الجمعة 29 نوفمبر 2024

نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

انت في الصفحة 24 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

عذر والمفروض لو أنت بتحبها فعلا تحطلها عذر ولو ملقتش تقول اكيد عندها عذر مش تحكم عليها كدا وخلاص هاله بقت دبلانه من يوم ما انت مشيت لا بسمعها تضحك أو تتكلم زي الأول طول السنة دي وهي حابسه نفسها بتذاكر وبس لا بتقابل حد ولا بتخرج أصلا إلا على دروسها أو مدرستها لو فيه حاجه مهمه البت انطفت خالص يا حبة عيني.
قطب منذر حاجبيها بضيق مغمغما ببرود 
_ وآخره يا أمي بتقولي لي ده كله ليه ماليش دعوه بيها هي حره .
نظرت له والدته بعيون ضيقه وهي تطالعه بشك أثناء قولها في مكر
_ اممم افهم من كلامك إنك بطلت تحبها وخلاص طويت صفحتها بالسرعه دي يا منذر .
باندفاع تمتم منذر 
_ لا طبعا أنا لسه بحبها زي الأول و أكتر ومتعرفيش هي وحشاني قد إيه وإنه كان صعب عليا اتجاهلها كدا وإنها تبقى قدامي ومعرفش اكلمها هاله بجرتي الحلوب مش عارف اكلمها أو اهزر معاها وإني اتهرب منها بس في أيدي إيه أعمله هي اللي رفضتني هي اللي چرحتني بكلامها وأنا بنفذ رغبتها أهو يا أمي أنت ليه عايزه تطلعيها بدور الضحېة وأنا الظالم في الموضوع .
رتبت والدته كلماتها في رأسها بعد أن استمعت إلى حديثه ورأت صدقه فطوال الفترة الماضية كان منذر يتصل بوالدته لتخبره عن أحوالها كما كان هو يراقبها من دون أن تعلم كم اشتاق لها حد المۏت وكم من مرة أمسك نفسه حتى لا يذهب إليها ويسالها عن حالها كم مرات ظل يحدق في صورتها التي لا تفارق محفظته ثم بعد دقيقة اردفت والدته بنبرة هادئة
_ انتوا الاتنين مظلومين يا ابني محدش فيكم ظالم بس أقصد

