السبت 23 نوفمبر 2024

الرواية راااائعة للكاتبة علياء عبد الصبور مكتملة

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


وكأنها نسيت اللي موجودين
ابتسم وكمل
_ حاليا بشتغل في اكتر من مركز تدريب وبعمل جروبات دعم نفسي تطوعية.. زي اللي احنا فيها هنا.. وعلى فكرة دي المستشفى اللي رفضوا اني أكمل معاهم أول ما تعبت.. ولحسن حظي إن فيها قسم نفسي.. ورحبوا بفكرة جروبات الدعم اللي تطوعت اني اعملها.
الجروبات دي بالنسبالي حياة.. بستنى من الأسبوع للأسبوع ميعادها.

سكت ثانية وكمل
_ أنتوا عارفين.. أنا النهاردة جازفت وجيت لوحدي لأن مواعيد اهلي كانت النهاردة مش مناسبة لميعاد الجروب لظروف خارجة عن إرادتهم
وعارفين كمان
_ أنا كنت هتخطف
بص للحظة ناحية الصوت اللي وصله منه صقفة وكمل
_ أو يمكن اتخطفت.
بصت للي حواليها بخجل وكأن كلهم فهموا إن هي اللي مقصودة من هزاره ورجعت بصت للأرض.
ظهر صوت بهاء تاني
_ بعد الشړ عنك يا دكتور.. مين اللي يقدر يخطفك ده انت بتشوف احسن مننا كلنا قلبك مرايتك
ابتسم وقال _
_ بهزر يا رمضان انت ما بتهزرش
وكمل
_ أي حد عنده تعقيب كلنا هنسمع ولو ما فيش تعقيب عايزين حد مستعد يحكلنا شوية يحكي.
ردت بنت من الموجودين وقالت _
_للمرة الخامسة يمكن بسمع قصتك يا دكتور وعمري ما بمل

كل مرة حكايتك بتلمس حاجة جديدة جوايا.. مع انها نفس القصة بس مش عارفة ليه كل مرة بسمعها بشكل جديد نفسي ابقي قوية زيك. 
رد ببساطة _
مين قال إنك مش قوية زي أنت بس محتاجة تساعدي نفسك واتمنى يكون عندك الرغبة النهاردة انك تتكلمي واحنا اللي نسمعك. 
_ النهاردة مستعدة عايزة أتكلم وافضفض ومش مهم أي حاجة بعدها.
_ كلنا سامعين يا داليا وتأكدي إنك لما تتكلمي هتستريحي.
نفس عميق أخدته وبصوت مخڼوق حكت _
_ أنا داليا عندي ٢٠ سنة مشكلتي هي والدي أب قاسې ولا يمت للأبوة بصلة حطمني بكل ما تحمل الكلمة من معاني عمره ما قالي كلمة حلوة دايما بيقولها البنت عار ولسوء حظي اني طلعت بنت.. بنت وسط أربع ولاد.. أنا اشطر واحدة فيهم.. لأني ما كنش عندي حاجة احط فيها همي غير المذاكرة.. بابا كان دايما يقولي انتي خدامة البنت أصلا اتخلقت علشان الخدمة .. كنت أعيط واقوله بس انا مش خدامة.. ما كنش يرد عليا بالكلام لما أعترض وأقوله انا انسانة يا بابا.. أنا مش خدامة.. كان يرد بالأفعال.. يتعمد يطلب مني حاجة تذلني.. زي انه يندهلي أحط الأكل لأخواتي وأشيله بعد ما يخلصوا أكل وهما قاعدين.. أو يخليني أروح اجيب لأخويا الجزمة وهو نازل وأحطها تحت رجله .. أو أنوا يصحيني من أحلى نومة علشان أحطله ياكل أو اعمل حاجة ما ينفعش هو يعملها علشان هو راجل.. كانت كلمته وكلمة اخواتي سيف علي رقبتي.. ما فيهاش نقاش.
كرهني في كوني بنت.. وكرهني في اخواتي.. وكرهني فيه.. أخواتي بقيوا صورة طبق الأصل منه.. بس استريحت منهم لما اتجوزوا.. أمي كانت سلبية.. بتشوف بعنيها اللي بيحصلي وبتسكت.. لأني كنت
شايلة عنها.. ما طول ما انا موجودة كنت انا البديل للخدامة اللي هي أمي.. كان مصمم ما كملش تعليمي غير لحد ثانوي.. بس بعد إلحاح من كل اللي حواليا.. وتوصية من عمي اللي هو في مقام أبوه وافق وسابني أدخل الكلية.. حياتي كلها قضيتها في البيت.. بروح المدرسة أو الجامعة وارجع منهم على البيت علشان أشوف طلبات بابا وأخواتي.. ما كنتش راضية.. كنت بحس بذل وقهر لما يكونوا كلهم قاعدين وانا اللي مطلوب مني أعمل كل حاجة.
سكتت واتنهدت وكملت _
_ المشكلة مش في العمايل.. المشكلة في النظرة الدونية اللي كانت في عين ابويا واخواتي ليا.. أنت ممكن تعمل لحد كل حاجة من غير ما يطلب بس لما تكون بتعمل الحاجة بحب وبرضا.. بابا رباني اني خدامة واني عار.. وأنا عمري ما كنت عار.. أنا كنت بحافظ على نفسي قبل ما يكون علشانه علشان ربنا.. كتير حاولت اتكلم معاه وافهمه إن البنت جنة.. البنت مش عار.. كان دايما يقولي.. ما هي دي غلطتي إني علمتك علشان تتفلسفي.. البنت مش زي الولد.. الراجل سند والبنت ضلع أعوج.
_لا يا بابا انا مش ضلع أعوج.
اكسر للبنت ضلع يطلعلها أربعة وعشرين.. أحمدي ربنا اني ما كسرتلكيش ضلع.. وغوري اعمليلي كوباية شاي.
 

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات