نوفيلا يوميات مراهقة للكاتبة نورهان ناصر مكتملة
ترمقه بشړ وبلا تفكير انحنت تحمل قطعة حجارة من الأرض ثم ألقتها عليه ليصدح صراخه المتالم حيث أصابته الحجارة في رقبته من الخلف لتضحك هاله بملى شفتيها وتكتم جنات ضحكاتها لأن هاله ماهرة جدا في التصويب ومنذر لا يكف عن مشاكستها .
التف لها منذر وهو يشتم تحت أنفاسه قائلا بغيظ بينما يضع يده خلف عنقه حيث أصابته
_ والله يا هاله لولا إنك بنت كنت علمتك الأدب بس أنا علشان راجل هعديها بمزاجي وتاني مرة يا بلوى ما تميليش في الشارع اصبري بس يا حماره إن ما كسحتك في امتحان الكيمياء ما بقاش أنا منذر .
_ هأو أو أو يا منذر اللي يطلع معاك اعمله مبنتهددش يا بابا .
هتفت جنات بصوت خاڤت
_ يا بنتي بقى إحنا في الطريق عيب يا هاله .
نظرت جنات إلى منذر قائلة
_ منذر مش هينفع وقفتنا كدا فامشي لو سمحت .
تنهد منذر ثم سار مبتعدا عنهما ولكن من حين لآخر ينظر إليها معذبة قلبه منذ الطفولة .
_ أموت وافهم بتجري شكله ليه بس على فكره يا هاله ده مش صح انتوا مبقتوش صغيرين للحركات دي أنت عارفه البنات بيقولوا إيه عنك أنت وهو .
توسعت حدقة عين هاله بفزع تطالع صديقها بذهول وهي تتشدق قائلة
_ بيقولوا إيه هما اصلا إيه اللي يجمعني مع منذر غير إنه ابن جيرانا ومتربيين سوا .
_ بيقولوا إنكم بتحبوا بعض ياختي وإنك بتناكشيه وهو بيسكت لانه بيحبك بردو رغم إنك بتعملي فيه بلاوي .
دق قلب هاله بقوة ولكن سرعان ما نفضت الشعور من داخلها لتلتفت إلى جنات قائلة بسخرية
_إيه الهبل ده يا جنات أنا ومنذر عاملين زي الزيت والمايه لا يمكن نركب على بعض أبدا ..... .
قاطعتها جنات بحديثها وهي تنظر لها بمغزى
ضيقت هاله عينيها باستغراب وهي تقطب ما بين حاجبيها
_ مش فاهمه قصدك إيه عادي يعني هو ده اللي أنا شايفاه بصراحه .
ابتسمت جنات ولم تعقب فنظرت لها هاله بطرف عينها قائلة وهي تطرق على كتفها
_ بت إيه الابتسامة دي في إيه انطقي.
ازدادت ابتسامة جنات لتتحول لضحكات مكتومة وهي تضع يدها على فمها
توقفت هاله ترمقها بضيق شديد وهي تقول
_ جنات اظبطي في إيه ماله يعني الزيت والمايه .
مدت جنات يدها لتمسك بخاصة هاله وهي تقول
_ يالا بس منقفش كدا في نص الشارع وكمان إحنا اتاخرنا يالا قدامي نلحق الزفت الطابور ياما نفسي أهرب منه .
_ مش قبل ما تقولي لي ماله الزيت والمايه وليه ضحكتي كدا .
تمالكت جنات نفسها لتردف بضحك لم تستطع السيطرة على ذاتها
_ اصل آه الزيت والمايه مستحيل يتخلطوا ببعض بس كمان صعب تفصليهم فهمتي يا ذكيه يعني جربي كدا تفصلي الزيت عن المايه مش هتعرفي وده فعلا اللي بشوفه في علاقتك مع منذر آه انتوا الأتنين مش بطيقوا بعض خالص بس كمان صعب تنفصلوا فهمتي .
امالت هاله رأسها للأرض وهي تفكر في حديث جنات ثم هزت رأسها بلا اهتمام واكتفت بالصمت حتى دخلت من بوابة المدرسه وأثناء ذلك كان هناك أحد
________________________________________
الشباب الذي أطلق لساقيه الريح ولم يرى أمامه فأوقع هاله بطريقه صړخت هاله پألم عندما چرح جانب ذراعها بينما توقف الشاب معتذرا وهو يمد يده ليساعدها
_ أنا أسفه يا آنسه ما اخدتش بالي والله أنت كويسه .
