نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة
سلم العمارة أمامها بتبرم قبل أن تتنهد وتبدا الصعود تمشي كالسلحفاة وهي تنظر إلى باب المصعد الكهربائي بغيظ فهو دائما معطل لتهمس تشجع ذاتها
_ أجرك على الله ..حسبي الله في الاسانسير الفقران ده .
صدحت ضحكة قوية خلفها ليختل توازنها وتسقط جالسه على الدرج بتعب طالعها منذر بعيون قلقه وهو يردف بحزن
_ أنا آسف أنت كويسه .
انفلتت ضحكة من شفاه منذر وهو يقول
_ تستاهلي والله ده ربنا بيخلص حقي منك ده أنت نقرتيني زلطه الصبح كنت هتفتحي لي عنقي يا مفترية ..المهم سلاموز بقى وأنت كان الله في عونك يا سلحفاة .
أعقب حديثه وهو يتجاوزها صعودا إلى شقتهم فوصله صوتها المتهكم
صمتت لثوان
________________________________________
ثم أكملت بتعب
_ لا مبدهاش بقى .
أخرجت هاتفها واتصلت على والدتها تهتف بتحسر ما إن وصلها صوت والدتها
_ أماه لقد كسرت قدمي النجدة.
وكل ما وصلها هو سماع صوت الصافرة معلنة عن انتهاء المكالمة انفرجت شفتيها في صډمه مرددة بأعين متسعة
تحاملت على ذاتها وأخذت تصعد ومن الأعلى عيون تراقبها بقلب يتألم لكنه تنهد وهو يبحث عن أحد لمساعدتها فابصرت عينيه ابنة جيرانهم سما ذات الثماني سنوات تنزل الدرج مسرعة ف أمسك منذر بيدها كأنه حصل على كنز ثمين قائلا وهو يشير إلى الدرج أسفلهم
_ بت يا سما شايفه هاله تعبانه كيف مش عارفه تطلع روحي ساعديها .
_ وهتديني إيه في المقابل .
بصق منذر في الهواء وهو يرميها بنظرة تهكمية أثناء قوله
_ يخربيتكم جيل مهبب مفيش حاجه عندكم لله ...حاجه للانسانيه كله بقى بمقابل حسبي الله ونعم الوكيل .
شوحت الفتاة بيدها وهي تقول بنبرة سوقية
_ إذا كان عاجبك بقى ما كداش أنزل اتلحلح طلعها أنت رجالة آخر زمن.
_ خمسه جنيه دي ما تجبش كيس اندومي حتى .
رمقها منذر بقرف وهو يضرب مؤخرة رأسها يقول
_ مهو الاندومي مضر بالصحه اخلصي هاتخديها ولا أشوف غيرك .
ابتسمت سما بتهكم ثم أخذتها و هبطت الدرج حتى وصلت إلى السلحفاة هاله التي تنهج ك فرخ مبلول هتفت سما ببسمة لطيفة
وما كادت تجاوبها هاله حتى ركضت الصغيرة خارج العمارة وهي تقول
_تمام مش محتاجه مساعدة أنت قادرة على التحدي والمواجهة ... أنت بنت مصر أنت ضد الكسر .
وبالاعلى ضړب منذر يده على وجهه فهتفت هاله بتهكم وهي ترفع رأسها تنظر إليه
_ ما هو أنت اللي بخيل رايح تديها خمسه جنيه يا معفن متجبش حتى كيس شيبسي في الزمن ده أنا هطلع بدون مساعدتكم أنا على رأيها بنت مصر وضد الكسر وحسبي الله .
كتم منذر ضحكته قائلا بعبث
_ اجي أساعدك .
رمته هاله بنظرة تهكمية وهي تتابع السير ببطء واستوقفها صوت أختها وطن يصدح من خلفها
_ بت يا هاله جرالك إيه يا منيله .
هتفت هاله بتحسر
_ ياختي يا وطن أقولك إيه ولا إيه تعالي ساعديني ياختي .
الساعة الخامسة مساء
زفرت هاله الهواء بغيظ شديد وهي تجلس على فراشها تطالع قدمها بتهكم متذكرة ذلك الحاډث قبل شهر ونصف.
