رواية كامله بقلم شاهندة من الفصل الاول الي الفصل الأخير
فاضي انت مش قلتلي هتروح لمدير الفندق عشان تحجز الصالة اللي قلتلك عليها.
طالعها بغموض قائلا
_فعلا انا كنت لسة هقول لخالد.
لينظر لخالد مردفا
_انا كنت لسة هقولك اني مش فاضي بكرة فعلا وانك تخلي هند تشوفهم.
نقل خالد نظراته بين الاثنين قائلا
_مش فاضي.. طيب تمام.. اللي تشوفوه.
تهربت هند من نظرات أخيها قائلة
_طيب هستأذن دلوقت عشان اتأخرت علي منار خلصت فستان السهرة الأولاني وعايزاني أشوفه.. صفية هحتاجك بكرة معايا في فستان الفرح.
_تمام هتلاقيني من بدري بخبط عليكي عشان نروح الشغل مع بعض.
ابتسمت بارتباك وهي تقول
_طيب.. سلام دلوقت.
_استني ياهند هوصلك وأرجع آخد صفية البيت.
ليقول لخالد
_سلام ياخالد.. مش هتأخر عليكم.
هز خالد برأسه فغادر ادهم لتقول صفية بحيرة
_انت فاهم حاجة
هز رأسه ايجابا فاردفت
_طب ماتفهمني.
_هند بتحب.
اتسعت عيناها بدهشة فأردف قائلا
ازدادت عيناها اتساعا فهز رأسه بابتسامة لتقول بحيرة
_معقول.. من امتي
_مش عارف بس كويس اني عرفت
_متضايق
_بالعكس.. مكنتش هتمني لهند أحسن من أدهم والعكس طبعا.
هزت رأسها موافقة ليقول مشاكسا
_وبعدين اهو كدة بعد عن سكتك ومبقتش أخاف ياخدك مني.
_خالد.
قالتها باستنكار فتنهد قائلا
_احنا اتفقنا علي ايه
_اتفقنا أستناكي بس ده مش معناه اني معبرش عن مشاعري كل.... تقريبا خمس دقايق.
_لأ انت اكيد سخنت تاني وانا هروح للدكتور ييجي يطمنا عليك.
أمسك يدها يمنعها قائلا بابتسامة
_خلاص ياستي بهزر.. خليكي بس جنبي قبل أدهم مايرجع ويبعدك عني.. حقيقي بقي يوجعني بعدك حتي لو عارف انه لساعات.
____________________
طالع باب المنزل بتردد.. لا يدري ماذا يفعل وكيف قادته قدماه إلي هنا هل أراد الاطمئنان عليهابأي حق يفعل وقد سلبته أفعاله كل الحقوق ليكن صريحا مع نفسه.. لقد افتقدها حقا.. افتقد دفئا غاب عنه ماان غابت عن حياته.. افتقد حنانا واهتماما طواهم النسيان في نفس اللحظة التي غادرت فيها منزله.. افتقدها هي.. كلماتها.. ابتسامتها.. النوم بين ذراعيها قرير العين كانت رقيقة مفرطة الشعور أبسط الأشياء ترضيها.. عفوية دافئة لا مثيل لها.. كيف نسي لها كل هذا وتمسك بأخطاء تافهةليعترف مجددا.. كان أضعف من ان يتحمل مسئولية مرضها وعلاجها..وجد نفسه تشمئز من نفسه.. لقد اتضح أنه قبيح من الداخل رغم وسامة المظهر.. وقد عاقبه الله بحرمانه من طفل يحمل اسمه كانت هند لتقبل عجزه دون أن تمس كرامته بينما تطأ وردة جرحه بقسۏة كلما عارضها فتطأ كرامته ورجولته وللأسف يجد نفسه عاجزا عن الرد وقد أغرقه والدها بأمواله حتي صار مدينا له بالكثير نعم صار لديه رأس مال كبير لعمله ولكنه فقد كنزه.. غاليته هند.. تري ان تخلي عن كل هذا.. هل تقبل بعودتها إليه يجب ان يتأكد اولا والا خسر كل شيء.. طرق الباب بحزم.
أطلت السيدة رقية من الباب الجانبي تطالع هذا الرجل الذي توقف أمام منزل جارتها نبيلة ليقول عادل بهدوء
_انا عادل ياست رقية.
نظرة الاحتقار بعينيها أخبرته برأيها في أفعاله بينما تقول
_عارفاك ياأخويا.. خير جاي ليه
تنحنح بحرج قائلا
_احمم جاي للست نبيلة هي مش موجودة
_آه مش موجودة.. من كام شهر كدة خدت بناتها ومشيوا.
_مشيوا مشيوا راحوا فين
قالت بحدة
_وانا اش دراني ياجدع انت.. هو تحقيقأما بجاحة صحيح
لتدخل منزلها وتصفع الباب في وجهه فتمني لو انشقت الأرض وابتلعته.. ولكنه تمالك نفسه وجر قدمه جرا يهبط الدرج بحزن وهو يتساءل عن مكانها الآن وإلي أين رحلت هند وهل قدر لهما الفراق للأبد ام قد تلتقي الوجوه مرة أخريتمني لقائها وياليته لم يتمني فلو علم بمكنون قلبها الآن لتمني المۏت قبل اللقاء وقد صار لا شيء بالنسبة إليها.
