رواية رحم الخي،ـانة كاتبة / ميمي عوالي
و رغم بعده عن الجميع الا ان قلبه لم ينس يوما حبه لفريدة … فريدة التى ترجته كثيرا ان يظل الى جوارها بمصر، ولكنه رفض بشدة متعللا بحاجته الى شق طريقه بعيدا ليستطيع الشعور بالنجاح بمفرده
لتتركه فريدة يرحل ويبتعد وهو لا يدرى انها قد استمعت لكل ما دار بينه وبين مراد وانها قد علمت بحبه لها طوال تلك السنوات التى قضتها فى حب من لا يستحق، ولكنها ترفقت بقلبه، وشعرت انه قد آن له ان يتحرر من حبها وانها ربما بابتعاده عنها، ربما يستطيع المضى قدما بعيدا عن قيد حبها الوردى
و كانت كلما قررت الاتصال به عن طريق شبكات التواصل الاجتماعى او الهاتف، تعود لتقاوم نفسها وتوبخها طويلا وتت2هم ذاتها بالانان2ية، حتى جاء يوما لم تستطع ان تقهر رغبتها كالعادة وبعثت لمأمون رسالة على بريده الالكترونى لم تكن تحتوى على اكثر من كلمة واحدة … محتاجالك
فقد ظل ينظر للرسالة مدة طويلة قد تخطت الساعة، وهو شارد يتذكر وداعهما الاخير فى صالة المسافرين قبل موعد طائرته بساعة واحدة فقد صممت على رؤيته وعندما رأته ذهبت اليه مسرعة وهى تقول بحزن كبير يرتسم على معالم وجهها: هتوحشنى يا مأمون، هتوحشنى اوى
فريدة: رغم انى مش فاهمة لحد دلوقتى سبب قرارك ده، ورغم انى مش عارفة ازاى هعيش فى البلد وانت مش فيها، ولا انى لما هحتاجك مش هلاقيك، لكن من جوايا مأيداك، مأيداك لانى عارفة ان دايما
بتبقى نيتك خير وعشان كده بتمنى لك كل خير يا مأمون.. عيش حياتك وان شاء الله تقدر تلاقى السعادة اللى بتتمناها
ليعود مأمون الى واقعه مرة اخرى، ويقرر عدم الرد على رسالة فريدة والعودة الى مصر فى اجازة للمرة الاولى منذ بدأ العمل فى اسرع وقت
و بعد ثلاثة ايام، كانت فريدة فى عملها حين هاتفها سالم داعيا اياها على العشاء بالخارج والسهر معا، وعرض عليها اما ان تترك ابنائها مع المربية التى تقيم لديها باستمرار بعد انفصالها عن مراد، واما ان يصطحبهم سالم للمبيت مع ابنه احمد فى منزله، ولكنها فضلت تركهم للمربية، واتفقا على اللقاء فى احد المطاعم المعروفة لكليهما
مأمون وهو يقدم لها باقة صغيرة من زهور الاوركيد: من حوالى ست ساعات دلوقتى
لتجلس امامه بسرعة قائلة: تسلم ايدك.. جميلة، بس ليه ما كلمتنيش
مأمون: حبيت اعملهالك مفاجأة
لتتلفت حولها قائلة: هو انت اللى عازمنى واللا سالم
مأمون: لا يا ستى انا اللى عازمك، حبيت اشوفك واتكلم معاكى واسمعك
فريدة: وليه ماجيتش البيت ده الولاد كانوا هيفرحوا بيك اوى، ما تتصورش وحشتهم اد ايه
مأمون باسف: انتى عارفة ان ماكانش ينفع اجيلك من غير سالم، وفى نفس الوقت، كنت عاوز اقعد معاكى لوحدنا
فريدة: حمدالله على السلامه
مأمون: احكيلى … مالك
فريدة: لوحدى يا مأمون
مأمون: وليه، انتى اشتغلتى ونجحتى واكيد كونتى صداقات كتير
فريدة باستغراب: وعرفت منين الكلام ده
مأمون: من سالم، كنت دايما بتطمن عليكى منه
فريدة: طب وليه ماكنتش بتكلمنى، انت زعلان منى