رواية خيوط العنكبوت مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبه المبدعة فاطمة الألفي
رأسه وهطلت دموعه دون توقف وظل يكظم ڠضبة داخله إلى أن خدر ج سده وأسبلت عيناه وهاجمته نوبة حادة صرعيه وظل ج سده ينتفض أرضا
في ذلك الوقت غادرت ميلانا غرفتها وقررت أن تذهب لغرفة أسر تحاول التحدث معه وأقناعه بأن يتقبل عودتها ويحافظ هو على حياته مع نور من أحل طفلهم القادم
طرقت الباب ودلفت بتوجس تبحث عنه صړخت بلهفة منادية بإسمه وركضت إليه بهلع تحاول أن تساعده على تخطي تلك النوبة احت ضنته بقوة وأنسابت دموعها هي أيضا وهمست بإذنه
لم يجد راحته إلا بين ي دي تلك البريئة التي تعشقه دون قيود ولن تنتظر منه مقابل لذلك العشق
هذا هو الحب الحقيقي الذي يعطيك الامان ويغدق عليك بحنانه مشاعره تحتويك وحتى إذا كنت غافلا فقلبك يشعر به ويطلب المزيد من ذاك الاحتواء المشاعر الصادقة اللحظات الجميلة التي تشعركما بالوجود في تلك الحياة
أستكان ج سده بعد
ينسى معاناته ويظل صامدا من أجلها نظر لها بعينين مغرقة بالدموع يطلب منها الارتواء فهو بأمس الحاجة لمشاعرها هي وحدها قادره على أن تنسيه الألم
وبعد لحظات ابتعد عنها تذكر وعده له بإقامة الزفاف أولا أبتسم لها بحب وهمس بنبرة عاشق
قررت أن تتخلى عن حلمها من أجله ولكن رفض أسر وأصر على أقامة حفل زفاف وارتداها ثوب زفاف يليق بها
وسيفاتح شقيقه فيما هو نوى عليه وبالفعل ترك الغرفة وقرر الذهاب الى غرفة شقيقه بعدما نظر لساعته وعلما بأنها تجاوزت
الساعة الثامنة ولابد وان شقيقه مستيقظا الآن
بالمنصورة
عندما أستيقظت والدتها توجهت أولا لغرفة ابنتها لكي تطمئن عليها ولكن تفاجئت بفراشها خالي دب الړعب أوصالها وغادرت الغرفة بلهفة وقلق تهتف باسمها ولكن ابتسمت بسعادة وهي تجدها أمامها تضع الصحون على مائدة الطعام وتهتف بصوت مجلجل
أسرعت إليها بخطوات واسعة تلتقفها داخل أحض انها وتشبثت بها بقوة منما جعل حياة تمزح معها قائلة
بشوش عليه يا دودو هتفرمي عضمي
ابتعدت عنها بضحكة واسعة ثم عادت تض مها ثانيا ودموعها تنساب فرحا من أجلها
كان يقف يتطلع لهما بحنان ولسانه يذكر الله ويردد الحمدلله دائما وأبدا الحمدلله على بلاءه وعطاءه الحمدلله في كل وقت وحين
عندما لم حت والدها ابتعدت عن احض ان والدتها وركضت إلى والدها الحبيب ترتوي منه عطش الاحتياج إليه هو بئر امانها ومنبع حنانها هو حبها الاول والاخير عشقها الابدي الذي لا يتبدل
ظل فاروق يربت على ظه رها بحنان ويهمس بجانب أذنها يردد الحمد لله والثناء على رسول الله فلم يصدق بأن ابنته بين احض انه بعدما كانت ټصارع المۏت البطيء
ابتعد عنها قبل أن تذرف دموعه وهتف لها بصوت حاني
عاملة ايه يا روح قلب ابوكي
ربتت على وج نته بكفها وقالت بهمس
الحمدلله في أفضل حال يا ابو حياة
أتت سناء وهي تتطلع لهم بحب وسعادة من أجل سلامة حياة ثم هتفت قائلة
يسعد صباحكم يارب وينور قلوبكم بطاعة الرحمن
عمتو تعبتك جدا معايا ماتحرمش منك يا أجمل واطيب قلب عرفته
فردت لها سناء ذراعيها لتستقبلها باحضا نها وقالت
أنا جدتك وانتي حتة مني بنت الغالية بنت أخويا وتعبك كان تعبي يا روح ستك ثم زفرت بهدوء وقالت
ننسى كل اللي حصل ونفكر في دلوقتي وبس