يتبع
الفصل الثاني عشر
كان يبحث عنهما حتي رآها تتنقل بين الخياطين تترك ملاحظاتها هنا وهناك بينما تتبعها طفلته تمسك بدفتر صغير تدون فيه بعض الكلمات تسألها علي مايبدو شيئا فتترك مابيدها مهما كان وتميل حتي تواجه الصغيرة تجيبها بابتسامة حانية قبل ان تعود إلي محدثها.. هل يمكن أن يتضخم القلب عشقا حتي تشعر به يكاد أن ينفجر مطالبا بقرب حتمي ليشبع رغبة هائلة في ان يكون حد معشوقه لتشعر أنت بأنك تتنفس الهواء الذي يتنفسه الحبيب فترتاح خفقات القلب.. هذا ماشعر به أدهم لينساق وراء رغبته ويقترب منها يقف خلفها تماما فأبصرته نفين أولا تقول في سعادة
_بابي.
استدارت هند بسرعة مما أربك خطواتها فكادت تسقط إلي الخلف ليمسكها بيديه قبل ان تفعل وجدت نفسها تتطلع إلي مقلتيه فقط تقرأ كلمات سطرت بهما فأعجزتها عن التحية حتي.. تنهل من هذه المشاعر التي أطلت من نظراته فتحول عالمها إلي اللون الوردي حتي كادت أن تري الفراشات من حولها لتستفيق علي صوت الصغيرة تقول
_بطل يابابي عشان مخليتش طنط هند تقع.
استقامت هند علي الفور فترك ذراعيها وهو يمرر يده في شعره باضطراب يطالعها وجهها الذي احمر خجلا وقد كاد في غمرة مشاعره أن يتبع رغبات قلبه حتي النهاية ويميل مقبلا ثغرها لترتاح خفقاته التي تسارعت تطالب بارتواء للمشاعر وهل هناك ارتواء أكثر من تلاحم ثغرين عاشقين ينهلان من الحب قدر استطاعتهما فيشعران باتحاد الروح قبل الجسد.
جلس علي ركبتيه يواجه طفلته قائلا
_مش كفاية كدة يانفين أكيد تعبتي طنط هند انت طول اليوم معاها.
_ولا تعب ولا حاجة.. نيفين منوراني ومفرحاني بوجودها معايا.
رفع عيونه إليها فوجدها تطالع الصغيرة بحب بينما قالت نفين
_شفت يابابي أهي قالتلك اني منوراها.
ابتسم يداعب غرتها وهو يقول
_خلاص ياستي ربنا يهنيكم ببعض ممكن طيب أعزمكم علي العشا أنا جعت قوي يانفين..
لينهض قائلا
_ايه رأيك ياهند
ظهر التردد علي وجه هند وهي تقول
_الحقيقة لسة ورايا شغل كتير و.....
قاطعها وهو يتطلع إلي عينيها بنظرته التي تربكها قائلا
_الشغل مبيخلصش وانت لازم ترتاحي عشان تقدري تكملي وبعدين ياستي قلتلك جعان.. ولو مأكلتش معاكم مش هاكل وھموت من الجوع.
أمسكت نفين بجانب فستان هند قائلة
_بليز وافقي ياطنط أنا كمان جعت وعايزة آكل شيش طاووق.
ابتسمت هند قائلة
_تكرم عيونك ياقمر.
مد أدهم يده إلي نفين قائلا
_يلا بينا.
أمسكت الطفلة يده بينما مد يده الأخري لهند فترددت للحظة قبل أن تتأبط ذراعه تشعر بكل العيون ترمقهم وهم يغادرون يحسدونها بالتأكيد علي صحبته واهتمامه بينما كان يفكر أدهم بنفس الشيء يدرك بكل يقين أنهم يحسدونه عليها ومن منهم لايتمني صحبة فتاة بهذا الجمال وتلك الطيبة والموهبة
_____________________
_دي آخر ورقة هتمضيها عشان نبعتها للشركة ونجيب الاكسسوارات اللي نقصتنا.
ذيلها خالد بتوقيعه قبل أن يمنحها لصفية التي وضعتها مع باقي الأوراق قائلة
_تمام كدة.. هبعتهم علطول.
كادت ان تغادر فأمسك يدها يمنعها من مغادرة حجرته فطالعته بحيرة ليقول بحنان آسف
_معلش تاعبك معايا ياصفية..انا بقيت كويس بس الدكتور اللي مصمم منزلش الشغل دلوقت.
ابتسمت قائلة
_صدقني مفيش أي تعب.
ثم سارت باتجاه الباب يتابعها بحب لتتوقف فجأة وتستدير تتطلع إليه قائلة
_عارف أكتر حاجة بحبها فيك إيه احساسك ده.
قالت كلماتها واستدارت مغادرة بسرعة لينظر بإثرها في عدم تصديق.. هل اعترفت أنها تحبه للتو نعم كلماتها لا تحمل معني آخر.. انها تحبه.. اليوم هو