رواية راائعة للكاتبة امل نصر مكتملة لجميع الاجزاء ( عينيكي وطني وعنواني )
يشعر به أحد نشأته الصعبة وهو صغير حينما كان فقيرا معدما الضئيل الذي لالطالما أغرى أقرانه الصغار في الحارة ليتنمروا عليه فيسحقوا ضعفه بالإهانة والاعتداء لولا وجود علاء المصري الذي كان رغم صغر سنه يقف بوجههم لمناصرته واخذ حقه وقت الزوم كان مصدر حماية وأمان له أحبه كشقيق لم تلده أمه رغم شعور النقص الذي كان ينموا بداخله مع نمو فقد من الله على علاء بالخلقة الحسنة الرجولي الخشن منذ صغره بالأضافة لمال ابيه وحسبه ونسبه عكسه هو الذي كان يرى النقص في كل شئ حوله لكنه كان يكيف نفسه ويتعايش مع هذا الشعور البغيض بفضل تواضع علاء معه الذي كان يغدق عليه بالحنان الأخوي بما يخفف عنه لكن مع دخول مرحلة الجامعة وتعرف علاء على هذا المدعو عصام ابن الطبيب الشهير انقلبت حياته لمرار وهو يرى نمو الصداقة بينهم بتكافئ مذل له بل ومهين وهو يرى التفاف الاصدقاء حولهم من فتيات وشباب وكأنهم نجمان متلألان الكل يتهافت على التعرف اليهم وهو بينهم على الهامش وغير مرئي اطلاقا وتمر السنوات وتتطور العلاقة ليحتل هذا العصام مكانه في الحارة ايضا بعد الجامعة فيأسر قلوب الطبقة الفقيرة من اصدقاء وجيران لهم وكأنه فرد نشأ وتربى بينهم وهو على حاله دوما غير مرئي ولا أحد يشعر به ولا أحد يسمع صمته حتى اتى هذا اليوم حينما راها بسيارته هي حب عمره وحلم حياته في سيارته فكانت هي الفرصة
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كان الله انقصه من نعم كثيرة انعم بها على غيره فقد ميزه هو بالدهاء والذكاء وكما نجح قديما فلابد له من النجاح الان ايضا مهما كان الثمن!
في المساء
تفاجات فجر وهي تجلس امام شاشة التلفاز تشاهد إحدي البرامج بعودة شقيقتها من مشوارها بصحبة خطيبها بوجه يشع بالسعادة عكس ما خرجت به تدندن بصوتها وهي تقترب منها لتناكشها و تغني
عارف انت الحظ بعينه كان وشك حلو عليا
كل اللي الناس شايفينه مايجيش واحد في المية
مللي انا لسة ماقولتوش انا
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
القلب ويتهز انا لو تاخد عيني يانور عيني عيني ماتتعز
استجابت ضاحكة وهي تدغدغها فقالت مندهشة
والنبي إيه طالعة من عندنا ابو الڠضب مرسوم على وشك ودلوقتي راجعة وعمر دياب بيغني على لسانك إيه يابت الجنان ده
قالت بدلال
وماله بس لما ارجع بعمر دياب ولا سنية العالمة حتى مش المهم اكون مفرفشة يااختي الابلة
اومأت برأسها موافقة وهي تضحك
ان شالله يارب دايما ياحبيبتي المهم بقى احكيلي اتصالحتوا ازاي
اعتدلت بجلستها تسالها ببلاهة
وانتي عرفتي ازاي ان احنا اتصالحنا بقى
مالت اليها برقبتها وابتسامة متسلية على وجهها فردت شروق
سالتها بتوجس يشوبه المداعبة
دلع ياشوشو
اومأت برأسها
اه والنبي يااختي دلع دا خدني الاول على المطعم اللي قولت عليه قبل كدة صالحني هناك وفهمني اصل الصورة ومناسبتها واكلنا فيه على موسيقى هادية ورومانسية وبعدها فسحني في الملاهي وهيصنا فيها وجابلي جيلاتي انا النهاردة كان من اسعد ايام حياتي يافيفي
قالت فجر بارتياح
طب الحمد لله ياستي انه عرف يصالحك ويبسطك كمان ياريت بقى تاخدي بالك بعد كدة من اي حاجة تجيلك من ناس غريبة عشان ماتضريش نفسك وتاخدي خطيبك بذنب هو معملهوش
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تمام اوي الكلام ده هو فينه بقى مجاش معاكي
