الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية وبقي منها حطام أنثي مكتملة لجميع فصول الرواية بقلم الكاتبه المبدعة منال سالم و ياسمين عادل

انت في الصفحة 41 من 64 صفحات

موقع أيام نيوز

 


قائلة بهدوء 
سيب عمك ابراهيم على راحته وطمني عليك إنت !
رد عليها مبتسما 
أنا بخير الحمد لله
سألته ميسرة بإهتمام وهي ترفع حاجبيها للأعلى 
وريفان عامل ايه معاها 
رد عليها بتنهيدة مطولة 
أهي زي ما انتي شايفة
داعبت روان الصغيرة بمرح وهتفت بسعادة وهي تركض خلفها لتمسك بها 

بنتك دي عسل يا مالوك أنا بأعشقها
رد عليها مالك بإبتسامة 
وهي بتحبك يا روني !
أضافت روان قائلة بتحمس بعد أن حملت الصغيرة على ذراعها 
أنا جبتلها لعبة جديدة هاروح أوريهالها
رد عليها بصوت رخيم وهو يشير بعينيه 
عيشي حياتك معاها !
هتفت ميسرة بصوت أمومي ناعم وهي تربت على ظهر ابن أخيها 
طب خش ارتاح انت في أوضتك يا حبيبي لحد ما أحضرلك الغدا
الټفت برأسه نحوها ورد عليها بفتور 
ماشي يا عمتي مع إني ماليش نفس والله !
حركت رأسها معترضة وهي تقول بإصرار 
لالالا مش هاقبل أي حجج إنت النهاردة هتاكل من إيدي ولا خلاص أكلي مابقاش ينفع
ابتسم لها وهو يرد بنبرة دبلوماسية 
متقوليش كده ده انتي فيكي البركة يا عمتي !
هتفت بسعادة وهي ترفع بصرها للسماء 
ربنا يباركلك يا حبيبي ويعوضك خير يا رب !
ثم ربتت على ذراعه وهي تكمل بهدوء 
خش يالا اوضتك ارتاح فيها
أومأ برأسه وهو يقول بإيجاز 
حاضر
ولج مالك إلى داخل غرفته .. تأملها بنظرات طويلة ممعنة ..
كان كل شيء كما تركه لم يتغير فيها شيء ..
لقد حرصت عمته على الحفاظ على ترتيب غرفته ونظافتها حتى تظل كما هي .. معدة له حينما يعود في أي وقت ..
التوى ثغره بإبتسامة راضية ..
اتجه إلى شرفته ووقف بها ليستنشق الهواء المنعش 
استند بيديه على حافتي السور .. ولا إراديا إرتفعت عيناه للأعلى ليحدق بنافذتها ..
تناقض غريب في مشاعره جعله متخبطا في تفكيره في احساسه في قراراته ..
سنوات مرت ومازال شغفه بها موجودا رغم إنكاره لهذا ..
هو كره خيانتها خداعها لكن قلبه رفض الإنصات إليه .. كلما اقترب منها تجدد شعورها نحوها ..
رغم في مقاومة شعوره بالضعف نحوها وذكر نفسه بأنها خذلته ..
أخفض بصره لينظر إلى الطريق ..
فرأى عمرو وهو يخرج وبصحبته ذلك الرجل الذي رأه قبل قليل ..
دقق النظر فيهما واستمع إلى صوت عمرو المرتفع وهو يردد قائلا بعد مصافحته إياه 
متشكر يا دكتور تعبناك
رد عليه الطبيب بجدية 
متقوليش كده يا أستاذ عمرو ولو حصل حاجة كلمني أو خلي المدام ايثار تتصل بالعيادة وأنا هاجي على طول !
تابع عمرو قائلا وهو يربت على ظهره 
كتر خيرك يا دكتور اتفضل !
تنهد مالك بإرتياح لأن ذلك الرجل لم يكن زوجها ومع ذلك مازال يزعجه التفكير فيها بتلك الصورة المبالغة ...................................
..............................................
الفصل الثالث والعشرون 
أستحلفك أن تتركيني ...
حطميني .. ادهسيني .. وإلى قطع صغيرة حوليني
ولكن بالله أن تتركي وريدي وشراييني 
_ كان المړض قد تمكن منه ليحول عظامه لفتات وقد ضعف قلبه ولم يعد يتحمل حتى عملية الإنقباض والإنبساط أثناء تنفسه ..
كان أحيانا يشعر بتوقف قلبه عن العمل ويستسلم لنهايته المحتومة ..
حالة من الفزع تجوب منزلهم الصغير خوفا من رحيله عنهم ولكنها السنة الحياتية ..
_ فتح رحيم جفنيه ببطء شديد ونظر للمحيطين به ثم هتف بنبرة واهنة 
تحية آآ....
دنت زوجته تحية منه أكثر ثم انحنت برأسها عليه لتكون أذنيها قريبة لصوته ..
مسدت على كفه برفق ثم نطقت بصعوبة وهي تكافح نزول عبراتها 
