الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية خيوط العنكبوت مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبه المبدعة فاطمة الألفي

انت في الصفحة 41 من 45 صفحات

موقع أيام نيوز

حياة حملها على كتفه كالطفلة الصغيرة ووضع الستره لتحجب النيران عندما وقف بالقرب من باب الغرفة يحاول دفعه بقدمه بكل ما أوتي من قوة ظل يركله مرارا وتكرارا يحاول الفرار والنجاة بمحبوبته من ذلك المكان ولم يفلح فقد شعر باليأس عاد بها لداخل الغرفة واراح ج سدها برفق على الفراش واستقام واقفا يتطلع للغرفة بخيبة أمل ولكن وجد النافذة هي الحل الخلاص منما هم فيه الآن اقترب منها ولكن النيران تتأجج حولها كما أنهم بالطابق الثاني فكيف سيقزف منها هو وزو جته 
دار بعينيه تجوب بالغرفة بمشاعر متضاربة من الخۏف والهلع والقلق ليس على نفسه ولكن على زو جته لا يريد لها تلك النهاية البشعة فقد رسم بمخيلته عدة سيناريوهات هل سيكون مصيرهما المۏت حړقا بذلك المنزل ولن يعثر أحد على جثمانهم وما مصير عائلتهما من تلقي ذلك الخبر ضربات قلبه تتزايد ټضرب ص دره بقوة وأنفاسة تتسارع كالمذعور يدور حول نفسه يكاد أن يفقد عقله ولكن قرر عدم الاستسلام

واسرع في خطواته 
إلى الباب ثانيا وظل يركله پغضب احتاج ج سده وبين تاره وأخرى يتطلع لحياة الفاقدة للوعي ويعاود الصړاخ باعلى طبقات صوته يطلب المساعدة لعل أحد يستمع إليه بعدما يأس تماما عاد إلى الفراش جلس على أطرافه والتقط كفها بين راحتيه لا يعلم يحاول ايقاظها لكي تواجه الخۏف والفزع بتلك اللحظات الفاصلة بحياتهما أم يتركها ساكنة كما هي لكي لا تواجه المۏت بعينين خائفتين وهو يسعل بشدة بسبب الأدخنة التي تتصاعد واللهب الذي كاد أن يلتهم أجسادهم والنيران تقترب رويدا رويدا تلتهم كل شيء حوله أغمض عيناه مستسلما لمصيرة وهو يض م جسدها أليه لتتعانق أجسادهم في مشهد يقشعر له الأبدان ثم نطق الشهادتين بعدما شعر بأنها حقا النهاية 
بالقاهرة 
ظلت نور حبيسة بغرفتها حاولت خديجة أن تتحدث معها ولكن تحججت بأنها تريد النوم فتركتها وغادرت الغرفة لتلقي بأسر وهو يحاوط بكتف زو حته ميلانا ويقترب من والدته متسألا عن نور
بردو مش عاوزة تخرج 
هزت راسها نافية وقالت
بتقول عاوزة تنام مش عارفه ده هروب ولا فعلا محتاجه تنام لأن في وحم بيجي بالنوم
يعني ايه مش فاهم
نطق بها أسر مستفهما
ردت خديجه قائلة 
يعني في ستات حوامل بيكون الحمل نوم تفضل طول الوقت عاوزة تنام وفي بيجي عليها بالترجيع المستمر وغيرها بقا الاكل والشهية المفتوحه يمكن نور حملها أنها عايزة تفضل نايمة بس لازم تاكل وتتغذء وتغذي اللي في بطنها حرام دي روح 
قال أسر بتفهم
خلاص هسبها ترتاح ساعة وهحاول معاها 
تركتهم خديجة ودلفت إلى غرفتها لأنها تشعر بانقباض بقلبها ولا تعلم ما هو سببه ولن تريد أن تشغل أسر بما تشعر به يكفي ما يمر به مع زو جاته وحزنه على الطفل القادم الذي لا يريد أن يكون مصيره مثل مصير أبيه 
