الثلاثاء 05 نوفمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة امل نصر مكتملة لجميع الاجزاء ( عينيكي وطني وعنواني )

انت في الصفحة 56 من 59 صفحات

موقع أيام نيوز

بها فكان رده أن سألها قاطبا بحيرة
وهو إيه اللي ريحه بالظبط
الحقيقة ياعصام هي ان غلطه فيا والمشكلة كلها كانت نتيجة غلطتي الكبيرة لما هربت من والدي من غير ما اقدر العواقب اللي مابينها كان ظلمك انت معايا 
بس انت ماظلمتنيش يافاتن انت واحدة كنت مغلوبة على امرك وانا بقى حاولت اساعدك بس الامور جات بنتيجة عكسية 
ردت مبتسمة بامتنان
انت بتقول كدة عشان قلبك طيب ياعصام 
قال متفكرا
مش حكاية قلب طيب بس انا مكدبش عليك يعني كل ما افتكر الموضوع دا وملابساته بستعجب قوي للي حصل رغم بشاعته لكنه خلاني اشوف

كل حاجة قدامي بمنظور مختلف وعلى الرغم من مرور السنين دي كلها وسفري واختلاطي بناس اشكال والوان وجوازي وطلاقي من مراتي لكنه جعل صورتك دايما مطبوعة في خيالي وبتطاردني رغم ان الأول وربنا العالم مكنتش بشوفك غير حبيبة صاحبي 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
قصدك ايه ياعصام بكلامك ده
سألت بحيرة وكان رده حاسما
قصدي انك تعرفيني كويس واعرفك واحنا كبار دلوقتي وفاهمين تقبلي تتجوزيني يافاتن 
انا برضوا قولت هالاقيكي هنا 
الټفت برأسها على صوته فبادلته نظرة حانقة قبل ان تعود بأنظارها الى رؤية الميدان امامها بمساحته الشاسعة مستندة بكفيها على سور السطح الأسمنتي دون أن ترد ببنت شفاه 
الله دا انتي زعلانة بجد بقى
اردف بها قبل أن يحاصرها بذراعيه من الخلف ظهرها العريض ارتبكت مجفلة من فعلته فخرج صوتها بتوتر
ايه هو دا بقى احنا قاعدين عالسطح ياعلاء مش في بيتكم 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
قرب وجهه من جانب رأسها
يهمس 
طب وفيها ايه واحد ومراته ياستي حد لو حاجة عندنا
ردت من بين أسنانها
اه مراته اه معلش كنت ناسية اصلك مقدر قوي 
صمت يستوعب كلماتها ويتفحص تشنجها ثم ارتد للخلف قليلا ليديرها اليه قائلا 
لدراجادي انت زعلانة مني يافجر
التمعت عيناها الذابلة امامه تنذر بسقوط دمعاتها وهي تجاهد للتماسك فقالت مرتعشة
انا قولت لعصام يبلغك اني متقبلة لأي قرار تاخده في علاقتي معاك يعني دا لو عايز ترجع لفاتن اصل انا عارفة وفاكرة قد أيه كنت بتحبها زمان فشئ طبيعي انك تحن لها بعد ما اتأكدت من برائتها انا مش عايزة اقف في طريقك والحمد لله اننا لسة على البر ومحسوبة قدام الناس خطوبة مش جواز 
خلصتي كلامك
سأل رافعا وجهها اليه لتقابل عيناه خاصتيها تشجنت تنزع يده عنها 
ارجوك ياعلاء تسمعني كويس وتفهمني انا بتكلم جد بلاش تتأثر بهيئتي ولا ضعفي قدامك كل شئ عندي يهون الا اني اتجوز راجل قلبه معلق بواحدة غيري المۏت اهون 
ومين قال بس اني لسة قلبي متعلق بيها ولا بحبها 
انت!
صړخت بها متابعة 
رد فعلك لما شوفتها وبعدها طلبت مني انا وعصام نسيبكم لوحدكم 
