الثلاثاء 05 نوفمبر 2024

رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس

انت في الصفحة 54 من 128 صفحات

موقع أيام نيوز

 

واستلقى فى أرهاق شديد أمسك جبينه بيديه يشعربألم شديد فى رأسه نهض مرة أخرى وجلس خلف مكتبه الصغير يبحث عن حبات مسكنة للصداع تناول واحدة منها وشرع فى إغلاق درج مكتبه مرة أخرى فوقع بصره على الصور الفوتوغرافية الصغير مبعثرة داخله أبتسم وقد علم أن مهرة كانت تشاهدها وأغلقت الدرج سريعا بحيث بعثرت ما به أعادها بعناية كما كانت سابقا وهو يحاول أن يذكر نفسه بأن يحضر ألبوما للصور لكى يحافظ عليها من أى أهمال قد يصيبها فهى تمثل حقبة مهمة من حياته منذ أن كان صبيا فى الحادية عشر من عمره عندما ولدت مهرة فى غياب والدها وحملها طوال الليل بعد أن أهملها الجميع فقد كان الجميع منشغلا فى والدتها التى أصيبت بڼزيف حاد بعد ولادتها وأعطتها له والدته يحملها ويرعاها ووضعت بجوار كوب به ماءا مختلطا بالسكر ليسقيها حتى تعود إليه ونسيها الجميع معه كان يسقيها تارة ويتأملها تارة ويدور بها فى الغرفة حتى يسكت بكاؤها الذى لم يطل كثيرا وأخذ يفكر فى أسم يليق بملامحها البريئة وعينيها الواسعة الخلابة حتى بزوخ فجر يوم جديد كان قد أاتقر على أسمها الجديد والذى استقاه من اسمه وقد كانت مهرة .

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.

أنتزعه صوت هاتفه المحمول من عالمه الخاص وابتسم وهو ينظر لأسم المتصل وأجابه على الفور

حظك حلو لسه كنت هعمل الموبايل صامت وهنام

ضحك عمرو وقال مداعبا

والله وعرفنا الموبايلات والصامت والحركات ربنا يخاليك لينا يا شارع عبد العزيز

ضحك فارس لدعابته وقال 

والله عمرك ما هتتغير.. ده انت تستحق الپهدلة اللى انت فيها

زفر عمرو بقوة وهو يقول

وأى پهدلة يا صاحبى .. أنا مش عارف هو انا مهندس ولا متهم وواخدينه كعب داير

وأنا مش عارف انت متمسك بالشركة دى كده ليه طالما مطلعين عينك

تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.

أعمل ايه بس يا فارس منا دخت على شغل كتير.. مش لاقى حتى نص المرتب اللى باخده من الشركة دى

خلاص بقى أستحمل ومتشتكيش

خلاص هانت.. بابا كلمنى وقالى ان فى شقة على أول شارعنا هتفضى قريب وإيجارها معقول أوى وهو ظبط مع صاحب البيت خلاص .. المهم انت عامل ايه وهتدخل أمتى ..لما تخلل ولا قبلها بشوية !

نظر فارس أمامه وقال بحسم

خلاص يا عمرو .. أنا مش هستحمل أعذارها أكتر من كده.. كبيرها معايا شهرين.. أخلص فيها الرسالة ومش هقبل أى تأجيل تانى خلاص

تحدث قليلا مع صديقه وعاد إلى فراشه مرة أخرى مستعدا للأستغراق فى نوم عميق ولكن عقله كان شاردأ فى علاقته بدنيا ووضع أمامه علامات استفهام كبيرة هل حقا هى التى تؤجل الزفاف بدون أسباب مقنعة ام هو الذى كان يوافقها على أسبابها تلك وكأنه يرحب بالتأجيل ! كيف ستسكن فى شقة واحدة مع أمه وهما مشاعرهما متنافرة تجاه بعضهما البعض لن يستطيع أن يترك أمه وحدها مهما

كانت الأسباب وخصيصا أنها خلوقة لا تؤذى احدا بلسانها ولا بافعالها ولا تتطفل على أحد ولن تسبب لهما أى ضيق فى حياتهما الزوجية هى فقط تريد من يرعاها ويذكرها بدوائها ويتسامر معها قليلا حتى لا تشعر بالوحدة فهل هذا بكثير عليها فى مثل هذا العمر .

فى الصباح خرجت مهرة لتذهب لمدرستها لأختبارات نهاية العام ولكنها توقفت فجأة أمام باب شقة فارس كانت تود أن تراه صعدت مرة أخرى أربع درجات من السلم للخلف ووقفت تنتظره فهو يذهب إلى عمله صباحا فى هذا التوقيت وقفت أكثر من ربع ساعة حتى سمعت مقبض الباب يدور من الداخل والباب يفتح فتصنعت النزول وكأنها قابلته صدفة أبتسم لها قائلا

يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.

صباح الخير يا مهرة .. رايحة الامتحان 

أبتسمت فى خجل وقبل أن تجيبه وجدته قطب جبينه وهو يقول بجدية

أيه ده يا مهرة .. الحجاب صغير كده ليه

وضعت يدها على أطراف حجابها ونظرت إليه وقالت

مش صغير ولا حاجة.. ده كبير بس بلفوا بطريقة معينة زى صحباتى ما بيعملوا

حك ذقنه قليلا ثم طرق باب شقته فتحت والدته ونظرت لهما دهشة فأشار إلى مهرة وقال بضيق

خديها يا ماما لو سمحتى جوه خاليها تظبط حجابها

وقفت مهرة أمام المرآة تعدل من حجابها سريعا وهى تتمتم متبرمة

يا طنط كل صحابتى بيلفوا طرحتهم كده

كانت والدته تنظر إليها فى صمت وشرود وهى تتحدث وتمط شفتيها وتتمتم فى ضيق وتحرك يديها فى سرعة لتثبت دبابيس الحجاب جيدا حتى انتهت والتفتت إليها قائلة

ها كده كويس

أومأت لها والدته وقالت 

كويس.. يالا بقى علشان متتأخريش على مدرستك أكتر من كده

ألقى فارس نظرة سريعة على حجابها واستدار ليخرج متوجها لعمله وهو يقول

هجبلك النهاردة وأنا راجع خمارات لف ...شغل الطرح ده مش عاجبنى

حملت مهرة حقيبتها وخرجت تعدو لتلحق بموعد الأختبار وأغلقت الباب خلفها ظلت أم فارس تنظر إلى الباب المغلق واجمة وبداخلها مشاعر كثيرة ودت لو كانت مخطأة فيها .

الفصل الثامن عشر

أستيقظت مهرة فزعة من نومها تصرخ باسم فارس وتناديه جلست على فراشها تلتقط أنفاسها بصعوبة

 

53  54  55 

انت في الصفحة 54 من 128 صفحات