الجمعة 29 نوفمبر 2024

نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة

انت في الصفحة 22 من 29 صفحات

موقع أيام نيوز

نبزة من المشاعر دي الحكاية انتهت أنا لا يمكن افاتح عمي في الموضوع ده لأنه رافضه وده واضح جدا من إصراره إني ما تعداش حدودي كوني اخ ليها زي ما بيقول سيبيها على المولى هو يحلها ودلوقت جهزي لي شنطة السفر هروح لخالي 
_ ما تسافرش يا منذر 
_ محتاج أبعد يا ست الكل وافكر بهدوء وكمان خالي مصر إني أقضي الصيفية معاهم ومش عايز اكسفه 
ضمت وجهه إلى صدرها وهي تربت على كتفه 
_ ربنا يقدملك اللي فيه الخير والصلاح ليك يا حبيبي استنى أبوك يتعشى ونكلم خالك وهخلي مروان يوصلك 
_ مفيش داعي نتعب مروان أنا مش أول مرة أروح عندهم وبعدين مصعب جاي ياخدني أصلا
ما إن أغلقت الباب خلفها حتى انزلقت بظهرها تجلس أرضا منفجرة في بكاء حاد وهي تبكي بدون صوت تتذكر ما حدث وكيف كانت قاسيه عليه بكلماتها وضعت يدها على خدها الذي صفعها عليه وهي تهمس بۏجع 
_ حقك على قلبي يا منذر 
ختمت حديثها وهي تعتدل ثم اتجهت إلى رف الكتب مدت يدها إلى أحدهم وأخذته ثم أحضرت ورقة صغيرة وبدأت بالكتابة امتزج الحبر بالدموع والاهات 
كنت أنا الجانية في ذلك اليوم دفنت مشاعر نمت بداخلي لك باعطائي وعدا قيد اضلعي أنا لم أكرهك يوما أنا احببتك منذ ذلك اليوم الذي أتيت فيه للدرس متاخرا وأنت تعبث بخصلات شعرك وتهتف بعبارات الاعتذار وقتها ابتسمت بسمة صافية بانت فيها غمازتك التي أضحت في قائمة ثاني أكثر شيء أحبه بك بعد عينيك كانت أول مرة لي انظر إليك بتلك الطريقة 
تنهدت بعمق وهي تمسح بعض الدموع التي حجبت الروية عن عينيها ثم أكملت الكتابة بعيون تفيض من المشاعر 
مررت من جانبي وأنت تضحك حينها غمرتني مشاعر عديدة خفق فؤادي بدقات عاليه وشعرت بالحرارة تغزو وجنتاي لم أفهم ماهية هذا الشعور وقتها ووجدتني بتلقائية اخط تلك الجملة على ورقة وجدتها أسفل قدمي لم أهتم بأن الورقة تحوي رسمة لأحدهم بقدر اهتمامي بأن أكتب الجملة وشعور يزداد بداخلي في كل مرة تقع عيني على خاصتك أشعر بحبك يملأ فؤادي كتبتها باللغة التركية ولم أدرك حقيقة مشاعري إلا عندما بدأت أشعر بالغيرة عليك من نرمين في ذلك اليوم الذي كنا متخاصمين فيه حينها صعقټ عندما مررت من جانبي وتجاهلتني خرجت من القاعة أبكي وحدي وحينها استطعت نطقها لأول مرة واعترف بصوت مسموع باني أحبك بل إني أعشقك منذر 
أنهت هاله كتابة آخر كلماتها ثم مررت عينها على ما خطته يداها برضى ثم طوت الورقة ووضعتها على الكتاب آخر كتاب أهداه لها قبل شهر من بداية الإمتحانات وتذكرت عندما أحضره لها
_ هاله استني جبتلك حاجه 
قالها منذر ببسمة لطيفة وهو ينظر نحوها قبل أن يدخل إلى منزلهم وهي تطالعه بنظرات حائرة نظرت إلى ساعة يدها حان وقت رجوع والدها عليها الدخول وما إن أعطته ظهرها حتى خرج منذر وهو يبتسم بينما يمد يده لها بالكتاب يهتف ببسمة 
_ أتمنى يعجبك الكاتب أدهم الشرقاوي عارف إنك بتحبي كتاباته جدا 
ابتسمت هاله بغير تصديق وهي تنقل بصرها ما بين عينيه ويده حيث الكتاب وهي تقول 
_ أكيد طبعا هايعجبني أنت بتهزر عندما التقيت بعمر بن الخطاب أنت عارف إني بحب سيدنا عمر جدا وكنت هاشتريه أصلا بس أنت دايما بتسبقني 
ضحك منذر بخفوت وهو يضع يده خلف عنقه 
_ عدي الجمايل بقى 
ابتسمت هاله فتابع هو ببسمة متبادلة 
_ أنا مش عايز تقدري تحتفظيه بيه 
اتسعت حدقة عينها مرددة بقلب تتسارع دقاته 
_ بجد بس ده بتاعك أنت 
_ وأنا ايمتى ما كنتش جد معاك خدي يا بنتي الكتاب أنا جايبه ليك 
_ وايه المناسبه بقى 
_ من غير مناسبه هاتخديه ولا اخده نرمين بتحب القراءة و 
ما كاد يكمل جملته حتى انتشلت هاله الكتاب من يده مردفة بتهكم 
_ هاخده طبعا 
ابتسم منذر بسمة لطيفة وهو يقول 
_ أنا أصلا بهزر معاك الكتاب ليك أنت 
نظرت هاله له بعينين لامعتان وهي تضم الكتاب إلى صدرها وقبل أن تغيب عن ناظريه باحت عينيها بتلك الجملة 
_ بحبك يا منذر والله إني بعشقك يا ابن الناس الطيبة لو لينا نصيب هاجيب المكتبة بدل النيش وأنت مش هتمانع لانك زيي بتعشق ريحة الورق والكتب آه بس لو بتحبني قد ما بحبك 
عادت من ذكرياتها وهي تلمس الكتاب مغمضة عينيها بحزن ثم تسطحت على سريرها تنعي أحلامها وحب حكم عليه بالوئد قبل أن يظهر للنور
بذات الوقت عند منذر 
كان يتناول العشاء برفقة والديه وأخيه ثم أخبرهم عن رغبته في السفر إلى الاسكندرية وافق والده وقال مروان بهدوء 
_ هاتسافر ايمتى 
كان منذر يحرك الملعقة في يده بشرود لم ينتبه على سؤال أخيه إلا عندما لكزه بذراعه فنظر إليه باستغراب فأعاد مروان حديثه 
_ ياض مالك تنحت كدا بقولك ناوي تسافر ايمتى 
ترك منذر الملعقة من يده ووضعها على الطاولة مردفا بهدوء 
_ إن شاء الله بكرا كلمت ابن خالي وهو هياجي ياخدني معاه أنا الحمد لله أكلت 
نظرت والدته للطبق أمامه والذي فقط أخذ منه بعض اللقيمات لتردف بحزن 
_ فين الأكل اللي أكلته يا منذر اقعد كل يا بني 
قبل منذر رأسها بلطف وهو يقول 
_ تسلم ايديك يا ست قلبي أنا شبعت الحمد لله هدخل أريح شوية لاني جعان نوم 
وبهذه الكلمات أنهى منذر حديثه ثم توجه إلى غرفته جلس على فراشه يمسح على المنطقة ما بين عينيه بإرهاق واضح أحضر مدونته الصغيرة وفتحها على إحدى الصفحات الفارغة مد يده والتقط أحد الأقلام وبكل أسى بدأ يسجل تلك الكلمات في عينيه دمعة حائرة 
أحببتك أكثر مما ينبغي بل إني عشقتك للحد الذي لا يمكنني العيش فيه بدونك وتلك حقيقه ليس مجرد كلام حبك يسكنني من أعمق نقطة في قلبي هناك حيث أنت لا أعلم ما الذي جرى بيننا اليوم اتراني أحلم لأن هذا لا يمكن أن يكون حقيقه تلك التي طعنتني لا يمكن أن تكون هالتي أشعر بالخذلان بأنني تركت وحدي وخذلني العالم وأنا أعني بالعالم أنت أنت هي عالمي ما اعتقدت أن اتجرع ذاك الشعور يوما ألا يكفيك أنك لا تبادلينني نفس المشاعر ألا تشفقين على قلبي الذي ليس له سلوان من دونك هاله
ترك منذر القلم يمسح على عينيه قبل أن يتنهد ويعاود إمساكه