فلاش باك
كانت تجلس فوق المقعد وهي ترهف أذنيها باهتمام تستمع لحديث فتى أحلامها والذي يكون بدوره معلمها في هذا السنتر وخلفها كان يجلس منذر وبينما نهضت هاله لتجاوب على إحدى الأسئلة وقعت منها ورقه لم تنتبه لها ولكن لاحظها منذر ليسارع بمد يده يلتقطها ثم وضعها في منتصف كتابه .
وسمح لنفسه بقراءة محتواها حيث كانت هاله ترسم في المنتصف قلب كبير به قوسان وعند نهاية كل قوس كانت تضع حرفها و حرف ذاك المتدرب الغبي إسلام وأسفل القلب كتبت عبارة بالتركية لم يفهمها منذر فأخرج هاتفه ودخل على إحدى المواقع الخاصة بالترجمه وقام بترجمتها لتتسع حدقة عينه في ڠضب چحيمي
Gözlerim sana her düştüğünd
sevginin kalbimi doldurduğunu
hissediyordum
في كل مرة تقع عيني على خاصتك أشعر بحبك يملأ فؤادي
كور منذر الورقة في يده پغضب شديد وهو يضعها في جيب بنطاله وبعد انتهاء
________________________________________
الكورس وبينما هاله تسير على الدرج لتهبط كان منذر يسير خلفها ولكنه لم ينتبه لها أو بالأحرى غضبه لم يراها أو يميزها من بينهم فدفعها في طريقه فوقعت على الأرض وكسرت قدمها صدم منذر عندما أبصرت عينيه عينيها وراها تبكي بشدة وهي تصرخ من الألم قفز الدرجات المتبقية من السلم وانحنى عليها يسأله بعيون تقطر خوفا
_ هاله حاسه بايه .
رمقته هاله بقرف وهي تصرخ به
_ حاسه بايه ..حاسه بالانتعاش يا منذر ...تيجي تنتعش معايا .... آه ياني ياما مكنش يومك يا هاله رجلي .
تجمع الشباب حولهم والفتيات أيضا وجنات انحنت تجلس القرفصاء وعينيها لمعت بهما الدموع عندما أبصرت قدم صديقتها التي يبدو عليها آثار الكسر بوضوح وخرج على تلك الضوضاء المعلم إسلام وما إن أبصر هاله ركض على الدرج يتجه نحوها وهو يسألهم كيف حصل هذا وما إن هم بحملها منعه منذر وهو يضع يده فاصلا بينهما قائلا بنبرة حازمة
_ هي بس رجلها اتلوت متشكرين يا مستر أنا هتصرف .
صړخت هاله پبكاء وهي من دون وعي تضربه على كتفه
_ اتلوت آه يا ماما دي اتكسرت مش قادره الحقوني.
أبعد المعلم إسلام يد منذر التي تحول بينه وبين هاله قائلا
_ أوعى يا منذر ده مش مجرد التواء ده فيه كسر لازم ناخدها للمستشفى .
تحدثت هاله من بين ألمها
_ آه قوله يا مستر عديم الډم ده .
وما إن مد إسلام يده ليحملها أبعد منذر يده ثم مال على هاله ونظر لها بنظرة تعلمها هي تماما نظرة حزم فابتلعت لعابها ببطء فوضع منذر يده أسفل قدميها ويده الآخرى لفها حول ظهرها ثم استقام وسار بها فأخفت هاله رأسها بصدره وهي تبكي بقوة ومنذر يطالعها بأسف وعيون حزينه على تالمها وكانت تتبعه جنات وسهام وبعد رحيلهم تعالت الهمسات بين جميع الواقفين وتردد بينهم هذا الحوار .
_ اقطع دراعي أن ما كان الواد منذر ده بيحب البت دي مش مجرد إنه عاملها أخته .
أكد رفيقه وعلى ناحية قريبة تحدثت فتاة بغيظ
_ محظوظه بنت اللذينا شوفتوا منذر عمل إيه مسمحش للمستر يقرب خطوه من السنيورة .
_ يا بنتي هما أصلا بيحبوا بعض ومخبيين .
عودة .
عادت من شرودها لتقع عينيها على الكتاب الذي أهداه منذر لها فتسطحت على الفراش وقالت
_ اللي اتعلموا اخدوا إيه يعني يالا أبدأ في الكتاب ده باين عليه مشوق وابقى اخلي منذر يشر .....
قطعت باقي كلامها عندما استوعبت عنوان الدرس لتحمر وجنتيها خجلا ثم ضړبت مقدمة جبهتها
_ غبيه يا هاله قال يشرح لي قال عبيطه والله .
