الثلاثاء 05 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس

انت في الصفحة 55 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

 

كانت تبكى وهى نائمة على أثر حلم مفزع ولكنها فوجأت بالدموع ټغرق وجهها وكأنها كانت تبكى فى الحقيقة لا فى الحلم مسحت دموعها التى شقت طريقها فى ثبات على وجنتيها وأخذت تتمتم بالأستعاذة لتهدى من روعها قليلا وهى تدور بعينيها فى غرفتها لتتأكد أنها وحيدة فيها ولم يسمعها أحد نهضت متثاقلة من فراشها وهى تحيط جسدها بذراعيها لتبث الأمان فى نفسها فتحت نافذة غرفتها ليتسلل ضوء القمر إليها ويغمر وجهها مداعبا لوجنتيها أطلت برأسها للأسفل لعلها ترى خياله فى نافذته أو شرفته التى كانت غارقة فى الظلام أغلقت نافذتها واتجهت إلى فراشها مرة أخرى ولكنها سمعت صوته يتردد فى عقلها وهو يقول

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

لو شفتى كابوس أتفلى على الناحية الشمال ثلاث مرات واستعيذى بالله من الشيطان الرجيم ويستحسن تقومى تتوضى وتصلى ركعتين علشان تطمنى

توجهت مباشرة إلى الحمام توضات وصلت ركعتين أدخلا الطمأنينة فى نفسها ثم عادت لفراشها وقد داعب النوم جفونها فتثاقلت واستسلمت لنوم عميق

جلس فارس بجوار والدته حول مائدة الغذاء وبدأ فى تناول الطعام وهو يقول

مهرة رجعت من الامتحان ولا لسه يا ماما

هزت والدته رأسها نفيا وابتلعت طعامها ثم قالت

عندها درس بعد الامتحان على طول ..بتسأل ليه

ترك الملعقة من يده ونظر إلى والدته متسائلا

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

درس أيه ده وفين

نظرت إليه والدته بتفكير ثم قالت

مش عارفة درس أيه بالظبط اللى اعرفه أنها عندها درس ..بطلت أكل ليه

تناول ملعقته مرة اخرى وقال بضيق

أنا مبحبش قصة الدروس اللى مالهاش مواعيد دى .. وبعدين ما تاخد الدرس فى بيتها

لازم تروح تتنطط عند الناس بره والله أعلم بيوتهم عاملة ازاى وشكلها أيه.. وعندهم رجالة ولا لاء.

صمت قليلا ثم أردف قائلا

لما ترجع ابقى نادى عليها علشان عايزها.. لما نشوف أيه حكاية الدروس دى

شردت والدته قليلا وهى تقلب طعامها فى طبقها عدة مرات حتى لاحظ هو ونظر إليها وتسائل باهتمام

مالك يا ماما مبتكليش ليه

وضعت أمه معلقتها وشبكت أصابعها أمامها وهى تستند بمرفقيها على المائدة ونظر إليه بعمق وقالت

تسمح ملكش دعوة بالحكاية دى .. مهرة كبرت يا فارس ومينفعش تفضل تتعامل معاها كده وبعدين اخوها يحيى كبر وبقى راجل وهو اللى يقولها رايحة فين وجاية منين والكلام اللى انت عاوز تعمله ده

قالت جملتها الأخيرة وهو ينظر إليها بدهشة لا يكاد يصدق ما يسمع فقال باستغراب

من أمتى وانا مش مسئول عن مهرة .. أنت قولتيلى الكلام ده قبل كده لما جبتلها الخمارات وانا مركزتش معاكى لكن لما يتعاد تانى يبقى فى حاجة انا معرفهاش

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

مدت يدها وربتت على يده وقالت بشفقة

أنا عارفة انك انت اللى مربيها وبتعتبر نفسك مسئول عنها.. لكن يابنى دلوقتى الوضع اختلف مهرة كبرت خلاص

ترك ملعقته ونهض وهو يقول بانفعال شديد

معنى انها كبرت انى خلاص أشيل أيدى من المسئولية.. وانا عارف أن اخوها مكبر دماغه وبره البيت طول اليوم وابوها مسافر وسايبهم .

أعتدلت والدته وهى تقول 

طب يابنى تعالى كمل أكلك مالك زعلت كده ليه

أتجه إلى غرفته وهو يقول باقتضاب 

معلش يا ماما شبعت.. عن أذنك هدخل اريح شوية

هزت والدته رأسها فى عدم رضا وهى تقول بأسف

ربنا يهدى الحال

دخل فارس غرفته متبرما ألقى جسده على الفراش كما لو كان يدفع حملا ثقيلا عن كتفيه قد أثقله كيف يتركها وهى هى التى ولدت ووضعت بين ذراعيه مباشرة قبل أن تلامسها يدي والدتها وقبل أن يراها أخيها وقبل أن يعلم أبيها بأنها قد جاءت إلى الحياة هى التى كبرت بين يديه واحتوتها غرفته لسنوات طفولتها ومشاغباتها وألعابها وسعادتها ومرحها بل وبكائها وتبرمها وضجرها وزرع فيها القيم والأخلاق التى أحبها وعاداته المفضلة فأصبحت تتوقع تتصرفاته قبل أن يفعلها وعلم عنها كل شىء بل وأكتشفها كما اكتشفته فاصبحت كتابا مفتوحا أمامه خالى من الألغاز لاتوجد به علامة استفهام واحدة ترددت كلمات أمه فى عقله مقتحمة ذكرياته مبعثرة أفكاره وهى تخبره أن أخيها أولى بها لأنها قد كبرت.. وضع الوسادة على وجهه يريد

أسكات هذه الكلمات التى غزت عقله وقال بعناد وبصوت مسموع ..لا لم تكبر !

نقر عمرو بخفة نقرات بسيطة باب مكتب صلاح ثم فتحه وأطل برأسه داخله وهو يقول

صباح الخيرات

ضحك صلاح وهو ينهض ويتجه إليه ..عانقه بحرارة وهو يقول

حمدلله على السلامة جيت أمتى 

قال عمرو بمرح

لسه نازل من الجتر يا بشمهنديز

أهتز صلاح ضاحكا وهو واضع ذراعه على كتف عمرو وقال

لاء شكلك أخدت الچنسية من كتر قاعدتك هناك

جلس عمرو على المقعد المقابل للمكتب وقال برجاء

أبوس أديكوا بقى كفاية.. أنا لفيت جمهورية مصر العربية كلها هو انا عملت فيكوا ايه علشان ترحلونى كل شوية كده

أختفت أبتسامة صلاح وجلس على المقعد المقابل لعمرو وقال بجدية

يعنى مش عارف عملت ايه.. حد قالك تتجوز

أستند عمرو بمرفقه على حافة المكتب ولوح بيديه قائلا

هو انا عارف اتجوز.. هى الشركة كل مشاريعها خارج القاهرة ليه نفسى اعرف

مال صلاح للأمام وقطب جبينه قائلا

أسمع يا عمرو.. أنت

 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 128 صفحات