنى تنزع عنها قناع القوة لټنفجر بالبكاء فقد خسړت منذر للأبد واضحى له
________________________________________
حبيبه غيرها
وأثناء سيرها عند البوابة لاحظت تجمهر عدد من الناس يلتفون حول شخص ما دق قلبها بقوة كلما تقدمت خطوه وللعجب أفسح الناس لها الطريق لتقع عيناها على منذر الغارق بدمائه افلتت عكازها وارتمت عليه تبكي بشده وهي تصرخ به
_ منذر قوم منذر فتح عيونك أنت عملت كدا علشان أحس بالذنب أنا أسفه أرجوك قوم ورد عليا أنا مقدرش أعيش من غيرك أبوس إيدك فتح عيونك
_ أهدي يا ابنتي الإسعاف على الطريق هو عايش متقلقيش شكلك عارفاه
رفعت هاله عينيها تنظر للسيدة بدموع وهي تردف بۏجع
_ أنا دعيت عليه أنا اللي قټلته قولتله هرتاح منك لو جرالك حاجه قولي له إني أسفه إني مكنش قصدي
ضمتها السيدة إلى حضنها وهي تربت على ظهرها عندما وصل إلى مسامعهم أصوات صافرة سيارة الإسعاف لتمسكها السيدة وتعتدل واقفه تسمح للمسعفين بأخذه رأتهم يدخلونه السيارة فركضت نحوه وخانتها قدميها لتسقط على الأرض وهي تصرخ بهم
ناولتها السيدة العكاز الخاص بها وهي تساعدها على النهوض وأخذت يدها وتحدثت مع المسعف
_ دي زميلته وهي عارفه أهله خدوها معاكم
أومأ المسعف برأسه وساعدتها السيدة على الصعود بينما كان الرجل الذي صدم منذر يهتف بحزن شديد
_ والله ما شوفته ولا عارف قطع عليا الطريق إزاي فجأة لقيته على ازاز العربية قدامي ملحقتش حتى أعمل أي حاجه
_ إن شاء الله خير ربنا يتولاه برحمته
نظر الرجل إلى سيارة الإسعاف واتجه إلى سيارته وهو يقول
_ هطلع وراهم أما اطمن عليه وأشوف إيه اللي هيحصل شاب زي الورد يارب الطف بيه وبيا أنا ورايا كوم لحم بربيه
بداخل سيارة الإسعاف
كانت شهقات هاله عاليه وهي تمسك بيد منذر بين يديها وتتحدث بخفوت
همست الممرضه وهي تطالع مؤشراته الحيوية
_ إن شاء الله هيكون كويس ادعي له
هزت هاله رأسها وهي تضم يده إلى صدرها تقبلها بدموع وهي تقول واعينها عليه
_ هتعيش أنا عارفه يارب يا رحيم اشفيه يا عظيم
فتح منذر عينيه بتشوش وهو يطالع صورتها أمامه ليبتسم بسمة صغيرة وهو يهمس بنفس متثاقل
_ أنا بح بك
بينما هاله كانت تغمض عينيها وهي لازالت تضم يده إلى قلبها وهي تدعو بداخلها
وصلت السيارة أخيرا إلى المستشفى وهرع المسعفين يتجهون به إلى غرفة العمليات ومعهم الطبيب حينها كانت هاله ټلعن تحت أنفاسها وهي تنظر لقدمها بعجز إلا أنها تحاملت على ذاتها وأخذت تسير خلفهم ببطء وهي تتنفس پعنف وعيونها لم تنضب دموعها
اوقفتها إحدى الممرضات تسألها
_ أنت شكلك تعبانه أوي جايه مع مين
اجابتها هاله پبكاء شديد
_ أنا جايه مع زميل ليا هنا في حاډثة هما لسه واخدينه
أومأت برأسها ثم سألتها هاله بعيون باكيه
_ هو دلوقت في العمليات عايزه اطمن عليه
قالت الممرضه وهي تمسك بكتفها
_ حاضر هاطمنك عليه تعالي الأول استريحي هنا ولو تعرفي حد من أهله كلميهم
سارت معها حتى جلست على المقعد ووضعت عكازها
________________________________________
بجوارها بينما ذهبت الممرضه تجاه غرفة العمليات أخرجت هاله هاتفها الذي لم يتوقف عن الرنين ورأت اسم صديقتها يتصدر أعلى شاشة هاتفهاضغطت على زر القبول ووضعت الهاتف على أذنها تبكي بانتحاب
_ جنات منذر عمل حاډثه
وصلها صوت جنات المتوتر
_ آه ما أنا سمعت انتوا فين وهو عامل إيه دلوقت
بكت هاله وهي تجاوبها
_ معرفش معرفش يا جنات أنا السبب أنا دعيت عليه أنا ھموت يا جنات إن حصله حاجه
حاولت جنات أن تطمئنها بكلماتها
_ إن شاء الله هايبقى كويس متقلقيش أنا جايه عندكم قولي لي انتوا في أنهي مستشفى
أعطتها هاله العنوان ثم أغلقت معها وبحثت عن رقم أختها وطن لتخبرها وضعت الهاتف بأذنها وانتظرت حتى سمعت صوتها فردت هاله بصوت باكي
_ وطن وطن منذر هايسيبني
خرجت وطن من المدرج حيث أصوات زملائها الصاخبه وهي تردف بقلق
_ أهدي كدا وفهميني بتقولي إيه
ردت هاله عليها بدموع شديدة
_ هو عمل حاډثة دعى على نفسه انبارح إن تخبطه عربيه وأنا روحت قولتله هتبقى أكبر راحه أنا ھموت لو جراله حاجه تعالي يا وطن وبلغي حد من عيلته أنا ممعيش رقم حد منهم
