رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
قولتهولك امبارح هو ده الحقيقة كلها
أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلا
وأنا مش مصدق حرف واحد منه ..لكن مع ذلك ...
صمت قليلا وتعلق بصرها به وخفق قلبها بقوة فقال
مع ذلك هستر عليكى ومش هفضحك ..لكن عمرى ما هسامحك وعمرك ما هتبقى مراتى
قفز قلبها من مكانها وهى تستمع له وقد تيقنت أنه لن يثأر منها ولن ېفضحها فعادت الډماء تضخ إلى مجرى وجهها مرة أخرى وهى تنظر له بترقب فنهض من أمامها واشار إليها قائلا
واعملى حسابك أمى مش هتعرف حاجة عن الموضوع ده
ثم نظر إليها باحتقار وهو يقول
مش عاوزها ټموت بحسرتها عليا
أستدار متوجها للخارج مرة أخرى ولكنها وقفت وقالت برجاء
أستنى يا فارس ارجوك صدقنى
أستدار إليها بنظرة مخيفة جعلتها تجلس مكانها ثانية بلا حراك وقد شعرت أن الهواء تجمد فى رئتيها فلا تستطيع التنفس أو حتى التألم فتح الباب وخرج مرة أخرى وهو يشعر بالأشمئزاز من المكان ومنها ومن نفسه .
خرج يمشى رويدا على الشاطىء ثم وقف واستدار للبحر نظر إلى سطحه محاولا الوصول لأعماقه ومعرفة أسراره متغلغلا بداخله بعقله واجما فى تلك المرأة التى أصبحت زوجته والتى لطخت شرفه وشعر أن مياه البحر تسخر منه وتؤنبه وأعماق البحر تتهكم عليه بل وتحاكمه كيف لم يكتشف شخصيتها من قبل كيف لم يرى جرأتها معه كيف خدع فيها إلى هذه الدرجة ! هل أحبها إلى أن طمست عيناه عن حقيقتها بكل خبرته ودراسته الطويلة واحتكاكه بالبشر لم يعرفها حق المعرفة بل كانت والدته المرأة الغير متعلمة التى لم تخرج من شارعهم مطلقا إلا للضرورة تعرفها أكثر منه ربما ليس بخبرتها ولكن بقلبها وأحساسها تجاه الآخرين فكيف كان يستهين بهذا الأحساس الربانى
دخل بلال غرفته هو وزوجته فوجدها ترتدى ملابسها مستعدة للخروج فنظر لها متأملا ثم قال
الهانم رايحة فين
ألتفتت له وهى تغلق أزار ملابسها وقالت مبتسمة
انت لحقت تنسى ..رايحة مع ماما عند عزة يا سيدى.. الصباحية عقبال ولادك
عقد ذراعيه أمام صدره وقال
وعقبال ولادى ليه متقوليلى عقبالك
رفعت رأسها إليه وعقدت حاجبيها وقالت محذرة
بلال بقولك ايه .. متخاليش دماغى تودى وتجيب
أقترب منها ببطء وقال بابتسامة
مفيش خروج انا بقولك اهو
وضعت يديها حول خصرها وهى تقول متبرمة
يعنى مروحش لاختى صباحيتها يا بلال
زفر بهدوء وهو يجلس على الفراش وقال
يابنتى انا مش عارف أيه حكاية الصباحية دى ومين اللى اخترعها أصلا ..عريس وعروسه نروحلهم تانى يوم ونضايقهم ليه
لوحت بيدها وقالت بتلقائية
وانا مالى.. أنا رايحة
معاهم وخلاص يعنى هى جات عليا.. وبعدين يعنى هنضايقهم ليه دى هى نص ساعة ونمشى
لف ذراعه حولها وأسند جبهته إلى جبتهتها وغمز لها بعينه قائلا
أنت اللى بتقولى كده
ضحكت وهى تنهض من جواره ثم التفتت إليه قائلة
بصراحة معاك حق بس لو مروحتش ماما هتزعل مني
أرتدت أسدالها وشرعت فى وضع غطاء وجهها حانت منها التفافة إليه فوجدته شاردا تماما جلست بجانبه وقالت متسائلة
مالك يا بلال أنت مش زى عوايدك
أنتبه إليها وهز رأسه نفيا وهو يقول
لالا متشغليش بالك مفيش حاجة
مسحت على رأسه وهى تقول بنعومة
مالك يا حبيبى فيك ايه
رفع رأسه ينظر إليها وقال فى وجوم
بصراحة يا عبير ..حصلت حاجة النهاردة كده عند ام يحيى ومش هضحك عليكى واقولك مش لاقى تفسير ..لالا .. أنا بس مستغرب
قالت فى اهتمام
احكيلى
قص عليها ما حدث بالأمس عندما كره فارس أن يدخل بلال ليرى مهرة وما حدث أمام قاعة الأفراح عندما رفض فارس السفر إلا بعد أن يطمئن عليها وكذلك المكالمة التى حدثت اليوم أمام الطبيب ..فقالت عبير بشرود
وانت مستغرب من أيه.. مش هو اللى مربيها
هز بلال رأسه نفيا وقال مؤكدا
لا يا عبير أنا راجل واقدر افهم نظرة الراجل اللى زيى وتصرفاته ..مفيش عريس فى الدنيا يعمل كده
قالت بقلق
يعنى أيه يا بلال.. تفتكر يعنى ..
أومأ برأسه موافقا وهو يقول
أنا مش افتكر .. أنا متأكد يا حبيبتى .. بس مستنى فارس لما يحكيلى بنفسه .. طب لما هى الحكاية كده اتجوز مراته دى ليه ...حاجة غريبة أوى
شردت عبير بعيدا أكثر وأكثر وهى تقول بداخلها
ياااه يا عزة ده انت ربنا بيحبك ..أهى خطيبته اللى اتجوزها وانت افتكرتى أنه فضلها عليكى طلعت فى الآخر برده مخدتش حاجة غير وجوده معاها لكن قلبه فى مكان تانى خالص مكان ابعد ما كنا نتخيل كلنا .
وقفت عزة أمام الفراش تحاول جاهدة إيقاظ عمرو بشتى السبل ولكنها تفشل دائما فما كان منها إلا أن جاءت بزجاجة مياه باردة وسكبت بعضا منها على رأسه ...هب جالسا فى فراشه وهو يصيح
ايه يا ماما شغل المكوجية ده على الصبح
عقدت ذراعيها أمام صدرها وقالت ساخرة
ماما مين يا حبيب ماما.. وبعدين صبح أيه أحنا العصر يافندى
نظر إليها وهو يفرك عينيه بقوة وقال متذكرا
عزة حبيبتى ..أه صحيح ده احنا اتجوزنا امبارح وزغاريد بقى وحركات
ثم نظر إليها بعين مفتوحة والأخرى مغمضة وقال متسائلا
اه صحيح هو حصل ايه بعد الزغاريد انا