قصة وريقة الحناء كاملة ( جزئين )
انت في الصفحة 1 من 6 صفحات
الجزء الاول
عاش في قديم الزمان رجل مع ابنته اسمها وريقة الحناء التي ماټت أمها فتزوج بعدها إمرأة ماټ زوجها بعد أن رزقت منه فتاة اسمها إكرام.
كانت وريقة الحناء فتاة رشيقة القوام جميلة الوجه كريمة النفس هادئة الطبع
فيما كانت إكرام فتاة قصيرة القامة دميمة الوجه شرهة النفس خشنة الطبع.
فلا يفضل واحدة منهن على الأخرى ويعمل على تقسيم الأعمال المنزلية بينهن بالتساوي.
ففي اليوم الذي كانت تتولى فيه وريقة الحناء مهمة رعي الأغنام تتولى إكرام مهام أعمال المنزل من طبخ وكنس وغسل ملابس
تقوم إكرام برعي الأغنام وتحل وريقة الحناء مكانها في تولي مهام الأعمال المنزلية وهكذا
إلا أن أم إكرام التي كانت تأكلها الغيرة من جمال وريقة الحناء وحسن أخلاقها وطباعها
دأبت على إرهاقها بالعمل لتخفف بذلك عن إكرام ابنتها التي كانت تفضلها على وريقة الحناء في المعاملة.
حيث تقطن في ذلك المكان إمرأة عجوز وحيده في كوخها الذي لا يزوره أحد.
وكانت وريقة الحناء كلما شاهدت تلك العجوز قابعة تحت ظل الشجرة القريبة من كوخها
تلقي عليها التحية وتتقدم نحوها وهي تفتح رباط فوطتها الذي تضع فطورها بداخله
فتتناوله العجوز وهي تدعو لها قائلة زادك الله فوق عقلك عقل.
وكانت العجوز كلما ازداد الحك في رأسها الأشيب تنادي وريقة الحناء القابعة بالقرب منها
وتقول لها القمل أكل رأسي ساعديني على التخلص منها.
فترد عليها وريقة الحناء بأدب انتظريني ريثما أسوق الأغنام إلى المكان الخصيب
فتقول لها العجوز مطمئنة لا تتعبي نفسك يا بنيتي اجلسي وقولي أرعى وقرب وسترتعي الأغنام لوحدها
وبعد أن تشبع ستجدينها بالقرب منك دون أن تكلفي نفسك عناء البحث عنها.
فتقول وريقة الحناء ذلك ثم تجلس بجانب العجوز التي تطاطئ لها رأسها
وتبدأ بتقليب شعرها الأشيب بأصابعها وتبحث عن القمل
فتسمع ذلك منها العجوز وتدعوا لها قائلة زادك الله فوق عقلك عقل.
هذه القملة بحجم قملة أمي.
وترد عليها العجوز زادك الله فوق عقلك عقل.
وهكذا تستمر وريقة الحناء بالتفتيش عن القمل كلما طلبت منها العجوز القيام بذلك
إلى أن يحين موعد العودة فتقبل نحوها الأغنام لوحدها وقد امتلأت كروشها ولم تعد تقوى على السير إلا بصعوبة.
أما إكرام فقد اعتادت على تجنب الجلوس في المكان الذي تقبع عنده العجوز التي ما أن تراها تبدأ بتناول فطورها فتناديها قائلة
إني جائعة يا إكرام أعطيني من فطورك.
فتسمعها إكرام وترد عليها محتجة وهي تصرخ بوجهها
إن فطوري قليل وهو بالكاد يكفيني إن أعطيتك منه أموت جوعا.
وكانت العجوز تسمع منها ذلك فتدعوا عليها قائلة زادك الله فوق جنانك جنان.
وكانت عندما يأكل القمل رأسها تطلب من إكرام مساعدتها في تخليصها منها كما تفعل معها وريقة الحناء وتقول لها
القمل أكل رأسي يا إكرام ساعديني في التخاص منها.
فترد عليا إكرام بنبرة متعالية إنني جئت هنا لأرعى الأغنام لا لكي أفتش عن القمل الذي يأكل رأسك.
إلا أن العجوز التي لم تقوى على تحمل الحك الذي ينهش رأسها تستمر في إلحاحها ورجائها
فتوافق إكرام على مضض على تخليص العجوز من قمل رأسها.
وقبل أن تهم بالقيام بذلك كانت تطلب منها العجوز عدم الإكتراث لأمر الأغنام
وتقول لها لا تخافي على أغنامك قولي لها جوع وباعد وسوقيها نحو المرعى.
فتقول إكرام ذلك وتجلس إلى جانب العجوز التي تطاطئ لها رأسها وتبدأ بالتفتيش عن القمل بين شعرها الأشيب
وكانت كلما عثرت على قملة أمسكت بها بطرق أصابعها وصاحت
الله ما أكبرها إنها بحجم الثعبان
الله ما أكبرها إنها بحجم الحية.
والعجوز تسمعها فترد عليها قائلة زادك الله فوق جنانك جنان.
وتستمر إكرام بالبحث عن القمل المنتشر برأس العجوز مكرهة
كلما ألحت عليها العجوز القيام بذلك إلى أن يحين موعد الرجوع إلى البيت
فتبتعد الأغنام عن