الجمعة 29 نوفمبر 2024

نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

تطالع أختها بحزن شديد
_ ولا أنا كان يخطر على بالي أصلا إن ده يحصل معانا بس عارفه واحشني كتير أنا مابنمش إلا لما أشوف صورته واخدها في حضڼي حتى إني اتعلمت الكتابه وعملت مذكرات وكل يوم بكلمها عنه نفسي أشوفه أوي من غير هروب بس وعدي لبابا معجزني .
صمتت لثواني وهي تبتسم بدموع 
_ بس عارفه إن آخر مرة العيار كان تقيل أوي عليه وقولتله كلام جارح وهو طول السنه في تالته ثانوي وحتى في الإجازة بتاع تانيه ما سمحليش أشوفه حرمني حتى من إني المحه حول من مجموعتي في كل الدروس وحتى نرمين الحبوبه بتاعته حولت وراه بعد زي ما قولتله بس أنا قلبي واجعني أوي يا وطن وحشني جدا ....
لم تكمل حديثها بسبب موجة البكاء التي اجتاحتها أخذت هاله تبكي بشده وهي تردد بهذيان 
_ وحشني صوته وضحكته وحشني أشوف ابتسامته وحشني كلامي معاه وحشني لما كان يقف وبجبلي كتب من عنده وحشني اهتمامه وسؤاله عليا أنا بمۏت من غيره كل يوم عدى عليا كنت بمۏت وعزائي الوحيد إنه كويس وعايش مش قادره الومه وأنا اللي عليا كل اللوم أنا اللي طردته من حياتي كان موجوع يومها شوفت الدموع واقفه في عينيه حزين مصډوم حاسس بالخذلان ده اللي شوفته في عيونه ونبرة صوته كلما بفتكرها بكره نفسي .
نهضت وطن واتجهت نحو أختها ثم بدون أن تنبس بحرف كانت ټحتضنها بصمت وهي تربت على ظهرها بيديها صعودا ونزولا ثم همست بجوار أذنها 
_ مروان قالي إن عمي رفض إنه يقدم في جامعه هناك في اسكندرية لأني سمعت طراطيش كلام كدا إنه عايز بعد المجموع لو جاتله كلية هنا في القاهرة إنه عايز يحول عند ابن خاله بس أبوه مصر إنه يرجع القاهرة ووقتها.....
قاطعتها هاله تبتسم پألم وهي تقول 
_ وقتها إيه أقوله أهلا منذر ممكن تسامحني ونعتبر السنه اللي فاتت دي كأنها مش موجودة متوقعه إيه يا وطن مش هيرضى حتى يبص في خلقتي كم مرة اتقابلنا صدفه في الدروس أو المدرسة كان بيدير وشه ويمشي في طريق غير اللي أنا فيه بدون ما يوجه لي اي كلمه او حتى نظره منذر كان بياجي يشوف أهله بالليل متأخر وبعد الفجر كان بيمشي طول فترة الاجازة علشان يضمن إني ماشفهوش هو خلاص كرهني وعنده حق أنا أصلا معنديش عين ابص له أو أطلب منه أي حاجه .
بنبرة حانية همست وطن وهي تمسح دموع أختها 
_ هايسامحك ماتقلقيش أصلا تلاقي حالته ما تفرقش عنك .
انفلتت ضحكة مټألمة من شفاه هاله وهي تردف بحزن 
_ منذر خلاص تخطاني يا وطن ومن زمان أنا طلعت ما افرقش معاه ونسيني زي ما طلبت منه نسيني يا وطن وبعدين هو ما بيحبنيش أصلا آه ممكن كان بيعزني أو متقبلني يعني مش بيكرهني إنما حب وكدا لأ عارفه أكتر حاجه بكرها الحب من طرف واحد بس شوفي سخرية القدر لما جيت أحب حبيت واحد مبيحبنيش حبيته من كل قلبي وماحبنيش .
ضحكت هاله بسخرية ممزوجة بالحزن الشديد الذي يقطر من ثنايا كلماتها 
_ كان زمان يقولي حواء بتمثليها أنت يا هاله بس لقي حواء غيري وعشقها أنت لو كنتي شوفتي الخواطر اللي كاتبهالها وقصائد الشعر اللي مليانه كلها مشاعر وحب صادق هتعرفي قد إيه بيعشقها الست ام بتاعته .
بتساؤل اردفت وطن وهي تضيق عينيها
_ ام إيه بس ده مش حرف نرمين يا هاله .