رمقته هاله بضيق وهي تهتف پألم
_ خلاص حصل خير اتفضل امشي .
أتى منذر في تلك الأثناء والذي كان يراقب ما يحدث بأعين متسعة من الضيق الذي جثم على صدره ثم وبلا أي كلمة دفع ذاك الشاب والذي يكون بالصف الثالث الثانوي قائلا بتهكم
_ يالا يا اخينا من هنا اعتذرت وخلصت اتكل على الله بقى وتاني مرة خلي بالك لتدهس حد تحت رجليك وانت ماشي زي الجاموسه .
طالعه الشاب بعيون غاضبه وهو يدفعه من ملابسه كأنه جرثومة
_ وأنت مالك أنت بتدخل ليه واعدل الفاظك يا بني آدم أنت .
أمسك منذر الشاب من مقدمة قميصه پغضب وهو يهتف بضيق
_ لا مالي ونص وبعدين نظراتك بقى معجبتنيش بتبصلها كدا ليه أصلا زائد أنا شوفتك بعيوني أنت قاصد توقعها .
مدت جنات يدها تساعد هاله في النهوض فاستندت هاله على كتف صديقتها وقالت
_ خلاص يا منذر حصل خير هو مكنش يقصد وما شافنيش زي ما بقولك وبعدين هيوقعني ليه يعني .
أكدت جنات على حديثها الذي تزامن مع سماعهم النشيد الوطني مما يعني أن الطابور الصباحي قد بدأ ويجب ألا يتخلفوا عنه
_ منذر خلاص سيبه احنا داخلين متعملش مشاكل موقف وعدى .
ختمت حديثها وهي تساعد صديقتها على السير بعد أن أتى بعض الشباب ليفضوا ذاك العراك وتركه منذر على مضض واتجه إلى حيث سارت هاله حافظ على مسافة بينهما ثم سألها
_ أنت كويسه رجلك حصلها حاجه .
هزت هاله رأسها بالنفي وهي تبتسم بسخرية
_ رجلي والله يا منذر بتسالني عن رجلي اللي كسرتها يا مفتري .
وضع منذر يده خلف عنقه وهو يهتف بحرج
_ مكنش قصدي وقتها ومشوفتكيش .
طالعته هاله بتهكم وهي تتحدث بحسرة
_ قعدتني شهر في البيت وضيعت عليا كورسات إسلام يا مفتري وحتى الروتر بوظته قطعت عليا النور والمايه ومبقتش عارفه اتابع كورسات إسلام على النت بسببك مش عارفه انت بتعمل كدا ليه يا عدو النجاح أنت ده كله علشان ما اغلبكش.
كتم منذر غيظه عندما أتت على ذكر ذاك المعتوه إسلام والذي لا يكره في الحياة غيره ليهتف بضيق شديد
_ الروتر مليش دعوه بيه هو اتقطع أنا مالي بعدين ما كنت بشرحلك اللي باخده يا نكاره أنت عامله زي القطط تأكلي وتنكري .
حركت هاله رأسها بياس منه ثم تركهم منذر واتجه ليقف بمكانه مع بقية الشباب بينما وقفت هاله في صف الفتيات وجنات أمامها تساندها وفي أثناء مرور المعلمة لاحظت طريقة وقوف هاله وقبل أن تعنفها لاحظت ألمها في عينيها لتردف
_ هاله مالك أنت تعبانه ولا ايه.
ردت هاله بتعب
_ وقعت وأنا داخله المدرسه ورجلي ۏجعاني شوي أنت عارفه كنت مجبساها من فترة ولسه فاكه الجبس .
نظرت المعلمة إلى ساعة يدها
_ على العموم فاضل لسه عشر دقائق تعالي اطلعك فصلك كفايه كدا وأنا هابقى اقول للمدير .
ابتسمت هاله بامتنان وسارت برفقتها تتبعها عيون منذر الولهانه ليهمس رفيقه وهو يدفع رأسه لينظر أمامه
_ أنت لسه بتحبها يابني .
تحدث منذر بوله وعيون تخرج قلوب من صفاءها
_ بحبها إيه بس دي حړقاني يا علاء حرفيا اهلكتني وهي مش حاسه بيا
________________________________________
أصلا وبتحب الزفت إسلام ده ياما نفسي اخنقه بأيدي واقوله ملهوش دعوة بيها ده أنا حتى بقت بحضر كورساته الزفت علشان دمي يتحرق بس وأنا شايفها هيمانه فيه قد ما قلبي تعبني وتعبت بس أعمل إيه مش قادر اشيلها من بالي وڠصب عني بلاحقها من مكان لمكان .