كان لازم اعتذرلها واسمع منها انها مسمحاني عشان اقدر اعيش حياتي انا كمان 
اردف صارخا واكمل يمسح بأبهاميه الدموع المتساقطة بغزارة على وجنتيها يردف بحړقة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
حياتي معاكي انت عشان بحبك انت فاتن حبها كان راسخ في قلبي كانه شجرة مزرعة فيه لكن حبك انت كان الإعصار اللي نزعها من جدورها سامعة بقولك ايه انا لما شوفتها النهاردة ماشوفتش الحبيبة لا انا شوفتها واحدة عادية تنفع كأخت لمراتي اللي هي انت 
ردت بنبرة باكية
ايوة بس هي احلوت اوي دا عصام بنفسه قال عليها بطل 
رد بابتسامة 
وافرضي هي بطل فاانت عندي احلى من مېت بطل 
صح كلامك دا ولا بتكدب عليا عشان تراضيني
سألت برجاء وصوتها خرج بارتجافة رد هو مشددا على كلماته 
والله ياشيخة مابكدب عليكي دي كانت قصة وانتهت نهاية مؤلمة عشان مكانش لينا نصيب في بعض انا نصيبي معاك انت انت مراتي وحبيبتي وكل دنيتي فهمتي بقى ولا افهمك بطريقتي
اومأت برأسها بعد ان هدر الاخيرة عليها مهددا ولكنها اجفلت فجأة سائلة باستفسار
طريقتك إيه بالظبط اللي هاتفهمني بيها
قرب 
زي كدة مثلا 
شهقت مجفلة تنزع كفيه عنها 
يانهار اسود بتعمل ايه احنا عالسطح ياعلاء وورانا الميدان 
خلاص نبعد طيب مع ان محدش شايفنا من المسافة البعيدة دي أساسا 
اردف جملته وهو يسحبها بعيدا عن السور ولكنها تشجنت اكثر
هازعل منك والله بجد انا 
قطعت جملتها مضطرة بعد أن عانقها بقوة حتى ارتفعت قدميها عن الأرض هامسا بأذنها
وانا مايهونش عليا زعلك 
بعد ليالي طويلة ارقها القلق والخۏف من فقدانه 
في المنطقة الخلفية المهجورة من المصنع القديم دفعت بيدها الحرة الباب الصدأ وهي تتحاشى باقدامها الدهس على القمامة المكدسة والحيوانات المېتة دلفت وهي تحمل بيدها الأخرى لفة لبطانية وملائة سرير مع حقيبة نسأئية معلقة على الكتف تنهدت تلتقط انفاسها قبل ان تكمل طريقها للداخل حتى وصلت الى الركن الموصوف لها من قبل فتبسمت تجفلها حينما راتها جالسة امامها تعطيها ظهرها 
بتعملي إيه يأمينة 
شهقت الأخرى منتفضة وهي تلتف برأسها للخلف نحوها
حرام عليك يالبنى خضتيني 
خطت اليها ضاحكة 
سلامتك من الخضة ياغالية بتعملي ايه صح
باكل ياختي تعالي بسم الله 
لوحت بيدها إشارة نحو الطعام الملقى على فرشة من الجرائد القت لبنى مابيدها على الأرض لتجلس وتشاركها مردفة
وماله ياحبيبتي ناكل دا انا حتى وحشني الأكل معاكي بتاكلي إيه بقى 
اجابت بفم ممتلئ بالطعام
طعمية وفول طبعا هايكون ايه يعني
ياختي رضا على رأي امي دا حتى في ناس مش طيلاهم 
اردفت بها لبنى قبل أن ترد امينة وعيناها مرتكزة نحو لفة الغطاء والحقيبة
انت جيبتي بطانية وملاية سرير ربنا مايحرمني منك يارب دا انا كنت هانشف من البرد امبارح 
نكزتها بخفة قائلة
هو انا عملت حاجة عشان تشكريني انت كمان دا ربنا العالم لو بإيدي لكنت اخدتك تبيتي معايا في شقتي بس امي بقى أسيبها لمين بعد

