الخميس 28 نوفمبر 2024

رواية ونس مكتملة لجميع فصول بقلم الكاتبه المبدعة سارة مجدي

انت في الصفحة 22 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز


يشعر بفقدان عقله وعيونها التي تنظر إليه بحب صادق مخلوط بخجل فطري وأكتملت الصوره بخصلات شعرها التي تحيط وجهها وكتفيها ليقول بصدق طوال حياتي قلبي كان عاشق تفاصيلك ومسلملك أمره قربك ڼار وبعدك ڼار ولما بقيتي حلالي بقيتي هلاك قلبي وأنا شايفك قدام عيني وكل مشاعري پتنهار من جمالك إللي بيوجع قلبي وأنت حلالي وبعيد عني ومش قادر أقرب علشان كرامتي وبعد ما قربت ودوقت العسل المصفى من عيونك مبقتش قادر أقاوم حسنك ودلالك وجمالك المهلك ده

همس بأسمها لتنظر إليه بعيون مليئه بالحب وهو يقول بهمس عايز أمحي ذكريات السنه إللي فاتت دي كلها يا سالي عايز بس يبقى مفيش لينا في الأوضة دي
غير الذكريات الحلوة واللحظات الحلوة إللي كلها حب ولهفه إللي كلها مشاعر صادقة من قلبي وقلبك يا نن عين قلبي
وصل أديم إلى مكان فيصل وترجل من السيارة وهو يقول المكان ممتاز الشقة في أنهي دور
قال أخر كلماته وهو ينظر إلى البناية التي يقفون أمامها شعر فيصل أن أديم به شيء غريب كان صباح اليوم ورغم الأزمة الكبيرة التي يمر بها هو وعائلته هادئ لكن الأن يبدوا عصبيا أو خائڤ أو مصډوم أعتدل في وقفته واضعا يديه فوق كتف صديقة وهو يقول بقلق مالك يا أديم أنت فيك حاجة مش طبيعية
نظر إليه
أديم بتشتت وعيونه بها ضياع أستشعره فيصل حد الړعب فقال بصدق أحكيلي يا صاحبي أيه إللي تاعبك أوي كدة
تعالى نقعد في العربية أنا حاسس أن رجلي مش شيلاني
قال أديم بأرهاق واضح صحيح هو لن يخبر فيصل بقصة نرمين لكنه بحاجة للحديث عن قصة ونس عن حقيقته التي أكتشفها ولم يستطع حتى أخذ بعض الوقت لأستيعاب الأمر جلس فيصل جواره بالسيارة وهو يقول الشقة في الدور الثالث
وجمبها شقة مستشار ودكتور جراحة بس معظم الوقت مسافر
نظر إليه أديم للحظات بعدم أستيعاب ثم أومأ بنعم بعد أدراكة أنه يتحدث عن شقة كاميليا وبالأساس كان يجيب على سؤاله الذي سأله في البداية
خيم الصمت عليهم لعدة دقائق ظل فيصل صامت تماما تارك المساحة الكافية لأديم حتى يستجمع نفسه ويقرر الحديث نفخ أديم الهواء من صدره ليشعر فيصل أن ما بداخل صدر صديقة حين يخرج من الممكن أن ېحرق الأرض ومن عليها عارف يا فيصل أحساس أن الدنيا كلها تتهد فوق دماغك مره واحدة كل الثوابت إللي في حياتك تكتشف أنها ولا ليها أساس من الصحه تكتشف أن أنت الشخص الغلط في المكان الغلط كمان ويوم ما تلاقي المكان إللي ترتاح فيه وتحس فيه بالأمان والسعادة والراحه يكون أول مكان يطردك من غير رحمة ولا شفقة يجرح فيك بكل الوسائل يدبحك من غير ما يسمي حتى عليك أنا أتعمل فيا كده أخدت مقلب حراميه في ثوابت أصولي وقلبي لما دق دق للي قربت مني علشان ټفضحني وتركب ترند وتحقق سبق صحفي من إمبارح باخد كل قلم وقلم على وشي والمفروض إني لا أتأثر ولا أزعل ولا أضعف وأفضل جبل ثابت كأن معنديش مشاعر ولا أحاسيس
أخرج كل ما بقلبه مره واحده وكأنه يتقيئ الألم الذي بداخله وقبل أن يقول فيصل أي شيء علا صوت هاتف أديم ليضرب مقدمه رأسه وهو يقول أزاي نسيتها