_ لا حول ولا قوة إلا بالله طيب تمام أنا هاكلم طنط نوال وجايالك على طول كمان مروان هنا في الجامعه هبلغه قولي لي العنوان
بعد مرور بعض الوقت
كانت عينيها معلقة بباب الغرفة وهي تنتحب پبكاء مفزع بينما تضم يديها إلى صدرها رقت عيني وطن وهي تطالع انتحاب أختها لتدرك أن هاله واقعه بحب منذر وليس مجرد صداقة بينهم اقتربت منها وضمتها إلى حضنها وهي تهمس بجوار أذنها
_ هايبقى كويس يا هاله
تعلقت هاله بعيني وطن تردف بصوت مخټنق
_ بجد يا وطن هو هيرجع لي عارفه أنا اكتشفت إني من دونه ولا حاجه يا وطن انهارده كنت مفتقده صوته مفتقده إني أشوفه ضحكته هزاره معايا كان واحشني أوي مع إنه قدامي عارفه تجاهله ليا كسر لي قلبي كنت بمۏت لما عدى من جنبي كأني غريبه عنه
قبلت وطن أعلى رأسها وهي تردف بخبث
_ امممم ده حب ولا إيه
انتفضت هاله وهي تجاوبها پبكاء
_ أنا معرفش يعني إيه حب يا وطن كل اللي أعرفه إن الحب منذر وبس
ملست وطن على وجنتيها بطرف أصابعها وهي تبتسم بخفوت
_ وكل المراهقات الفاضيه دي
قاطعتها هاله سريعا
_ خلاص مفيش مراهقه وهرتله أنا مش عايزه غير منذر وبس
فتح الباب أخيرا فنهض الجميع مهرولين تجاهه وتحدثت والدة منذر السيدة نوال
_ طمني ابني ابني عامل إيه والعملية خلصت
نزع الطبيب كمامته الطبيه وابتسم بوجهها قائلا بنبرة هادئة
_ الحمد لله العمليه خلصت وكمان أوضاعه مستقره كان فيه ڼزيف داخلي وسيطرنا عليه الحمدلله وجبسنا دراعه الشمال لأنه مكسور ورجله الشمال بردو أول ما تمر أربعه وعشرين ساعه هنعرف أثر الخبطه على عقله ربنا يعافيه عن اذنكم
تنهد والد منذر يشكر ربه وهو يضم زوجته
_ الحمد لله يا أم مروان قدر ولطف ابننا قوي هايقوم منها
ردت منال بدموع
_ ونعم بالله الحمد لله يا رب على كل حال
هتفت والدة هاله بمؤازرة
_ إن شاء الله هايبقى كويس منذر بنيته قوية
وعلى مقربة منهم كانت وطن تقف بجوار أختها مع زملائهم الذين أتوا مع جنات وتحدثت نيرمين وهي تطالع هاله الباكية
_ هو
________________________________________
إيه اللي حصل يا هاله وعمل الحاډثه دي ازاي
لم ترد هاله عليها وبقت صامته تبكي بخفوت لم تنهض من مكانها إلا عندما وقعت عينيها على انفتاح بوابة العمليات وخروج الممرضين برفقة سرير متحرك يستقر على سطحه روحها في هذه الدنيا لتنهض سريعا وكادت تقع فاعطتها وطن العكاز وساعدتها
سارت هاله ببطء تطالع جسده الساكن أمامها والچروح التي خلفت آثارها على وجهه الضاحك لتشهق پبكاء مفزع و بلا وعي ارتمت على صدره بعد أن اختل توازنها وسقط عكازها من يدها تجهش في البكاء على كتفه بينما تهمس بۏجع بائن
_ منذر أنا هاله فتح عيونك وطمني عنك
مالت وطن سريعا تجذب أختها تداري ما حدث بقولها
_ معلش عكازها وقع منها تعالي يا هاله منذر هايبقى بخير إن شاء الله
الساعه الثامنة صباحا
كانت تلف حجابها بسرعة وهي تطالع ذاتها في المرأة تبتسم بحزن وهي تمسك بنهاية أطراف حجابها لتمر على خاطرتها ذكرى
كانت تجلس أسفل درج العمارة وهي تستند بمرفقيها على ركبتيها وتنفخ بملل لأن الجميع تناسى يوم ميلادها عندما قفز منذر أمامها فجأة بطريقة افزعتها لتصرخ هاله وهي تحدقه بنظرات ساخطة
_ مش هتبطل العادة المهببة دي بقى
حك منذر ذقنه قائلا ببسمة وهو يغمز لها بعينيه
_ تؤتؤ الله لا يحرمك من عاداتي ولا طلتي عليك المهم مالك شايله طاجن ستك كدا وقاعده زي المطلقة
نفخت هاله بضجر وهي تتنهد بحزن شديد تخبره
_ أنت متعرفش انهارده كام يا منذر
أخفى منذر بسمة كادت تنفلت منه لأنه يدرك سر حزنها ليقول بلامبالاة وهو يدعي البرود
_ أهو يوم زي أي يوم عادي يعني الأيام شبه بعضها يا لوله بتسالي ليه بقى
غمغمت هاله بحزن
_ لا عادي شوف أنت رايح فين
جلس منذر على ركبتيه أمامها وأخرج يده من خلف ظهره ثم مد يده لها بحقيبة هدايا وهو يقول ببسمة سعيدة
_ كل سنة وأنت هالتي الحلوه
انفرجت شفتيها معربة عن ابتسامه واسعه وهي تنظر لعينيه بسعادة
_ أنت مش ناسي
ابتسم منذر بسمة خفيفه وهو يقول
_ لا طبعا أنسى إزاي أنا معنديش غيرك