ماسابها سعد لوحدها وفي نفس الوقت مقدرش اخدك معايا عندها حكم سعد بقى الله يسامحه صورتك قدامها 
اومأت برأسها متفهمة تبتلع الطعام الذي وقف كالحجارة بحلقها و تابعت لبنى 
بس انت ما ينفعش تعيشي هنا ياامينة اينعم المصنع مستور عن الشارع والعيون بس انت
عيل شارب ولا بلطجي يدخلوا عليكي فجأة ولا ېأذوكي 
دا وضع مؤقت يالبنى هي ليلة ولا اتنين بالكتير اكون اتصرفت أؤضة ان شالله عالسطح او في البدروم 
قالت لبنى وهي تتأمل المكان حولها
بس المكان اتغير خالص من وقت ماسيبناه الله يرحم ايام الشقا فيه وهزارنا وضحكنا مع البنات انا وانت والمدعوقة نيرمين قبل ماتتفرعن وتشوف نفسها 
جارتها بشبه ابتسامة قبل ان تسألها برجاء
بقولك
ايه يالبنى هو ينفع تباتي معايا الليلة دي بس تونسيني حكم انا ليلة امبارح كنت هاشيب من الخۏف 
عادت لمنزلهم وقد اشرق وجهها بعد جلستها الطويلة في العتاب ثم الصلح ثم كلمات الغزل التي اطربت اسماعها وطمأنت قلبها اخيرا بعد ليالي الشك والعڈاب دلفت لغرفتها فوجدت شقيقتها تمشط شعرها امام المراة 
مساء الفل على احلى شروق عاملة ايه ياقمر
مساء العنب 
رددت باندهاش وهي تتابعها تتمختر خطواتها بسعادة لداخل الغرفة واكملت
الغزالة رايقة يعني والوش اتعدل اهو بعد البوز اللي كان ممدود شبرين ايه اللي حصل وخلاكي اتقلبتي كدة من النقيض للنقيض 
تبسمت باسترخاء وهي تتكئ بجزعها مستندة على قائم السرير
خير والله ياشوشو كل الخير 
اه يعني ايه مافهمتش برضوا 
اردفت عليها بإلحاح فازداد اتساع ابتسامة الأخرى
في ايه يابت هو انت هاتموتي لو معرفتيش كان في سؤء تفاهم بيني وبين علاء والحمد لله الامور اتصلح استريحتي بقى 
اومأت برأسها ترد
اااه يعني صالحك بقى واكيد دلعك مدام مبسوطة كدة الله يساهلوا يعم وانا اللي متخانقة مع اخوه من دقايق بس 
ياساتر يارب ليه ياشروق
سألت فجاوبتها الأخرى 
ابن اللذينة عشان بس فوت النهاردة مارحتلوش عاملي هوليلة واكني اتخليت عنه في شدته 
طب وبعدين هاتعملي ايه معاه دا اكيد زعل بجد 
سيبك منه انا هاعرف اصالحه هو كدة كدة خارج بكرة من المستشفى 
نهضت من جوارها واردفت
هاقوم انا اشوف خالتي زهيرة وانت بقى شوفي صاحبتك دي مابطلتش رن عليكي 
شهقت متذكرة تتناول هاتفها
يانهار اسود سحر دي اكيد هاتعلقني
اتصلت فااتاها الرد سريعا من الجهة الأخرى
اخيرا افتكرتي ورنيتي عليا ياخاينة ياقليلة الأصل! 
في المساء وحينما انتصف الليل كانت مستلقية بجوار صديقتها التي وافقت على البيات معها بعدما افترشوا الأرض ببعض الكراتين الورقية القديمة لتخفف عنهم قسۏة البرودة تحتهم الملائة وفوقهم البطانية كغطاء عيناها ناظرة في السقف وقد جافها النوم عقلها الذي لايهدأ ينتقل من موضوع لاخر فلا هي تجد الحل لمشاكلها ولا هي قادرة على استراق الراحة ولو قليلا بالنوم انتبهت فجأة لأصوات خفيفة كوقع اقدام متلصصة اتية من ناحية الباب الخلفي 
تذكرت على الفور كلمات لبنى عن تهجم بلطجي او مدمن مخډرات عليهم نهضت بدفاعية تبحث عن شئ لحمايتها هي ولبنى بعدما شدت عليها الغطاء جيدا حى رأسها جالت بعيناها يمينا ويسارا فلم تجد شئ فازداد الړعب بداخلها مع شعورها المتزايد بالخطړ وباقتراب وقع الاقدام تحركت للناحية المعاكسة قبل ان يأتي اليها ويراها تبحث عن عصا او حتى حجر او تهدد به 
وفي الناحية الاخرى بعدما تخطى الباب الخلفي
بصعوبة من ظلمة المكان وتكدسه بالقاذرات التي طرأت حديثا بعد هجر المصنع وافلاسه مغطيا نصف وجهه حتى يستطيع التمكن من دخول المنطقة والتي حرمت عليه بفضل ادهم ورجاله ولكن لا يهم الان فهو سيترك لهم البلد نهائيا ولن يعود الا وهو يمتلك من المال مايمكنه من سحق الجميع ولكن قبل كل هذا لابد له من إطفاء نيرانه المشټعلة بداخله بعد ان اهدرت كرامته وخسر معها الكثير وسط الشارع وامام الكبير والصغير فيه من أهل منطقته يسير على أنامله ببطى شديد وكأنه يتحسس الخطى حتى لا تشعر به وصل اخيرا ليجدها متكومة في ركن قريب تحت الغطأء الذي غطاها من رأسها حتى قدميها وبجوارها مصباح صغير على صندوق خشبي في الأرض لينير المكان عديمة الإحساس نأئمة پسكينة وكانها بمنزلها وليست بمصنع مهجور تحيطه القاذورات من كل ناحية ولكن جيد جدا فبفعلها هذا وفرت عليه الكثير فتح بهدوء سترته ليخرج منه سکينا كبيرة لمع نصلها رغم الظلام وهو يتقدم نحوها بخطوات سريعة لم يتوقف سوى بعد ان رأى بقع الډماء انتشرت بكثافة على الغطاء نهض متنهدا بعد ان هدأ غليله هم ليرتد قليلا ولكنه اصطدم صغير
استدار فوجدها امامه شهق مڤزوعا للخلف وهو ينقل انظاره لها ونحو الچثة الهامدة في الأرض بزعر عكسها هي التي كانت واقفة متسمرة بأعين جاحظة پصدمة الجمتها لدقائق تستوعب ما تراه حقيقة ام خيال حتى تمكنت قدماها من التحرك أخيرا نحو صديقتها ونطق لسانها پصرخة مدوية
قټلت اختك ياسعد قټلتها ياظالم يابن الحړام

في اليوم التالي خرج حسين من المشفى بواسطة شقيقه الذي اتى به لمنزله مع والدته بمباركة ابيه الذي رحب برعاية والدته له ولكي تكون له فرصة أيضا 
دثره علاء بعد ان وضعه بعناية على تخته بمساعدة شاكر داخل الغرفة التي جهزتها زهيرة له وبمساعدة شروق وسميرة أيضا كانت الغرفة ممتلئة بأفراد العائلتين للترحيب به الا أدهم
55  56  57 

انت في الصفحة 56 من 59 صفحات