رواية راائعة للكاتبة فاطمة حمدي مكتملة.. « رواية بين أحضان الۏحش »
الخۏف وكأنه سيكشف فعلتها الآن..
تعجب ٱكرم قليلا لكنه لم يبالي وإتجه إلي غرفة صغيرته الحبيبه ابنته الغالية علي قلبه..
فتح الباب واقترب منها وهو يبتسم بحنان انها الوحيدة القادرة علي تغيير مزاجه للافضل ينسي همومه مجرد أن يراها يتحمل أمها فقط لأجلها..
أخذ يداعب أنفها الصغير بيده فإبتدت تفيق بانزعاج..
ضحك علي ملامحها الغاضبة فانحني يهمس لها بمرح مين هيصحي وياكل الشكولاته
فتحت عينيها سريعا وهي ترمش ثم نهضت جالسة وهي تفرك عينيها بيديها الصغيرتين..
قهقه أكرم وهو يجذبها نحوه فقالت ندي بتذمر فين الشكولاته بقي..
قال ٱكرم هننزل نشتريها مع بعض بس مش تاكليها كلها مرة واحدة حته حته سامعة يا نودي
ضحك أكرم وهو يحملها وينهض ويتجه بها إلي الخارج بتحبيها زينة البنات دي
أومأت ندي مؤكدة ايوة بحبها اوووي هي حلوة
قبل وجنتها بحنان ثم قال مفيش أحلي منك أصلا يا صغنن أنت!
دلف إلي شقة والدته ليقول وهو يميل عليها كف يدها
صباح الفل يا أم أكرم
ربتت ناديه علي كتفه وهي تقول بحنو صباح الورد يا حبيبي.
سألها أكرم بحزم فين زينه يا ماما
أجابته بنفاذ صبر
راحت الجامعة عندها محاضرات ضرورية وانت نايم معرفتش تستأذن منك معلش بقي امسحها فيا انا!
قالت ندي بضيق يوووه يعني مش هتأكلني النهاردة اوووف يا بابا اوف.
أكرم بعبوس وانا مالي يا ندي الله.
ضحكت ناديه وهي ټضرب كفا علي كف والله انتوا كلكوا عياااال!!
...................
يا أنور أنا ھموت من الخۏف حاسة ان أكرم هيكشفني في أي وقت انا خاېفه جدا
أردفت سها وهي تتحدث هاتفيا مع أنور الذي قال بضيق
هتروحي المستشفى وتنزليه يا سها ده الي عندي!
سها بقلة حيلة
طيب ماشي يا أنور بس هروح امتي وازاي وهقول لاكرم ايه!
قال أنور بتنهيدة عادي هتقوليله هبات عند اختي وبس كده هتتحل ما تخافيش..
................
بعد مرور أكثر من ساعتان..
توقف أكرم عن عمله ثم أمسك هاتفه وأجري إتصالا عليها...
بعد قليل آتاه صوتها الرقيق أيوة.
قال بحنق رغم اشتياقه لسماع صوتها
أنتي فين يا هانم
زفرت زينة قبل أن تجيبه في الجامعة هكون فين يعني!
أكرم پغضب ومين قالك تروحي من غير ما أعرف أنا
لم تجيب عليه فهتف أكرم بتوعد
حلو أوي يا زينة انتي الي أخلتي باتفاقنا الاول يبقي متلومنيش في الي هعمله بقي تمام
زينة وقد اتسعت عينيها هتعمل ايه
أغلق الخط بدون مقدمات فحدثت زينة نفسها پخوف ماله ده!!
.........
بعد مرور الوقت..
عادت زينة من جامعتها وهي تسير بارهاق دلفت من مدخل البناية بحذر حتي لا يراها أكرم ويزيدها إرهاقا فهي تريد ان تنعم بالراحة قليلا..
لكنه لمحها وأسرع خلفها ليلحق بها قبل أن تصعد..
تأففت زينة وهي تغلق عينيها قائلة بجدية
_ بليز انا تعبانة وعاوزة أرتاح.
إقترب منها يقول بخفوت
مش هتعرفي تهربي مني يا زينة وهحرمك تخرجي بدون اذني بعد كده!!
نظرت پخوف إلي عمق عينيه المشتعلتين علي ماذا ينوي ذلك الۏحش
أصابها الخۏف من نظرته المتوحشه لها لكنها لم تبالي كعادتها وتظاهرت بالشجاعة
مش هتعرف تعمل معايا حاجة أصلا!!
أنهت جملتها وركضت علي الدرج بينما ركض هو خلفها يضحك عليها وهو يتوعدها قائلا بخشونة ماااشي يا أنا يا أنتي النهاردة!!!
رواية بين أحضان الۏحش
الفصل 10
دلفت زينة راكضة إلي الشقة ثم الي غرفتها قبل ان تركض الصغيرة نحوها..
وما ان دلف خلفها الشقه ركضت الصغيرة نحوه وهي تهتف بتذمر يا بابا زينه مش بترد عليا ليه
حملها وهو يقبلها قائلا ببراءة مصطنعة مش عارف يا نودي هي فين تيته
أشارت له وهي تقول في المطبخ..