شعورها بالضيق ينهش قلبها اقتربت من شرفة غرفتها فتحتها تحاول استنشاق الهواء العليل لينعش رئتها وتطلعت للسماء لينقبض قلبها ويعتصر بغصة مؤلمة وكأنها لمحت طيف كبيرها سليم وضعت كفها أعلى صدرها الذي يضرب داخلها بقوة هزت راسها بقوة وخرج صوتها مبحوح وهي تقول 
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم أغلقت الشرفة كما كانت وولجت تبحث عن مصحفها لتقرأ به وتطرد الشيطان الذي يحاول اقلاقها على أبنها وعندما فتحت مصحفها وجدت سورة يس أمامها فقررت أن تقرها بهدوء وتمعن وبعد ختامتها شعرت بالراحة وظلت تدعي لابنائها بصلاح الحال والشفاء وتمنت لهما السعادة والذرية الصالحة 
بالاسفل 
كان يجلس على الأريكة الوثيرة بغرفة الصالون وميلانا تجلس بجانبه رفع أسر ذراعه ثم جذبها لتتوسد ص دره وهو يشاهد التلفاز على فيلمه المفضل وقال هامسا
عاوزك تفضلي كده في حضڼي ماتبعديش عني
ابتسمت بسعادة وقالت مازحة 
شو راح تضل هون مافي عمل
أنا عريس وفي أجازة ولم سليم يرجع بالسلامة هنطلع شهر عسل ما حصلش ده وعد 
همست بحزن
ما بدي شهر عسل
ليه يا قلبي ده حقك
هزت راسها نافية وقالت برفض
ما بدي اياك تنسى نور يا أسر هي بحاجتك اكتر مني ما فيني أشعر بالذنب أكتر من هيك 
تنهد بضيق وقال 
وانتي ذنبك أية انتي كمان ثم أردف قائلا
الذنب ذنبي أنا من الاول ما فكرتش بعقلي فكرت بانانية رغم أن المسئلة كانت واضحة زي الشمس هتعب من زو اجي من نور كان أحساسي صح حب من طرف واحد بس كنت
بكدب قلبي دايما 
أخرج تنهيدة حاړقة من
أعماقه وتطلع لميلانا بحب 
صدقيني مش ذنبك خالص أنا بلاقي نفسي اللي ضايعه معاكي أنتي نور يمكن كانت في وقت صعب نفسي أخرج من صدمات كتير حصلتلي في حياتي وكان الوقت والإختيار والظروف كله غلط ممكن عشان خاطري ما تخليني أح س أن ظالمها معايا لأنها كل يوم بتثبت أنها لاعمرها حبتني ولا شافتني الفارس اللي هي
كانت بتتمناه والمشاعر دي وصلتني وصعب جدا على أي راجل يتحملها ممكن نقفل الموضوع ده 
شعرت بمدا جرحه وحزنه ولكنها تعلم علم اليقين بأنها المتربعة على عرش قلبه لذلك تبسمت له بحب وظلت متشبثه باحضانه الدافئة التي تحتويها بحب وحنان وأمان 
بعد انتهاء يوم عمله عاد سراج إلى منزل جدته لتقابله بوجه باسم بشوش وهو يقترب منها يقبل كفها ثم وجنتيها وجلس بجوارها بارهاق ربت الجده على ف خده ثم هتفت قائلة
تعرف كنت فين
نظر لها مستفهما 
لتجيبه بنبرة حانية 
كنت عند عمك فاروق وخالتك دلال بطلب ايد فريدة
تهللت اساريره وعانق جدته بحب 
حبيبتي يا تيتا ربنا ما يحرمني منك يا سنسن
ربتت على ظهرها بحنو وقالت بجدية 
ورحمة جدك يا سراج لو رقية ما جت خلال يومين اتنين بس أنا هكمل الج وازة وماحدش هيقدر يرد ليه كلمة
ابتعد عن أحضانها وزاغت عيناه بخيبة أمل وخرج صوته منكسر قائلا 
كلمتي ماما وقالت مش جايه
بعدما شعرت بمدا حزنه هزت راسها نافية وقالت 
لا يا حبيبي هتيجي طبعا معقول مش تحضر ده أنت أول فرحتها يا قلبي هي فرحت أوي وكمان لم عرفت مين العروسة قالت مراد يظبط أمور شغله وهننزل فورا بس أنا

