رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
مش فاكر حاجة
ضحكت وهى تشير للخارج قائلة
لو مش فاكر اروح أجيب أزازة العصير افكرك بيها ها
أشار إليها يستوقفها وهو ينهض متثاقلا ويقف أمامها قائلا
خلاص انا صحيت اهو ..
يقول:
صباح الخير يا عروستى
أبتعدت عنه وقالت بحزن مصطنع
لا أنا زعلانه منك .. راحت عليك صلاة الجمعة حتى الضهر مصلتوش واهو العصر كما اذن عليك ..ينفع كده يا عمرو
مطت شفتيه وعقد جبينه وقال معتذرا
انا آسف والله يا حبيبتى.. كنت تعبان أوى معلش .. أوعدك مش هيتكرر ده تانى
ولف ذراعيه حول كتفيها قائلا بمرح
خلاص صافى يالبن
رفعت كتفيها وأستدارت وهى تشير للخارج قائلة بحسم
طب اتفضل بقى على الحمام علشان تلحق اللى فاتك
رفع حاجبيه وقال بصرامة مضحكة
ده طلب ولا أمر !!
رفعت جابيها مثله وقالت
لا أمر
سار امامها مطيعا وهو يقول
اه افتكرت ..ايوة كده اتعدلى معايا
خرج من الحمام وصلى ما فاته من صلوات وبمجرد أن انتهى سمع صوت قرع جرس الباب ووجد عزة تدخل عليه مسرعة وهى تقول
عمرو عمرو يالا تعإلى افتح الباب بسرعة
قال بسرعة وهو يتوجه للمطبخ
روحى افتحيلهم على ما اضربلى كام سندوشت على السريع كده
قالت بخجل
لا يا سيدى افتح انت انا مكسوفة
هز رأسه نفيا وقال
يعنى اموت من الجوع علشان سيادتك مكسوفة أمشى يا بت افتحى الباب
مضت الأيام المتبقية سريعا وعاد الطير إلى عشه القديم تهفو نفسه إلى الأهل والأحباب فتحت أم فارس ذراعيها وهى تعانق ولدها الذى ألقى
بنفسه بين ذراعيها على الفور وكأنه يحتمى بها كما كان يفعل فى الصغر ممن يخفيه ولسان حاله يعتذر لها عن عدم طاعتها بتمسكه بهذه الدنيا الغادرة رفع رأسه وقبل رأسها فى شوق كبير وهو يقول بعينين دامعتين
وحشتينى أوى يا أمى
قاطعته دنيا من خلفه وهى تقول بترم
أنا هفضل واقفة كده كتير
أفسحت لها أم فارس الطريق للدخول وهمت بمعنقتها هى الأخرى مرحبة بها ولكن دنيا اكتفت بمصافحتها ببرود وهى تقول
أهلا بيكى
أغلق فارس الباب خلفه واستدار لوالدته يعانقها مرة أخرى ويسأل عن حالها وصحتها بينما نهضت دنيا واقفة بحنق وهى تقول
طب هدخل أنا اريح شويه من السفر
ألتفتت لها والدته وهى تقول بابتسامة كبيرة
وماله يا حبيبتى ارتاحى انت على اعملكوا غدى هتاكلى صوابعك وراه
نظرت لها دنيا ببرود وقالت
لا متتعبيش نفسك أنا مش جعانة
نهضت أم فارس واقتربت منها وربتت على ظهرها وهى تقول بود
متعبش نفسى أيه.. أنت زى بنتى .. قوليلى بس تحبى تاكلى أيه وانا هعملهولك
أبتعدت عنها واتجهت لغرفتها وهى تقول بتثاقل
مفتكرش بتعرفى تطبخى الحاجات اللى بحبها
وقبل أن تدير مقبض حجرتها سمعت صوته الهادر وهو يستوقفها پغضب قائلا
دنيااا
ألتفتت إليه لتجد الشرر يتطاير من عينيه وقال بقسۏة
لما ماما تكلمك تردى عليها كويس
أنكمشت مكانها واستدارت إليه والدته وقالت على الفور
مفيش حاجة يابنى .. مقالتش حاجة غلط ...خلاص سيبها على راحتها
والتفتت إليها قائلة
ادخلى ارتاحى يابنتى
أسرعت دنيا بالدخول إلى غرفتها متفادية النظر إليه فانحنى وقبل يد والدته وقال معتذرا
متزعليش يا ماما حقك عليا
ربتت على ظهره وهى تقول مبتسمة
أعذرها يابنى هى لسه مش متعوده عليا .. بكره لما تاخد عليا وتعرفنى كويس هتعرف انى أمها التانية مش حماتها زى ماهى فاكرة ..وانا بكره ان شاء الله هعزم الست والدتها تتغدى معانا هنا علشان تعرف اننا عيلة واحدة وانى زى أمها .
قبل رأسها وهو يقول
ربنا يديكى الصحة يا ماما
تركها واستدار إلى حقيبته الصغيرة وأخرج منها هاتف محمول صغير باللون الوردى وأعطاه لها قائلا
ماما ممكن تدى ده ل مهرة ..هو فيه الخط بتاعه
نظرت والدته إلى الهاتف ثم نظرت إليه متسائلة
جايبلها تليفون ليه
قال بحرج
يعنى حبيت ارفع روحها المعنوية شوية.. أكيد هتفرح بيه
ثم تابع بارتباك
مش كده برضة ولا انا غلطان
أخذت منه الهاتف وأومأت برأسها وقالت ببطء
بعد الشړ عنك من الغلط يابنى .. خلاص انا هديهولها ..أنا طالعالهم دلوقتى .. أدخل انت ارتاح مع عروستك ..بس انا هقولها انه هدية مني انا .. أتفقنا
ابتسم وقال بحرج
مش هتفرق يا ماما.. أنا وانت واحد .. المهم انها تتبسط وتخرج من حالتها دى شوية
نظرت مهرة إلى الهاتف فى يديها وتأملته قليلا ثم أعادته إلى أم فارس قائلة
أنا آسفه يا طنط .. أنا مش عاوزه حاجة
هتفت والدتها معاتبة
ليه يابنتى ده هدية من خالتك ام فارس .. حد يرد الهدية
ربتت أم فارس على يدها بإشفاق وكأنها قرأت فى عينيها وهى تتفحصه انها علمت من الذى أحضره لها وقالت بهدوء
أنا كنت فاكراكى هتفرحى بيه.. كده برضة ترفضتى هديتى
نظرت لها مهرة نظرة طويلة وقالت بشرود
عمرى ما رفضت هدية من ...من حضرتك .. وطول عمرى بفرح بالهدايا بس دلوقتى خلاص مبقتش تفرق معايا كتير
تصدقى انك كبرتى فعلا ..بس لو ليا غلاوة عندك خديه
ثم همست فى أذنها
يا عبيطة بقولك ده هديتى انا .. ولا انا بقى خلاص راحت عليا مبقتش ليا غلاوة فى قلبك
قفزت