أنزلها وهو يقول بإيجاز طب روحي شوفيها بتعمل ايه علي ما أشوف زينة مالها ماشي
أومأت ندي بحنق ثم ركضت إلي المطبخ فتنهد أكرم وهو يضيق عينيه بمكر واندفع نحو الغرفه ثم فتح وولج إلي الداخل كالأسد الثائر الذي يبحث عن فريسته!
أغلق الباب خلفه لكنه لم يجدها فعقد حاجبيه بتعجب وهو يحدث نفسه راحت فين المچنونة دي
أنصت إلي صوت أنفاسها المتهدجة فرفع رأسه للأعلي بذهول وهو يراها متكومه فوق خزانة الملابس!!!!!
إتسعت عينيه وهو ينظر لها بدهشة كيف صعدت إلي الاعلي تلك الفتاة الشقية العنيدة!!
هتف بصوت جهوري
بتعملي ايه فوق انتي مجنونه وربنا.
هتفت هي الأخري اياك تقرب مني فاهم.. ثم أشارت له بسبابتها وهي تتابع محذرة
اي أفكار قڈرة في دماغك مش هتحصل..
ضحك رغما عنه وهو يضع قدمه فوق الكرسي عازما علي الصعود اليها.. لكنها اوقفته وهي تصرخ پخوف والله هرمي نفسي اوعي تطلع!!
عض علي شفته السفلي بغيظ شديد ثم هتف بطلي لعب عيال وانزلي والله هطلع اشدك من شعرك المنكوش ده!
اتسعت عينيها وهي تهتف پغضب انا شعري منكوش!
أومأ مؤكدا اها منكوش تقدري تنكري
قالت بدفاع عن شعرها الحريري
ايوة طبعا انا مش منكوشة..
طب وريني... قالها بمكر.. فتحمست وكادت أن تفك حجابها الا انها انتبهت قائلة بصرامة وانت مالك انت شكلك بتهيص مع الهيصة اصلا..
نفذ صبره فصعد في لمح البصر جاذبا إياها من ذراعها فمالت عليه بثقل ليترنح ويسقط وهي من فوقه تأوه پألم وهو يوبخها اااااي عاجبك كده!!
قالت غاضبة وانا مالي انت الي طلعت فوق وانا حذرتك..
انهت جملتها وهي تتأفف ثم لم تلبث ان انتبهت لنفسها وهي جاثية فوقه.. شهقت بخجل وحاولت النهوض لكنه كان الأمكر لتجد نفسها متسطحة علي الأرض وهو يميل عليها ليمارس لعبة الضغط..
قالت پغضب انت ايه الي بتعمله ده اوعي من فضلك..
ابتسم بتسلية وهو يقول بأنفاس لاهثة
ايه يا حبيبي بلعب ضغط هو حرام العب كمان اما عجايب والله!!
تأففت وحاولت تبعده ولكن دون جدوي.. فتوسلته لعله يشفق عليها فضحك بتسلية وهو يقول بهمس قوليلي بحبك وانا اقوم
اتسعت عينيها وهي تهتف باعتراض لا مش هقول!! ضيق عينيه وهو يهمس مرة أخرى خلاص مش قايم مش عارف لعب الضغط إحلو فجأة كده ليه!!
أغلقت عينيها بخجل شديد وما كان منها إلا أن توسلته بأدب بليز قوم من فضلك.
ضحك بشدة وهو ينهض قائلا عفونا عنك!
تنهدت بارتياح وهي تنهض هي الأخري فاقترب منها وعينيه تلمعان بحب واضح..
تراجعت للخلف وهي تبتلع ريقها بخجل.
مد يده وجنتها الناعمة وهو يهمس بهيام أنا بحبك يا زينة حسي بيا بقي جربي ومش هتندمي صدقيني..
توردت وجنتيها بحمرة الخجل وتفوهت بخفوت ورجاء لو..لو سمحت أخرج..
قال بإصرار أوعديني تدي لنفسك فرصة تحبيني من قلبك أنا مش هجبرك علي أي حاجة ولا هقرب منك غير برضاكي.
أغلقت عينيها بشدة متحاشيه النظر إلي عينيه المشعتين فإقترب منها يطبع قبلة علي وجنتها بهدوء ثم همس قبل أن يغادر الغرفة هسيبك تراجعي نفسك يا زينة البنات.
إرتمت علي الفراش جالسة تتحسس وجنتيها بيديها المرتجفتين وتستنشق رائحة عطره الرجولية التي انتشرت في أنحاء الغرفة.. شردت في كلماته الهامسه والافكار تراودها!!
...........
في صباح اليوم التالي.
دارت ندي حول نفسها وهي ترتدي ثياب المدرسة فاليوم أول يوم دراسي لها..
إبتسم أكرم وهو ينظر إلى إبنته الحبيبه ثم إحتضنها بحنان وهو يقول
حبيبي خلي بالك من نفسك وأوعي يا ندي تاكلي حاجات حلوة عشان خاطري ماشي
أومأت برأسها وهي تقول حاضر يا بابا
قبل وجنتها وهو يقول بنبرة حانية قلب بابا.
