الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية وبقي منها حطام أنثي مكتملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه المبدعة منال سالم و ياسمين عادل

انت في الصفحة 48 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 

 

ليه بس 
حدجته والدته بنظرات حادة وصاحت فيه بغلظة 
في ايه يا عمرو ! انت نسيت اللي حصل زمان واللي انت عملته فيه وفي أختك تفتكر هو بالبساطة دي هيوافق إنه يديهالك !
ضغط على شفتيه بأسف فوالدته قد أصابت فيما قالت هو عارض وبشدة إرتباط أخته به فيما مضى وبالطبع لن يكون من اليسير أن يقبل به زوجا لأخته ... 

ومع ذلك أردف قائلا بنبرة
راجية 
أنا عارف إنه مش هيوافق بالساهل بس الزمن اتغير وكل واحد شاف حاله خلاص
هزت تحية رأسها مستنكرة ما يريده ابنها وأصرت على موقفها وبررت له 
يا عمرو إنت ممكن تكون نسيت لكن هو ﻷ !
ثم صمتت للحظة قبل أن تكمل بنبرة حزينة 
وحتى أختك إنت مش شايف حالها بقى عامل ازاي !
نظر عمرو لوالدته بجمود وسألها بجدية 
يعني ايه يا ماما 
ردت عليه بجدية شديدة دون أن تطرف عيناها 
يعني تنسى يا بني الكلام ده وتشيله من دماغك نهائي !!!
زفر عمرو بضيق واعترض قائلا بعناد 
لا إله إلا الله .. بس أنا معجب بيها وعاوزها
تأكدت تحية أن ابنها لن يتراجع عما يريد وأنه سيصر عليه مهما كلفه الأمر فأرادت أن توضح له ما ارتكبه سابقا ليعيد ترتيب حساباته فأكملت بحذر 
يا عمرو إنت مش عايز تفهم ليه انت بهدلت أخوها وفركشت خطوبته من أختك وضړبته وطردته وعملت عداوة معاه ومع عيلته وقطعناهم لسنين وعاوز بعد ده كله تيجي تقوله جوزني أختك ﻷني معجب بيها !
رد عليها بضجر 
اللي حصل حصل كله كان مقدر ومكتوب ..!!
تابعت والدته قائلة بهدوء وكأن مسألة إرتباطه بروان محكوم عليها بالفشل 
عموما يا بني شاور على اي واحدة تانية غيرها وأنا مستعدة أروح أكلم أهلها وأخطبهالك
رد عليها بإصرار واضح في نبرته وتعابير وجهه وكذلك نظراته 
وأنا مش عاوز غير روان وبس
ردت عليه تحية محذرة بجدية 
يا بني متركبش دماغك !!
ثم أضافت بنبرة شبه حزينة 
طب فكر في أختك إيثار لو عرفت رد فعلها هايكون ايه 
استغرب عمرو من جملة والدته الأخيرة ونظر لها بعدم فهم فأوضحت مقصدها قائلة بإستنكار 
راعي شعورها يا بني .. إنت جيت عليها وحرمتها من حبها زمان وبهدلتها وسودت عيشتها وجاي دلوقتي تحلل لنفسك اللي حرمته عليها !
أطرق عمرو رأسه في أسف فهو بالفعل أساء لأخته كثيرا وحرمها من حقها الطبيعي في إختيار شريك حياتها وأجبرها على الزواج من زميله الذي أذاقها ألوانا من العڈاب .. هو جنى عليها ولن يكون هينا أن تراه يرتبط بأخت حبيبها الأسبق ..
تنهد بإحباط ورد على والدته بضيق 
خلاص يا أمي فضينا سيرة من الموضوع ده
سألته والدته بفضول 
إنت هتصرف نظر عنه 
رد عليها بفتور وقد ظهر الجمود على تعابير وجهه 
سبيها على الله !
حاول عمرو تهدئة اﻷجواء قليلا حتى يفكر بصورة عقلانية في توابع قراره .. 
فأخته طرف في هذا الموضوع حتى وإن كانت واقفة على الحياد .. 
هو يتفهم اﻵن شعورها .. أن تحرم جبرا مما ترغب فيه 
هو جنى عليها سابقا وها هو اليوم يتجرع من نفس الكأس المر .. 
...............................
سردت إيثار لرفيقتها روان ظروف وملابسات عملها مع أخيها كمربية لإبنته فتعجبت اﻷخيرة مما سمعته وهتفت بحماس 
دي كانت أخر حاجة ممكن أتوقعها ! 
ردت عليها إيثار بهدوء رقيق 
ده حقيقي فعلا
مدت روان يدها لتمسك بكف رفيقتها وتنهدت بسعادة وهي تقول 
بس أنا فرحانة اوي إني هاشوفك هنا وكل يوم !
