رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
للجنة تانية
قال عمرو ساخطا
طب ماهو ممكن يرشى اللجنة التانية برضه
قال فارس وهو يضيق عينيه بثقة
متقلقش ساعتها هسبقه بخطوة
تأفف عمرو بضيق وزفر ثم قال
طب وهو هيعمل كل ده ليه.. ما كان يحطها سليمة وخلاص
قال فارس متهكما
أنت عبيط يابنى عاوزه يضحى بحتة سليمة ويخسر فيها ملايين .. لا طبعا هو أحسنله يدفع رشوة كام ألف لكن يحطلك حتة بملايين لمجرد انه يوديك فى داهية لاء ...
ثم رفع فارس حاجبيه وقال بتفكير عميق
وده بقى اللى بيأكدلى أن الواد نادر ده بيشتغل فى حكاية تهريب الاثار دى
استند عمرو إلى سور الشرفة وقال بتركيز
وانت جالك الاحساس ده أزاى
جلس فارس خلف مكتبه واستند إليه وهو يعبث بصور مهرة الخاصة بعقد القران والتى وضعتها والدته على مكتبه فقال عمرو بقلق
فارس أنت معايا
أنتبه فارس وقد شرد قليلا فى صور مهرة وقال بسرعة
ها معلش يا عمرو انا معاك أهو
أعاد عمرو سؤاله من جديد وهو يقول
كنت بسألك أحساسك ده جه أزاى
قال فارس على الفور
بص يا عمرو الانسان لما بيحب ياذى حد أول حاجة بتيجى فى تفكيره الحاجات اللى هو بيتعامل معاها دايما .. اللى بيشتغل فى المخډرات أو بيتعاطاها لما بيحب يأذى واحد تانى بيعمل ايه .. بيحطله مخډرات ويبلغ عنه .. واحد بياخد رشوة لما يحب ياذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا .. واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر ياذيك فكر يأذيك بنفس الحاجة اللى هو دايس فيها .. فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئا هاما وقال
الله يفتح عليك ..أنت فكرتنى بحاجة مهمة مكنتش واخد بالى منها
أنتبهت حواس فارس وهو يقول
افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز
فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت آثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطت العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق
أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطېر وأن نادر مش لوحده فيه ..المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان اثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده ...
زفر عمرو وهو يقول بضيق
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس ... أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون أتهربت .. الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامه بعينين حازمتين وقال بأصرار
أنا بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما ...
وفى الصباح وقف فارس ينتظر مهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى أهداها أياها .. نظرت إليه وابتسمت بخجل تأملها بإعجاب ثم عقد جبينه وقال بضيق مصطنع
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت باعتراض
ليه دى جميلة أوى وواسعة أهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها
ماهو علشان كده عاوزك تغيريها.. حلوه أوى عليكى وخاېف حد يبصلك
أبتسمت وهى ممسكة بيده التى تداعبها وقالت بخجل
يالا بقى هتأخر كده على المحاضرة
رفع يديها لشفاه وقبل أناملها وقال بحب
أتأخرى براحتك .. أنا اللى هديكى أول محاضرة... يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد
أنا بقى مبحبش الكوسة ..واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة أهتزلها قلبها عشقا ثم قال
علاقتنا ! هو انت مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل أصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف
أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظاره وهو ينظر إليها شاعرا بأحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم
أنت اتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء
عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقه وهو يقول بتماسك
كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى
ضحكت وهى تقول
ليه بقى
أومأ برأسه وهو يغمض عينيه قائلا بمرح
علشان عارف انها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليستأجرة ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الأثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الأيام تفاجا بدخول مهرة عليه المكتب وهى تقول بسعادة
يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده
يالا بس الناس هتطلع الحاجة تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل وهو واقف ينظر إليهم بدهشة .. جذبها من يدها إلى أحد الأركان وقال بجدية
فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح وحماس
انا عندى واحدة صاحبتى فى الجامعة باباها عنده محل أثاث صغير كده