أنا هنا جمبك يا حج استريح ومتتعبش نفسك في الكلام !
رد عليها رحيم وهو يجاهد لإبتلاع ريقه 
آآ .. انا نفسي ف... قهوة
فغرت تحية شفتيها لترد وقد ارتفع حاجبها بصورة تلقائية 
قهوة!!
ثم عبست بوجهها لتقول بإستنكار 
قهوة إيه بس ياحج ده الدكتور مشدد ممنوع القهوة خالص !
أصر رحيم قائلا وقد أكفهرت ملامحه وعبست من تلك الأوامر التي يبغضها 
نفسي في قهوة ولا عشان راقد يعني هتمشوني على مزاجكوا
انزعجت تحية من حديثه المؤسف وهتفت مستنكرة وقد استصعبت كلماته ومغزاها 
متقولش كده ياحج ده انت الخير والبركة !
_ نهضت إيثار عن المقعد المجاور لفراشه ثم غادرت الحجرة بصورة مفاجئة ..
شعر رحيم پألم أقوى من ألمه الجسدى ..
آلما معنويا حادا لا يفارقه كلما رأى زهرة شباب ابنته والتي أنطفأ النور من وجهها وأصبحت رمزا للشحوب لا ينقصها سوى بعض التجاعيد والثنايات في بشرتها حتى تصبح عجوزا شمطاء .
أحست به تحية وتفهمت مغزى الوميض الحزين الذي ظهر بعينيه فقامت بوضع قبلة حانية على جبهته وواسته قائلة بخقوت 
إيثار كويسة متقلقش عليها هي بس تلاقيها قامت عشان تعمل تليفون ولا حاجة !
أدار رحيم رأسه ناحيه ابنه البكري وهتف بصوت واهن وهو
ينظر له بنظرات معاتبة تحمل من اللوم الكثير 
عمرو خد أختك في حضنك يابني .. وإلا ھموت وأنا مش راضي عنك !
_ أبعد الأخير بصره خزيا بعد أن ظهر بعيني أبيه الرغبة في البكاء ولأول مرة منذ عودتها يشعر بالجدار الفولاذي الذي بنيت حوائطه بينهما بسبب العجز الذي تملكه ..
أشفق على نفسه وردد بتحسر ..
أهذه هي صغيرته التي كان يحنو عليها منذ زمن
بحث عن ضحكتها في ذكرياته معها وشرد بخياله في سنوات مضت عندما كان يحضر لها قطع السكاكر والحلوى وهي صغيرة فكانت تركض نحوه لتسرق منه الحلوى فيركض هو خلفها ثم يحملها فوق ظهره لتملا البيت مرحا ..
_ أفاق من نوبة شروده حينما ولجت ابنته للحجرة مرة أخرى وهي تحمل كوبا خزفيا صغيرا من مشروب القهوة الساخنة ..
وعندما وقعت عيني أبيها عليها رقصت البسمة فوق محياه وتحرك قلبه فرحا ..
فلقد غابت لتصنع له مشروبا لم تعده منذ سنوات ولربما نست طريقة إعداده ..
اقتربت منه ثم جذبت المقعد لتقترب من فراشه أكثر وهتفت بنبرة عذبة 
عملتلك فنجان قهوة صغير بس متتعودش على كده عشان كلام الدكتور !
_ بدأ يتحرك على الفراش رويدا رويدا ثم مد ساعده نحوها لتقوم هي بنفسها بإسناده دون مساعدة أي شخص أخر .. ولم تتردد في الاستجابة لطلبه الصامت فعاونته في الإستقامة بجلسته ثم أعطته الفنجان وهي تمسح على ظهره بحنو .. بينما نطق العجوز بنبرة كأنما ردت به الروح ليتحول شبابا 
شايفة بنت أبوها ياتحية ! مهانش عليها يبقى نفسي في حاجة مش زيك !
ابتسمت تحية وهي تداعبه بالألفاظ 
خليها تنفعك يارحيم
سعل رحيم قليلا عقب تجرع رشفه من القهوة ثم رد عليها بصوت متحشرج 
هتنفعني ان شاء الله.. دي اللي هتدخلني الجنة ياتحية
_ ابتسمت إيثار برقة فقد أسعدتها عبارته الأخيرة..
ربما كانت بحاجة إلى من يذكرها بالجنة وأن كل ما تعانيه الآن هو في الأصل فاني لا قيمة له وأن ثواب صبرها وجزائها عليه سيكون عظيما ..
_ أغلقت روان باب منزلها ثم وقفت لتضبط وضعية المراجع الدراسية التي تحملها بين يديها .. بينما كانت هناك عينان معلقتان عليها تطالعاها بالأعلى لم تشعر هي بظلهما حتى بدأت تهبط الدرج واختفت عنهما ...
_ كان عمرو متأهبا للذهاب لعمله فاستمع لصوت غلق الباب بالأسفل فأثر الوقوف لمتابعتها عن بعد ..
وعندما وجدها تهبط الدرج هبط خلفها بحذر وهو يطالع كل تفصيلة تخصها...
لفت انتباهه تنسيقها لثيابها الغير مبالغ فيها واحتشامها فيهم وكذلك خطوات سيرها ..