استغربت إيثار من عبارتها الأخيرة وسألتها بجدية 
إنتي هاتعيشي هنا 
تنهدت روان بإحباط .. وتحول وجهها للعبوس وهي تجيبها بإمتعاض 
ايوه
لاحظت هي تبدل تعابير وجهها للوجوم والحزن فأثار هذا فضولها لمعرفة سببه وتساءلت بإهتمام 
طب ليه 
أخذت روان نفسا عميقا حبسته في صدرها للحظات قبل أن تخرجه دفعة واحدة ثم أجابتها بنبرة حذرة 
بصي .. أنا مش عارفة إن كان للموضوع علاقة بأخوكي ولا ﻷ
ارتفع حاجب إيثار للأعلى بإندهاش وتساءلت بنزق 
عمرو !! وإيه ډخله بإنك تيجي تعيشي هنا 
ضغطت روان على شفتيها لتقول بحذر 
هاحكيلك !!!
وبالفعل قصت عليها المواقف التي جمعتها بأخيها عمرو وكيف كان شهما معها وما حدث في اللقاء اﻷخير على الدرج واشتباك مالك معه ..
صدمت
إيثار مما سمعته ونظرت لها بتعجب وهي تقول بعدم تصديق 
إنتي وعمرو ! دي أخر حاجة ممكن أتخيلها !
ابتسمت لها روان بسخرية وهي ترد عليها 
وأنا والله .. أنا كنت بأكرهه جدا!
مطت إيثار شفتيها للأمام في تعجب ورددت بمكر 
مممم .. كنتي ! طب ودلوقتي 
توردت وجنتي روان وأسبلت عيناها خجلا وهي تجيبها بإستحياء 
مش عارفة بقى !
شعرت إيثار بوجود مشاعر خفية ولكنها مميزة بين أخيها ورفيقتها .. فابتسمت لها بسعادة متمنية لها الخير وتشدقت قائلة 
عموما يا حبيبتي عمرو انسان كويس مش عشانه أخويا بس حقيقي هو اتغير كتير ويمكن كان عاوز يعوضني عن اللي حصلي واللي عمله فيا !
انقبض قلب روان بقلق عقب الجملة الأخيرة وتساءلت بإهتمام وقد تحول وجهها للتشنج قليلا 
هو عمل ايه 
لم ترغب إيثار في إفساد ذلك الجو الودي بالحديث عن ذكرياتها التعيسة أو حتى تكوين صورة سلبية عن أخيها الذي رأته قد تغير بالفعل للأحسن وأدرك خطأه لذلك أجابتها بإبتسامة باهتة 
يعني .. مافيش داعي نفتح في القديم بس أنا واثقة فيه
عضت روان على شفتها السفلى وردت عليها بإستياء 
ماشي براحتك يا ريري !
أومأت إيثار برأسها في إمتنان لها ..
بينما أكملت روان بنبرة حرجة 
أنا عارفة يا ريري إني كنتي مقصرة معاكي ومش بسأل زي زمان بس إنتي كنتي شايفة الوضع عامل ازاي !
ردت عليها إيثار بهدوء 
ولا يهمك
أضافت روان مبررة 
وبعدين انتي اعدتي فترة مش بتيجي حتى عند مامتك فمكونتش بأعرف أشوفك
تذكرت إيثار تلك الفترة التي قضتها في دار المغتربات أثناء صراعها في المحاكم للحصول على حكم تطليقها من محسن فهزت رأسها بإيماءة خفيفة وأجابتها بإختصار 
ايوه
تابعت روان قائلة بإهتمام 
يمكن بس الفترة اﻷخيرة كنت بألمحك وإنتي طالعة أو نازلة .. بس أكيد طبعا إنتي كنتي مشغولة مع جوزك وبيتك !
لم تعلق عليها إيثار... وأغمضت عيناها لتخفي لمحة اﻵلم الحزينة بهما ..
استغربت روان من صمتها المريب فسألتها مجددا محاولة معرفة أي شيء يخصها 
قوليلي أخبارك ايه وأحوالك إزيها 
تنهدت بعمق وهي تجيبها بنبرة حزينة 
الحمدلله !
أثار ردها المقتضب والغامض فضولها لتعرف عنها المزيد فهي قليلة الحديث عن حياتها لذا سألتها بإهتمام 
إيثار أنا حاسة انك اتغيرتي ومابقتيش زي زمان
ابتسمت بتصنع وهي تجيبها 
مافيش حد بيفضل على حاله
سألتها روان بفضول وهي محدقة بها 
طب وأخبار الجواز معاكي ايه وعندك عيال ولا آآ.... 
قاطعتها إيثار بتعجل وبصوت قاتم 
ﻷ !! 
ثم ابتلعت ريقها المرير لتكمل بصعوبة وهي تحاول السيطرة على عبراتها 
كان في .. آآ.. بس ..آآ... مكملش !
أشفقت روان عليها ومسحت على ذراعها وهي تردد بأسف 
يا حبيبتي .. ربنا يعوض عليكي
ردت عليها إيثار بخفوت 
الحمدلله
ترددت روان في سؤالها عن طبيعة حياتها الزوجية خاصة أنها لم تحك عنها أي شيء فسألتها بتوتر 
