الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة سلمي محمد مكتملة لجميع فصول... ( زهرة ولكن دميمة )

انت في الصفحة 107 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز

لسماع صوتها لكل شيء فيها...تسارعت دقات قلبه عندما رأها من بعيد كنت تمشي بهدوء ورزانة ورغم

مرضها وجهها مازال محتفظ بجماله الخاص لكن لمعت عينيها أنطفئت وصارت خواء...أنتفض في مكانه مټألما لرؤيتها هكذا وبعيون لا ترمش ولا تحيد عنها ظل متتبع تحركه حتى ركبت السيارة وأختفت لتسقط دمعة وحيدة ووعد نفسه أنه سيصلح الأمور بينهم مهما تطلب منه من وقت

أستيقظت بعد عدة ساعات من أنصرافه...كان شعرها مبلل ملتصق من شدة العرق ... أنشبت الحمى في جسدها...حاولت الاعتدال والجلوس فوق الفراش لكنها فشلت فالحمى تمكنت منها...قرع الباب ودلف الصغيرين وأخذا في القفز واللهو بجوار الفراش

أياد بابتسامة طفولية   يلا قومي بقالك كتير نايمة

حاولت الرد ...لكن الكلمات ظلت حبيسة حلقها...شعرت بالعجز... دموعها أنسابت پألم...أرتعشت شفتها...أصابها دوار قاټل فسقطت نائمة مغمضة العينين...حاول الصغيرين جعلها تفيق لكن كل محاولاتهم بائت بالفشل...خرجو الى الخارج ...

ماأن دلف أكنان الى داخل الفيلا حتى أستقبله الصغيرين 

أياد بلهجة طفولية   كنت فين 

رد عليه بابتسامة   كنت عند عمتكم وأول ماطمنت عليها جيت هنا علطول...شرد لثواني في أحداث أخر ساعة ...عندما أتى الشيخ وقام برقيتها وقال أنها أصبحت أفضل والسحر المعمول لها أصبح ليس له وجود وبعد أنصراف الشيخ أستغرقت بيسان في النوم مباشرة

جذبه وليد من البنطلون پعنف وهتف فيه   روحت فين 

أكنان بابتسامة   موجود أهو قصادك

سأل وليد   هو أنا عندي عمة

  أيوه عندكم وعمة عسولة أوي كمان 

قال وليد وأياد في وقت واحد   عايزين نشوفها 

رد عليهم بابتسامة   حاضر هتروحو تشوفها...هي فين ماما

قال أياد بضيق   لسه نايمة ولما جيت أصحيها مش ردت تصحى

قاطعه وليد قائلا   وأنا لما لمستها كانت سخنة أوي

أكنان بمجرد سماعه كلمات أبنه ...لم ينتظر التأكد منه وأخذ يركض على السلالم بسرعة...وجد نفسه أمامها...رأى جسدها يرتعش...لمس جبهتها وجد حرارتها مرتفعة ...وبأضطراب أخرج هاتفه وأتصل بالطبيب

لم يعرف الطبيب سبب أصابتها بالحمى...فطلب مجموعة من التحاليل ليتأكد من تمام صحتها...لازمها أكنان وأخذ ينظر اليها في فراشها بعيون حزينة وقلب مټألم...أستشعر بغصة لرؤيتها ضعيفة وتعاني...جلس على حافة الفراش همس بأسمها بخفوت...بللت دموع الندم وجنتيه...أتى الليل ومازال الوضع كما هو الا من أتصال الطبيب الذي أخبره ان التحاليل سليمة ولا يوجد بيها شيء وكل مايجب فعله أن تأخذ مخفضات للحرارة وكمادات مياه باردة

في العتمة وسط هذيانها...كان هو الوحيد بجوارها...أخذ يمسح

وجهها وشعرها بمنديل مبلل بالماء البارد...فتحت عينيها بضعف تشابكت النظرات...نظرة متلهفة تقابلها نظرة شاردة مغيبة 

همست بأعياء   عطشانة 

بدأت أشعة الشمس تحيط بغرفة زهرة من الخارج والداخل...بدأت تسمع أصوات ضاحكة بجوارها...شعرت بالألم ففتحت عينيها ببطء شديد ...فشاهدت أطفالها بجوارها مبتسمين 

وليد بابتسامة  صحي النوم ياماما كل ده نوم 

زهرة وهي تبتسم بصعوبة   ده أنا لسه نايمة

أياد هز رأسه نافية   لأ أنتي نمتي يومين بحالهم

وضعت يديها على رأسها المټألمة وسألت باستغراب   هو أنا نمت بجد يومين ولا بتهزرو

رد وليد بلهجة طفوليه   أه أحنا لما جينا هنا أمبارح كنتي نايمة وسخنة أوي

وأكمل أياد مقاطعا   ولما قولنا لبابا أكنان جاب الدكتور وفضل جنبك طول الليل

قال وليد بعبوس  وكان بيعمل ليكي كمادات ومرضاش أي حد فينا يقعد معاكي...أنا أضايقت أوي منه

وشاركه أياد الكلام  وأنا كمان 

زهرة تململت على الفراش بعدم راحة وهي تسمع حديثهم فقالت بابتسامة خاڤتة   هو عايز مصلحتك ياحبيبي عشان مش تتعدو مني 

أياد بلهجة طفولية  أصحي بقا عشان جعان

ردت زهرة   رحو أنتو وأنا جاية وراكم نفطر كلنا سوا

بدأت زهرة بالتحرك حتى وصلت أمام الحوض...غسلت وجهها لكي تزيل بقايا غشاوة التعب والنعاس من على وجهها..أخذت تلقي دفعات من الماء على وجهها...حتى أنتظمت أنفاسها وشعرت بالهدوء

على طاولة الأفطار..رأت أكنان متصدر مقدمة الطاولة...تناولت الطعام في صمت...لكن أطفالها لم يكفو عن الكلام واللهو...نظراتها لهم كانت شاردة سرحت في خيالات الليلة الماضية وبدون وعي لمست جانب فمها المرتعش..

لاحظ أكنان هذا الشرود الذي سيطر عليها...لكنه لم يعلق وأستمر في تناول أفطاره

نظرت له بحيرة فبادلها بنظرات دافئة

وقال بهدوء  أنا ماشي وهجي بالليل ده كان أتفاقنا لما خرجنا من فيلا شهاب أني أفضل معاكي...لسه عند أتفاقنا ولا هتقولي متجيش هنا تاني 

همست بخفوت   أنا مش برجع في كلامي والأتفاق أتفاق 

أبتسم بهدوء وقال   مع السلامة ياحبايبي ووزع نظراته على الكل وقبل كلا الصغيرين 

فتحت عينيها بوهن...لم تستوعب لأول وهلة تواجدها في غرفتها...حاولت النهوض لكنها توقفت عن الحركة والتفتت الى صوت الباب الذي يفتح ببطء...ترقبت القادم بدت مصډومة من رؤيته...

بخطوات مترددة أقترب منها وجلس بجوارها على الفراش وظل يتأملها بحب ممزوج بندم...خانتها دموعها فأنسابت في صمت...أشاحت بوجهها بسرعة لكي لا يرى دموعها التي لا تدري لها سبب محدد...ندم أم خوف أم خذلان أم فرحة لرؤيته

شعرت بيد تلمس كتفها ثم أدار رأسها تجاهه...مسح دموعها ونظر لها بحب...سألها برقة تغللت داخل أحاسيسها بسرعة  حسه بأيه...

ارتفع صوت بكائها وهي تسمع صوته المحب 

سأل

106  107  108 

انت في الصفحة 107 من 119 صفحات