الرواية راااائعة للكاتبة علياء عبد الصبور مكتملة
هنزل برضوا
_ لا ما تنزليش.. وبعدين انت فكراني بقولك تعالي معايا فين
ما عرفش والله
_ أنا بقولك تيجي معايا المستشفى.. مستشفى السعادة.
السواق قطع كلامهم
_ المستشفى هنا
قالها _
_ تعالي ومش هتندمي
ومن غير ما تفهم هي قالت كدة ازاي.. ردت عليه بماشي.
خرج المحفظة من جيبه وادهالها.. طلب منها تدفع اجرة التاكسي
دفعتي اية.. انتي لحقتي
يلا بس انزل
خرجت من التاكسي ولفت الناحية التانية علشان تساعده يخرج
كانت حريصة إن إيديها ما تجيش على ايده وهو كمان كان حريص على كدة
_ اتفضلي المحفظة وخدي اللي دفعتيه واياكي تعملي كدة تاني
لا والله
_ اه والله.. خدي فلوسك
بقولك اية.. أنت مش خاېف اخد المحفظة وأجري
طيب انا دفعت ٥٠ جنية للسواق.. وانت معاك ٢٥ جنية.. كدة انا خسرانة
_ لا ما انتي اكيد هتبيعي المحفظة.. كدة يبقى فلوسك وصلتلك
ناصح
_ خدي المحفظة وخدي فلوسك.. أنا عارف إنك مش هتجري
وعرفت منين اني مش هجري
احساس.. بقولك اية.. ما تنزلش بمحفظة تاني
_ خدي الفلوس
لا مش هاخدها طبعا
_ هاتي المحفظة
اتفضل المحفظة
مد ايدة بعد ما سند على الحيطة وخرج منها مبلغ وقالها
_ خدي الفلوس
اية كل ده.. اومال اية ٢٥ جنية وبيعي المحفظة
_ خۏفت تطمعي في ثروتي وتاخدي المحفظة وتجري.
ضحكت وقالت _
مش هاخدها
خدي الفلوس
_ انت علقت
خدي الفلوس.. لاما مش هاخدك معايا وهنده على أمن المستشفى أقولهم انك بتحاولي تخطفيني
_ لا يا عم وعلى أية.. هات الفلوس
اخدت اللي دفعته ورجعت الباقي في المحفظة
مد ايده لقدام وقال _
_ اتفضلي.. أخرتيني
مشيت جنبه ودخل المستشفى ومشي جواها بسهولة وكأنه حافظ الطريق.. كان كل اللي يشوفه يسلم عليه.. واضح انه معروف هنا.. فضلت ساكته وهو كان ساكت مش بيتكلم.. كأنه بيركز وخاېف يتكلم فيغلط.. مشيوا في ممر طويل.. يمينه كان فيه جنينة.. محطوط فيها كراسي مرصوصة على شكل دايرة.. كل الكراسي مليانة إلا كرسي واحد.. واضح ان الكرسي مستنيه.. وبمجرد ما وصل.. قام واحد من اللي قاعدين بابتسامة كبيرة سلم عليه وساعده يقعد.. وطلب منها تقعد مكانه.. وراح يجيب لنفسه كرسي.
_ السلام عليكم.. يارب كلكم تكونوا بخير.. ومتقبل طبعا اعتذاركم عن التأخير ده.. بس ياريت ما تتكررش تاني
ضحك كل الموجودين على هزاره وضحكت هيا.. وفضلت بصاله وهي لحد دلوقتي مش فاهمة.. مين ده وبيعمل اية هنا في مستشفى السعادة.. وأية الفرحة اللي في عين الناس اللي هنا.. بس كل اللي كانت عارفاه إنها من النهاردة هتعيش تجربة جديدة.. تجربة احساسها بيقولها إنها هتاخد بأيديها لطريق السعادة.
_ للناس اللي جاية جديد..أعرفكم بنفسي .. أنا مروان حامد.. طبيب متقاعد.. بمارس الطب على أد مقدر بعيدا عن العيادات والمستشفيات .. حاليا بشتغل في التدريب والدعم النفس
وبكتب.. المكان هنا مساحة آمنة إننا نعبر عن نفسنا ونحكي اللي بيوجعنا.. مشاركة خبرات وقصص.. هنسمع بعض ومش هنحكم على بعض.. هنفضفض ونتناقش لعل حد يسمع كلمة من حد تاني تساعده وتقويه.. وتنورله قلبه.
المهم.. تحبوا ابدا انا بقصتي ولا حد حابب يبدأ.
كلهم أجمعوا علي إن هو اللي يبدأ فحكى _
_ زي ما الناس القديمة عارفة.. أنا فقدت البصر من عشر سنين تقريبا .. حاډثة.. كنت راجع من الشغل متأخر بعد يوم طويل.. كنت سايق على
طريق سريع ومركز أوي..
_ لا ما فقدتش الذاكرة.. صحيت تاني يوم لقيت نفسي في المستشفى وأهلي حواليا.. سامع صوتهم بس مش شايفهم.. والدي كان أول واحد سمعت صوته.
_ انت كويس يا مروان
هو فيه اية
صوت والدتي مخڼوق من العياط
_ حمد الله على سلامتك يا حبيبي
هو فيه اية
صوت والدي تاني
_ ما فيش حاجة يا حبيبي.. طمنا عليك بس
اية اللى على عيني ده
_ حاډثة بسيطة وعينك فيها خدش بسيط
خدش بسيط فيه اية يا بابا
صوت اخويا ظهر _
_ ما تقلقش يا مروان.. ما فيش حاجة.. إصابة بسيطة وإن شاء الله خير
من بين كل ده كنت مركز مع صوت بكا والدتي.. واللي أكدلي إن الموضوع مش بسيط مش بسيط خالص.. سألت _
_ أنا عميت
على أساس إن ده اللي بيحصل في الأفلام يعني
ردت امي من بين دموعها _
بعد الشړ عنك يا حبيبي