صمت رفيقه عندما لاحظ نظرات المعلم باتجاههم فهمس بخفوت
_ نبقى نكمل بعدين هنتنفخ من أستاذ سلامه اسكت يخربيتك .
_ وكدا المعادلة انتهت وهنزلكم بقيت الأسئلة على الجروب وهايكون عليها درجات أعمال سنه ياريت تحلوها وآه صح كل شخص منكم أسئلته هتكون مختلفه عن التاني أنا مجهز كل حاجه مفيش مجال للغش فاهمين .
وبهذه الكلمات ختم معلم الفيزياء حديثه معلنا عن انتهاء الحصه لتزفر هاله بضيق وهي تقول
_ أوف مستر بدوي مش بيرحم إيه كميات الاجزام دي
وافقتها جنات وسهام في حديثها وتحدثت سهام وهي تضع يدها أسفل ذقنها بينما تستند على حافة الطاولة أمامها والخاصة بمقعدها
_ عندك حق بس اختبارته حلوه بصراحه وبتساعدنا المهم يا شباب قبل الفسحة حد منكم رايح الدرس بتاع مستر عمرو بتاع الاحياء ولا هتهببوا إيه النهارده .
أرجعت هاله ظهرها على مقعدها متحدثة بكل استرخاء
_ أنا عن نفسي بفكر اطنش إلا لو إسلام هيكون موجود هروح أكيد .
تحدثت جنات بضجر وهي تضع كتابها في حقيبتها وأثناء ذلك تقابلت عينيها مع عيون منذر التي تبدو غاضبه وبشدة لتبتلع لعابها ببطء بينما تعاود النظر إلى رفيقتيها متحدثة بهمس
_ بقولكوا ايه تعالوا نتكلم برا أحسن وأنت نظرت إلى هاله خفي صوتك شوي الكل عرف إنك معجبه بالاستاذ إسلام .
قلبت هاله أعينها بلا اهتمام وهي تنهض متجهة للخروج ووقعت عينها على منذر الذي يحدق بها بضيق كالمعتاد فابتسمت في وجهه بسماجه وهي ترفع أصابعها مشيرة بها بعلامة الوداع قبل أن تغيب عن ناظريه وتلحقها كلا من جنات وسهام .
توقفت هاله فجأة عن السير وهي تشعر بتشنج في قدمها من الأسفل لتستند على السور خلفها الذي يطل بدوره على ساحة المدرسة الكبيرة
_ بقولكوا ايه يا بنات أنا مش هقدر أنزل الكانتين معاكم هقعد هنا وانتوا هاتولي أي حاجه معاكم وخلاص .
وافقت جنات وذهبت معها سهام وبقت هاله بمفردها تنظر من السور على الفتيات والشباب بعدم اهتمام قبل أن تجبر قدميها على السير حتى عادت إلى فصلها وأثناء ذلك اصطدمت بصدر أحدهم وكادت ترتد للخلف إلا أنها بلا وعي تمسكت بقميصه بكلا يديها وهي تغمض عينيها پعنف تتنفس بسرعة وقلبها يطرق بقوة بينما توقفت أنفاس منذر وهو يطالعها من هذا القرب ويديه تمسكانها من كتفيها قبل أن يحمحم ويبتعد عنها يستغفر ربه لتهتف هاله بضيق من إن ابصرته
_ لا كدا كتير أنت عايز تقتلني يا منذر .
_ أنت اللي قټلتيني يا هاله ومن زمان .
همس بها منذر بداخل عيونه قبل أن يستعيد رباطة جاشه يقول
_ اقټلك إيه يا حماره أنت أنت اللي عامله زي الطور الهايج ماشيه تخبطي في الناس يالا غوري من وشي .
لکمته هاله على صدره پغضب تدفعه عنها وهي تسير ببطء نحو مقعدها
_ غارة تاخدك يا عدو النجاح أنت ..صفي هنا يا منذر شوي ويمكن ربنا يكرمك .
كانت تتحدث وهي تشير إلى قلبها وتضحك بسخرية هز منذر رأسه بيأس منها ثم خرج من الفصل وهو لا زال عالقا بتلك اللحظة حينما كان لا يفصل بينهما سوى
________________________________________
بضع