رواية رحم الخي،ـانة كاتبة / ميمي عوالي
يا مراد انت روحت فين
مراد بانتباه: انا معاكم اهوه
سالم: اوعى تكون زعلان من فريدة عشان ما عرفتكش، ليس على المريض حرج يا مراد واللا ايه
مراد بلجلجة: ااه ااه طبعا، انا عارف انه غصب عنها، هو بس كل الحكاية انى متضايق عشانها، ومش عارف الولاد هيتقبلوا ده ازاى
سالم: ما تقلقش، انا هقعد مع الولاد واشرحلهم بالراحة، عشان ما يتفجأووش وما يزعلوش
ليتجه بعد ذلك كل منهم الى سيارته، ويتخذ طريقا غير الاخر، فاتجه سالم الى منزله حيث زوجته حسناء وولده احمد البالغ من العمر عشر سنوات، وابناء شقيقته الذى اصطحبهم بعد حادث والدتهم فور ان ابلغه مأمون بما حدث وبأنهم بالمنزل بمفردهم يرتعدون خوفا مما حدث، وما ان دلف الى المنزل حتى قابلته زوجته بلهفة قائلة: ها يا سالم طمننى ايه الاخبار، قلتلى فى التليفون ان الدكتور هيدخلكم عندها يمكن تعرفكم، ما افتكرتكمش برضة
سالم باسى: ابدا، حتى لما دخلنا لها، الدكتور اللى عرفها بينا
حسناء: طب هى متقب2لة الوضع واللا زعلانة واللا ايه
سالم: مش عارف يا حسناء، فى الاول حستها كاشة وخا2يفة، لكن بعد كده، حسيتها كاشة من مراد اكتر حد
حسناء: يا عينى يا مراد، ده تلاقيه هيتجنن
سالم: هو فعلا حزين اوى، الله يكون فى عونه
حسناء: طب والولاد
سالم: طلبت تشوفهم، هاخدهم لها بكرة ان شاء الله
حسناء: بس كده غلط على نفسيتهم
سالم بتنهيدة عميقة: هحاول افهمهم انها تعبانة قبل ما يقابلوها، ما هو احنا برضة ما نعرفش هترجع لحالتها امتى، وما نقدرش نبعدهم عن بعض اكتر من كده، خصوصا نهلة، ما انتى عارفة انهم روحهم فى بعض
حسناء بتسليم: عندك حق، دى البنت ما بتبطلش عياط طول اليوم، ومهما احاول الهيها او الاعبها مافيش فايدة، ونادر كمان على طول ساكت يا حبيبى وما بيتكلمش، ولما احمد حاول يتكلم معاه سمعته بيقول له انه مش عارف ينسى شكل مامته والدم مغرق الارض
سالم: الله يكون فى عونهم، ربنا يلطف بيهم ولما يشوفوها بكرة يقدروا يعدوا اللى حصل ده ويشيلوه من ذاكرتهم
حسناء: يارب
اما مأمون فقد ذهب بسيارته بعيدا حتى وصل الى ساحة الاهرامات، فكان المكان المميز لفريدة دائما، فكثيرا ما كانت تلجأ اليه ليلا بصحبة مأمون ومراد وفى بعض الاحيان كان ينضم اليهم سالم وزوجته ليقضوا وقتا ممتعا فى ليالى الصيف المقمرة، ليقضوا وقتا جميلا مليئا بالمرح، فجلس على مقدمة سيارته يستعيد بعضا من ذكرياتهما سويا قبل ان ترتبط بمراد، فقد احبت مراد، ولكنها لم تنس يوما صداقتها بمأمون، فكانت كثيرا ما تشاركه افكارها وهمومها، وتذكر اخر مكالمة تليفونية حدثت بينهما حينما هاتفته ليلة الحادث
فلاش باك
فريدة بهدوء مريب: ازيك يا مأمون اخبارك ايه
مأمون: بخير الحمدلله، انتى عاملة ايه والولاد، وحشونى العفاريت
فريدة: انت كمان وحشتهم، ماتيجى مع مراد تسهر معانا
مأمون: هشوف يوم كده، واظبط حالى واقول لك
فريدة: وهو انت فين كده … ايه الهدوء القا2تل اللى حواليك ده
مأمون ضاحكا: وده برضة سؤال، ما انتى عارفة، ما بصدق الساعة تيجى سبعة، ونقفل المكتب واخرج، وتلاقينى طيران على البيت
فريدة: يعنى هو انتو بتقفلوا سبعة سبعة يعنى، مافيش يوم تسهروا كده ولا زحمة شغل كده
مأمون: ما انتى عارفة، من ساعة ما زودنا عدد المهندسين من سنتين، والحمدلله الدنيا اتظبطت وكله تمام، وانا المستفيد الاكبر، رجعت لمكتبتى وكتبى اللى كنت اتحر2مت منهم
فريدة بشرود: انت فعلا انسان جميل يا مأمون
مأمون بمرح: انتى بتعاكسينى واللا ايه، شكلك مراد قدامك وبتغيظيه
فريدة بتهكم: لا مش قدامى، معلش يا مأمون هسيبك عشان اشوف الولاد
باك
عندما تذكر مأمون تلك المكالمة، علم على الفور انها ما كانت الا كمينا من فريدة لمراد كى تعلم مواعيد مغادرته العمل، ليشعر بتأنيب الضمير، فهو بغير قصد اكد لها خي،ـانة زوجها مرارا وتكرارا وتسبب بشكل غير مباشر فى ألمها
اما مراد، فقد ذهب رأسا الى چايدا والتى كانت كلما هاتفته اغلق هاتفه، وبمجرد وصوله وجدها تقيم حفلا صاخب2ا بمنزلها كعادتها التى قلما تنق2طع عنها، وما ان لمحته چايدا حتى ذهبت اليه على