رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
انت في الصفحة 128 من 128 صفحات
فيها من زمان ..كويس انك لقيت شغل هناك
بدل ملابسه وهو يقول
آه طبعا مصائب قوم عند قوم فوائد
لفت ذراعيها حول ساعده وهى تقول بابتسامة واسعة
على الأقل هنقضى شهر عسل جديد مع مهرة وفارس وكمان بلال وعبير هيسافروا معانا أسبوع
وضع يده على بطنها وهو يقول بمرح
شهر عسل أيه بقى ما خلاص أدبست واللى كان كان
دفعته وهى تقول بتبرم
أمشى كده هو
انت كنت تطول ابقى ام عيالك
دفعها من كتفها برفق وهو يقول
أمشى كده وانا متجوزك شفقة ورحمة اصلا
كالعادة كانت زفة بسيطة جميلة أحاطت النساء مهرة وهن يحملن الدفوف والشعلات وأطواق الزهور وهى تمر بينهن زهرة يافعة فى مقتبل العمر فى عينيها ترى الأمل والسعادة والتفاؤل والحب .. تصفق وتنشد معهم كالأطفال .. أما فارس فى قاعة الرجال فكان يشعر للمرة الأولى أنه فى حفل زفافه كانت السعادة بادية على وجهه وبين الحين والاخر يقترب من عمرو قائلا
ما تنهى بقى يا عم انت مسافر الفجر ولا ايه
أقترب بلال منهما وسمع عمرو وهو يقول ل فارس مداعبا
أيه ده هو مش الفرح عندكوا بيبقى اسبوع متواصل ولا ايه
ضحك بلال ضحكات رنانة بينما دفعه فارس من كتفه وهو يقول
أسبوع مين يا عم.. أنا هروح أخد مراتى وامشى ..اقعد انت بقى الأسبوع ده براحتك
وضع بلال ذراعيه على كتفيهما وهو يقول مشاكسا
لا يا عمرو حرام أسبوع كتير مشيها تلات تيام بس
نظر له فارس بحنق بينما صفق عمرو وهو يقول بمرح
العريس ھيقتلنا يا شيخ بلال .. وبعدين كلنا مسافرين مع بعض فمفيش داعى نقطع على بعض يعنى
دفع بعضهم البعض وهم يضحكون بشدة فى نشوة ومرح كبير والناس ينظرون إليهم ما بين سعيد ومندهش ..هل الملتحون يضحكون مثلنا !.. هل هم من كوكبنا أم هجموا علينا من كوكب آخر !
سافروا جميعا إلى عروس البحر المتوسط .. فارس ومهرة .. بلال وعبير .. عزة وعمرو
كل ثنائى فى شقته الخاصة المؤجرة خصيصا لهذه الأجازة باستثناء شقة عمرو التى كانت مؤجرة بشكل دائم نظرا لعمله الذى جعله ينتقل للأسكندرية للأقامة الكاملة فيها ... وضع فارس الطعام على المائدة ثم توجه إلى غرفة نومها وطرق الباب بخفة وقال
مهرة العشا جاهز يا حبيبتى
هتفت من الداخل
أوعى تدخل لسه مخلصتش
تنهد بسعادة وهو يتجول فى أركان الشقة ينتظرها .. خرجت بعد قليل بعد أن بدلت ملابسها
تنهد بعمق ثم توجه إليها وجلس بجوارها وبدأ يطعمها فى فمها بعض اللقيمات الصغيرة وبعد أن انتهى أخذت يده فى يدها ولعقت أصابعه بمرح وهى مبتسمة له فنظر لها بحب وشوق كبيرين وقال بخفوت
أوعى تقولى عبير علمتك دى كمان
أومات برأسها وهى تقول
أه عبير هى علمتهإلى
قائلا
خلصتى أكل ولا لسه
شعر بها ارتجفت فجاة وأنتفض جسدها وتقلصت عضلات وجهها خوفا ووجلا فعقد جبينه وقال بقلق
مالك خاېفة كده ليه
تلعثمت وهى تقول
لا ابدا مفيش
شعر بخۏفها وسمع طرقات قلبها وكأنه رأى خفقانه وقفزاته پجنون .. شعر بالشفقة تجاهها ومسح على شعرها وهو يجذبها إلى صدره قائلا
من أمتى وانت بتخافى مني فاكره اليوم اللى قلتيلى فيه أحمينى منك يا فارس
رفع رأسها إليه قائلا
محدش فى الدنيا دى ېخاف عليكى أدى ..صح ولا لاء
أومات برأسها وقد شعرت ببعض الهدوء النفسى يغلفها على أثر كلماته الرقيقة ووضعت رأسها على صدره بهدوء فمسح على ذراعها وهو يقول
لازم تتأكدى من كده كويس أوى ..أنا هفضل طول عمرى حمايتك وأمانك حتى من نفسى أنت يا مهرة مش حبيبتى وبس ومش مراتى وبس ..أنت بنتى واختى قبل أى حاجة تانية وزى ما كنت بخاف عليكى وانت لسه بيبى بين أيديا.. هفضل برضة اخاڤ عليكى وانت مراتى وحبيبتى وبين أيديا
قائلا: أنت صدقتى ولا أيه ده انت عبيطة أوى !