________________________________________
لايمتى هتفضلوا على الوضع ده يعني .
زفر منذر أنفاسه في ضيق شديد وهو يمسح على شعره 
_ مش عارف أنا بقيت بكره كلمة لايمتى دي فلوسمحتي يا أمي متقوليهاش تاني .
صمتت والدته لثواني قبل أن تقول بخبث 
_ طيب مش هقولها تاني بس بعد نتيجتك إن شاء الله كنت بفكر يعني أحجز لك بنت عمك إيهاب هما من زمان كانوا بيقولوا أصلا إن بنت عمك ليك و......
قاطعها منذر وهو يحدق بها بذهول وهو يردف بضيق شديد
_ أمي أنت عايزه تجننيني أنا بحب هاله تقولي لي احجزلك بنت عمك .
بغيظ شديد وهي تعقد حاجبيها قالت نوال ردا على حديثه المتهكم 
_ وبعدين يعني آخرة الحب ده إيه هتفضل تحبها في السر وخلاص هو ده اللي أنت بتفكر فيه قولتلك اجس نبض أمها وأنت رفضت وهاله كل يوم بياجيلها كتير وأبوها إن كان رافض علشان الثانوية فهي خلاص داخله الجامعه يعني ممكن كمان سنتين مثلا ولا حاجه يوافق إنها تتخطب خصوصا إن فرح أختها بعد العيد الصغير .
كرمش منذر ملامح وجهه بانزعاج واضح وهو من داخله يرفض ذلك بشدة ثم رفع رأسه ونظر إلى والدته وبنبرة كاذبه أردف 
_ قولتلك بردو أعمل إيه الله يسهلها بعيد عني .
رفعت والدته حاجبها باستنكار قائلة بخبث 
_ من قلبك يا منذر .
نهض منذر عن فراشه واتجه إلى المرآة أمسك بالفرشاة وأخذ يمشط شعره وهو يصطنع اللامبالاة ونيران الغيرة أكلته من الداخل 
_ من ورى قلبي يا أمي بس بردو قولتلك في أيدي إيه أعمله أبوها مش شايفني غير ابن ليه وبس ودلوقت هقولك سيبيها على الله لو ليا نصيب فيها هاخدها .
ختم حديثه وهو يترك فرشاة الشعر من يده ثم خرج من الغرفة وقبل أن يخرج من المنزل قالت والدته 
_ استنى رايح فين ابوك على الطريق ومروان جي .
_ كفاية عياط يا هاله وجعتي قلبي .
خرجت تلك الكلمات من شفاه وطن وهي تطالع أختها المنزوية في آخر الفراش ټدفن رأسها بين أرجلها منتحبة في بكاء حاد .
تقدمت منها وطن تمشي على ركبتيها ويديها حتى جلست بقربها ثم بكل حنان أمسكت بشعرها تبعده خلف ظهرها ومدت يدها ترفع رأسها لينفطر قلبها حزنا على شقيقتها وهي تنظر إلى انتفاخ عينيها واحمرارهم من كثرة البكاء أدمعت عيونها تاثرا لتحاول التخفيف عنها ولو ببضع كلمات 
_ طيب إيه اللي حصل معاك أنت شوفتيه هناك .
بنبرات متقطعة وصوت خرج من أعماقها يعبر عن ألمها همست هاله 
_ شوفته ومعرفتش أنطق بحرف ولا هو اتكلم فتح لي الباب وسابني ومشي دخل اوضته عيونه كانت باردة يدوب لمحت نظرة عابرة كدا وهو بيوسع لي علشان أدخل أنا مبقتش قادره أتحمل يا وطن خلاص فاض بيا وقلبي تعبني أوقات بسال نفسي ليه ما حبنيش زي ما حبيته أنا كنت قدامه قبل نرمين دي أنا اللي عشت معاه واتربينا سوا لينا ذكريات كتيرة مع بعض عارفه على قد خۏفي وقلقي من النتيجه بس خۏفي إنه خلاص تخطاني ونسيني هو اللي دبح ني .
ضغطت على شفتيها وهي تبتسم بسخرية وعينيها تدوران في أرجاء الغرفة قبل أن تعاود النظر إلى أختها مكملة حديثها بحزن وۏجع يقطر من بين كلماتها
_ علاقتنا ماټت وډمها على أيدي لوحدي أنا اللي عملت فينا كدا أنا كان لازم اسيطر على مشاعري أكتر من كدا كان لازم أحفظ قلبي يا وطن أنا ليه حبيته لدرجه بتوجعني أوي يا وطن أنا ليه حصل معايا كدا هل أنا بعيده عن ربنا يا وطن علشان كدا ابتلاني بهوى القلب .
داعبت وطن خديها وهي تمسح باناملها دموعها 
_ لا يا حبيبتي ما تقوليش كدا المشاعر دي جميلة ونبيلة جدا وأنت حفظتي قلبك للانسان اللي يستحقه ومنذر يستحق إنك تحبيه سيبك من هرتلات المراهقه ياما وأنا في سنك كنت بعمل زيك كدا كان طبيعي أنا أعجبت بمدرسين ليا وبنيت أحلام وردية وأوقات دكاترة ليا في أول سنه جامعه دي حاجه مرتبطه بالنمو بتاعنا يا هاله حاجه جو تركيبتنا المشاعر والحب بس طبعا مشاعر نبيلة عفيفه مش بناخد عليها ذنوب مثلا زي ما أنت شايفه اللي بيعملوه الشباب والبنات تحت مسمى الحب واحدة تروح تقولك أصلي مرتبطه بمحمد ومحمد ده مين يعني خطيبك اتقدملك لا طبعا مجرد واحد شقط واحده وعايز يتسلى دول بيسيئوا للحب و المشاعر الجميلة اللي بتتزرع في قلوبنا في ناس بتقفل على قلبها يعني بتكون كل تفكيرها في حاجه تانيه دراستها مثلا تشعل نفسها بهواية بأي حاجة أو مفيش حد لفت نظرها وبعدين دي أمور كلها جوه هنا .
أشارت إلى قلبها مكملة ببسمة لطيفة
_ الله وحده بيعلم بيها يعني أنا معرفش اللي جواك إيه ولا أنت تعرفي جوايا ايه جايز أظهر قدامك إني مش فارقه معايا ولا بحب ولا معجبه ولا أي حاجه وأنا من جوايا مثلا عندي حب بس محتفظه بيه بيني وبين نفسي وبدعي مثلا ربنا يجعله من نصيبي دول بقى فئة نادرة إنها آه عاشت المشاعر دي بس حافظت على دينها على تربيتها على أخلاقها إنها معملتش شيء تاخد ذنب عليه تحت مسمى الحب دول ربنا بيبارك في علاقتهم مثلا ووقتها ممكن يغير القدر علشانهم من شدة الحاحهم على الله بالدعاء فهماني يا حبيبتي .
حركت هاله رأسها بهزة بسيطة وهي تستمع لها فأكملت وطن بهدوء وبسمة صافية 
_ في حالتك أنت بقى الحب الحقيقي اللي حستيه بجد كان لمنذر ومن زمان بس أنت انكرتيه من جواك ووهمتي نفسك بأنه أخ ليك وبس وكان كل ما حد يعجبك مثلا تقولي عليه لينا مخبتيش حاجه سواء عليا أو على صحباتك تقولي لي يا وطن الشاب ده انهارده عمل تصرف جميل وأعجبت بيه هنا أنت أعجبت بأخلاقه واحد تاني كان ذكي مثلا تقولي أنا أعجبت بيه وأنت قصدك على أنه ما شاء الله انسان نبيه وذكي إنما المشاعر الحقيقيه كانت لمنذر من البداية وبعدين الاعجاب ده بيدا على تفاعلنا مع المجتمع والناس طب ما انت ممكن تعجبي بواحده مثلا وتقولي البنت دي ما شاء الله عليها أخلاق و طيبه كدا .
حركت هاله جسدها تستند برأسها على كتف أختها وهي تهمس بحزن 
_ شكلي هفضل أحبه بيني وبين نفسي وبس يا وطن .
عصر اليوم التالي
كان منذر يتحرك ذهابا وايابا وهو ينقل بصره بين أخيه الجالس أمام جهاز الكمبيوتر وبين سقف الغرفة وفجأة نهض مروان وهو يردف بنبرة سعادة بدت واضحه جدا في حديثه 
_ مبروك يا وحش الكون نجحت وطالع من العشرة الأوائل.
توقف منذر وهو يطالع وجه أخيه بملامح مبهمة قبل أن تفرج شفتيه عن ابتسامة واسعة وهو يقول
_ احلف بالله.
تبسم مروان وهو يمسك بوجهه بين يديه مرددا 
_ والله العظيم ..تعالى شوف مركزك مكرر بس أعتقد مش مشكله بالنسبه ليك .
تجاهل منذر