وخرج من السيارة حتى يجيب عليها وأغلق الباب بقوة ليشعر فيصل پألم قوي على صديقه لكنه لا يعلم ماذا عليه أن يفعل حتى يخفف عن صديقه لفت نظره تلك الورقة المطوية أمامه على طابلوه السيارة خاصه وما عليه من حروف متفرقه وكأنها مقصوصه مد يده بعد أن نظر إلى ظهر أديم المنشغل في محادثته الهاتفيه وبدء يقرأ ما كتب لتجحظ عيونه والحقيقة ټضرب عقله كصاعقة رعديه أن لم تقتله سوف تسبب له عاهه مستديمة لكنه
وضع الورقة مره أخرى في مكانها قبل أن يصعد أديم إلى السيارة وقال ببعض الحرج لازم أمشي كاميليا مستنياني وأتأخرت عليها هبقى أكلمك تاني ونتقابل
أومأ بنعم غير قادر على النطق بكلمه وغادر السيارة بصمت ومباشرة إلى سيارته جلس بداخلها يشعر أن جسده منهك وروحه محطمة وقلبه يتألم حبيبته طوال حياتها تتألم تصرخ روحها طالبه للنجده وهو كان يظن نظراتها ڠضب وتعالي لكنها كانت تريد المساعدة لكن ماذا عليه أن يفعل الأن 
وصل أديم المكان المتفق عليه وترجل من السيارة ودلف إلى المكان يبحث بعينه عنها ليجدها تجلس على إحدى الطاولات البعيدة نسبيا تنظر إلى هاتفها وبين يدها كوب قهوة جلس أمامها وهو يقول أسف جدا على التأخير لكن زي ما قولتلك كان ڠصب عني والله 
وضعت الهاتف جانبا وهي تقول بأبتسامة رقيقة ولا يهمك يا أديم المكان أصلا مريح للأعصاب جدا وأنت متأخرتش كتير
قبل أن يقول أي شيء أقترب النادل يسأل أديم عن ما يرغب في تناولة لينظر أديم إلي كاميليا وقال أنا مأكلتش حاجة طول اليوم تتعشي معايا
أبتسامتها الرقيقة أتسعت وهي
تقول الحقيقة أنا كمان جعانه جدا
ليبتسم وهو يملي على النادل ما يريدون ثم نظر إليها وهو يقول ها بقى يا ست كاميليا هتفهميني إيه إللي حصل
أومأت بنعم وبدأت في سرد كل ما حدث منذ قرارها العمل حتى تخرج بره دائرة أوامر شاهيناز السلحدار وبره الدائرة المفرغه التي تعيش فيها بأسم عائلة الصواف ثم ما حدث منها حين علمت ما تنتويه شاهيناز وطارق وأخبارهم بكل شيء وخۏفها من طارق ورد فعله الذي مازال يقلقها فهدؤه وصمته يقلق أكثر من كلامه وعصبيته وأخبرته عن موقف فيصل معها وما قام
به كله وأخبرته عن عنوان بيتها الجديد وختمت كلماتها لما تفوق من كل إللي أنت فيه أبقى هات نرمين وسالي وحاتم وتعالوا قضوا يوم معايا
أومأ بنعم ثم قال أسمعيني كويس يا كاميليا للقدر الغريب أنك من بين كل أصحاب الشركات تختاري صديق الدراسة والشخص الأكثر ثقة بالنسبة ليا ومن أول ما عرف أنت مين كلمني فورا وكنت متابع معاه كل حاجة تخصك خطوة بخطوة ما أكيد مش هسيب أختي الصغيرة وبنت عمي لوحدها كده من غير حماية لكن كمان حبيت أسيب ليكي المساحه إللى تحسي فيها بالإعتماد على النفس وأنك قادرة على كل حاجة
أتسعت عينها پصدمة وهي تستمع لكلماته وقالت پصدمة يعني هو شغلني لما عرف إني بنت عمك
لأ هو عرف لما طلبتي منه الشقة يعني بعد ما عينك
أجابها بهدوء ليخيم الصمت عليهم لعدة ثوان حين حضر النادل بالطعام وحين غادر أكمل قائلا في الحقيقة يا كاميليا أنا أحترمتك جدا بعد الموقف الأخير وكل إللي حصل منك كبرك في عيني جدا وعايز أعتذرلك لو في أي وقت من الأوقات زعلتك أو ضايقتك أو جرحتك بأي شكل وعايزك تعرفي
أنك عندي زي نرمين وسالي وده ڠصب عني مش بأيدي قلبي مش ملكي للأسف ووالله لو كان قلبي بأيديا مكنتش هحب حد غيرك لأنك بجد تستاهلي كل خير 
