رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
على قدهم ..قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصة .. فنقيت واحد للمكتب هنا وأدتها العنوان وبس ..
قال بحدة
أنت بتتصرفى تصرفات عيال .. والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس أدفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها
وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين
قالت ببراءة
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت بها دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه وضمھا على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى كانت تملكه والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة
بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة برأسها وهى تقول بصدق
هى كانت غالية عندى علشان منك انت .. بس انت عارف انى أصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفة انك هترفض
أكتسى صوته عذوبة ورقة وهو يقول بامتنان
بس انت مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقال بخفوت دون أن تنظر إليه
انا معنديش غيرك انت يا فارس
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع اللافتة التى تحمل أسمه .. دكتور فارس سيف الدين المحامى ولكن أين يذهب فارس من أقداره هو مهرة ..بعد أسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أبو يحيى والد مهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أعد أخيرا وذهب إلى النيابة وأنهما لا بد ان يذهبا فى الغد على الفور .
أنهى فارس المكالمة سريعا ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيب شديد ولكن وجههما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران إلى بعضهما البعض شذرا .. فقال فارس على الفور
خير يا جماعة ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدء فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع
الفصل الثانى والثلاثون
قبل الأخير
خير يا جماعة ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدء فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع وقال
شوف يا فارس يابنى .. من مدة كدة مرات عامر كانت عاوزه تشترى مكنة خياطة ومعهاش المبلغ كله .. لجأت لمراتى التانية وطلبتهم منها ..ومراتى اشترطت عليها أنها تردلها المبلغ بعد كام شهر بس بزيادة 500 جنية دلوقتى بقى مراته جاية ترجع المبلغ من غير الزيادة والحريم اتخانقوا مع بعض حاولت افهمه أن احنا عندنا فى شرعنا أن العقد شريعة المتعاقدين وهما اتفقوا من قبل ما تاخد الفلوس برضه مش مصدق
ويقولى ده حتى عندكوا اسمه ربا حاولت افهمه واشرحله واقوله أن السلف ده زى قرض البنك كده بالفايدة بتاعته مش ربا ولا حاجة .. ولا حياة لمن تنادى .. برضة راكب رأسه ومش راضين يدفعوا الزيادة .. أتفضل بقى انت فهمه يمكن يفهم منك.. أصله فهمه على قده شويه
هتف مينا أبن عامر پغضب
لو سمحت حسن ملافظك شوية يا عم ابو يحيى.. ولا يعنى علشان هو جوز بنتك ومتأكد أنه هيحكملك .. أنا اصلا مكنتش مقتنع أننا نيجي هنا ما انا عارف أيه اللى هيحصل ..
تنهد فارس ببطء وهو يشعر أنه مقدم على مشكلة كبيرة سوف تحدث وقال ل مينا
وعرفت منين اللى هيحصل بقى يا مينا
لوح مينا بضيق وهو يقول
طبعا هتحكمله هو مش انت جوز بنته ..وغير كده هتقول ده مسلم ودول مسيحين يبقى احكم للمسلم اللى زيى
ثم نظر إليه نظرة ذات معنى وهو يقول
مش كده برضه يا شيخ فارس
جذب عامر ذراع ولده ونهره بقوة قائلا
عيب كده يا مينا ..أحترم الدكتور وانت بتتكلم
ثم الټفت إلى فارس وقال معتذرا
أنا آسف يا دكتور.. أمسحها فيا معلش .. مينا لسه صغير وميعرفكش كويس زيى
ألتفت فارس إلى مينا وقال بهدوء
أيه بقى حكاية شيخ فارس دى.. تقصد بيها ايه
نظر له مينا بحنق ولم يجبه فكرر عامر أعتذاره ل فارس فقال فارس على الفور وهو ينظر إلى عامر
أتفضل أحكيلى ايه اللى حصل يا عم عامر
قال ابو يحيى معترضا
منا حكتلك الحكايه كلها يا دكتور هو هيقول ايه يعنى مختلف عن اللى قلته
نظر له فارس مبتسما وحاول أن يعطيه احساس بأنه ليس ضده وقال
معلش يا أبو يحيى أى حد بيحكم بين طرفين لازم يسمع من الاتنين .. حتى لو انتوا الاتنين قدام بعض لازم اسمع من الطرفين قبل ما اقول أى حاجة .
هز عامر رأسه موافقا بإعجاب وهو ينظر إلى فارس و فقال
أنا كلامى مش هيختلف يا دكتور فارس هو نفس الكلام .. مراته سلفت مراتى واتفقت معاها على زيادة 500 جنيه .. بس