الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة داليا الكومي مكتملة ( غيوم و مطر )

انت في الصفحة 58 من 81 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الباب خلفهما ثم اخبرتها مباشرة انها ستتكفل بتخليصها من عمر لانه الحل الوحيد الان ..
رددت لنفسها بهلع ... تخلصها من عمر ..تخلصها منه هى لا تريد الخلاص منه ابدا وشريفه اعلنت بصوت صارم ... حفيدتى مش هتعيش مع ضره ابدا ..عمر اتغير وانا حاولت كتير ارجعه للطريق السوى وفشلت لازم يطلقك ...ولما يرجع انا هأنهى معاه كل حاجه ... الموقف يتكرر بعد سبعة سنوات ولكن بصوره معكوسه ..في نفس الغرفه تتذكر حينما امرتها جدتها بحسم الامر وتحديد موعد للزفاف والان ستتدخل لتحديد موعد للطلاق.. فريده نهضت بصوره مفاجئه كى تقبل قدم جدتها وتترجاها الا تطلقها من عمر ولكن فجأه لم تعد تري غير السواد وتكومت علي الارض فاقده للوعى والوخز في قلبها ينخر اعماقه ويجعلها ټنزف بصمت .....

17 الي من جعلنى اعيد اكتشاف نفسي
من بين غيومى احزان حملتنى معها لكل مكان ... وطعڼة الغدر ذبحتنى من اقرب الناس الي قلبي وكأن نصيبى الالم.. فوضعوا قلبي بين المطرقة والسندان... 
علي الرغم من انه لم يوجه اليها أي لوم او عتاب او حتى اذدراء الا انها شعرت بكسرته ...الجالس الي جوارها لم يكن شقيقها عمر الذى تعرفه ... بالنظر اليه ادركت مقدار جريمتها في حقه...الهم اضاف عمرا فوق عمره وكأن شعر رأسه ابيض فجأه وغزا الشيب فوديه في لحظات... سألها دون ان ينظر اليها ... ليه يا نور عملتى كده ... انتى اصريتى علي الزواج منه وانا رفضت ... انتى حتى مسألتنيش عن رأيي او عن سبب رفضى ...بمجرد انى قلت لا رحتى اتجوزتى من ورايا ...ايه في الدنيا يستاهل انك تحرمينى من اللحظه دى ... ايه في الدنيا يستاهل تخلي واحد غريب وليك واخوكى موجود علي وش الارض ...
بالطبع لا تملك أي اجابه لتجيبه ...بالفعل هى لم تطلب منه او حتى تسأله عن سبب رفضه لكنها كانت تعلم السبب ...او توقعت انه يرفض بسبب انه شقيق فريده تلك التى صهرت قلبه من قبل وعندما اعاد تشكيله لم يتمكن من اخراجها منه لكنه صنع لها قفص فولاذى واخفاها بداخله ... كانت تعلم ان فريده تقف في طريق سعادتها لان محمد قرر ان يضحى لاجلها وعندما ضعف محمد في لحظه وقرر ان يتغاضى عن ظروف
زواج شقيقته الغير اعتياديه كانت تعلم انها مجرد لحظة ضعف ولو فرطت فيها سيتراجع عن موقفه ويتركها لاجل فريده مجددا... هى ظنت انها تعيد الامور

لنصابها الصحيح لكنها لم تكن تتوقع ان تمرمغ فعلتها رأس اخيها في الوحل ... علمت الان انه مهما مر من وقت لن تصفي العلاقه ابدا بين عمر ومحمد فمحمد في نظر عمر اصبح لص سرق ما ليس من حقه ..كيف ستصلح خطيئتها الكبري ... انها المذنبه الحقيقيه فهى استغلت ضعف محمد وكسرت عمر ...لكن الله وحده يعلم نيتها الطيبه ..ربما الان والدتها ستقطع علاقتها بشقيقتها ..جدتها معها حق ..جميع احفادها اغبياء بدايه من عمر ومحمد مرورا بها وبفريده وحتى احمد وعمر عندما قبلا ان يكونا الشهود
الحب لعب بعقولهم وغسلها تماما فاهو عمر يتصرف كالدب الاعمى و فريده تتنازل عن كبريائها وتتحمله الي اخر نفس ومحمد الرزين تصرف بتهور وهى طاوعته في جنونه ..حتى احمد وعمر لم يسلما من نوبة الجنان ..من اين اتوا بالجراءه لفعل تلك الحماقه ..اربعتهم اخطئوا لكن محمد هو من سيتحمل نصيب الاسد من الاحتقار وربما فريده ستتحمل النصيب الاكبر من العقاپ ...كلماتها خرجت ضعيفه ... عمر انا اسفه ..اتصرف بالطريقه اللي ترضيك ... اخيرا نظر اليها وقال بمراره ... بعد ايه يا نور ... انتى اجبرتينى ووطيتى راسي لو الامر بأيدى اطلقك منه لانه ممكن ميقدرش في يوم من الايام تضحيتك عشانه ويهينك ...لكن انا عارف انك بتحبيه ...انا كنت عاوز اجنبك الالم .. كان ممكن تتجوزى واحد تانى تحبيه برده لكن مش الحب اللي بيوجع زى حبنا ...لكن محمد خلاص لوى دراعى بحته من قلبى سرقها زى الحراميه ... دموعها خنقتها ..قالت وسط شهقاتها ... انا اموت اقبل ما اوطى راسك يا اخويا ...لو يريحك انه يطلقنى انا موافقه ...سامحنى يا عمر وصدقنى .. انا ندمت جدا ...مش بسبب محمد خالص بالعكس لكن لانى اتسببت في كسرتك..صحيح محمد اتهور وانا اجرمت لكن غرضنا كان نصحح امورك مع فريده مش نوطى راسك ابدا او نكسرك....فريده الايام دى غير فريده زمان وكلنا لاحظنا كده وانت كمان غير زمان وبرده كلنا لاحظنا كده ...
كلاهما تغير عن الماضى فريده اصبحت افضل وهو اصبح اسوء وعادا لنفس النقطه ...احدهما يجب ان يعطى بلا مقابل
تلك الجراح تؤلم جدا مهما تعالجنا منها ..والخۏف من الالم اشد ايلاما من الچرح نفسه ...التجارب المريره التى تعلم علينا بعلامات عميقه لا ننساها ابدا بل وتجعلنا ننغلق علي انفسنا فلا نسمح
 

 

57  58  59 

انت في الصفحة 58 من 81 صفحات