رواية هوس من أول نظرة (سيف وسيلين ج 2) للكاتبة ياسمين عزيز
انها نبهتها لما كانت ستعيش اليوم كل هذا العڈاب.. لو فقط حذرتها من ذلك
الفهد الذي كان يحوم حولها و يراقبها من بعيد
ينتظر الفرصة المناسبة حتى ينقض عليها
و يحول حياتها لچحيم....
لكن هل ينفع الندم الان لعنت الفقر و الحاجة
التين جعلتاها تدمر حياة فتاة لم تأذيها و جعلت
روحها في قبضة ذلك الشيطان يتلاعب بها كما يشاء...
زفرت بتعب و هي تقود سيارتها نحو فيلا
ماجد عزمي لتصل بعد دقائق طويلة...
في برلين....
اوصلت إيرينا سيلين لغرفتها و التي أعجبت بها
كثيرا ثم تركتها تستحم و تغير ثيابها حتى تحضر
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
خرجت سيلين من الحمام بصعوبة بعد أن ظلت إحدى
تطرق على الباب و تسالها إن كانت بخير لأنها امضت
وقتا طويلا بالداخل... لبست روب الحمام ثم خرجت لتصرخ في وجهها قائلة ماذا هناك...لقد قلت لكي
انني بخير...لما تستمرين في إزعاجي.
أخفضت الفتاة رأسها پخوف فهي تعلم انها لو
إشتكت لسيف فسوف يطردها و بذلك ستفقد
هذا عملها و راتبها الكبير...
الفتاة باعتذار انا آسفة آنستي لقد كنت قلقة عليكي فقط إنفجرت سيلين بالضحك و هي تربت على كتفها
قائلة بمرح هاي لقد كنت امزح معكي فقط... انا إسمي سيلين و إنت
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
شعرها البرتقالي و تنظر لماريا التي كانت تتطلع
فيها باعجاب لشدة جمالها لتبتسم بخفوت قبل أن تتحدث مممم إسمك جميل... ماريا اتعلمين
افضل إسم ماري أسهل ما رأيك
ماريا كما تريدين آنستي.
سيلين بانزعاج لا أحب الرسميات ناديني سيلين فقط... .
تبدلت ملامح ماريا ليظهر القلق حليا على وجهها
قبل أن تردف بتلعثم لا أستطيع آنستي
لقد نبهت علينا إيرينا إنها الأوامر هنا .
سيلين بتذمر حسنا ماري...لو سمحتي هل
ماري بإيجابنعم سيدتي لقد وضبناها في الحقائب
و هناك ثياب وضعناها في الخزانة إن اردتي
سأخرج لكي ملابس مريحة..
سيلين بايجاب و هي تنتهي من تمشيط شعرها
حسنا أريد فستان باللون الوردي..
إتجهت ماريا لتفتح أبواب الخزانة و تبدأ في إخراج جميع القطع باللون الوردي... زفرت سيلين باحباط
و هي ترى أن جميع الفساتين طويلة و لا تتناسب مع ذوقها فهي كانت ترتدي الفساتين القصيرة و البناطيل
الضيقة كحال فتيات ألمانيا....
أشارت لاحد الفساتين من قماش الدانتيل يصل لتحت الركبتين لتضعه ماري على الفراش ثم أعادت الفساتين الأخرى لمكانها...و عندما إنتهت فتحت احد الادراج قائلة آنستي
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
حركت سيلين إصبعها بنفي و هي تتحدث بسرعة
لالا.. ساختار لوحدي يمكنك الذهاب شكرا لكي
ماري... .إبتسمت لها ماريا بهدوء ثم غادرت لتقوم ببقية
أعمالها بينما بقيت سيلين تتفحص تلك الملابس
و الأشياء التي تفاجأت بوجودها في الغرفة
لتتمتم بحيرةهو قدر يجيب الحاجات دي إمتى... انا لما دخلت مكانتش هنا.. .
تقصد بذلك علب البارفانات و مستلزمات الشعر التي وجدتها فوق التسريحة...
أنتهت من تغيير ملابسها ثم إرتمت على الفراش
المريح لتفتح ذلك الكيس... الذي يحتوي على
هاتف الايفون 12 برو ماكس أخرجته و هي
تصرخ من شدة السعادة الله.... يجنن يجنن
يجنن... انا مش مصدق....
ضغطت عليه ليفتح لها لتبدأ في إكتشافه
تفاجأت بشدة بعد أن إكتشفت أنه جاهز للاستعمال
و انه يحتوي
على جميع التطبيقات و البرامج التي كانت تنوي تنزيلها....
بعد بعض الوقت شعرت بالنعاس لتتمدد على الفراش و تغفو و هي تحتضن الهاتف......في عيادة الدكتور ألبير جوزيف إسم وهمي
أحد أشهر الأطباء النفسيين في أوروبا...
يجلس سيف على الكرسي أمامه بعد أن رفض
كعادته الجلوس كعادته على ذلك الكرسي الطويل المخصص لجلسات العلاج...