نظرت لها هاله بانتباه قائلة 
_ تصدقي عندك حق نرمين حرف ال N طيب امال مين ام دي .
مطت وطن شفتيها وهي تحرك كتفيها بعدم معرفة ثم قالت 
_ بس مش أنت قولتي لي إنه بيحب نرمين يا هاله .
هزت هاله رأسها بايماءة بسيطة وهي تقول باستغراب 
_ أيوه هو قالي كدا هو آه مقالهاش صريحه لما واجهته بس أكد برأسه وقالي بس إنها جميلة .
مالت وطن رأسها تفكر في حديث أختها ثم قالت ما توصل إليه عقلها 
_ مش عارفه الموضوع محير وفيه لغز ...يعني نرمين طول عمرها قدامه وهو وقته كله معاك أنت فايمتى حب نرمين أصلا أقصد كان عنده وقت أصلا وهو ليل ونهار معاك يا بتذاكروا يا بتتخانقوا .
بصيص أمل انبعث بداخلها بعد سماعها لتحليل وطن لتقول هاله ببسمة سعيدة 
_ ايوه أنت صح معنى كدا إنه مش بيحبها أصلا ممكن كان بيهزر معايا .
بحزن اردفت وطن وهي تطالع نظرات أختها والسعادة التي انبثقت على ملامحها والتي هي على وشك محوها ما إن تردف بكلماتها التاليه
_ هاله مش عايزاك تحطي آمال على الفاضي مهو جه في فترة وبدا يهتم بنرمين صح عادي ممكن كان بيحبها في السر مثلا .
اعتلت محياها علامات الإحباط لتزفر بحزن وهي تقول 
_ الله يسعده ده اللي أقدر اقولهوله المهم ركزي على الموقع بابا بقى مكلمني أكتر من خمسميت مرة وهو أصلا على الطريق يارب أكرمني يارب نفسي أحقق حلمي وحلمه .
كانت تضع أطباق الطعام على الطاولة وهي تتنهد بحنين عندما رن جرس الشقة لتضع آخر طبق على الطاولة وتتجه نحو الباب لتفتحه وما إن وقعت عينيها عليه

________________________________________
انفرجت شفتيها عن بسمة واسعه وبعيون لامعه فتحت نوال ذراعيها وهي تهتف بسعادة غامرة 
_ حبيب قلبي .
أنزل منذر حقيبته من على كتفه ووضعها على الأرض ثم مال على رأس والدته يقبلها بشوق شديد قبل أن يتركها ويلف ذراعيه حولها وهو يحتضنها بحب هامسا 
_ قلب منذر من جوا واحشاني مۏت يا ست قلبي .
أغرقت دموعها كتفه وهي تهتف بنبرة باكيه
_ واحشني يا منذر جدا على فكره أنا هقطع علاقتي باخويا علشان ما يستقبلكش تاني .
ابتعد منذر عنها وهو يضحك بخفوت قائلا
_ مش للدرجادي خلاص مش هاسافر تاني أصلا بابا رفض إني أحول من الجامعة هنا المهم يا قلبي طمنيني عنك كدا انتوا عاملين إيه.
أمسكت نوال بيده وقالت بينما تشير إلى الداخل 
_ تعالى بس ريح من الطريق احنا كويسين بشوفتك يا حبيبي .
انحنى منذر يحمل حقيبته ودلف بخطوات بسيطة خلفها وضع حقيبته أرضا وجلس على الكرسي وهو يقول 
_ ده أنا شكل حماتي بتحبني جيت في الوقت المناسب امال فين مروان بابا كلمته وقال إنه على الطريق .
_ مروان راح عند خطيبته وزمانه جي أدخل احضرلك الحمام وتصحصح كدا معرفتش أخبار عن نتيجتك.
التقط منذر إحدى قطع الفراولة الموضوعه أمامه واجابها بهدوء 
_ بيقولوا انهارده بس أنا دخلت على الموقع اكتر من مرة وعليه ضغط وشكله قفل يمكن بكرا يا أمي ربنا يستر .
ابتسمت نوال وهي تحضر بعض ملابسه من الخزانه ثم قالت قبل أن تتجه إلى المرحاض 
_ إن شاء الله على خير وهتكون من الأوائل وتفرحني وتفرح أبوك وتدخل طب بشړي إن شاء الله .
_ آمين يارب.
_ هاله يا هاله تعالي بسرعه .
خرجت هاله من الغرفة وهي تتنهد مردفة بضحك غلب عليه توترها 
_ إيه يا ماما .
