رواية كاملة بقلم دعاء عبد الرحمن... فارس
لمجرد انهم لفتوا الأنظار ليهم.. شوف انت بقى ممكن يحصلك أيه لو مشيت فى الموضوع ده اكتر من كده ... خدها نصيحه من واحد شغال فى مكان ماليان فساد بالشكل ده.. أقف لحد كده يا فارس ..لو حصلك حاجة انت ولا مراتك محدش هيسأل فيكوا وبرضه القضية هتتحفظ ...
جمع فارس بلال وعمرو والضابط وقص عليهم ما حدث وما قاله الضابط صديقه فأعاد الضابط كلماته مرة أخرى أمامهم فأطرق بلال فى سكون ثم قال دون أن ينظر إليهم
حضرة الظابط معاه حق يا فارس ..أديك شفت لما اتشدينا كلنا على المعټقل محدش حس بينا ولا حد سال علينا واللى خرجنا من هناك هما هما نفس الناس اللى احنا شاكين فيهم دلوقتى.. والخۏف دلوقتى مش علينا احنا.. الخۏف دلوقتى على الحريم اللى ممكن يتبهدلوا معانا لو كملنا
ضغط فارس قبضته فى راحته وهو يقول پغضب
عارف لو هددونى پالقتل مكنش همنى حاجة ... المشكلة انهم بيهددونى بمراتى .. مراتى يا بلال
وضع عمرو وجهه بين راحتيه وهو يقول موبخا نفسه
ياريتنى ما كنت رحت اشتغلت فى الشركة دى ..ياريتنى لما قدمت استقالتى صممت عليها ومشيت ولا كنت سافرت ولا اتهببت
هتف فارس بحنق
لازم نلاقى حل مش معقول نسيبهم ينهبوا البلد كده واحنا خايفين على نفسنا لازم نوصل لأكبر مسؤل فى البلد
نهض الضابط صديقه من مكانه واقفا وهو يقول فى شرود
أكبر مسؤل اللى انت عاوز توصله ده هو اللى خد أوامر من اللى أكبر منه أن محضر القټل يتقفل والحفر يفضل شغال فى وادى الريان مكان الفندق واهو نفذ الأوامر وقفل المحاضر واتحفظ عليها من غير تحقيق .. عارف لما جارك يتعدى عليك وتروح لابوه تشتكيله تلاقى ابوه هو اللى مسلطه.. أهو هو ده بالظبط .
وضع يده على كتفه وقال بأسى
شيل أيدك من الموضوع يا فارس ..الفساد فى البلد دى من سنين كتير.. فوق الستين سنة ويمكن أكتر.. لدرجة ان الناس تعايشت معاه واتعودت عليه .. مينفعش تواجهه لوحدك أستنى شوية .. محدش عارف بكرة هيحصل أيه !
جلست بجواره حول المائدة وهى تقول بنعومة
معلش يا فارس اشرحلى الحتة دى تانى.. مش فاهماها كويس ..الجنائى ده صعب أوى
مال عليها وهمس فى أذنها
طب خشنى صوتك شوية انا كده مش هعرف اشرح حاجة خالص
ضحكت بصوت خفيض ثم قالت
معلش استحملنى خلاص الامتحانات قربت تخلص
تافف وهو يغلق الكتاب بيده وقال
ما انت لو حنيتى عليا بأطه هستحمل
ضحكت ثانية وامتزجت ضحكاتها بصوت والدته وهى تعود من المطبخ حاملة أكواب الشاى بيدها ووضعتها أمامهم وهى تنظر إليهما بمكر قائلة
أيه الدرس اللى كله ضحك ده
أمسك يد والدته وأجلسها أمامهما وقال متبرما
بصى بقى يا ست الكل ..أنا عاوز اتجوز ماليش دعوه اتصرفى ..مش انت امى ومسؤلة عنى.. أنا كده هنحرف
تبادلت النظرات مع مهرة وقالت بلامبالاة
استنى بقى لما تخلص الكلية بتاعتها
هتف فارس على الفور
نعم ! .. لالالا ..أنا يدوب هستحمل لحد امتحانات السنة دى ما تخلص
ثم نظر إلى مهرة نظرة ذات معنى وقال
وبعدها بقى محدش يلومنى
قالت والدته على الفور
طب اصبر لما نجيب لمهرة عفش جديد ولا هتدخل على القديم
ظهرت سحابة حزن فى عينيى مهرة وأمطرت حروف غيرتها الواضحة وهى تقول
الحكاية مش حكاية عفش قديم ..الموضوع ده ميفرقش معايا.. أنا بس مش عاوزه أوضة النوم دى .. مش بتاعتى.. فى واحدة غيرى نامت عليها
ثم نظرت إليه نظرات عتاب ولوم فقال
تانى يامهرة ... مش انا فهمتك الحكاية كلها قبل كده.. وبعدين يا ستى انا نفسى مش هوافق تدخلى على عفش قديم وهغيرهولك بالقسط
قالت والدته متسائلة
أنت ليه يا فارس مرجعتلهاش عفشها.. مش ده فى القايمة بتاعتها
أخرج فارس ميدالية المفاتيح وقال
كويس انى لسه معايا نسخة من مفاتيح شقتها.. هروح بكره انقلها حاجتها فيها.. ده حقها
هتفت مهرة على الفور بضيق
وانت بقى هتروح شقتها لوحدك لاء انا هاجى معاك
رفع كتفيه مقلدا لها وهو يقول مداعبا
هو انا مش قلتلك أنها محكوم عليها بسبع سنين .. خاېفة من أيه بقى ..هتطلعلى من الصورة تاكلنى يعنى
أستندت برأسها على راحتها وقالت بعناد
برضة هاجى معاك
أنهت مهرة أختباراتها وبدأت فى أتمام أمر الأثاث الجديد أخذته إلى معرض الأثاث الخاص بوالد صديقتها وانتقيا غرفة نوم جديدة وغرفة أخرى للأستقبال ولقد كانت مهرة فى غاية السعادة والفرحة وهى تتعلق بيده وهما يتنقلان بين الغرف المعروضة .. أشارت له على غرفة صغيرة الفراش وقالت
مش ملاحظ ان الأوضة دى الكومدينو فيها أكبر من السرير
مال على أذنها وقال
هو فين السرير اصلا
كتمت ضحكتها وأكملا رحلتهما فى البحث عن أسعار مناسبة وقسط مناسب لحالتهما المادية فى ذلك الوقت وتم تحديد ميعاد الزواج بعد أيام من أتمام تجهيز شقة الزوجية .
حزمت عزة حقيبتها وهى تقول
خلاص يا عمرو كل حاجة جاهزة
دلف إلى الغرفة وقال وهو ينظر للحقائب
ده أحنا هنشوف پهدلة يابنتى
قالت باعتراض
ليه بس ده انا بحب اسكندرية أوى وكان نفسى أعيش