رواية راائعة للكاتبة ياسمين عزيز مكتملة ( لاجئة في إسطنبول )
حصل ذلك
جان و هو يربت على ظهرها حسنا لا بأس اصلي طيبة واذا اعتذرت منها سوف تسامحك لقد تركتها منذ قليل في غرفة اوس انها تحبه لذلك تهتم به هي تعرف الأماكن و الحياة هنا جيدا اكثر منك لذلك تسعي لاختيار الأفضل لاوس بينما انت لازلتي تتعلمين أيتها الغيورة
اومأت له لين بابجاب و قد قررت انها ستذهب إليها بعد قليل للاعتذار منها
جلست في المطبخ تأكل بنهم و كأنها لم تكن تتناول طعام العشاء منذ اقل من ساعة
ارتخت على الكرسي و هي تشعر بامتلاء معدتها لتتفاجئ بدخول إحدى الخادمات الى المطبخ
تنحنحت الخادمة بحرج و هي تتقدم من لين قائلة آسفة سيدتي و لكنني تركت هاتفي هنا فعدت لأخذه اومأت لها لين برأسها دون أن تجيبها و هي تغادر مقعدها أمسكت بالطبق لتضعه في الحوض لتسبقها الخادمة و هي تأخذه منها قائلة برقة لا عليك سيدتي سوف اغسله حالا و أغادر
بادلتها ليزا الابتسامة و هي تقول سيدتي هل بإمكاني ان أسألك سؤالا من اي بلد انت اعذري جرأتي ارجوكي و لكنني أردت أن أعرف لان والدتي مثلك عربية
لين ببراءة حقا من اي بلد هي انا من سوريا 1
ليزا بحماس مخادع يا إلهي غير معقول والدتي أيضا من نفس البلد من دمشق و هي تتكلم العربية و لكنني لا افهمها كثيرا فوالدي رفض ان نتعلمها
ليزا بحزن كاذب لا أعلم و لكنه كان متعصبا جدا لقد تزوج من امي لأنه أعجب بجمالها و لكنه تركها بعد أن أصبحت مريضة لقد رماها في احد دور المسنين و انا اعمل لاتكفل بمصاريف علاجها و اقامتها
شهقت لين بفزع و هي تسمع قصة هذه المرأة و لم تنتبه الى الابتسامة الخبيثة التي ارتسمت على شفتي ليزا و هي تلاحظ تأثرها بقصتها الكاذبة و الشبيهة بحكايتها لاجئة عربية متزوجة من ثري تركي
حمل
في الشركة
يقف علي أمام الحائط الزجاجي لمكتبه متأملا بشرود مباني المدينة ابتسم دون وعي عندما تذكر صغيرته إلين التي أصبحت تطارده في كل مكان تذكره بحبها له و عدم استسلامها للحصول عليه
رن هاتفه فجأة لينظر في ساعته متمتما بمرح دائما في نفس التوقيت هذه الفتاة لا تمل أبدا
انتظر عدة دقائق قبل أن يسمع طرقات خفيفة على باب مكتبه قبل أن يفتح و تطل ألين من وراءه حاملة عدة أكياس في يديها
إحتضنها علي بسعادة مقبلا أعلى رأسها و هو يجيبها اشتقت إليك صغيرتي العنيدة ياإلهي كم أحبك
ابتعدت عنه إلين لتنظر في عينيه و هي تبتسم بفرح انا أيضا أحبك بل اعشقك پجنون
ارتفعت بجسدها قليلا لتقبله على وجنته قائلة بحب حبيبي هيا إذهب لغسل يديك لتناول الطعام الساعة الان الواحدة و لابد انك جائع جدا
صدح صوت ضحكاتها في الغرفة و هي تحاول التملص من بين ذراعيه قائلة برقة كفى علي انا جائعة جدا و اريد تناول البيتزا التي أحضرتها لا اريد شيئا آخر
حررها من بين يديه وهو يهتف إنت الخاسرة ساطلب من داريا السكرتيرة ان تقبلني