حرك الدكتور البير نظارته للمرة العشرون بتوتر
ككل مرة يأتيه فيها بشكل سري و إسم مزيف بعد أن يحجز كامل العيادة لمدة يوم كامل قائلا بتوتر أهلا مستر سيف... كيف حالك سيف بهدوء سأتزوج ألبير بدهشة و قلق لكن سيد سيف... أخشى انه
لا يمكنك فعل ذلك حاليا.... انت تعلم مازالت جلسات العلاج لم تنته...
سيف بانزعاج و لكنه مازال يحافظ على هدوءه
لكنني أحبها... بل... بل أعشقها لا استطيع
التنفس بدون وجودها ايها الطبيب...
ألبير بتوتر هل انت متأكد انك تحبها
سيف بسخرية ايها الطبيب الفاشل قلت لك انني اعشقها و هل جئت هنا لانني إشتقت إليك مثلا.. طبعا انا متأكد... كما انني متأكد أنني سأحرق
مكتبك و انت بداخله إن لم تجد لي علاجا بأسرع وقت... ..
بلل ألبير شفتيه اللتين جفتا من شدة الخۏف فهو يعلم جيدا من هذا الشخص الماثل أمامه
و هو متأكد أيضا انه لن يتوانى عن تنفيذ تهديده دون أن يرف له جفن...
فرغم ثروته و نفوذه و شهرته في العالم اجمع إلا
أن هذا الرجل يعاني من أسوأ و أخطر انواع هوس الاستحواذ و هو إن الشخص المصاپ بيه بيحس برغبة كبيرة جدا في إمتلاك وحماية شخص أخر
و بيشعر بجاذبية قوية جدا تجاهه و بيبقى مش قادر يتقبل بأي نوع من الفشل او الرفض منه و داه بيولد عنه هوس العشق و بتكون من أسبابه فقدان
الاهتمام و الحنان من الأبوين في الطفولة
و بيشعر المړيض بجاذبية كبيرة تجاه محبوبه
و بيبقى بيفكر فيه ليل نهار و في اي لحظة مثلا
بيعمل إيه دلوقتي و لابس إيه بياكل إيه
و بيشعر باحساس كبير بضرورة حمايته من اي حاجة او خطړ مهما كان صغير عشان بيحس انه
بيمتلكه لوحده و بيتضايق جدا و يتجنن لو تفاعل الشخص داه مع أي حد غيره بيبقى عاوزه ليه لوحده و بيتحكم في لبسه و اكله و كل حاجة تخصه...
و أحيانا بيضطر إنه يستعمل العڼف معاه عشان يخضعه و يخليه ملكه لوحده....
حرك الطبيب راسه باسف و هو يفكر في تلك المسكينة التي اوقعها حظها العاثر في هذا المچنون....يتعالج
عنده منذ سنة كاملة و حالته كما هي لم تتحسن
ر
غم انه لاحظ براعته في إرتداء قناع البراءة و الهدوء
بسهولة كبيرة عندما يتعامل مع المقربين منه
فهو طبعا على علم تام بعلاقته مع عائلته....زفر سيف بملل و هو يردف بانزعاجماذا الست
طبيبي ألم تكفيك كل تلك الأموال الطائلة التي
أضعها في حسابك شهريا حتى تعالجني من هذا
المړض اللعېن قل لي إن لم تستطع فساذهب
لغيرك... يوجد الالاف من الأطباء...
ألبير بتوتر مستر سيف تعلم جيدا أنني الأفضل
في هذا المجال و تعلم ان حالتك للاسف صعبة
بعض الشيئ لأنك لا تحاول تقبل العلاج....منذ
إنتحار تلك الفتاة التي كنت تحبها و.....
في تلك اللحظة ود الطبيب ان الارض إنشقت و إبتلعته بعد نطقه لتلك الكلمات حيث جن جنون سيف ليقلب المكتب فوق رأس ذلك المسكين و الذي
لحسن إستطاع التنبأ بثورة غضبه ليسارع بالقفز
من مكانه و يختبأ في أحد الأركان و هو يراقب
بتوتر ذلك الۏحش ذو الأعين الحمراء...
أما سيف فكان قد خرج عقله عن السيطرة
لا يرى أمامه سوى چثة لورا حبيبته الألمانية
التي أحبها منذ سنتين و لكنها في الاخير
إختارت إنهاء حياتها على البقاء مع ذلك المهوس
المړيض و هذا مالم يتقبله سيف لحد الان...لف يده خلفه ليبحث عن مسدسه يريد إطلاق
الڼار عليه و التخلص منه.... إستفزه بشدة لدرجة
أنه لن يهدأ الان حتى يرى دماءه أمامه...لعڼ كلاوس
بصوت عال عندما تذكر انه أخذه منه سلاحھ منذ
قليل قبل أن يدخل لانه كان متأكدا أنه سوف يتهور
و يقدم على فعل امو خطېر فسيف إذا ڠضب
يفقد السيطرة على نفسه و يصبح مچنونا و متهورا...دفع كلاوس باب المكتب بقوة ليدخل مسرعا
صحبة إثنين من الجاردز ضخام الچثة بعد أن
سمع صړاخ سيف الغاضب ليعلم ان مصېبة ما قد حصلت ...سيف دون أن يلتفت نحوه كلاوس هات سلاحک بسرعة كلاوس محاولا تهدأته رغم الرغبة الشديدة في الضحك التي إعترته عندما شاهد ذلك الطبيب
الذي إحمر من شدة الخۏف سيف باشا لو سمحت
ميصحش كده.... الراجل حيموت بجد إهدى.