طب وآآ.. وجوزك .. اقصد يعني آآ... 
قاطعتها إيثار بجدية محاولة التهرب من الإجابة 
خلينا نشوف روفي هتاكل ولا ايه
تفهمت روان إمتناع رفيقتها عن الإجابة وأوضحت لها 
بتهربي من الكلام .. براحتك .. بس أكيد هندردش تاني !
ردت عليها إيثار بإرهاق قليل 
ان شاء الله 
......................................
أخفت سارة وجهها الباكي بين راحتي يدها وانتحبت بمرارة شديدة ..
أشفق والدها مدحت على حالها وتابع بجدية 
احنا بنتواصل مع السفارة هناك وهنطلقك منه .. المحامي قالي إن الموضوع هياخد وقت وعقبال ما محكمة الأسرة تعين خبير و.. آآ
قاطعته إيمان قائلة بإمتعاض 
اهوو ذنب الغلبانة وبيخلص مننا !
نظر مدحت إلى كلتيهما بحيرة وتساءل بنزق 
قصدكم على مين 
رفعت سارة عينيها المتورمتين من البكاء لتنظر إليه بخزي وأجابت على والدها بصوت متقطع 
آآ.. إيثار .. !!!
نظر لها مشدوها فرددت إيمان بضيق 
بنت اخوك !
فغر فمه مشدوها وسألهما بجدية 
إيثار !!مالها !
التفتت إيمان نحو ابنتها وصاحت بها بقوة 
قوليله 
سردت سارة ﻷبيها افتراءتها الكاذبة عن إبنة عمها فصدم اﻷخير في ابنته .. واحتدت نظراته إليها .. وصاح بها بغلظة وهو ېعنفها 
بقى انتي يا سارة تعملي كده ﻷ وفي مين ! في بنت أخويا اللي زي أختك !
ردت عليه بنبرة منكسرة وهي تتحاشى النظر إليه 
أنا .. انا اسفة!
اشتعلت نظراته ڠضبا وأكمل هادرا بغيظ 
اسفة بالبساطة دي ! ظلمتي البت واتبهدلت وشافت الويل من ابوها الله يرحمه وأخوها وانتي تقولي اسفة .. عملتي فيها كده ليه .. انطقي !
ردت عليه بصعوبة من بين بكائها النادم 
كنت .. غيرانة منها
ضړب كفا على كف مستنكرا ردها المستفز وصاح بصوت منفعل 
غيرانة ! لا حول ولا قوة إلا بالله ! مخوفتيش من اڼتقام ربنا .. من دعوة المظلوم !
أجهشت پبكاء أشد وهي تجيبه 
مجاش في بالي .. كنت معمية
رد عليها بحنق وهو يشير بيده 
وأديكي شوفتي بنفسك جرالك ايه يا ريت تصلحي االي عملتيه لعل ربنا يرفع عنك الغمة
حدقت فيه بعدم فهم وسألته بصوتها المتشنج 
قصدك ايه
يا بابا 
أجابها أبيها بثبات وهو يرمقها بنظراته القوية 
المسكينة اللي ظلمتيها دي ليها حق عندك واتظلمت على حياة عين ابوها .. لازم تقوليلها على غلطك
ارتجفت سارة مما طلبه منها وردت عليه معترضة
مقدرش .. مقدرش !!!
صاح بها مدحت بعصبية 
مافيش حاجة اسمها مقدرش إنتي غلطتي ولازم تتحمل نتيجة غلطك ده يالا قدامي
استعطفته قائلة برجاء 
يا بابا
هتف فيها بصرامة 
مافيش بابا !
ثم استدار برأسه ناحية زوجته وتابع بصوت قوي 
وانتي يا ايمان حطتي طرحتك وتعالي معها
نظرت له بإستغراب واعترضت قائلة 
بس أنا ...آآ..
قاطعها بصرامة وهو يردد 
مافيش بس إنتو الاتنين هتنزلوا تحت تعتذروا لبنت أخويا ومافيش رجوع في قراري ده ........................!!!
..................................
يتبع الثالث بعد قليل
وبقي منها حطام أنثى
الفصل السادس والعشرون الجزء الثالث 
انتهت راوية من إعداد طاولة الطعام وتوجهت إلى المطبخ لتكمل عملها ..
نظرت روان إلى أخيها بنظرات غريبة فتعجب من تحديقها به
خاصة وأنها كانت تتحاشى التعامل معه وها هي الآن تنظر له بجرأة وكأن شيئا لم يحدث فسألها بجمود 
في ايه بتبصيلي كده ليه !
ردت عليه بإبتسامة عابثة 
انت مقولتش ليه إن إيثار بتشتغل عندك
أغمض عيناه للحظة وأجابها بهدوء 
مجتش مناسبة
ردت عليه مستنكرة وهي تعاتبه بنظراتها 
ماجتش مناسبة ! انت بتهزر يا مالك في حد يخبي
 

 

47  48  49 

انت في الصفحة 48 من 64 صفحات