لم تكن تلك الليلة هى ليلة عادية فى عمرهما كانت بداية جديدة لعمر آخر ... فارس آخر ومهرة أخرى يطوفان حدائق حبهما فى سكون وصمت يهدى كل منهما رحيقه طواعية وحب أصبح الأخذ هو العطاء والعطاء هو الأخذ أختلفت المقاييس توحدت الأنفس أصبحت كيانا واحدا يتنفس برئة واحدة يبتسم بثغر واحد روحا واحدة و جسدا واحدا ... وقلبان ينتفضان عشقا .
لامست مياه البحر أقدامهما وهما يجلسان على شاطئه ويتأملان شروق الشمس فاسندت رأسها على صدره وقالت
أنا جسمى قشعر من جمال وروعة المنظر الخلاب ده .. شفت عظمة ربنا فى أبداعه ..
أجابها فارس بعد أن قبل كفها بحنان
أومال لو شفتى الأجمل والأروع من المنظر ده هتقولى أيه
رفعت رأسها تنظر إليه فى فضول كبير قائلة
فين ده
قال وهو ينظر إلى عينيها الواسعتين
عنيكى
أحمرت وجنتيها خجلا وقالت بخجل
بتهزر
قال بحب
انا بتكلم جد ..أنا لما بشوف عنيكى بنسى الدنيا كلها وبحس أنى فى الجنة ... أنا معرفتش طعم الحب الا وأنا معاكى .. عشت حياتى قبلك فى وهم وانا فاكر أنى بحب
غيرك .. عشت أكبر كدبة فى حياتى .. لكن لما عرفت أنى بحبك دوقت ساعتها طعم الحب الحقيقى ...
أنت عارفه يا مهرة.. أنا عشت حياتى كلها كل ما أدخل محكمة واسمع حكم وراه جملة مع وقف التنفيذ .. كنت بفتكر حياتى اللى عشتها .. الجملة دى هى تلخيص حياتى كلها .. من ساعة ما اتخرجت من الجامعة وانا بحلم ابقى وكيل نيابة ..وكنت بذاكر واطلع الأول وكنت عايش دور وكيل النيابة بس مع وقف التنفيذ .. لحد ما اتجوزت وكنت فاكر انى بحبها وهى بتحبنى وبعد ما عرفتها على حقيقتها والناس فاكرانا متجوزين ومتفاهمين وبنحب بعض ميعرفوش اننا متجوزين بس مع وقف التنفيذ ...حتى لما دخلت المعټقل كنت فاكر انى ھموت ومحضر نفسى للمۏت لكن كنت بمۏت كل يوم من الانتظار.. لكن برضه مع وقف التنفيذ .. ولما اتجوزتك وابوكى كان هيفرق بينا ومكنتش عارف اشوفك ..كنت مراتى مع وقف التنفيذ .. و لما فكرت واتحمست انى أطهر البلد دى من الفساد والسړقة واللى بيحصل فيها عرفت ساعتها اننا كلنا شايفين السړقة والفساد لكن مش قادرين نعمل حاجة وفاكرين نفسنا أبطال ..بس كلنا أبطال مع وقف التنفيذ .
كانت تنظر إليه تسمعه بتركيز واهتمام فقالت
تفتكر يا فارس فى أمل بلدنا تتغير
قال بشرود
أنا متاكد ان ده هيحصل ... بس عشان ده يحصل لازم نكون كلنا أيد واحدة لازم الشعب ده يفوق من الغفلة اللي عايش فيها من سنين طويلة... إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... ده مهما كان حجم الظلم والطغيان اللي موجود في البلد مش هايقدر يقف أدام ثورة الناس كلها ... بس الخۏف كله إن لو الشعب عمل ثورة فعلا وما غيرش نفسه وفضل عايش فى الضلمة ... هاتبقى ثورة .. بس مع وقف التنفيذ .
تمت بحمد الله