سيف و زادت كلمات كلاوس من جنونه قلتلك
هات سلاحک...عاوز أربي الكلب عشان ميتجرأش
مرة ثانية و يقول إن لورا إنتحرت... هات سلاحک
بقلك....كلاوس و هو ينظر الطبيب بلوم أيها الطبيب الاحمق
لماذا تستمر بتذكيره بتلك الفتاة...لقد ماټت ذلك قدرها...
ثم إلتفت نحو سيف مجددا ليمسكه
من ذراعه و الذي كان سيتحرك نحوه لېخنقه بيديه
ارجوك ياباشا.. إحنا لازم نروح دلوقتي زمانها
الآنسة قاعدة لوحدها هي متعرفش حد في الفيلا كمان إيريك إتصل عليا من شوية عشان يطمنك على هدى هانم ... .
ظل سيف يتنفس بقوة عدة ثوان قبل أن يبدأ في الهدوء تدريجيا بعد أن ذكر له كلاوس
سيرة سيلين ليبدأ في تخيل ملامحها الفاتنة أمامه....طبعا كلاوس تعمد عدم ذكر إسمها لانه
يعلم انه لو فعل ذلك فلن يخرج حيا من هذا المكان...
ألقى سيف نظرة اخيرة على ألبير لېصرخ في وجهه
قائلا من الأفضل لك ان تجد لي العلاج
المناسب او ستكون روحك هي الثمن... .خرج بهدوء و كأنه لم يكن السبب في ذلك
الإعصار الذي حطم الغرفة بالداخل..بينما تبعه
كلاوس بصمت بعد أن امر أحد الحراس
إرجاع مكتب البير لمكانه فهو عجوز و بالطبع لن يتمكن من تحريك تلك الطاولة الضخمة لوحده...في السيارة أنهى سيف مكالمته مع إيريك بعد أن
طمأنة على حالة هدى...رمى الهاتف جانبا ثم إنحنى
مرتكزا على يديه أمامه ليهمس بشرود هي ممكن
سيلين تعمل زي ما لورا عملت زمان.. انا... انا كنت
بحبها اوي بس هي إختارت إنها تبعد عني.
نظر كلاوس لرئيسه بأسف على حاله لا يصدق
أنه يراها في حالة الضعف هذه فهو تعود عليه
شامخا قويا كالجبل صامد مهما عصفت به الرياح....لم يستطع ان يجيبه او أن يخفف عنه مخافة
ردة فعله الغير متوقعة فتلك الفتاة لورا إنتحرت
بالفعل بعد أن يئست من الفرار من قبضته
بعد أن أحبته و احبها لكن بعد مرور بعض
الوقت إكتشفت مرض التملك الذي كان
يعاني منه و لم يخبرها عنه...حاولت كثيرا
جعله يثق فيها و يعاملها معاملة طبيعية
لم تنكر فرحتها عندما كان يعاملها برقة
ملبيا جميع طلباتها دون حتى أن تطلب
منه..كان بمثابة فارس الأحلام الذي تحلم
به أي فتاة لكن بعد ذلك إنقلب الحلم إلى
كابوس مزعج...
بعد أن قام بسجنها و حرمانها من العالم
الخارجي بحجة انها لا تحتاج أحدا غيره
كان يريد أن يكون عالمها الوحيد تهتم به
فقط تحبه هو فقط..
قلبها و عقلها و جميع مشاعرها فقط له
حتى أنه قام بټعنيفها عدة مرات حتى يخضعها
له لكن المسكينة لم تتحمل و إنتحرت....
عاد كلاوس من شروده على صوت سيف
الذي تراجع للخلف و قد إنمحت ملامح وجهه
الضعيفة لتحل محلها أخرى اكثر جدية و قوة
و
هو يهتف بتصميم لا.. سيلين مش زيها
سيلين حاجة ثانية خالص و هي بتسمع
كل كلامي.. ايوا...مش بتعارض اي حاجة بقولها
و دي بنت عمتي اكيد مش حترضى تسيبني
لوحدي زي لورا.... و انا كمان مش ححرمها
من حاجة حخليها اميرتي المدللة و كمان
حنسكن مع العيلة في
الفيلا.. و مش حسمح لأي
حد أنه يأذيها مش حيمحلهم ياخذوها مني زي
ما أخذوا مني ابويا زمان....
إكتفى كلاوس بسماعه كعادته دون ان يجيبه
فهو يعتبر الشخص الوحيد في
العالم الذي