رواية راائعة للكاتبة داليا الكومي مكتملة ( غيوم و مطر )
من ذلك لكنها كانت كالحائط السد ضيعت فرصتها بالاستمتاع
لقد اضاعت مشاعر رائعة في الكبر واضاعت سنوات اكثر في الغباء وهاهى تعض اناملها من الندم ...اوصلت رشا إلي عمر المنتظر عند مدخل الكافيه ...وجهت له نظرة تحذيرية تعلم جيدا أنه لا يحتاج إليها لكنها مضطرة... منزل عمر لا يبعد اكثر من بضعة امتار لكنها شعرت وكأنها مشت اميال وهى تجر خطاها وتجاهد كى تصل ..كلما اقتربت اكثر كلما شعرت بخفقان رهيب لو كانت تدرك كم كانت سعيدة في هذا المكان لما تركته ابدا ... لم يتغير أي شيء ..نفس اناقة ونظافة البناية ..
و
المكان كان يبدو عليه النظافة الشديدة والاهتمام... نظافة المكان تدل علي انه ينظف بصورة دورية ويلقي الاهتمام اللازم..
تذكرت عمر اثناء طعاهما عندما كان يغازلها ...في ايام زواجهما الاولي عندما كانت اكثر حرية وكانت تسمح له بالتعبير ...كلماته تردد في اذنيها فريده انا بحبك وهعيش عمري كله احبك ...
انها تدفع الثمن بقسۏة ..لماذا يقسو الجميع عليها الآن.. الم تقسي هى علي نفسها بالنيابة عن الجميع .... الم يضع أي احد في اعتباره انها كانت تريد اسعاد الجميع علي حساب نفسها حتى عمر نفسه ... العجيب في الامر انهم لم يقسون عليها طوال اربعة سنوات ماضية وبدؤا فقط في ايلامها منذ خطوبة عمر كأنهم انتبهوا فجأة إلي انها اصبحت مطلقة ... حتى عندما ارادت الهرب بعيدا جدتها اعلنت بصرامة انها لن تسمح لها بالرحيل الا وهى متزوجه وكأنها عار عليهم يرغبون في اخفائه ...ضجة عند باب الشقة جعلتها ترفع رأسها بفزع لتشاهد عمر يقف متصلب وعندما شاهد الدموع في عينيها كان بقربها في لحظات وسألها باهتمام قلق ...
صدمة رؤيته اوقفت قلبها عن العمل ..وعندما عاد ليعمل من جديد كان يدق پجنون وكأنها اخر مرة يعمل فيها .... لكن ماذا يفعل عمر هنا علي أي حال ... هل كان يعلم بوجودها هنا ...
هزت رأسها بالنفي ...جففت دموعها بظهر يدها والتزمت الصمت ماذا عساها ستقول لكنها دهشت من اهتمامه ...لأول مرة منذ عودته لم يكن يهاجمها بل وأيضا لم يكن بارد ولا مبالي ...لأول مرة تلحظ اهتمامه القلق سؤاله لم يكن واجب ثقيل أو تهكم ...لكنه كان نابع من القلب ... عاد ليقول ...
عملتى التحاليل اللازمه عشان تطمنى علي موضوع الكلي .. يا الله ماذا فعل محمد بالظبط ...
اجابته بثبات ...
ما فيش داعى انا كويسه
نهرها بعصبية ...
يعنى ايه ما فيش داعى ...العناد والغباء ليهم حدود ... رفعت عينين باكيتين إليه ...لأول مرة تلتقى نظراتهم مباشرة من بعد صدمة النظرة الاولي يوم زفاف اسيل ... يومها عندما التقت نظراتهما شعرت كأنه لم يتعرف اليها من الفراغ الذى رمقها به اما الان فنظرته كانت مختلفة....
ما فيش عناد ابدا لكن انا فعلا صحتى كويسه ومحمد زودها شويه من قلقه
سألها بتحفظ ...
متأكده ...
اطرقت برأسها أرضا وقالت ...
ايوه
لهجته تبدلت للوقاحة مجددا وهو يسألها بعجرفة ...
بتعملي ايه