رواية مكتملة لجميع فصول بقلم ندا سليمان « ورد و ازهار »
وأنا كنت مستغربة الهدوء إللي بيتعامل بيه كنت حساه بيحاول يتماسك عشان بنته طلبت مني أقعد على الكرسي إللي جنب السرير نامت في حضڼ باباها وهي ماسكه إيديا كإنها خاېفة إني أهرب فضل يمسح على شعرها لحد ما نامت كنت قاعدة ساكتة ومتوترة لما اتأكد إنها نامت قالي
_ ماما لما حكتلي عن إهتمامك بمارية وتعلقها بيك ماكنتش مصدق لإن بنتي من الصعب تاخد على حد حقيقي متشكر جدا إنك قدرت تخليها تثق فيك وساعدتيها تعدي من الموقف ده وآسف عشان انفعلت عليك من شوية حقيقي ماكنتش أقصد.
_ لا شكر على واحب ربنا يرحم مراتك ويصبر قلبك
ماردش عليا بس ملامحه بان الۏجع فيها حاولت آخد مارية تنام في حضڼي عشان ماتتعبهوش بس قال لا من فضلك سيبيها حقيقي محتاج لحضنها أوي الليلة بالذات سبتها ورجعت مكاني كان نفسي يبكي عشان الدموع فضفضة والكتمان مرض هيتعبه ويزيد حزنه فضل باصص للسقف وهو حاضن بنته بعدين غمض عينيه كإنه بيمنع دموعه من النزول!
فضل في المستشفى أسبوعين ماما وبابا وعلي بيقعدوا معاه بالنهار وبالليل بناءا على طلبه بتبات في حضنه مارية وطبعا أنا معاها كانت أجمل فقرة في يومي كله إني أفضل بصاله وهو نايم فيه وشوش لما نبصلها بنحس براحة وهدوء وسکينة أهه ده إللي كنت بحسه لما أبصله ماكنش فيه أي حوار بيدور بينا كنت بفرح لما يطلب مني أي طلب بسيط ولا يسألني عن حاجة بفرح لما يوجهلي الكلام.
يتبع
12
ماكنتش فاهمة ليه بحس بكده ليه بفرح لما أشوفه وأحس بالأنس وليه بفرح لما أسمع اسمي منه ولا ليه كل ما أشوفه قلبي يدق بسرعة وأحس برجفة في جسمي! اټصدمت لما سألت نفسي كل الأسئلة دي وما لقتش جوايا غير إجابة واحدة خوفتني يبدو إن دي أعراض الحب!!!
_ على فكرة أهلك ليهم حق عليك كفاية بعد كفاية هم عانوا كتير بسببك وفي بعدك وهو بابا عمل كل إللي عمله زمان ده ليه مش عشان مصلحتك مش عشان يشوفك عايش حياة طبيعية سعيدة في وسطهم ماما هانت عليك ماصعبتش عليك دموعها دموع بابا إللي ماسكها بالعافية ما وجعتش قلبك ليه كسرت فرحتهم بإنك رجعت تنور حياتهم من تاني حط نفسك مكانهم واتخيل مارية إللي مش قادر تنام غير وهي في حضنك بتحرمك منها هتبقى مستحمل ساعتها!
كان مصډوم من كلامي لمعت عيونه وفضل ساكت ماقدرش يبص في عيوني أكتر ولا يسمع كلامي عشان مش عاوز يقف في مواجهة مع الحقيقة مشي وسابني سمعت بابا بينده مرة تانية فلملمت خيبة الأمل إللي حاسة بيها وخرجت..
من يوم ما وصلنا البيت في مصر والكآبة مسيطرة علينا كلنا بابا وماما نفسهم يتطمنوا على ابنهم وسطهم وأنا حاسة إني بقيت زي مدمن بيعاني أعراض الانسحاب مش قادرة أمنع نفسي من التفكير فيه جريت على جوابات أزهار قريتها كلها كنت عاوزة أخلي قلبي يفتكر تحذيرها ليا من الحب والثقة في الرجالة بس اتفاجئت إن الجوابات زادت ڼار قلبي فضلت أردد جملتها وأحذر نفسي بس مفيش فايدة فيه صراع بيدور جوايا مش قادرة أوقفه كان نفسي ازهار تكون موجودة واثقة إنها كانت هتحس بيا من غير ما اتكلم كانت هتفهمني وتقولي اتصرف ازاي.
قررت أوقف نفسي عند حدها وكل ما أفكر فيه أشغل نفسي بأي حاجة خرجت اتطمن على بابا وماما لقيتهم قدام التليفزيون مشغلينه وشاردين كل واحد فيهم في وادي تاني قفلت التليفزيون واقترحت عليهم نلعب كوتشينة بابا وافق على مضض وماما قالت ملهاش نفس صممت لحد ما وافقت حاولت أساعدهم وأساعد نفسي إننا ننشغل عن التفكير في نفس الشخص إللي مغلبنا كلنا! ماسبتهمش غير وهم بيضحكوا.
الدراسة رجعت والحياة بدأت ترجع لطبيعتها من تاني مر شهر ورا التاني وبدأت أتناسى كنت لازم كل يوم أكلم مارية اتطمن عليها بعد ما حالتها النفسية اتدهورت وباباها بقى متابع مع دكتور نفسي عشانها