رواية رحم الخي،ـانة كاتبة / ميمي عوالي
والز2انية يترجموا
مراد بحدة: قلتلك ما حصلش
فريدة بسخرية: رغم انها ما تفرقش بالنسبة لى، بس اثبت
مراد: مستعد احلف لك على المصحف
فريدة بسخرية اكبر: هتلمس المصحف وانت شا2رب خ2مرة ومرافق ستات فى الحر2ام.. با جبروتك
مراد بغضب: انا مش مرافق حد، بطلى تقولى الكلام ده، والقضية اللى رفعتيها تروحى تسحبيها انتى فاهمة
فريدة بارهاق وهى تمسد جبهتها: انا مش هعيش معاك تانى، ولو كنت اخر راجل على وش الارض مش هعيش معاك تانى، ومافيش قوة على وش الارض تجبرنى على كده، واعمل حسابك انى طلبت من المحامى يعمللى تخارج من المكتب، وعشان انا مش ناسية ولادى ولا شايلاهم من حساباتى زى ما انت فاكر، فانا بديلك فرصة تطلقنى، حفاظا على مظهرك العام قدام ولادك، والا لو مش فارقة معاك، خليك براحتك، لكن تنازل عن القضية مش هيحصل الا لو طلقتنى
فريدة بوجوم: يوم عن يوم بيثبتلى انه نبيل فى اخلاقه ومشاعره.. يا خسارة، اد ايه كنت غبية
لتتركه فريدة وتخرج من الباب لتجد غرفة صفاء هى الاخرى خالية، ولكنها وجدت مأمون يقف من على بعد يدخ2ن سيجا2رته بشرود وعندما رآها اطفأ السي2جارة واتجه اليها قائلا: ايه يا فريدة عملتى ايه
فريدة بده2شة وهى تتلفت حولها: ايه الفراغ ده، الموظفين راحوا فين
فريدة بابتسامة امتنان: طول عمرك جميل يا مأمون
مأمون بتنهيدة: انتى كويسة
لتحرك رأسه بالنفى وهى مغمضة العين، فيقول لها: تحبى اوصلك فى حتة
فريدة: معايا عربيتى، نفسى اروح اقعد عند الهرم.. تيجى معايا.. محتاجة اتكلم معاك
مأمون باسف: للاسف يا فريدة، مش هينفع، قربى منك دلوقتى بالذات مش هيتفسر صح
لتشير فريدة بعينيها اتجاه مكتب مراد قائلة: خايف على احساسه
مأمون بوجوم: لا.. خايف من حاجة تانية مش هينفع اقول لك عليها، يمكن بعدين
مأمون: وانا كمان، لسه مكلمه من خمس دقايق بس، وطلبت منه نفس الطلب
فريدة برجاء: بلاش تسيبنى يا مأمون، انت عارف انا اد ايه بعزك وبثق فيك
مأمون بقلة حيلة ممزوجة بالالم: ما تقلقيش يا فريدة، وسيبى كل حاجة على ربنا
ليتجها معا الى الخارج تاركين ماض اشترك الجميع فى وضع اساسه حتى تفر2عت النوايا
بعد مرور عامان
كان مراد قد تجاوز محنته المالية اخيرا بعد فض الشراكة مع مأمون وفريدة فى ذات الوقت، وقد تكبد خس2ارة كبيرة بطلاقه لفريدة وسداد مستحقاتها المالية من مؤخر ونفقة وخلافه، وقد تركه اغلب المهندسين العاملين بالمكتب لعدم قدرته على سداد مستحقاتهم المالية بانتظام، ولكنه اخيرا استطاع ان يعود مرة اخرى لسوق المعمار بشكل جديد كان يتحدث عنه الجميع، فهاهو مراد السعدنى باطلالته الجديدة، فقد ازداد جدية وقسوة فى ذات الوقت، كان وقته بالكامل ما بين العمل والعمل، فقد انقطع تماما عن اللهو، وكان الوقت المستقطع من العمل يقضيه فى الراحة او بصحبة ابنائه فى الاوقات المخصصة له معهم والتى اتفق عليها مع سالم
اما مأمون فبعد الانفصال الرسمى بين مراد وفريدة، قرر السفر الى احدى البلدان الخليجية، وقام هناك بالعمل باحدى شركات المقاولات والانشاءات، وعاش وحيدا مثلما كان دائما بمصر، الا انه قد ابتعد ايضا عن رفقائه، فهو لم يستطع مواصلة علاق2ته بمراد بعد ما سمع منه ات2هامه له بمحاولة استمالة زوجته، وكان اكثر ما آلمه انه قد تأكد من معرفة مراد لحبه لفريدة طوال تلك السنوات