رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
عندما سمعتها تسخر وهى تحادث أمها قائلة
والعريس بقى عدى الخمسين ولا لسه
كادت أم عبير أن ترد بعصبية ولكن أم بلال قاطعتها قائلة بزهو
أبنى الدكتور بلال لسه مكملش ال سنة
وأردفت أم عبير قائلة بحدة
وملتزم ويعرف ربنا
نظرت ابنتها إليها پحقد وهى تردد ... دكتور ! ردت عبير قائلة
ده الدكتور اللى عالجنى لما وقعت على السلم ورجلى اتكسرت يا طنط
لا تعلم عبير لماذا قالت ذلك ربما أنها فعلت ذلك بداعى أنثوى محض لا يعلمه ولم يختبره غير النساء خرجت المرأة مقهورة هى وابنتها وبعد أن شاهدت بلال وسط الرجال زادت قوة سخطها وقهرتها وهى تراه بلحيته المنمقة التى زادته وسامة وجاذبية وضحكته المجلجلة بينهم التى تنم عن سعادته بهذه الزيجة .
أنفض الجمع وخلا الحبيب بحبيبه ولكن هذه المرة بعيدا عن الأعين المراقبة أعدت أم عبير عشاء فاخرا لزوج ابنتها وتركتهما وحدهما فى غرفة الصالون وتركت الباب مفتوحا وانضمت إلى زوجها فى غرفته بينما كانت عزة تنظف فى المطبخ آثار حفلة زواج أختها فى سعادة وحيرة من أمر عمرو
جلس بلال على المقعد الملاصق لها أمام مائدة الطعام وهو يتأملها بحب كان يتوقع من نفسه غير ذلك فى تلك الليلة التى كان ينتظرها بشغف ولكنه وجد نفسه مرتبكأ أكثر منها أخذ يتفحصها فى سعادة كبيرة وفى صمت أيضا قطعت هى ذلك الصمت ولكن بهمس وقالت بخجل
مش هتتعشى
أنتبه من سباته وقال على الفور
اه هاكل طبعا.. ده انا واقع من الجوع
حاول أن يطعمها فى فمها ولكنها خجلت وامتنعت فقال
ايه ده بقى عاوزه تحرمينى الأجر ولا ايه
ألتفتت له متعجبة وقالت
أجر أيه
أبتسم وهو يقول
متعرفيش حديث الرسول صل الله عليه وسلم إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى ما تجعل في فم امرأتك ...شفتى بقى يعنى اللقمه اللى هحطها فى بؤك هاخد عليها أجر
أسمعى بقى من هنا ورايح مفيش دلع.. لازم تخفى بسرعة ..عاوزين نخرج مع بعض ونفسى أوى أفسحك ونتمشى مع بعض كده وأدينا فى أيد بعض زى الحبيبة
رأى ابتسامتها فتابع قائلا
خلاص اتفقنا من بكره ان شاء الله هنبدأ تمارين مكثفة
قالت عبير بصوت خفيض
بس هتكسف أجيلك المركز
رفع حاجبيه متعجبا وقال
وتيجى ليه ..أنا اللى هجيلك وهنعمل التمارين هنا ولو احتاجتى للجهاز هبقى اخدك على هناك بنفسى
قالت بحياء وهى تضع خصلة شعرها خلف اذنها
هنا فى البيت
مال إلى الأمام وهو يتلمس خصلتها التى نامت على كتفها وقال هامسا
اه هنا فى البيت هو انت مش مراتى ولا أيه
ثم جعل صوته أكثر عذوبة وهمسا وهو يقول
وبعدين كان فى تمارين مش عارفين نعملها قبل كده.. افتكر بقى دلوقتى هنعملها بسهولة
وقبل أن تجيب اعتدل فى جلسته وقال بشغف
أمبارح قرأت شعر حلو أوى وحسيت انه مكتوب علشانك انت .. قعدت احفظ فيه طول الليل علشان اقولهولك النهاردة
لم يتلقى منها أجابة إلا صمتها الخجول وعينيها الحيية فبدأ فى سرد ما حفظه من شعر يهديه لها بصوت عذب هامس
أحبك ... واحة هدأت عليها كل أحزاني
أحبك ... نسمة تروي لصمت الناس ألحاني
و لو أنساك يا عمري ..... حنايا القلب تنساني
و لو خيرت في وطن ..... لقلت هواك أوطاني
إذا ما ضعت في درب ..... ففي عينيك عنواني
أخذت تنصت إليه وهى تشعر أن المكان غير المكان والزمان غير الزمان وكأن الغرفة الصغيرة تحولت لسحابة هادئة تمضى بهما فى رحلة غير مماثلة إلى واحة هانئة ينفث الحب فيها عطره الفواح.
الفصل السادس عشر
طرق عمرو باب حجرة المكتب الخاص بإلهام ودلف إليها مبتسما أبتسامة روتينية بعد أن ألقى التحية
أشارت له إلهام بالجلوس وهى تتأمله متفحصة وارتسمت على شفتيها الأبتسامة المعتادة التى تغزوها كلما رأته ثم قالت بنعومة
أيه يا بشمهندس .. يعنى محدش بيشوفك
لم يستطع أن يغالب المزاح بداخله فوجد نفسه قائلا
وفيها ايه لما يشوفنى يعنى
قطب جبينها وقالت بعدم فهم
هو مين ده !!
رفع حاجبيه وهو يقول
محدش
أبتسمت وهى تضيق عينيها قليلا ناظرة إليه وقالت
ايه ده وكمان دمك خفيف..
وخضعت بنبرة صوتها وهى تردف
مش كفاية ذكى ووسيم وجذاب .. كمان دمك خفيف.. لاء كده مش هاستحمل
أبتلع عمرو ريقه وهو حانقا على نفسه وعلى دعابته هل أصبحت الدعابة تسرى فى دمه لهذه الدرجة فلا يستطيع وضع احاديثه فى نصابها الصحيح ومع الشخص الصحيح رآها تنهض من مجلسها وتقف خلفه وقالت
عمرو.. أنا عاوزه اتكلم معاك شوية بره الشغل ... أنت بيبقى وراك حاجة بالليل
قالت كلمتها الأخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره من الخلف مما جعله ينتفض واقفا وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب