الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية رحم الخي،ـانة كاتبة / ميمي عوالي

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز

 هتصرف، مالكش انت دعوة بالموضوع ده، ولكنه تسمر مكانه فور ان سمع مأمون يقول بحذر: فريدة فى مكتبى من الصبح
ليلتفت مراد ببطء وكأنه يخشى ان يكون واهما فيما وصل لاذنيه، وقال بترقب: انت قلت ايه
مأمون بتأكيد: فريدة فى مكتبى من الصبح
مراد بفضول: وبتعمل ايه فى مكتبك طول الوقت ده
مأمون: قاعدة معايا عادى 

ليعود مراد اليه وهو يقول بحدة: لأ مش عادى، مش عادى ابدا ان مراتى تقعد معاك فى مكتبك طول الوقت ده، وانا اللى جوزها ما اعرفش وحتى مافكرتش تعدى عليا ولا تبص فى وشى 
مأمون ببرود وهو يرفع كتفيه: ما المشكلة هنا انها مش مقتنعة انك جوزها
مراد بجنون: يعنى ايه مش مقتنعة انى جوزها، يعنى اقتنعت باخوها وبولادها وبيك انت شخصيا وجت لحد عندى وبتنكرنى، ازاى يعنى مش فاهم، انتو ناويين تجننونى
مأمون بحزم: وطى صوتك، الموظفين لو سمعوا كلامك ده هيقولوا ايه
مراد بحدة: يولع الموظفين على المكتب باللى فيه، دى مراتى ايه اللى يقعدها فى مكتبك كل الوقت ده لوحدكم
مأمون ببرود: ما تنساش انها قبل ما تبقى مراتك فهى صديقتى، وشريكتنا كمان فى المكتب ده، ومن حقها تقعد فى المكان اللى هى تفضله
مراد بغضب: بلاش تصطاد فى الماية العكرة يا مأمون
مأمون بتجهم: انت تقصد ايه بكلامك ده
مراد: اقصد انك تبقى عبيط لما تفكر انى نايم على ودانى ومش عارف انك بتحبها من ايام الجامعة، وانك لسه بتحبها لحد النهاردة، فاوعى تفكر انك ممكن تستغل انها فاقدة الذاكرة لمصلحتك وتقرب منها عشان تحنلك، لا فوق، مهما حنت لك، هييجى يوم وترجع لها الذاكرة وتفتكر ان انا وبس اللى حب حياتها وانك ما كنتش اكتر من برواز لمرحلة فى حياتنا كلنا 
ظل مأمون يستمع اليه بوجوم حتى انتهى من حديثه، وما ان عم الهدوء المكان مرة اخرى حتى هبط مأمون بقبضة يده بقوة على فك مراد الذى لم يكن يتوقع ردة فعل كهذه، فارتطم بظهره الى الباب

 وعندما حاول الاعتدال وجد مأمون يمسكه من تلابيب ملابسه بقوة وهو يقول: لو انا وسخ زى ما انت بتفكر فيا كده، كان زمانى روحت قلتلها على كل بلاويك من زمان، على الاقل ما كانش حصل لها اللى حصل، مش انا اللى اصطاد فى الماية العكرة يا مراد، طول السنين دى كنت بكدب احساسى انك كنت عارف انى بحبها اكتر من روحى ومع ذلك سيبت كل اللى كنت داير معاهم وروحت لفيت عليها من ورايا، ومع ذلك انا احترمت رغبة قلبها وعمرى ما حاولت ابدا انى الفت نظرها ليا فى اى مناسبة، وده لانى بفهم الاصول وبخاف من ربنا، لكن انت بقى عملت ايه، فرحت بيها شوية وقلت فى نفسك انك كسبت الچوكر، وبعدين رجعت ريما لعادتها القديمة، وسخت نفسك ودمرتها وياريتك حتى معترف انك غلطان،  لكن كده خلاص انت جبت اخرك معايا، الشراكة دى لازم تنفض، واعتبر ده اخر يوم شغل ما بيننا 

ليتركه ويفتح الباب بعنف لكى يتجه الى الخارج ولكنه توقف فى مكانه فجأة حينما وجد فريدة تقف امام الباب، ولم يدرى متى جائت او ماذا سمعت ولكن فريدة قطعت حيرته عندما قالت: ايه يا مأمون، انت اتأخرت عليا اوى 
مأمون بتردد: ابدا يا فريدة، بس كان فى شوية حاجات مهمة بنخلصها، لتتجاوزه فريدة الى الداخل لتقع عينيها على مراد وهو يحاول هندمة ملابسه مرة اخرى، وتظهر على فكه كدمة شديدة الاحمرار لتعض على شفتها السفلى قائلة وهى تنظر لمأمون: ايه ده، هو اتخبط فى حاجة 
مأمون بسخرية وهو يحاول السيطرة على غضبه: ااه، اتخبط فى الواقع
لتبتسم فريدة على تعبير مأمون وتقول وهى تنظر لمراد: ازيك يا مراد
مراد بحدة: انتى لسه فاكرة انك تشوفينى وتسألى عليا
فريدة: الحقيقة انا قررت انى انزل الشغل، يمكن اقدر افتكر حاجة 
مراد: وهو الشغل ده فى مكتب مأمون وبس، ماجيتيليش ليه، ما روحتيش مكتبك ليه، ما هو زى ما هو فى مكانه وما حدش بيستعمله
فريدة وهى تتجه الى الاريكة لتجلس عليها وهى تشير لمأمون للجلوس بجوارها: عموما دى فرصة

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات