رواية رحم الخي،ـانة كاتبة / ميمي عوالي
اعتقد انك فاهم قصدى
مراد بتوتر: وايه اللى ودى تفكيرها للنقطة دى
منير بابتسامة هادية: واحدة مش فاكرة اسمها فجأة تلاقى واحد قدامها بيقول انه جوزها، منتظر انها تفكر فى ايه
مراد بتنهيدة غاضبة: والحل
منير: الحل انك تصبر عليها شوية، واديها فرصة انها تتعرف عليك من اول وجديد
مراد: نعم، تتعرف عليا من اول وجديد
منير بصبر: يا باشمهندس، انا ليه حاسس انك اكتر واحد فيهم غير مدرك لخط2ورة الموقف اللى فيه مدام فريدة
مراد: مش حكاية مش مدرك، انا بس مستغرب انها متجنبانى انا لوحدى رغم انها مرحبة بالكل
و بعد عودة مراد الى غرفة فريدة، قرر ان لا يضغط عليها وجلس منفردا فى ركن الغرفة، وبعدها بدقائق معدودة، وصل مأمون مصطحبا معه باقة من زهور الاوركيد، والتى يعلم عشق فريدة لرائحتها وما ان رأته فريدة حتى اتسعت ابتسامتها قائلة: حلوة اوى يا مأمون.. تجنن
مأمون بابتسامة هادئة: طول عمرك بتحبى زهور الاوركيد
فريدة وهى تتأمل الزهور: بزمتك مش عندى حق
مأمون بحنان: طول عمرك ذوقك يجنن
فريدة بمرح: انت بكاش على فكرة، وهراب كمان
مأمون: ليه بس
مأمون: طب ما انا جيت اهوه
فريدة: بس اتأخرت، ده انا مستنياك من بدرى
ليحمحم مأمون بصوته ويقول: ما انا استنيت على ما مراد يبقى موجود
فريدة وهى ترسم على وجهها علامات عدم الفهم: وتستناه ليه
مأمون: عشان يبقى موجود معانا
فريدة: ليه
مأمون: من غير ليه يا فريدة.. الاصول
فريدة: انتو مش قولتولى ان احنا اصحاب من زمان
مأمون بلوم: ايوة، بس عمرنا ما اتخطينا الاصول
فريدة بمرح: اعذرنى بقى، ما انا مش فاكرة حاجة
مأمون: طب انتى عاوزانى احكيلك ايه
مأمون: المفروض اكلمك عنك انتى
فريدة: لا، كلمنى عنك انت الاول، اكنك بتعرفنى على نفسك
مأمون: انا يا ستى مأمون نصار، خريج هندسة نفس دفعتك انتى ومراد، ابويا كان بحار، ولما م١ت سابلى ثروة محترمة، فقررت اعمل مكتب هندسى، وانتى ومراد قررتوا تشاركونى فيه عشان نفضل مع بعض زى ما كنا ايام الجامعة بالظبط
فريدة وهى تنظر الى يديه: مافيش فى ايدك دبلة جواز، ما اتجوزتش ليه
مأمون وهو يحاول اكساب حديثه صيغة المرح: مالقيتش اللى تحبنى زى ما انتى حبيتى مراد كده
مأمون بضحك: چان مرة واحدة، الله يكرمك
فريدة: انا عن نفسى لو ماكنتوش قولتولى انى متجوزة كنت رسمت عليك
ليشعر مأمون بالتوتر وعندما استشعر الحرج، ذهب ببصره الى مراد ليجده كمن يكبش الجمر بيديه، فكان وجهه شديد الاحمرار، يكبت غيظه بصعوبة بالغة، فقال مأمون ليخفف من حدة الموقف: بس انتى بقى يا ستى سيبتينى ووقعتى لشوشتك فى مراد، لدرجة ان الجامعة كلها كانت بتحكى وتتحاكى على حبكم لبعض
فريدة وهى تنظر لمراد بوجه خالى من التعبير: احكيلى حبيته ليه
ليتفاجئ مأمون بسؤالها الذى طالما سأله لنفسه ولم يعلم له اجابة، فكان دائما يسأل نفسه.. لما احبت مراد دونه، ولكنه فى كل مرة لا يجد اجابة لسؤاله، ولكنه نظر لفريدة بابتسامة بذل جهدا كبيرا لرسمها على شفتيه وقال: ومن امتى الحب بيبقى له اسباب، بس مش بعيد اما تخفى ان شاء الله وترجع لك الذاكرة، انتى بنفسك اللى تجاوبى على السؤال ده، بس ما قولتيليش، الولاد جولك زى ما طلبتى
فريدة: ايوة، سالم جابهم الصبح، وقعدوا معايا شوية ومشيوا
مأمون: طب انا شايف ان انا كمان لازم امشى عشان اسيبك ترتاحى
فريدة بلهفة: هتجينى تانى امتى
مأمون بابتسامة: هجيلك كل يوم ان شاء الله
فريدة وهى تبادله الابتسام: هستناك
ليذهب مأمون دون ان يلقى باى كلمة على مراد، فقد اصبح حديثهما نادرا منذ الحادثة، وظل مراد بمكانه، فاعتدلت فريدة بفراشها واستعدت للاستلقاء لتنال قسطا من الراحة، فنهض مراد من مجلسه