لا ماهو دخل عند والدته يشوفها ويشوف علاء اخوه اصل اتصل بيه وطلب يقابلوه وهو معايا بنتفسح المهم بقى انتي ليه قاعدة هنا في الصالة مش في اؤضتك وفين باقي العيلة مش شايفاهم
اجابت فجر
والدك ووالدتك أخدوا إبراهيم لدكتور العظام عشان الكسر بتاعه وانا بقى قاعدة هنا في الصالة كنت بستناكي عشان اطمن ياستي واديني والحمد لله اطمنت
حبيبة قلبي انتي
قالتها وهي
تقبلها بوجنتها قبل ان تنهض وهو تتابع
ربنا يرزقك انتي كمان يااحلى فجر باللي ينسيكي كل تعب السنين ويدلعك بقى دا الدلع حلو قوي ياجدعان
والنعمة حلو اوي
كانت ترددها وهي تتجه بخطواتها نحو غرفتها جعلت فجر تتبعها بنظراتها وهي تهمس بداخلها
معقول ياشروق هايجي اليوم ده اللي احب فيه واتحب زيك انتي كدة وزي سحر كمان
حبيب قلبي يا ابوعلاء
قالها حسين وهو يفتح على اخيه باب الغرفة قبل يقطع جملته متابعا بعد ذلك
ايه ياعم الدخان دا كله دي الاوضة معمية بريحة السجاير
قال بابتسامة ومزاح
ادخل يااض على طول واسترجل ولا انت هاتخاف على من الريحة كمان
تقدم للداخل متافافا وهو يهوي بيده
اخاڤ ياعم وماخافش ليه ما في الحالتين الضرر واحد وانت بقى اللي بتعمله ده اسمه اڼتحار طب افتح شباك البلكونة حتى عشان تهويها شوية
اشار بلامباة
افتحها انت انا مكنتش واخد بالي اصلا
فتح حسين باب الشرفة على مصراعيه متنهدا بارتياح قبل ان يعود بنظره جيدا لاخيه الجالس على طرف الفراش بشرود وهو ېدخن بشراهة ومطفأة السچائر بجانبه وقد امتلائت بالأعقاب
ردد وهو يتناول كرسي ويقترب به للجلوس امامه
يانهار ابيض دا انت عاملها حريقة بجد كل دي سجاير شربتها ياعلاء انت عايز ټنتحر يابني وماتقوليش والنبي خاف على نفسك والكلام ده اصل ده مش شرب دي حريقة
زفر علاء وهو ينفث دخان السجيارة التي بيده
لا ياسيدي مش هاقولك انا اصلا ماعنديش مزاج ولا فيا حيل لأي كلام
قطب حاجبيه بقلق
ليه ياعلاء انا فهمت انك محتاجني لما اتصلت بيا بس شكلك بيقول ان في کاړثة
مط شفتيه بزاوية
هو مش کاړثة قد ما هو حيرة وانا حاسس نفسي في داومة ومش عارفة طريق خروجي منها
ربت على قدمه قائلا بمؤازرة
سلامتك ياعلاء من الحيرة قولي اللي محيرك وانا احاول معاك في حل للدومة الڠرقان فيها دي
قال علاء برجاء
انا عشان كدة اتصلت بيك ياحسين انت اخويا وصاحبي ورغم انك الأصغر لكن انا بحسك بتشوف الامور بميزان العقل اكتر مني وانا عايز احكي لحد يفهمني
بعد ان سرد علاء لأخيه كل ماحدث بينه وبين فجر وماقاله عصام وما رأه من سعد وحيره اكثر ظل منتظرا لعدة لحظات لرد حسين الذي كان متكتفا بذراعيه يستوعب ويفكر بصمت
إيه يابني ماتتكلم هاتفضل ساكت كدة كتير
حك حسين بسبابته على ذقنه المهذبة وهو يتحدث بتركيز
اصل بصراحة كمية المعلومات دي اللي قولتهالي مرة واحدة جعلتني انا كمان
احتار زيك رغم شكي من زمان
سأله باستفسار
شكك في إيه
كنت شاكك بوجود لغز في اختفاء فاتن من الحي وبين مقاطعتك انت لموضوع الجواز
قال علاء
ماهو دا اللي انا كنت معتقد فيه من زمان انها خانتني لكن اخلاقي بقى منعتني احكيلك ولا اقول باللي شوفته بعيني لكن اللي حكاه عصام دلوقتي وتأكيد فجر على كلامه قلب كل الموازين معايا وانا بقلبها في دماغي ومش عارف اتأكد ازاي انا كمان واعرف الحقيقة
طب ما انت قولت انك هاتدور على البنت الخدامة
حصل ياحسين بس انا مش عارف اسال مين غير سعد اللي لخبط الدنيا معايا وقالي انه مايعرفهاش ولا حتى تبقى قريبته زي ما انا كنت فاهم
وانت صدقته
نعم!