هتف فاروق مؤيدا لكلمات الجدة سناء
ولكن زفرت دلال بضيق فهي تتعود لبثينة سلفتها على ما فعلته لابنتها وم صرة على تلقينها درسا لن ينسى
الټفت العائلة بسعادة حول مائدة الطعام وقرر فاروق أن يصطحب حياة بعد الفطار ليذهب إلى أستخراج جوازات السفر خاصتهم ثم الذهاب لشركة خاصة برحلات العمرة والتقديم على عمرة هو وابنته كما نصحه الشيخ عبدالله
أما عن الوضع بڤيلا السعدني
بعدما أستمع سليم للحديث الذي دار بينه هو وشقيقه قرر هو الآخر أن يتز وج من حياة في ذلك اليوم وأخبر صديقه عن نية الارتباط بفتاة قريبة لسراج وتعمل لديه بالشركة وفرح أسر لأجله وطلب منه أن يلتقي بها أخبره سليم بأنهم سيذهبون جميعا إلى منزلها بالمنصورة وطلب ي دها وانهاء الزواج سريعا لكي تسافر معه لندن وإجراء العملية الخاصة به
وبعد ذلك الحديث الذي طال بينهما لأكثر من ساعة أتت إليهما الخادمة تخبرهم بتناول طعام الإفطار وان والدتهم تنتظرهم
غادر أسر غرفة شقيقه وذهب إلى غرفته ليصطحب ميلانا معه إلى الأسفل بينما استقل سليم المصعد الكهربائي ليهبط به إلى الأسفل
وتوجها إلى غرفة الطعام أقترب من والدته يقبل يدها وهو يقول
صباح الخير يا ست الكل
ابتسمت بحنو وهي ترد
يسعد صباحك يا حبيبي
صباح الخير على روح قلبي
صباح الخير يا حبيبي
صباح الخير إمي
دق قلبها بصخب عندما هتفت ميلانا بتلك الكلمة وتلاقت أعينهم همست ميلانا على استحياء قائلة
إذا بتسمحي لي أقولك إمي
أشفقت خديجة عليها وترقرقت الدموع في محجرها ما كان منها إلا أن تنهض عن مقعدها وتفرد لها ذراعيها تريد أن تض مها لص درها وتشعرها حقا بأنها والدتها
ارتمت ميلانا بأحض ان تلك السيدة الحنونة وهمست لها خديجة قائلة بود
طبعا يا حبيبتي أعتبريني والدتك وانتي هنا وسط عيلتك
رمقتهما نور من اعلى الدرج وتصاعد الڠضب داخلها وهبطت الدرج مسرعة لتشاهد ذلك
العرض المسرحي
وقفت تنظر لهما بضيق ثم خرج صوتها حادا
صباح الخير
رمقها سليم بنظرات غاضبة أم أسر فلا يعنيه وجودها وهمست خديجة قائلا
صباح الورد يا حبيبتي تعالي عشان تفطري
جلست على مضض بجانب خديجة فقد كان سليم يتريس المائدة وبجانبه يجلس أسر على يمينه وميلانا بالمقعد المجاور لأسر ومن جهة اليسار جلست خديجة وهي بجانبها
وبدء الجميع في تناول الطعام أما عن نور فأرادة أن تعكر صفو تلك اللحظة السعيدة بالنسبة إليهما
نظرت إلى أسر قائلة
أسر من فضلك عاوزة أروح لدكتور أطمن على البيبي
رفع عيناه ينظر لها بدهشة فلم يصدق ما قالته ولاحت شبه ابتسامة جانبية وقال
أنا تعبان ممكن تستني لبكرة
لوت ثغرها بضجر وهتفت بصوت غاضب
يعني مش مهتم بابنك ولا عاوز تطمن عليه مش هو ده اللي كنت
بتترجاني عشان نخلف أيه اللي حصل ولا الست هانم هتغيرك حتى على ابنك من دلوقتي امال لم يجي الدنيا هتعمل فيه ايه
هتفت خديجة قائلة
أهدي يا بنتي مش كده هو قصده
قاطعها أسر بحدة
ماما بعد اذنك أنا خلاص رديت عليها انا فعلا تعبان ونأجل الدكتور لبكرة أو يوم تاني ثم نهض عن مقعده وقال وهو ينظر لنور پغضب
ومش هسمحلك تتجاوزي حدودك معاياولازم تعرفي علاقتي بابني ده هيكون خاص بيني انا وهو
ثم نظر لميلانا قائلا
أنا نازل الشركة مع سليم
هتف سليم من خلفه قائلا