________________________________________
مكملا كتابته 
_ بت لا افهمك تبكين علي بانفطار وأنت تقتلينني تصرخين من داخلك وأنت تجرحينني قټلت قلبي والآن أقمت المراثي آه كم يؤلمني فؤادي كثيرا هاله يا ليتك تعلمين مقدار حبي لك يا ليتك تشعرين بي ما اعتدت الهرب منك يوما ولكن سانفذ رغبتك و استسمح الأيام عذرا أن تعلمك ذلك في يوم من الأيام أن هناك عاشق أحبك بكل صدق ولكن كل ما حصل عليه هو الخذلان فقط أنا سأرحل ولكن قلبي سيبقى حيث أنت فهو ملكك على كل الأحوال إن كنت آسفا بخصوص شيء فهو أني رفعت يدي عليك سامحيني 
بعد أن انتهت من صلاة الظهر جلست على الأريكة في الصالة تتابع التلفاز بعيون شاردة أتت وطن وجلست بقربها ثم قالت 
_ هاله تعرفي إن منذر مسافر النهاردة ودلوقت كمان
حاولت هاله ادعاء اللامبالاة وهي تردف بينما تتناول إحدى المكسرات 
_ أها 
ضيقت أختها عينيها وهي تطالع لامبالاتها تلك بعدم تصديق 
_ أنت يا باردة بقولك منذر هايمشي مش هاتودعيه 
تركت هاله الطبق من يدها وبعينين باكيتان هتفت 
_ خلاص مبقاش في هاله ومنذر يا وطن كل حاجه انتهت 
أنهت حديثها وهي تهرول إلى غرفتها تبكي بشده جرت قدميها لتقف في شرفتها تنظر إليه لآخر مرة 
وبالاسفل 
انتهى مروان من وضع حقيبة أخيه في السيارة وعاد له يهتف ببسمة صغيرة 
_ هتوحشني يا فصعون ابقى غفل وتعالى متخلناش نشتاقلك
ابتسم منذر بسمة خفيفه وهو يقول 
_ إن شاء الله 
عانقته والدته وهي تدعو الله له بأن يريح قلب ابنها ثم تلقفه والده بين ذراعيه قائلا 
_ خلي بالك من نفسك يا منذر 
أومأ منذر برأسه بصمت فقال ابن خاله بمرح 
_ يا جماعه ده رايح اسكندرية مش رايح يجاهد بطلوا دراما بقى 
نظرت له عمته بذهول وهي تردف 
_ ولو بردو يا مصعب خلوا بالكم من بعض طول الطريق وأنت يا مصعب أمانه عليك تسوق براحه وبلاش تهور 
قبل رحيله شيء تلقائي جعله ينظر نحو شرفتها لآخر مرة وحينها ابصرها تتوارى خلف ستار شرفتها مڼهارة في البكاء هز رأسه بأسف ثم وضع النظارة على عينيه وعادت ملامحه للوجوم
يتبع