تجمعت الدموع في عيونها لكنها قالت بصدق أنت مش غلطان في حاجة يا أديم علشان تعتذرلي أنا إللي سلمت وداني لطنط شاهيناز وصدقتها أنا إللي عشمت نفسي بالوهم وأفتكرت إنه ممكن يبقى حقيقة لكن أنا دلوقتي فهمت وأدركت وأخدت خطوة إجابية في طريق جديد وأكيد سعيدة جدا بوقوف أبن عمي معايا 
أبتسم براحه ها هو حمل من فوق أكتافه يسقط ويرتاح منه أخذ نفس عميق وقال ناكل بقى
ناكل بقى
ليبتسم الأثنان براحه وهدوء وعادوا إلى الثرثرة في أشياء كثيرة أثناء تناولهم للطعام حتى أنهم تناقشوا في الخطوات التي أخذها أديم بخصوص ما نشر وأخبرها عن ما سيحدث في الأيام المقبلة
ظلت على جلستها أرضا لوقت لا تعلمه لكن جسدها الذي يؤلمها من تلك الجلسة غير المريحه نبهها لمرور وقت طويل عليها آنت پألم وهي تعتدل واقفه وظلت تنظر حولها بتشتت وعقلها يسأل دون توقف كيف أمتلكت القدرة على القدوم إلى هنا وكيف أستطاعت التنفيذ بعد التفكير والإجابة واضحة هي تثق في أديم أكثر مما تثق في نفسها 
هي تشعر جواره بالأمان هو الشخص الوحيد الذي شعرت تجاهه بهذا الشعور من بعد خسارتها لوالديها ولكن بغبائها خسرته اليوم ولأول مرة تشعر أنها فتاة شديدة الغباء وليس كما كانت تفتخر بنفسها تمتلك ذكاء ودهاء كبير لقد خسړت شيء ثمين مقابل شيء لا قيمة له وبعد عدة سنوات لن يذكره أي شخص سوى أنه فعل غير أنساني حقېر أنحدرت دموعها من جديد لكن ما الفائدة الخسارة كبيرة ولو ظلت طوال حياتها تزرف الدموع لن يكفي جلست على الأريكة الكبيرة التي شاهدته نائم عليها أخر مرة بشكل طفولي وفوضوي وتمددت عليها تتلمس رائحته بين طياتها حتى أستسلمت للنوم لكن وفي أحلامها كانت عينيه التي تنظر قديما لها بحب الأن تنظر لها پغضب وكره ولم ترى حتى شفقه فيهم على حالها الأن ودموعها لتنحدر من عيونها المغلقة عدة دمعات وصدرت عنها شهقه خافته ټحطم القلب 
دلف فيصل إلى شقته والهموم فوق كتفيه كالجبال قلبه الذي سمع صوت تحطمه مازال يصم أذنيه حتى تلك اللحظة يريد أن يفهم يريد أن يعرف كل شيء يريد أن يخبئها بين ضلوعه 
يريد أن يأخذ ثأرها أن يلقن ذلك القذر درسا جلس بتهالك على أقرب كرسي واضعا رأسه بين كفيه والأفكار داخل عقله لا تهدء أبدا ماذا عليه أن يفعل عليه التفكير جيدا والتحرك سريعا هو لن يتحمل أكثر من ذلك 
عاد أديم إلى قصر الصواف بنفس الطريقة الذي غادر بها بعد أن أطمئن على كاميليا وأتفقوا على الكثير من الأمور عند أول خطوه له بعد البوابه
الداخلية وصله صوت طارق يقول وبعد كل الفضايح دي حضرتك سمحتيله يرجع القصر تاني أزاي يا طنط
علشان بتفكر في مصلحه كيان وأسم العيلة مش زيك مش بتفكر
غير في نفسك وبس
لم تكن تلك أجابه شاهيناز لكنها كانت أجابه حاتم الذي يقف عند السلم ليقول أديم ببعض الغرور وبعدين
أنت مالك أصلا أي حاجه داخل عيلة سراج الصواف محدش مسموح ليه يدخل فيها المعنيين بالأمر بس هما إللي ليهم الحق وأقصد هنا بكلامي حاتم لأنه جوز سالي لكن أنت يا طارق تدخل ليه ومحموق أوي كده ليه
وقف طارق ينظر إليه پغضب مكتوم وبداخله ڼار تشتعل معنى وجود أديم هنا أنه لم يرى رسالته وأن مخططه سوف يأجل وذلك يثير غضبه خاصة بعد موقف شاهيناز الذي شعر به مائع وليس له معنى هو كان يريد أن تستغل فرصه الڤضيحه وتأكدها حتى يقضى على أديم تماما لكن وكما العادة الظروف جميعها تتحالف ضد رغبته ودائما ينجح
 

21  22  23 

انت في الصفحة 22 من 34 صفحات