لا بقولك ايه اسبقني أنت على الشركة وانا محتاج ميلانا معايا في كام مشوار الاول ثم أرسل غمزة لشقيقه ففهم الاخير تلميحاته
همس سليم باذن ميلانا قائلا
ممكن تساعدي اخوكي الكبير لأن محتاج اخد رأيك في حاجات كتير
نظرت لأسر الذي أوما برأسه دليلا على موافقته فعادت تنظر لسليم قائلة بحماس
أيه فيني
اشطات نور غاضبة ونهضت عن مقعدها وتركت المكان وعادت إلى غرفتها تتطلع للحديقة من شرفة غرفتها وعيناها ترمقهم بنظرات مشټعلة من الحقد والڠضب
اصطحبها سليم في جولة بين متجرات المجوهرات يريدها أن تنتقي هدية لحياة وتنتقي أيضا شبكتها ثم ذهبوا بعد ذلك إلى متجر ملابس وأخبرها بمواصفات حياة وأنها ترتدي الحجاب لكي تساعده في انتقاء ملابس خاصة بها
كانت ميلانا سعيدة بذلك الود الذي يحدثها به سليم وحقا شعرت بأنه شقيقها أراد أن يخرجها من الحزن ويشعرها بأنها من عائلته كما تشاركه أيضا الذؤق في انتقاء اشياء خاصة بزو جته ولمست الجانب الإنساني لديه غمرتها السعادة من أجله فهو من حقه أن يكمل حياته ويتز وج رغم عجزه فهو بحاجة لفتاه تأخذ بي ده
انتهى اليوم باختيار قاعة خاصة من أجل يوم الزفاف المحدد بعد أسبوع من الآن
وفي الشركة جلس أسر مع سراج يقص عليه الوضع الذي هو فيه وبعدما استمع له سراج بانصات
افلتت ضحكته الصاخبة لوضع أسر المضحك من وج هة نظره وليس محزن كما يظن أسر
شعر أسر بسخريته وسخافته وهم بأن يغادر مكتبه غاضبا من أسلوب صديقه لكنه استوقفه سراج قائلا
استنى يا أسر والله ماقصدي حاجة أقعد بس ما تقفش أوي كده
جلس الاخير على مضض
هتف سراج بجدية
طيب وانت منكد على نفسك ليه بس عندك بدل الزو جة اتنين المصرية والسورية يا عم عيش وفكك
من الهم دة انت محظوظ
فرغ فاة وردد
محظوظ
أه طبعا محظوظ عشان لم واحدة تنكد عليك تسبها وتروح التانيه دة انت هتعيش هارون الرشيد هتبقى السلطان وهم يتخانقوا عليك
أنهى كلماته بضحكة مجلجله
نهض أسر عن مقعده ونظر له بغيظ وقال وهو
يهم بمغادرة الغرفة
تصدق أن غلطان أن جبتلك أصلا ولا قاعد بحكي معاك عن حياتي أنت ولا صاحبي ولا اعرفك
ثم صفع باب مكتبه بقوة وظل سراج يضحك باعلى طبقات صوته ويردد
هعمل ايه مش قادر أم سك نفسي من الضحك انا متخيل المنظر والاتنين بيتخانقوا عليك هتقضي الليلة عند مين يا عمدة هههه
أخرجه من نوبة الضحك الهستيري رنين هاتفه باتصال من سليم استرد أنفاسه ثم اجابه بهدوء ليخبره الأخير بأنه يريد الذهاب إلى المنصورة صباح الغد
ولم يخبر أحد فعندما يصل إلى هناك سيتفاجئون بزيارتهم الغير متوقعة
تلك هي الحياة فرص فأن لم تغتنمها فلم تستطيع تعويض ما فاتك من فرص ضائعة
الفرصة الذهبية التي تبحث عنها توجد بداخلك أنت وليست في البيئة المحيطة بك ولا في ما تتلقاه من الآخرين من مساعدات ولكنها بداخلك
أوريسون سويت ماردن
الفصل الرابع والعشرون
أحلام وردية منتظرة كل منهما يشرد بخياله يغزلون خيوط حريرية ويعزفون الالحان السمفونية على معزوفة العشاق الجميع سارح بملكوته الخاصة تعصف بهما الرياح هنا وهناك تتراقص الأزهار بمهب ريح حملت بطياتها نسيم الصباح العليل تساقطت حبات الندا على أوراقها لتمحو عنها الأتربة والغبار الذي يهاجمها عندما تهب الرياح العاصفة وتفقدها جمالها ورونقها الأخذ للعيون
هبت نسمات الصباح على