قالت بمشاكسه فين مصروفي بقي
ضحك وهو يداعب أنفها ثم أخرج من جيبه بعض الأموال وقال محذرا والله لو جبتي حاجة حلوة هخاصمك ومش هكلمك يا ندي فاهمة!
ندي بنفاذ صبر
يووه يا بابا فاهمة فاهمة خلي كل صحباتي تجيب وانا لا اشمعنا انا بس ياربي.
مسد أكرم علي شعرها وهو يقول بعتاب مش احنا قولنا لازم نقول الحمدلله هو ربنا عاوز كده لازم احنا نرضي وندعي بس انه يشفينا.
إبتسمت الصغيرة وقالت بمرح أنا أسفه يا بابا الحمدلله يارب علي كل حاجة بس يارب تشفيني انا بحب الشكولاته.
قهقه أكرم وحملها يقبل كل إنش في وجهها ثم أنزلها وهو يقول بإيجاز يلا عشان أوصلك..
قالت السيدة نادية وهي تفتح حقيبة الصغيرة وتضع بها عدة شطائر خدي يا قلب التيته السندوتشات دي تاكليها كلها اوعي حد يخطفها منك ها..
ضحكت ندي حاضر يا تيته مش تخافي.
تابعت السيدة نادية استني يا أكرم زينه بتلبس وهتيجي معاك..
أكرم بدهشة هي صاحيه
أومأت ندي وهي تقول بمرح ايوة يا بابا هي الي سرحتلي شعري وعملتلي ضفيرة!
إبتسم أكرم وقال بمرح
شاطرة يا زينة البنات.
تابعت ندي وهي تقول بتذمر بابا أنا عاوزة أوري ماما لبس المدرسة بتاعي هروح أوريها
أكرم بضيق هي نايمة يا ندي لسه هتصحيها بعدين نتأخر.
نادية بهدوء خليها تروح يابني يمكن أمها تحس بيها شوية وتنتبه ليها.
قال أكرم بإيجاز طب يلا بسرعة يا ندي.
ركضت ندي في إتجاه الشقة ودلفت ومن ثم إلي الغرفه وصعدت إلي السرير وهي تقول بخفوت ماما إصحي أنا رايحة المدرسة..
تقلبت بانزعاج في الفراش وهي تستدير إلي الجهه الأخري وتتفوه بنعاس عاوزة ايه يا ندي
عبست ندي بوجهها وهي تقول بتذمر طيب شوفي لبس المدرسة بتاعي قبل ما أنزل مع بابا.
لم تجيب عليها فلقد غطت في سبات عميق مرة أخرى فتنهدت الصغيرة بحزن ونزلت عن الفراش بضيق...
..........
خرجت زينة من الغرفة بعد أن إرتدت ملابسها الهادئة إبتسم أكرم باتساع فلقد أشرقت شمسه وزينته الحبيبه قال بمرح صباح الخير يا زوز.
تنهدت بنفاذ صبر وقالت هادئة صباح النور.
تلك المرة الأولي تجيبه بهذا الهدوء وتلك المرة الأولي يراها بهذا الاشراق.. خفق قلبه لرؤياها هكذا وظلت الابتسامة تزين ثغره..
سألته بصوت خاڤت يمتزج بالخجل فين ندي
أجابها مبتسما مع أمها جوه.
أومأت برأسها وصمتت متحاشيه نظراته المتفحصه.. آتيت ندي بوجه حزين وهي تقول بضيق يلا يا بابا.
رفع أكرم أحد حاجبيه وإنحني إليها قائلا بتساؤل مالك يا حبيبي أمك زعلتك
أومأت برأسها فقال پغضب عملتلك ايه
قالت بضيق
مش رضيت تصحي تشوف لبس المدرسة ولا أي حاجة خالص.
طبع قبلة علي جبينها وهو يقول مبتسما ولا تزعلي نفسك هتشوفك لما ترجعي المهم الجميل ميزعلش.
تنهدت
الصغيرة وهي تتابع طيب.
مسح علي رأسها ثم جذبها من يدها وخرج بها بصحبة زينة ليتجهوا ثلاثتهم إلي المدرسة..
وصلوا بعد قليل ودلفت ندي بعد أن أشارت لهما بابتسامة واسعة..
سار اكرم بصحبة زينة التي طغي الحزن علي ملامحها فجأة فراح أكرم يسألها بقلق مالك زعلانه ليه
أجابته بصوت متحشرج يغلب عليه البكاء
إفتكرت أول يوم ليا في المدرسة برضو بابا كان بيوصلني كده!
قال بنبرة حانية بعض الشيء
الله يرحمه ويحسن إليه.
أفلتت دمعه حارة فوق وجنتها لتتابع بصوت مټألم
كان بيحبني أوي ومن ساعة ما ماټ أنا إتبهدلت ومبقاش ليا حد!
إلتقط كف يدها بين راحة