الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رحم الخي،ـانة كاتبة / ميمي عوالي

انت في الصفحة 15 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

و رغم بعده عن الجميع الا ان قلبه لم ينس يوما حبه لفريدة … فريدة التى ترجته كثيرا ان يظل الى جوارها بمصر، ولكنه رفض بشدة متعللا بحاجته الى شق طريقه بعيدا ليستطيع الشعور بالنجاح بمفرده
لتتركه فريدة يرحل ويبتعد وهو لا يدرى انها قد استمعت لكل ما دار بينه وبين مراد وانها قد علمت بحبه لها طوال تلك السنوات التى قضتها فى حب من لا يستحق، ولكنها ترفقت بقلبه، وشعرت انه قد آن له ان يتحرر من حبها وانها ربما بابتعاده عنها، ربما يستطيع المضى قدما بعيدا عن قيد حبها الوردى 

و قررت ان تمضى هى الأخرى فى حياتها، وعندما حاول سالم اقناعها لتقيم مكتبها الخاص، نبذت الفكرة، فلم تتصور ان تفعلها دونهما، وقررت البحث عن عمل، ليقدم لها سالم فرصة عمل باحدى الشركات الكبرى للمقاولات والتى اثبتت كفاءتها بعملها بها من الشهور الاولى، وحصرت حياتها ما بين عملها وابنائها، ولكنها كانت تشعر بفراغ هائل كلما جلست بمفردها، وكانت تشعر باشتياق كبير لحديثها مع مأمون 
فقد ظنت فى بادئ الامر انها تؤيد سفر مأمون حتى تساعده على ترميم قلبه، ولكنها لم تعلم بأن بعد مأمون عنها سيحفر بداخلها نفقا مظلما ملئ بالرطوبة والوحشة 
و كانت كلما قررت الاتصال به عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى او الهاتف، تعود لتقاوم نفسها وتوبخها طويلا وتت2هم ذاتها بالانان2ية، حتى جاء يوما لم تستطع ان تقهر رغبتها كالعادة وبعثت لمأمون رسالة على بريده الالكترونى لم تكن تحتوى على اكثر من كلمة واحدة … محتاجالك
لم تكن تعلم وقع تلك الكلمة على قلب مأمون او عقله عندما رآها بل عندما علم ان الرسالة منها من قبل ان يعرف محتواها 
فقد ظل ينظر للرسالة مدة طويلة قد تخطت الساعة، وهو شارد يتذكر وداعهما الاخير فى صالة المسافرين قبل موعد طائرته بساعة واحدة فقد صممت على رؤيته وعندما رأته ذهبت اليه مسرعة وهى تقول بحزن كبير يرتسم على معالم وجهها: هتوحشنى يا مأمون، هتوحشنى اوى 
مأمون بابتسامة حزينة: وانتى كمان يا فريدة.. مصر هتوحشنى فيكى 
فريدة: رغم انى مش فاهمة لحد دلوقتى سبب قرارك ده، ورغم انى مش عارفة ازاى هعيش فى البلد وانت مش فيها، ولا انى لما هحتاجك مش هلاقيك، لكن من جوايا مأيداك، مأيداك لانى عارفة ان دايما

 بتبقى نيتك خير وعشان كده بتمنى لك كل خير يا مأمون.. عيش حياتك وان شاء الله تقدر تلاقى السعادة اللى بتتمناها

مأمون: انا كمان يا فريدة بتمنالك السعادة دى، لكن لازم تفضلى عارفة انك وقت ماهتحتاجينى.. هتلاقينى قدامك
ليعود مأمون الى واقعه مرة اخرى، ويقرر عدم الرد على رسالة فريدة والعودة الى مصر فى اجازة للمرة الاولى منذ بدأ العمل فى اسرع وقت
و بعد ثلاثة ايام، كانت فريدة فى عملها حين هاتفها سالم داعيا اياها على العشاء بالخارج والسهر معا، وعرض عليها اما ان تترك ابنائها مع المربية التى  تقيم لديها باستمرار بعد انفصالها عن مراد، واما ان يصطحبهم سالم للمبيت مع ابنه احمد فى منزله، ولكنها فضلت تركهم للمربية، واتفقا على اللقاء فى احد المطاعم المعروفة لكليهما 
و فى الموعد المتفق عليه، وصلت فريدة لتدخل الى صالة المطعم لتجد مأمون جالسا بابهى حلة وينظر اليها بابتسامة اشتياق، لتسرع اليه فريدة بلهفة وسعادة قائلة: مأمون.. انت فى مصر من امتى 
مأمون وهو يقدم لها باقة صغيرة من زهور الاوركيد: من حوالى ست ساعات دلوقتى 
لتجلس امامه بسرعة قائلة: تسلم ايدك.. جميلة، بس ليه ما كلمتنيش
مأمون: حبيت اعملهالك مفاجأة 
لتتلفت حولها قائلة: هو انت اللى عازمنى واللا سالم 
مأمون: لا يا ستى انا اللى عازمك، حبيت اشوفك واتكلم معاكى واسمعك
فريدة: وليه ماجيتش البيت ده الولاد كانوا هيفرحوا بيك اوى، ما تتصورش وحشتهم اد ايه
مأمون باسف: انتى عارفة ان ماكانش ينفع اجيلك من غير سالم، وفى نفس الوقت، كنت عاوز اقعد معاكى لوحدنا
فريدة: حمدالله على السلامه
مأمون: احكيلى … مالك 
فريدة: لوحدى يا مأمون
مأمون: وليه، انتى اشتغلتى ونجحتى واكيد كونتى صداقات كتير 
فريدة باستغراب: وعرفت منين الكلام ده
مأمون: من سالم، كنت دايما بتطمن عليكى منه
فريدة: طب وليه ماكنتش بتكلمنى، انت زعلان منى 

14  15  16 

انت في الصفحة 15 من 16 صفحات