رواية راائعة للكاتبة داليا الكومي مكتملة ( غيوم و مطر )
هنا ...
ياللاحراج ...انه اكتشفها في منزله ولم يكن لديه فكرة عن حضورها ..هى فهمت من جدتها انه مقيم في نفس الفندق الذى تقيم فيه نوف وأن الشقة فارغه ... وها قد وجدها عمر في شقته لقد امسكها بالجرم المشهود... تلعثمت وهى تجيبه ...
طلبوا منى ...يعنى ماما و...قاطعها بسخرية ...
طلبوا ايه ...
اطرقت رأسها ارضا ولم تجيب ...
في
الطاولة الخالية أمامها ...
الجو مشحون بالتوتر والموقف اكبر من احتمالها الآن ...هما بمفردهما في مكان مغلق ...في الماضي عمر كان يتحين تلك الفرص ليريها حبه الفياض أما الآن فهو يعاملها كغريبة عنه ...
كان مرتبك وفقد قناعه الجليدى الذى كان يضعه.. دموعها كانت تتلألا علي وجهها مثل حبات اللؤلؤ ولا اراديا أيضا مد يده ومسح تلك الدموع ...
هى كانت تعلم جيدا انه لا يحق له لمسها لكن عقلها الباطن رفض تصديق انها ليست زوجته... السنوات تلاشت وكأنها لم تمر ابدا ... رفع ذقنها ليتطلع في عينيها پألم ..لأول مرة خلال فترة علاقتهما كانت تلاحظ انه يحاول الفهم ...كان يحاول سبر غور فريده الجديدة المختلفة ... مشاعرهما معا كانت محمومة فعمر تجرد في هذه اللحظة الخاصة من كل الماضى وعادت عيناه للحنان ..قلبها واصل الخفقان كالمچنون ربما ستزداد الكهرباء فيه لدرجة المۏت لكنها لم تكن تهتم طالما ستكون رؤيته ...لكن فجأة شعرت بالبرودة تعود وعمر قفز الي الخلف كأنما لسعته حية ونظر اليها بقرف وهو يقول...
وبدون اضافة المزيد غادر المنزل وكأن شياطين العالم كلها تطارده
الأحداث التالية مرت عليها وهى تتحرك مثل الالة ...كانت تقوم بالاشياء المفروضة عليها وهى متخشبة مثل الالهة الخالية من المشاعر ..
بعد رحيله ظلت علي نفس وضعها متجمدة كالتمثال لفترة غير معلومة..فقط اتصال من رشا نبهها الي الوقت ...رشا كانت مندهشة للغاية فبعد تحذيراتها القاسيه لها وجدت نفسها تجلس لساعات مع عمر بدون أن تعود لالتقاطها كما امرتها ....
وتمنت أن يكون عمر قد لان من جهتها لكن أي فرصة لها بوجود نوف في الجوار ...
انها قد اتخذت قرار السفر ولن تتراجع الآن .. السفر هو ملاذها الامن الذى سوف يحميها ... لقد عاشت لسنوات وهى تحمى نفسها من الألم وعندما ذاب الجليد من حولها اصبحت تشعر بالحب والغيرة وأيضا الالم ... نعم اصبحت حيه وتشعر بالحياه لكنها تتألم وبشدة الم يفوق احتمالها ... شعور الغيرة شعور فظيع مدمر ېمزق الروح ويسبب الالم الجسدى وليس فقط الالم المعنوي ....قبل اأن تغادر ارادت وداع كل شبر من منزل عمر وحفظه في ذاكراتها وعندما وصلت الي غرفه النوم وتخيلت عمر يشارك نوف فيها الغيرة نهشت قلبها...ستهرب الي ابعد مكان تستطيع الوصول إليه فربما الوقت ينسيها حبها كما فعل عمر ....
موافقة الزوج ...
اومأت الموظفة برأسها ...
ايوه يا دكتوره مطلوب عشان السفر جواز سفر صالح وموافقه خطيه من الزوج متوثقه في الشهر العقاري و... قاطعتها بإحراج ...
انا مطلقه ..
الموظفة مجددا تفهمت تساؤلاتها واحراجها فقالت بتفهم وصبر..
فهمتك يبقي محتاجين موافقة ولي امرك والدك او اخوكى مثلا ...لكن بطاقتك لسه مكتوب فيها انك زوجة عمر فخري نجم يبقي لازم تغيري البطاقه وتكتبي فيها مطلقه ...هتروحى السجل المدنى بقسيمة طلاقك وتطلبي تعديل البيانات هذه المره صاحت بفزع ...
قسيمة ايه انا معنديش قسيمة.. سألتها باشفاق ..
انتى لسه متطلقه قريب ... هزت رأسها بالنفي ..
لا مطلقه من اربع سنين هذه المرة كان دور الموظفة لتفتح فمها ببلاهة ..
اربع سنين ومعندكيش قسيمه ليه ... صمتت بمراره بماذا ستجيبها ... هى لا تملك أي اجابة لم يخطر في بالها من قبل موضوع القسيمة فلم تحتاج اليها ابدا من قبل ...بالفعل عند الطلاق يقوم الزوج بارسال قسيمة الطلاق لكنها لم تتلقي أي شيء ...هل تلقتها والدتها واخفتها عنها ... عمر لم يرسل لها القسيمة وهذا يتركها قانونيا زوجته ...شرعيا عمر طلقها ولا تحل له لكنها أمام القانون زوجته فلا توجد ورقة