بقولك ياعلاء انت صدقت ان سعد ما يعرفش البنت
تقصد آيه
مال براسه وضاقت عيناه بتفكير وهو ينظر لأخيه مستفسرا قبل ان يسأله بتوجس
تقصد إيه
اعتدل حسين في جلسته وهو يمط واهتزت كتيفيه وقال
اقصد ان سعد ده اكيد بيكدب ومش بعيد يكون عارف كمان بمكان البنت وبيداري
ساله بعدم استيعاب
ليه يعني وايه الليهايخليه يداري في حاجة مهمة زي دي وتهم صاحبه
تكلم حسين بلهجة غامضة
بصراحة انا مش عارف ليه عشان اجاوبك بس برضوا مش مصدقه
طب ليه يابني ماتفهمني اللي في دماغك عشان اعرف
اقترب برأسه من اخيه محدقا بعيناه وقال
عشان مش واثق فيه ياعلاء وعايزك انت كمان تفتح عنيك معاه سعد اللي انت شايفه دلوقتي غير سعد بتاع زمان سعد مبقاش صاحبك الضعيف اللي انت كنت بتدافع عنه ياعلاء من عڼف العيال الصيع في الشارع سعد بقى واحد تاني وانت نفسك ماتعرفوش
سهم لبعض اللحظات مفكرا في كلمات اخيه المفاجاة ثم ما لبث ان قطع صمته قائلا
باستنكار
ياااحسين ياااحبيبي انا عايزك تجاوبني بالمنطق مش عشان يعني سعد اتقدم لخطيبتك الاول فانت هاتشك بقى فيه وتشوفه بنظرة تانية يابني بالاش تتحامل
قاطعه بحدة
افهمني ياعلاء بقى وبلاش تقفل عيونك دا انت بنفسك قولت ان الخېانة حصلت من حد قريب انت وعصام ويعرف بحكايتك مع فاتن
انتفض عن تخته واقفا وهو لم يحتمل الفكرة فهتف باعتراض
لا ياحسين انت كدة فرطت منك اوي اللي انت بتقوله دا كلام خطېر وتطير فيه رقاب
نهض هو الاخر يقابله وقال بهدوء لا يناسب العاصفة الهوجاء في عين أخيه
انا بقولك على اللي بفكر
فيه ياعلاء
لوح بيده كإشارة بالتوقف
طب خلاص خلاص شيل من مخك الموضوع دا خالص وانا هابقى اشوف لى صرفة في موضوع البنت الخدامة ده ااانت اتعشيت ولاا هاتتعشى معايا انا ووالدتك
خرج سؤاله الاخير باضطراب شعر به حسين فاشفق عليه وقال مغيرا دفة الحديث
لا ياسيدي هاتعشى معاكم انا اساسا هلكان جوع من لعب الملاهي مع شروق دي هدت حيلي ولا اكنها عيلة صغيرة ولقت فرصتها
شقت ابتسامة وجه علاء المضطرب فقال بمودة
ربنا يخليهالك ياحسين انتوا الاتنين لايقين على بعض اوي وتستاهلوا كل الخير
ربت على ذراع اخيه فقال بمؤازرة
وانت كمان ياحبيبي اطمن اكيد ربنا هايهيئلك الظروف وتنول اللي بتحبها
ساله ببلاهة
تقصد مين
تبسم حسين فغمز بعينه وهو يتحرك لخارج الغرفة
فقال بمكر وهو ممسك بمقبض الباب
قصدي اللي بالك فيها ياابوعلاء ولا إيه
ختم بضحكة كبيرة وهو خارج اما علاء فتعرق واضطرب كأنه عاد مراهقا صغيرا في السابعة عشر من عمره
خرج من غرفته بعد ان اخذ حماما دافئا انعشه وارتدى ملابس نظيفة غير ملابس العمل تلك وجد والدته جالسة ارضا ومعها شقيقته لبنى وابنتها يتناولان معها الطعام على مائدة صغيرة ومستديرة الطبلية تمتم بروتينية وهو يمشط شعر رأسه بيده
مساء الخير
ردت لبنى بحماس وهي تضع ملعقة الارز بفمها
مساء الفل ياخويا تعالى كل معانا الاكل سخن وطعمه حلو قوي
سبقته نشوى بردها
سيبيه يا لبنى احسن يقولك نفسي مسدودة زي ما بيعمل معايا كل يوم
تحركت عيناه ناحية المائدة ومع عليها من اصنافا شهية فاصدرت امعاءه الخاوية اصوتها طلبا للطعام تمتم وهو يفترش الأرض معهم
لا انا هاكل معاكم اصل انا جعان ازيك يابت يامروة
ردت الطفلة بعتب طفولي
توك ما افتكرت ياخالي دا انا قاعدة هنا من الصبح وانت لما دخلت ندهت عليك وانت ولا اكنك شوفتني ولاحتى عبرتني
دفعها بكفه على رأسها بمزاح
العتب عالنظر يااختي المرة الجاية هابقى اخد بالي
تسامرا أربعتهم ببعض الاحاديث المختلفة وهم يتناولون طعامهم حتى