قصة وريقة الحناء كاملة ( جزئين )
مكانها المألوف وتقضي هي الساعات الطويلة في البحث عنها من مكان لآخر
لتجدها خاوية البطون وتنصرف عائدة بها إلى المنزل.
وفي إحدى الأيام وبينما كانت وريقة الحناء تتأهب للعودة إلى المنزل مع أغنامها
نادت عليها العجوز وأخذت تخاطبها وهي تشير لها بإصبعها إلى مكان يقع خلف التل قائلة
إذهبي يا بنيتي إلى ذلك المكان وستجدين هناك ثلاثة برك مملوءة بالماء
وستجدين البركة الثانية ماءها راكدا وهي لا تشير لك بالإغتسال بها فاغتسلي بها.
توجهت وريقة الحناء إلى المكان الذي أشارت إليه العجوز وتجنبت الإغتسال في البركة الأولى التي أخذت تغمز لها
وقفزت بملابسها إلى البركة الثانية التي وجدتها راكدة واغتسلت بمائها
ولم تعد تقوى على السير إلا بصعوبة لثقل الحمل الملتصق على ملابسها.
فأخذت تواصل سيرها نحو البيت والأغنام تسير أمامها ببطء
حتى اقتربت من البيت فأخذت تنادي على أباها بصوت مرتفع
يا أباه يا أباه.
أطل الأب من الشباك لسماعه مناداتها وتبعته زوجته وأخذ يسألها عن سبب مناداتها له.
لم يتبين الأب طلبها لضعف سمعه فالټفت إلى زوجته يستفسرها عن طلبها
فردت عليه تقول لك لاقني بالمقص والشريم والمودمه والصميل.
إلا أن الرجل عاود الإصغاء إلى نداء ابنته مرة أخرى فوجدها تقول له لاقني بالجمل والجمال والمشتري والحمال.
ورأى ما تحمل إبنته من كنوز معلقة على ثيابها فترك زوجته وذهب من فوره للبحث عن من سيشتري ومن سيحمل ما تحمله وريقة الحناء من ثروة
وفي اليوم التالي وبينما كانت إكرام تتأهب للعودة إلى المنزل طلبت منها العجوز أن تذهب إلى حيث موقع البرك الثلاثة
قائلة لها وهي تشير بإصبعها إلى المكان الذي تقع عنده الأكمة
إذهبي إلى خلف تلك الأكمة وستجدين ثلاث برك ماء
الأولى منها سوف تشير لك بأن تغتسلي فيها فاقفزي من فورك إلى وسطها واغتسلي بمائها.
وعندما خرجت منها وجدت نفسها مثقلة بالعقارب والحيات والأفاعي التي تطوي جسمها ولم تقوى على التخلص منها.
فأخذت تجرجر خطاها نحو البيت والخۏف يملأ نفسها فيما الأغنام كانت تسير أمامها خاوية البطون
وعندما اقتربت من أمام المنزل أخذت تنادي زوج أمها قائلة
أطل الرجل وزوجته من الشباك مستفسرين عن سر مناداتها له فسمعها تقول له
لا قني بالمقص والشريم والمودمه والصميل.
وعندما لم يتبين له صوتها بوضوح سأل زوجته عن طلبها فردت عليه قائلة
تقول لك إكرام لاقني بالجمل والجمال والمشتري والحمال.
إلا أن الرجل عاود الإصغاء إلى نداء إكرام مرة أخرى فتيقن من قولها له لاقني بالمقص والشريم والمودمه والصميل
فأسرع من فوره لتناول المقص والشريم والمودمه والصميل الذي أخذ يجز بها الأفاعي والحيات ويضربها بالصميل لقټلها
وتخليص إكرام من خڼاقها.
ليقف بعدها مدوهشا وهو يرى الأغنام جائعة وقد التصقت بطونها بظهورها من شدة الجوع.
فحار من ذلك الأمر الذي لم يجد له تفسيرا.
وذات يوم حدث عرس كبير دعي لحضوره جميع أهالي القرية بمن فيهم إبن السلطان
فأخذت الغيرة تملأ نفس أم إكرام من حضور وريقة الحناء ذلك العرس فقد طغي جمالها على جمال إبنتها إكرام
وأكيد ستلفت انتباه إبن السلطان الذي ما من شك بأنه سيأسر بجمالها ويقع في غرامها من أول نظرة.
خاصة وقد أشيع عن رغبته في الزواج وسوف يسعى جاهدا من أجل الزواج بها
ولكي تضمن عدم حدوث ذلك فقد قررت منع وريقة الحناء من حضور ذلك العرس
وعمدت إلى حيلة تحول دون إمكانية حضورها ذلك العرس.
فقامت بخلط أصناف متنوعة من حبوب الذرة والقمح والشعير والعدس ببعضها داخل قدر كبير
ثم وضعتها أمام وريقة الحناء وهي تقول لها
أريد منك أن تقومي بتنقية هذه الأصناف من الحبوب وأخرجي كل صنف لوحده
ثم قومي بطحن كل صنف على حدى وبعدها احتفظي بطحين كل صنف في وعاء خاص.
وبعد أن تفرغي من ذلك قومي بكنس البيت من أعلاها إلى أسفلها.
لم