لم يكمل كلماته حتى جذبته الين من مقدمة قميص قصيرة قبل أن ټنفجر پغضب أقسم لك علي إن فعلتها يوما ما سأقتلك و اقټلها تلك الغبية انا لا أعرف لما تحتفظ بسكرتيرة مثلها
لقد طلبت منك طردها هي لاتصلح للعمل هنا و انا أكرهها
قهقه علي بصخب على غيرتها المچنونة مجيبا بصدق
حبيبتي الصغيرة انا أمزح فقط لن أجرأ على فعل ما يزعجك يوما تأكدي من ذلك جيدا اما بالنسبة لداريا فأنا بالفعل ساطردها حالما أجد سكرتيرة غيرها لا تنزعجي و تعالي البيتزا ستبرد و تفقد نكهتها إذا استمرينا بالحديث هكذا
لوت ثغرها بعناد طفولي و هي تتجه الى الاريكة لتجلس عليه و هي تحدق به ببراءة تليق بها ليرفع علي كفيه باستسلام قائلا أميرتي صدقيني انا أقول الحقيقة أمهليني يومين فقط و ستجدين غيرها
الين و هي تتظاهر بعدم تصديقه رافعة ابهامها بټهديد حسنا سأنتظر يومين فقط اليوم الثالث إذا وجدتها هنا فلن تراني ثانية و انا اعني حرفيا ما اقول تلك الغبية اكرهها لأنها لا تتدخر جهدا في محاولة الإيقاع بك بحركاتها المبتذلة و ابتسامتها القبيحة 1
اقترب علي منها ثم جلس بجانبها ليأخذ كفها في يديه مردفا بصدق نابع من عينيه المتيمتين بها الين حبيبتي يجب أن تعلمي انني منذ دخولك إلى حياتي فأنا لا أرى غيرك لقد تركت كل حياتي القديمة
من أجلك فقط لذا لن أسمح لك بالابتعاد عني و تركي تأكدي من هذا حتى انني سوف اتكلم مع جان بشأننا اريد ان اتزوجك في أقرب وقت اريدك ان تصبحي لي حبيبتي
ابتسمت ألين بخجل و هي تفتح أكياس الطعام قائلة حسنا علي لنأكل الان و بعدها سوف نتحدث
رمقها علي بغيظ و هو يجذب الكيس من يدها قائلا بحنق انا أحدثك عن مشاعري و انت تتكلمين عن الطعام كتلة ثلج متنقلة
___________
عند جان
بعد أن انتهى من مراجعة بعض الملفات المهمة فتح جهاز اللابتوب ليراقب ما يحدث في قصره او بالأحرى يرى زوجته الصغيرة التي اشتاق إليه
في هذه الساعات القليلة التي ابتعد فيها عليها قلب تسجيلات الكاميرات ببطئ يبحث عنها ليجدها أخيرا تجلس في المطبخ تأكل بعض الطعام بنهم و تتحدث مع إحدى الخادمات
ضيق عينيه بتعجب من كمية الطعام الكثيرة الموجودة أمامها خاصة وجود طبق كبير من المأكولات البحرية ليتمتم بتساءل منذ متى و هي تأكل هذا النوع من الاطعمة هي حتى لاتطيق النظر اليه فكيف تأكله الان هذا غريب
مرر اصابعه في خصلات شعره بتفكير و هو ينظر أمامه قبل أن يتذكر شيئا كان قد غاب عن ذاكرته تماما ليهمس بتساءل هل من الممكن أن تكون حامل
اتسعت ابتسامته لهذه الفكرة قبل أن يغلق الحاسوب و يجذب جاكيت بدلته ليرتديه على عجل و بأخذ مفاتيحه و متعلقاته و يغادر مكتبه باتجاه القصر
وصل خلال وقت قصير ليجد لين تجلس في الحديقة مع نازلي و أوس
اتجه إليها و جلس الى جانبها ثم جذبها اليه ليحتضنها بلهفة لتحاول لين إبعاده قائلة بخجل جان ابتعد لسنا وحدنا
ابتعد عنها قليلا ليتأمل وجهها الفاتن بنظرات عاشقة و هو يقول بحب لا يهمني فقد اشتقت اليك كثيرا لم ارك منذ سبع ساعات