هي ذكرته بأخته الصغرى في احترامها لنفسها وخجلها وتحاشيها أعين المارة فأصبحت صورتها عالقة بذهنه أكثر من عينيه ..
ظل متابعا مراقبا لها حتى صعدت على متن الحافلة التي ستقلها .. فقرر الانصراف بعدها ..
كان طيفها يشكل هالة فوق رأسه ظلت گسحابة مرافقة له طوال اليوم ..
ابتسم لنفسه إبتسامة لم تعرف الطريق إلى وجهه منذ زمن ..
أتكون هي ضحكته التي ستشرق
معها حياته يا ليتها تكون ويا ليتي أفوز بها 
.................................................. ................
_ بداخل مبنى الشركة التابعة لمالك_
ألقى هو بالملفات في وجه المحاسب القانوني الخاص بالشركة .. ثم نهض عن مقعده وهدر به بصوت عڼيف مدوي وهو يوبخه 
انا هوديك في ستين الف داهية .. انا تسرقني وتنخرب في الحسابات من ورايا عشان تطلعلك سبوبة!!
صر على أسنانه بشراسة ليضيف بتوعد 
انت هتتحول للتحقيق فورا
رد عليه المحاسب پخوف وقد تندى جبينه بقطرات العرق فزعا مما سيفعله به رب عمله 
ي.. يا مالك بيه حقك عليا والله ما هتتكرر تاني .. اا آآ....
قاطعه مالك صائحا پغضب جم وهو يطيح بباقي الملفات الموجودة على سطح المكتب أرضا 
ده لو فضلت في الشركة اصلا!! ده انا هضيعلك مستقبلك ومفيش شركة هترضى تشغلك ياحرامي !
رفع هو سماعة الهاتف ثم ضغط على أحد الأزرار وتابع بصوت أجش خشن 
تعالي هنا فورا ياأنسة !!
_ لحظات وكانت السكرتيرة الخاصة بمكتبه تقف أمامه وقد انتابها الذعر من هذه الحالة التي بدى عليها رئيسها والتي لم تره عليها من قبل ..
ارتجفت أطرافها وهي تنطق متعلثمة في كلماتها 
آآ.. اوامرك .. يامستر مالك
هتف بها مالك بقوة وهو يشير بسبابته نحو المحاسب وقد ظهرت عروق نحره الخضراء وسط بشرته التي أصطبغت بالحمرة الهائجة الأفندي ده يتحول للتحقيق ويتكتب في ملفه واقعة السړقة اللي قام بيها عشان يوم ما يفكر يشتغل في مكان تاني يلاقي بلوته في وشه !
هزت السكرتيرة رأسها بإيماءات متتالية 
حاضر يافندم
ثم صاح مالك بهما بانفعال شديد 
أمشوا من وشي !!!!
_ تحركت السكرتيرة سريعا وهي تشير للمحاسب لكي يتبعها
بينما ألقى هو بثقل جسده على مقعده الجلدي ..
نظر نحو الأوراق المبعثرة على الأرضية بإزدراء ثم ضړب سطح المكتب بقبضته المتكورة
وزفر پغضب ثم غطى وجهه بكفيه يفكر فيما سيفعله حيال هذه الورطة ...
.................................................. .............
_ كانت إيثار بداخل المرحاض مع الصغيرة ريڨان حيث كانت تحممها داخل مسبحها الصغير 
وضعت لها في المياه الكتير من الألعاب البلاستيكية والكرات الصغيرة لكي تهنأ بلحظات مرحة وسط حركة المياه الدافئة من حولها ..
.. نثرت إيثار بعض قطرات المياه على وجه الصغيرة لتلاعبها فقهقهت الأخيرة بحيوية وحماس وهي تبادلها تلك اللعبة التي أحبتها ..
رفعتها إيثار من المياه المنعشة ووضعتها داخل المنشفة القطنية المنقوش عليها رسومات كرتونية شهيرة ولفتها جيدا ثم حملتها وتوجهت بها خارج المرحاض وهي تدندن لها أغنية شهيرة للأطفال..
وضعتها على الفراش ثم شرعت في إلباسهاا ثيابها وهي تتابع حركاتها بحب حتى ولجت إليها راوية وهي تتساءل بإهتمام 
ها يامدام إيثار الأسهال وقف ولا لسه!
أجابتها إيثار وهي تحرك رأسها نافية وقد بدى عليها الضيق 
لسه ياراوية انا اديتلها شاور عشان تفوق وان شاءالله على بالليل لما تاخد الدوا هتكون كويسة !
قضمت رواية على شفتيها حزنا ورددت بخفوت 
ان شاء الله
أضافت إيثار قائلة وهي تكمل إلباس الصغيرة ملابسها 
بقولك
 

 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 64 صفحات