عاوزة افرح بيك وهم احرار بقا 
أوما برأسه لجدته فهو يعلم بأنها تخفي عليه لا تريد حزنه ولكن ليس مهم أن ينتظر شيئا لا يناله دائما فقد كان مهمشا لدى عائلته رغم أنه الطفل الوحيد لعائلته لذلك عند مرحلة الجامعة عاد إلى القاهرة ليدرس أداره اعمال ببلدته وظل بجانب جدته تلك السيدة التي تبلغ من العمر سبعون عاما ولكن أعطته ما فقده من حب وحنان الأبوين لذلك هي أهم شخصا بحياته 
عودة إلى منزل لندن الذي ېحترق بداخله سليم و حياة
شعور لا يوصف عندما تكون على يقين بأنك على مشارف المۏت ليس بينك وبين النجاة إلا معجزة
أسبل سليم عينيه مستسلما لمصيره المحتوم وإذا بصوت أنثوي رقيق استماعه يأتي من بعيد بلكنتها المميزة علم من تكون صاحبة الصوت حرر حياة من أح ضانه وركض بلهفة يقف خلف النافذة المحترقة ليجدها حقا كريستينا تقف بالاسفل وتصرخ منادية باسمه لن يتوهم أشار بيده وخرج صوته العال مستغيثا بها 
أرجوك كريست ساعديني المنزل ېحترق 
حسنا عزيزي أنا هنا من أجلك 
وضعت الدرج الخشبي وثبتته على الحائط الذي يصل لنفاذة الغرفة التي يوجد بها سليم وهتفت قائلة 
النيران محاطة من كل جانب ولن أستطع أن أدلف لداخل هيا حاول أن تستقل الدرج بحذر
دقق أنظاره على الدرج والنافذة والتهمت النيران كتفه الايسر وأوقدته صړخ مټألما ونزع القميص ولكن طالت النيران ذراعه ولكن عاد إلى حياة مسرعا لم يكترث لآلام ذراعه فقط يريد الفرار بزو جته من هذا المنزل وحملها برفق بعدما وضع سترته تحتمي بها من ألسنة اللهب وصعد النافذة بخفة ودنا بقدمه ليثبتها على اول دراجات السلم الخشبي ونجح في الامساك بوضع يده اليمنى تحاوط زو حته والأخرى يضعها على الدرج ليهبطه بخطوات مترقبة وأنفاس متلاحقة إلى أن انتهى وتنفس الصعداء وهو يسير خلف كريستينا ليستقل سيارتها مسرعا بهما إلى المشفى 
بعدما استقل سيارتها وقابض بقوة على حياة نظر لكريستينا يشكرها على ما فعلته من أجله وأجل زو حته 
أشكرك على أنقاذك لحياتي وحياة زو جتي مديون لك بعمري وحياتي كريستثم أردف قائلا 
لك ما شأتي وأنا سألب لك كل ما تحلمين به
نظرت له مبتسمة وقالت 
لا داعي للشكر هذا عملي سيدي 
لم يفهم سليم مقصدها ولكن تذكر جان وخيانته وكان يظن بأنها مثله ولكن تفاجئ بقدومها وأنها أرادة أنقاذة 
بعدما وجدت التشتت على ملامحه أشهرت الكارت الخاص بهويتها أمام عينين سليم 
هذة هويتي الحقيقية رائد مارينا جورج 
جحظت عين سليم وهتف بدهشة 
وكريست
ضحكت بخفة واجباته 
فتاة أقتحمت عالم الماڤيا من قبل الشرطة الفيدرالية ولذلك كنت أساعدك دائما وحان الوقت لكي تعرف هويتي
ثم صفت سيارتها أمام المشفى ونظرت له 
أهتم بصحتك وصحة زو جتك أولا ثم سنتحدث ثانيا وسوف أخبرك بكل شيء الآن علي اللحاق بجان وسوف أزف له خبر الخلاص منكما لكي ينقل الخبر للزعيم ويطمئن قلبه 
قال سليم بخيبة أمل 
ولكن حصل على الفلاشة الخاصة بكل شيء
أعلم بأن زو جتك تعمل بالهاكر وسوف تساعدنا في أعادة المعلومات تلك من الهارد الخاص بك هيا ترجلا لكي لا يلتهب چرحك ويجب إنقاذ زو جتك أيضا
ترجلا سليم مسرعا لكي يلحق بحياة وولج بها مسرعا
لداخل المشفى الذي صړخ بهما يريد الطبيب المصري أدم لكي يفحص حياة فهو لم يثق
بأحد بعدما تعرض لهما 
وبالفعل عندما ات أدم خبر وجود مصرين يستدعونه بالطوارئ ذهب على الفور لكي يتفاجئ بوجود سليم بحالة يرثى لها ومازال يحمل حياة بين ذراعيه يخشى عليها 
قرب له أدم التورلي لكي يضع حياة عليه ونظر لسليم يهتف بقلق 
اية اللي حصل
هتف سليم پخوف من خسارته لمحبوبته 
الشقة اللي كنا مستاجرينها حصل فيها حريق وحياة اختنقت من الدخان
رمقة بنظرة مبهمة ولكن قرر
أن يفحص حياة أولا ونظر لذراع سليم الملتهب بشدة وقال 
لازم حد يشوف دراعك حرقك من الدرجة الثالثة
هتف بقلق وعيناة مصوبة على الغافلة التي لا تشعر بكل ما يحدث حولها 
أطمن على حياة الأول
بدأ في تفقد نبضها وعلم بأنها فقدت الكثير من الأكسجين فلابد وأن تخضع لعدة فحوصات ووضعها بالعناية المركزة على جهاز التنفس الصناعي لأن الريئتين تأذت تماما بسبب الدخان التي عبئ ريئتها مدة طويلة 
واستعان بطبيب أخر خاص جلدية وتجميل لكي يعالج الحړق الذي أصاب ذراع سليم الأيسر بأكمله 
بعدما أنتهى الطبيب من تطهير الحروق والچروح التي بذراع سليم وضع الشاش الطبي على ذراعه بالكامل ولم يشعر سليم بالألم بسبب الإبرة المخدرة التي غرزها الطبيب بذراعه لكي يخفف من حدة الألم 
ظل عيناه تطالعها وهي م مدة على الفراش الطبي داخل غرفة العناية والأجهزة محاطة بها من كل جانب أسند رأسه بالحائط
40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 45 صفحات