رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
بلهفة
بجد يا فارس .. أنا طولت بجد
ضحك وهو يقول
أه طبعا طولتى وكبرتى وعلشان كده بقى جايبلك حاجة هتعجبك اوى
وأخرج الشنطة البلاستيكية من خلف ظهره وأعطاها لها قائلا
أتفضلى يا ستى ده بقى علشان تلبسيه فى كتب كتاب عبير النهاردة
فضت الشنطة فى سرعة شغوفة وأخرجت منها فستان وحجاب أعادت الحجاب فى الشنطة مرة ثانية وأمسكت بالفستان بفرح وهى تتامل ألوانه الهادئة المتداخلة فى انسيابيه وضعته على جسدها وقالت بتبرم
بس ده طويل يا فارس هيكعبلنى
هز رأسه نفيا وقال بتصميم
لا طبعا ولا هيكعبلك ولا حاجة.. ده يدوب واصل لآخر رجلك
ثم أخرج الحجاب قائلا
وده بقى هتلبسيه فوقيه .. شايفه لونهم حلو ازاى على بعض
قالت وهى تمسك بشعرها
بس انا كنت عاوزه أسيب شعرى فى الفرح النهاردة
عقد ذراعيه أمام صدره وأشاح بوجهه بعيدا عنها ولم يجيبها نظرت إليه مليا وهتفت فجأة
طب خلاص متزعلش هلبسه والله ..والله خلاص
ألتفت إليها وقطب جبينه وقال محذرا
ولو محمود أخو عمرو ولا أى حد غيره حاول يكلمك مترديش عليه .. ومتجيش تقوليلى وسط الرجالة.. لاء... أدخلى عند البنات جوه وتخليكى جوه على طول فاهمانى
أومأت برأسها بقوة موافقة وهى تقول
حاضر يا فارس
تابع حديثه قائلا باهتمام
والحجاب ده متقلعيهوش تانى ومتخرجيش من غيره .. ولما يكون يحيى عنده درس متخرجيش من أوضتك أبدا إلا وانت لابساه
أومأت برأسها بقوة مرة أخرى توافقة ولكنها توقفت فجاة وقالت
طب وانا نازله عندكم ألبسه برضة
كان الرد منطقى وطبيعى أن يقول نعم ولكنه لا يعلم لماذا تردد ربما لأنه يعتبر نفسه مربيها وولى أمرها وكأنه أباها أوأخيها الأكبر سنا ولكن فى النهاية لا يصح إلا الصحيح فقال
أيوا طبعا حتى وانت نازله عندنا تلبسيه ..أتفقنا
أتفقنا
كانت حفل عقد القران بسيطا ولكنه ممتلىء بالبركة ولا عجب من ذلك فإن لم تكن البركة فى الحلال بعد الصبر الجميل فاين تكون أنتهى المأذون من العقد قائلا
حد يودى الدفتر للعروسة علشان تمضى
لمح والدها عزة تقف بين النساء فنادى عليها فاقبلت سريعا وكأنها تنتظر هذا النداء لتلقى نظرة سريعة على عمرو الجالس بجوار فارس وبلال راقب عمرو نظرتها فوجدها تبحث عنه وحده وابتسمت عندما وجدته أعطاها والدها الدفتر الكبير وأسرعت هى فى سعادة إلى غرفة أختها التى كانت تحيطها أمها وأم بلال وبعض النساء والجارات المحبات ووضعتها أمامها فى شغف قائلة
أمضى يا عروسة.. يالا ولا رجعتى فى كلامك !
ابتسمت عبير وهى تنظر إلى الدفتر وعزة تشير لها على المكان المخصص لتوقيعها وابتسمت أكثر عندما وجدت توقيع بلال وكأنها تراه هو شخصيا وليس توقيعه فقط شعرت باضطراب وبخفقان شديد فى نبضها وهى توقع بجانبه وساد الصمت حتى أنها شعرت أن الجميع يسمع صوت نبضاتها المتلاحقة تتسارع أيهما ينبض أولا أخذت عزة الدفتر مرة أخرى بعد ان قبلت اختها مهنئة لها ومباركة لزواجها وسط زغاريد النساء المتعإلية وعادت سريعا لتلقى نظرة أخرى وهى ترد الدفتر لأبيها ولكنها لم تجده مقعده فارغا بحثت بعينيها سريعا فى الغرفة فلم تجده أنتهت الأجراءات بمباركة الجميع وعناق فارس ل بلال فى سعادة كبيرة.
عادت عزة أدراجها خارج الغرفة والمكان مزدحم ظلت تبحث عنه وهى تتجنب الصدام بالرجال حتى خرجت خارج الشقة ألقت نظرة سريعة على السلم وقبل أن تلتفت لتعود سمعته يقول
بتدورى على حد
شهقت وهى تضع يدها على صدرها والتفتت إليه سريعا قائلة
فزعتنى
عقد ذراعيه أمام صدره وقال بجدية
سلامتك
أطرقت للأسفل ثم قالت متوترة
سامحتنى ولا لسه
أنت شايفة ايه
أنت لسه مش على طبيعتك معايا
أطل عمرو برأسه داخل الشقة ثم عاد كما كان وهو يقول
مش وقته الكلام ده .. بعدين نبقى نتكلم تلاقيهم بيدوروا عليا
كاد ان يدخل ويتركها ولكنه استدار إليها مرة أخرى وأشار إلى وجهها قائلا
مش عاوزك تحطى مكياج قدام الناس تانى
وضعت يدها على وجهها بتلقائية وقالت
انت عارف انى مبحطش مكياج بس علشان النهاردة فرح عبير وبعدين الرجالة بعيد عن الستات
أومأ برأسه وهو يقول متهكما
اه صح.. يعنى مدخلتيش عند الرجالة مرتين ومخرجتيش دلوقتى بره الشقة مش كده
قالت منفعلة مدافعة عن نفسها
انا خرجت ادور عليك
لاحت ابتسامة صغيرة على جانبى ثغره ولكنه أخفاها سريعا وقال بجدية مصطنعة
عموما يعنى انا ماليش حكم عليكى ...
براحتك
قال كلمته ودلف للداخل كادت أن تمسك بذراعه لتوقفه ولكن يدها توقفت فى الهواء زفرت بضيق فلم تستطيع استخراج ما بداخله وتركها فى حيرة وكادت أن تظن انه نسيها تماما لولا أخر كلمة قالها وتعليقه على زينة وجهها
تنهدت فى حيرة ودلفت للداخل دون النظر لأحد وقفت أمام مرآة الحمام وأزالت الألوان العالقة بشفتاها ووجنتها وعينيها وأعادة وجهها إلى ما كان عليه فى صفاءه ونضارته الطبيعية
دخلت المراة التى تسببت فى حاډثة وقوع عبير فوق السلم هى وابنتها لا تبارك وأنما لتشمت ولتسخر شعرت بالحقد وهى ترى عبير فى أبهى صورها قبلتها ببرود وهى تبارك لها بكلمات خاوية غير صادقة ومن العجيب أن عبير كانت قد نسيتها تماما ولم تتذكرها إلا