ضحكت نازلي بخفة و هي تشير الى أوس قائلة بمرح تعالى صغيري دعنا نذهب لنترك عصفوري الحب لوحدهما
أشار جان لاخته لتجلس ثم قال بابتسامة لاداعي أختي فأنا سآخذ لين الى غرفتنا فقد استدعيت الطبيبة لفحصها
نظرت له لين بتساؤل بينما رمقته نازلي بقلق قائلة لما الطبيبة جان هل هناك خطب ما بلين هل هي بخير 1
جان بهدوء لا تقلقي صغيرتي لا تشكو من شيئ فقط فحص روتيني لا غير
قاطعهم رنين هاتفه ليقف جان من مكانه و هو يمسك بيد لين قائلا هيا حبيبتي لقد وصلت الطبيبة
تبعته لين بقلق الى ان وصلا إلى جناحهما دفعها جان بلطف أمامه قائلا هيا لندخل الطبيبة بانتظارك في الداخل
اومأت له بموافقة وهي تستمر بسيرها دخلا غرفتهما ليجدا إمرأة في الأربعينات من عمرها ترتدي نظارات طبية ما أن رأتهما حتى تقدمت اليهما قائلة بابتسامة مرحبا سيد جان انا ميرال الطبيبة لقد ارسلني الدكتور أرسلان
جان و هو يصافحها مرحبا دكتورة هذه لين زوجتي انت طبعا تعلمين سبب استدائي لك
أومأت له ميرال و هي تفتح حقيبها قائلة طبعا سيد جان ارجو من السيدة لين ان تتمدد على السرير لأستطيع فحصها بسهولة
اتبعت لين تعليمات الطبيبة بمساعدة جان الذي كان يترقب إنتهاء الطبيبة من فحصها بفارغ الصبر
بعد دقائق قصيرة من الفحص نزعت الطبيبة سماعاتها و هي تقول بمرح مبروك لكما بعد أقل من ثمانية أشهر سيصبح لديكما طفل صغير
نظرت لها لين ببلاهة و هي ترتب ملابسها قائلة عذرا مالذي تقولينه
قهقه جان بسعادة و هو يقبل جبينها قائلا بسعادة الطبيبة تقصد انك حامل صغيرتي
رافق جان الطبيبة الى خارج الغرفة بعد أن أعطاها رزمة كبيرة من النقود ثم عاد ليجد لين تجلس على حافة السرير بترقب جثى أمامها على ركبتيه ثم وضع يده على بطنها يتحسسها بلطف و هو يقول
بصوت هامس انت حامل حبيبتي لدينا هنا طفل صغير قطعة مني و منك انا لا أصدق
لم يستطع مواصلة الحديث بسبب دموعه التي نزلت رغما عنه لتشهق لين بعدم تصديق فهذه اول مرة ترى فيها زوجها يبكي
مسحت دموعه بأناملها الرقيقة ليبتسم هو قائلا لا تقلقي انا فقط سعيد لا أستطيع أن أعبر عن مدى فرحتي
انهى كلماته و هو يعانقها بقوة مردفا بتذكر سنحتفل سوف أقيم أكبر حفلة في التاريخ بهذه المناسبة
ابعدها قليلا عنه و هو يحيط وجهها بيديه مكملا بحماس أميرتي تستطيعين طلب أي شيئ الان ماذا تريدين تمني فقط
أومأت لين بنفي و هي ترى مدى تحمسه لخبر حملها قائلة لا أريد شيئا فقط إهدأ مازال الوقت مبكرا على الاحتفال لما لا تأجله إلى حين يأتي
جان عندها سأقيم حفلا آخر لا تقلقي هيا لين لما لا تبدين متحمسة مثلي الا تريدين الحصول على طفل
لين بنفي بالعكس انا سعيدة جدا لكنني لا زلت متفاجأة
وقف جان من مكانه ثم جلس على طرف الفراش بجانبها و أدارها إليه قائلا بهدوء حبيبتي مابك لقد لاحظت انك تبتعدين عني منذ أيام هل انت منزعجة مني ام ان هذا بسبب الحمل
رمشت لين بأهدابها عدة مرات بتوتر قبل أن تجيبه أعتقد أنه بسبب الحمل لا داعي للقلق
إحتضنها جان برقة و هو