________________________________________
حديثه واتجه يطالع شاشة الكمبيوتر بعينيه وحينها أخذ يضحك بقوة تحت تعجب مروان الذي رفع حاجبه بذهول ليهتف وهو يضع يده على شعر أخيه 
_ أنت كويس بتضحك على إيه .
لم يرد عليه منذر بل أخذ يركض خارج الشقه وتزامن فتحه للباب مع رؤيته لمعذبة قلبه تضحك بقوة هي الأخرى ودموعها تنهمر أمام وجهها تقطع المسافه بينهما لأول مرة وهي تصرخ بحماس كبير متناسية وعودها وكل شيء 
_ منذر أنا نجحت .
ليتقدم منذر منها وهو يهتف من بين ضحكاته متجاهلا ما حدث طوال السنة الماضيه وكان شيء لم يكن
_ وانا نجحت يا هاله حتى في المركز لازقه ورايا بت أنت لزقه كدا ليه .
أدمعت عينيها وهي تهتف بنبرة ضاحكه رغم دموعها 
_ إذا كان عاجبك يا أنت أصلا أنت اللي جاي ورايا عدو النجاح .
قطب منذر حاجبيه بضيق وهو يردف بتذمر
_ كدابه أنت اسمك بعدي يبقى أنت اللي جايه ورايا أنا المركز الأول .
قهقهت هاله ضاحكة مردفة بنبرة حانية 
_ مش مهم مين فينا الأول بس أنا مبسوطه إننا تقديرنا زي بعض ونفس المركز .
بهمس قال منذر ولم ينتبه إلى أفراد اسرتيهما الذين يطالعونهم ببسمة واسعه والفرحة ترسم خطوطها على ملامحهم 
_ وأنا كمان مبسوط جدا مبروك يا هاله الحلم هايبقى حقيقه .
_ ومبروك ليك أنت كمان دلوقت العيال أكيد هيصدقوا الاش......
قطعت باقي كلماتها عندما استوعبت ما كادت تتفوه به لتختفي البسمة من على شفاهه وهو يطالعها بذهول كأنه استوعب توا ما كان يجري تنحنح بحرج عندما أبصرت عينيه أباها يقف خلفها تماما وبعيونه نظرة عتاب أم ماذا لا يدري ليسارع بخفض عينيه .
عندها تحدث محمد والد هاله بأعين مبهمة
_
23  24  25 

انت في الصفحة 24 من 29 صفحات