مسحت والدتها يديها في المنشفة وهي تقول 
_ خدي صنية البسبوسه دي وديها لطنط نوال قالتلي عليها انهارده وأنا مش فاضيه هحضر لابوك العشا .
نظرت هاله إلى صنية البسبوسه بعيون دامعة لتهتف بعفوية 
_ هو منذر رجع يا ماما .
قطبت والدتها حاجبيها باستغراب قائلة 
_ وأنا اش عرفني يا هاله تقريبا هو لسه في بيت خاله شكله عجبته اسكندرية المهم بلاش كتر كلام حطي الحجاب على رأسك وروحي وديها بسرعه وتعالي .
_ طيب دقيقه وجاية.
أنهت حديثها وهي تتجه عائدة إلى غرفتها فتحت الباب لتقع عيناها على وطن الجالسة أمام شاشة اللاب توب لتسالها هاله بقلق 
_ لسه بردو .
ردت وطن دون أن تنظر إليها 
_ الموقع قفل ونزل منشور إنها هتظهر بكرا اتنفسي بقى براحه إن شاء الله خير .
_ يارب أنا زهقت خلاص الواحد أعصابه باظت خالص .
قالتها هاله وهي تضع الحجاب على رأسها ثم خرجت واتجهت إلى والدتها أخذت الصينية من يدها .
طرقت على باب الشقة وقلبها تتسابق دقاته فيما بينها بقوة مرت ثواني وفتح الباب ليظهر من وراءه آخر شخص توقعت هاله أن يفتح لها الباب وتقابله هكذا وجها ل وجه عضت على شفتيها من الداخل وسارعت باخفاض بصرها صوب صينية الحلويات التي تحملها .
في حين كان منذر ينظر لها باشتياق وحنين يفيض من عينيه مستغلا أنها لا تنظر إليه وبعد لحظة صمت فتحت هاله فمها لتردف بأي شيء ولكن لسانها لم يسعفها تحرك منذر من أمام الباب يفسح لها الطريق ثم بدون أن ينبس بحرف تحرك صوب غرفته .
تساقطت دموعها بقوة حرمها حتى من الكلمة من أن تسمع صوته لتبتلع لعابها الذي جف بحلقها وتدخل بخطوات بسيطة حينها قابلتها والدته السيدة نوال وهي تخرج من غرفة المطبخ تحمل بيدها بعض الأطباق وضعتها على الطاولة ثم اتجهت إليها تهتف ببسمة صغيرة
_ هاتي عنك يا حبيبتي وقولي لماما تسلم ايدك .
ناولتها هاله الصينية وهي ترسم بسمة مجبرة على شفتيها مردفة بنبرة مهمومه
_ الله يسلمك ما عملناش حاجه .
ابتسمت هاله لها ثم أعطتها ظهرها واتجهت نحو الباب مغادرة فاستوقفتها نوال بقولها في ود 
_ هاله ما تقوليلهم وتعالي اتعشي معانا زي زمان من زمان ما اتجمعناش كدا .
بدون أن تلتفت لها قالت هاله ببحه ينبعث منها البكاء 
_ وجودي مش مرحب بيه عن إذنك .
ما إن أنهت حديثها حتى خرجت مسرعه وهي تبكي بشدة تنهدت نوال بحزن ثم أدخلت الصينية المطبخ واتجهت إلى غرفة منذر طرقت الباب وانتظرت إذنه بالدخول وما إن سمعت صوته يأذن لها فتحت الباب مردفة بضيق 
_ أنت قولت إيه لهاله بكاها كدا وخلاها تديني الصينية وتمشي بالطريقه دي .
كان منذر مستلقيا على فراشه وهو يعبث بهاتفه ثم ودون أن يحيد بنظره عن شاشه الهاتف أجابها بنبرة باردة 
_ ما قولتش حاجه أصلا ولا كلمتها .
جعدت نوال جبينها بضيق ثم جلست بقربه على ونزعت الهاتف من يده ثم اردفت بحزن 
_ امال عملت إيه.
اعتدل منذر في جلسته مسندا رأسه على الجدار خلفه 
_ ما عملتش يا أمي فتحتلها الباب ودخلت اوضتي بعدين مش دي كانت رغبتها وهي اللي طردتني من حياتها بټعيط ليه بقى وزعلانه من معاملتي .
حركت والدته عينيها عليه وهي تتفرس تعابير وجهه قبل أن تردف بضيق
_ على فكره بقى أكيد ليها
22  23  24 

انت في الصفحة 23 من 29 صفحات