نوفيلا يوميات مراهقه الحلقة التاسعة بقلم نورهان ناصر 
وعذرته لما تساقط دمعه ونسيت أياما بها أبكاني وأخذته في الحضن أهمس راجيا جمرات دمعك أيقظت نيراني أتريد قتلي مرتين ألا كفى فامنع دموعك واحترم أحزاني لا صبر لي وأنا أراك محطما يا من يجرح دمعه أجفاني.
كريم العراقي رحمه الله
كانت تجوب أرضية الغرفة ذهابا وايابا من شدة التوتر بينما تنظر إلى أختها تارة وإلى سقف الغرفة تارة أخرى وضعت يدها أعلى شعرها تهتف بتوتر شديد
_ ظهرت ولا لسه .
اجابتها وطن وهي تنظر إلى شاشة اللاب توب أمامها بتركيز 
_ يا بنتي أهدي بقى وترتيني أنا شخصيا لسه يا هاله الموقع عليه ضغط اصبري .
جلست هاله على طرف الفراش تكاد تبكي من شدة الخۏف والتوتر وهي تهمس بحزن 
_ أهدى إزاي بس ده أنا ھموت من التوتر يا وطن أوف أي ده مكنتش نتيجة تعمل فيك كدا يا هاله .
ضحكت أختها على حديثها وهي تقول ببسمة لطيفة
_ ياه رجعتيني لأربع سنين ورى لما كنت في سنك كدا وقتها كنت مړعوپة بردو رغم إني كنت أدبي يعني طبعا مش بقلل من قسم اللي دخلته لأني دخلته باقتناع وأنا حاطه قدامي هدف معين والحمدلله وصلتله وأنت تعبتي بصراحه طول السنه فأكيد تعبك مش هيروح على الفاضي ربنا كريم وهيكرمك بإذن الله .
_ يارب يا وطن كان نفسنا ندخل طب أوي .
أنهت حديثها لتعتلي ملامحها علامات الحزن زفرت وطن الهواء ثم استدارت لها تقول بنبرة حانيه
_ أنا لحد دلوقت مش مصدقه إن عدى أكتر من سنه ونص وانتوا ما بتتكلموش لو حد كان حكالي الحاجه دي قبل سنتين مكنتش هصدقه .
غزت الدموع عينيها وهي
21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 29 صفحات