استرخت في مرقدها وبدأت باولى صفحات الكتاب وجذبها ذلك الاهداء الذي كان مكتوب بخط تحفظه عن ظهر قلب
أن أنظر إليك هكذا بلا قيود أطلق لعيناي العنان أن تسبح في محيط عينيك ترهف أذني السمع توليك كامل الاهتمام يمضي الزمان من حولي وأنا لا أشعر يغمرني الشوق إليك رغم أنك أمامي ولكني أشتاقك بشدة و أذوب عشقا كلما حانت منك ابتسامة تصوبها شفتيك تجاهي ومع كل همسة تصدريها يزداد حبي لك.
أدمعت عينيها وهي تطالع تلك الكلمات بقلبها وليس فقط بعينيها لتغمرها مشاعر عدة ولكن فجأة تعكر صفو مزاجها عندما أبصرت ذلك الحرف والذي لا يعود لها لتشتعل النيران داخلها وهي تهتف
_ الكتاب ده كان عاطيه لمين قبلي مين البنت دي ...منذر بيحب من ورايا ليلة أهله
________________________________________
مش معدية معايا بس في حاجه غريبه الخاطرة دي تشبه اللي بيبعتهالي الواد الصامت ده اللي مبيعبرنيش بس أهو مستمع كويس يا هاله متنسيش .
ألقت الكتاب على الفراش وجذبت هاتفها تقلب في بعض الاسكرينات التي حفظتها وهي تقارن بين الإثنين بأعين متفحصه لتقول بعد لحظة صمت
_ يا ابن الايه يا واد يا منذر انت كنت مخبي الموهبه دي فين لا بس لازم أعرف مين البت m دي والا ما كونش أنا هاله بس لحظه ده معناه إني طول الفترة دي كنت بكلم منذر يا نهار ألوان ده أنا حكيت فضايح لا لا أكيد مش هو بس هبل يا هاله منذر المعفن ميعرفش يكتب الكلام العميق ده تلاقيه سارقه من على النت علشان يثبت بيه المزة بس والله ما أنا سايباه إلا أما يعترف .
قاطع حديثها اهتزاز الهاتف في يدها نظرت إلى الرقم لتكشر عن أنيابها
_ جيت لقضاك أنت !.
فتحت الخط فوصلها صوته يهتف بتوتر شديد
_ هاله أنا عايز الكتاب بسرعه .
نظرت هاله صوب زاوية الغرفة كأنها تطالعنا وتقول بخبث
_ إيه يا منذر لسه ملحقتش أقرأ حاجه .
هتف منذر سريعا
_ هاجبلك غيره بس محتاج ده ضروري .. أنت قرأت حاجه منه أقصد يعني ....
ابتسمت هاله بشړ واستمتاع على تلعثمه وارتباكه الواضح تقسم أنه الآن قد قطع خصلات شعره من خلف عنقه من شدة التوتر كعادته لتردف ببطء وهي تلعب بأعصابه
_ أنت إزاي ما تقوليش حاجه زي دي إزاي قدرت تشوفني وتخبي يا منذر إزاي قدرت تخون علاقتنا .
مسح منذر على وجهه وهو يشد بيده على شعره قائلا بتوتر
_ هاله الموضوع مش زي ما أنت .....
قاطعته هاله تردف بضيق مصطنع
_ طول السنين دي وأنت مخبي وكنت هتقولي ايمتى يا استاذ ها .
_ هاله أنا كنت هقولك بس يعني ....
أكملت هاله حديثه الذي قطعته
_ بتحب من ورايا يا منذر ده أنا كنت أول واحدة هتفرحلك على فكره .
توقف منذر وهو يضيق عينيه قبل أن يردف بحذر
_ هو أنت قراتي إيه بالظبط .
أجابته هاله ببسمة مغتاظة
_ الاهداء يا حلو من ايمتى وأنت ليك في الرومانسيه ياخويا مين بقى الأخت ام دي أعرفها .
زفر منذر الهواء وهو يتنفس بارتياح قبل أن يهتف بضيق شديد
_ روحي يا شيخه إلهي تتشوي مع أبو لهب غوري وقعتي قلبي وكنت على تكه واعت......
قطع حديثه وهو يستغفر ربه فقالت هاله بعدم تصديق
_ انت بتدعي عليا ليه ياض أنت إلهي تتشوي أنت والزفته بتاعتك .
ولم يصلها رد سوى