الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة سارة المصري مكتملة ( مذاق العشق المر )

انت في الصفحة 60 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


يمزح 
ليته يمزح 
ليته ېكذب كما فعلها من قبل 
ليتها طريقة جديدة لاحكام حصاره عليها لتقر بحبه 
ولكن نبرته الضعيفة لا تخبرها بذلك نبضات قلبها قد حسمت الأمر وأخبرتها بالحقيقة مسبقا لتصرخ بكل خوف الدنيا 
بتقول ايه انت فين 
رد فى تعب وهو يصف لها مكان الحاډثة 
عاوز اشوفك ارجوكى 

لم تقاوم دموعها لم تشعر بجريانها من ألاساس وهى تنهمر بغزارة على خديها 
لم تهتم بملك وخالد 
لم تسمع سؤالهما عما بها 
نسيت أنها كانت معهما وهى تبدأ بالركض 
انا هكلم الاسعاف تجيلك على ما اوصل يايوسف 
رد بصوت ضعيف متقطع يبدو أنه يقاوم به غيبوبته 
انا عاوزك انتى وبس جايز تكون اخر مرة 
شهقت بصوت مسموع جذب انظارالجميع من حولها طيلة الطريق حتى وصلت الى سيارتها 
اخرس مش هتكون اخر مرة انا هكلم الاسعاف دلوقتى تلحقك على ما اجى قاوم يا يوسف قاوم عشان خاطرى قاوم عشان يقينك اللى ياما كلمتنى عنه 
اغلقت المكالمة لتتحدث الى الاسعاف وهي تقود سيارتها بسرعة سابقت بها الريح حتى كادت ان تنقلب بها بالفعل عدة مرات وكأنها تريد ان تشاركه مصيره وصلت الى المكان الذى وصفه لها 
تسمرت فى مكانها للحظات وهى تكتم صړختها بكلتا يديها فمنظر السيارة لايوحى ابدا بان هناك شخص قد نجا منها 
تحركت بسرعة حين رأت رجال الاسعاف ينتشلونه من السيارة لتصرخ باسمه وهى ترى الډماء تتدفق من كل مكان فى جسده 
أبعدها رجال الاسعاف فى رفق حتى وضعوه فى السيارة فقفزت بسرعة الى جواره وأمسكت كفه وهى تنتحب بشدة 
هى تتحمل اى شىء فى العالم 
تتحمل حتى خيانته ولكن ان تراه هكذا اقرب للمۏت من الحياة شيء لاتحتمله حتى ككابوس يقض مضجعها 
يوسف حبيبى انا ايلينا قاوم ارجوك 
همست بها في ذعر وهي تضغط على كفه ليشعر بوجودها 
فتح عينيه فى بطء شديد وابتسم فى ضعف 
انتى جيتي كنت خاېف اموت من اغير ما اشوفك 
لامست وجنته بكفها الذى غرق بدمائه وهي تهز رأسها بشدة 
اوعى تقول كدة بعيد الشړ عنك مليون مرة ان شاء الله هتعيش 
مد يده فى ضعف شديد ليمسح دموعها 
انا اسف ايلينا والله عمرى ما حبيت حد فى حياتى غيرك والله كل حاجة عملتها كانت ڠصب عنى انا 
امسكت بكفه تمنعه عن ارهاق نفسه 
يوسف متتكلمش عشان خاطرى انت هتقوم من اللى انت فيه وهنرجع لبعض تانى سامعنى يا يوسف 
ابتسم مجددا في تعب وهو يغمض عينيه مستلما للظلام من حوله رؤيتها هو ما تمناه وما قاوم من أجله غياب عقله وحين تحقق مطلبه كان على الجسد أن يذعن للعقل الذي أرهقته المعافرة ليتوه في عالم يعلم الله وحده متى يعود منه 
انتبهت على صوت المسعف وهو يمد يده اليها بمتعلقاته تناولت دبلته الفضية لتتفاجيء أنها ذاتها القديمة المنقوش عليها حروف اسمها 
شهقت في قوة وهي تدفنها في كفها وتنظر اليه بكل هلع العالم 
لا تفعلها يا يوسف 
لاتذهب 
لاتخن وعدك هذه المرة 
هناك الكثير لم أخبرك به بعد 
STORY CONTINUES BELOW 
على مقعد قريب من فراشه جلست تتأمل ملامحه فى هدوء 
اعتادت على تلك الأجهزة والاسلاك البغيضة التى اصبحت تحيط كل انش بجسده فلقد رافقته طيلة غيبوبته التى تخطت الاسبوع حاليا 
لم تنقطع عنه لحظة واحدة علمت من ايتن كل شىء وكل ما فعلته سمر 
علمت سره الذى طالما اخفاه وظل يتعذب به وحده لسنوات كم ضغطت عليه لكى يبوح به ورفض 
والان فقط علمت لماذا كان يرفض 
عاصرت بعضا من كوابيسه حين كان ينهض من نومه مڤزوعا ليطلب منها فقط ان تحتضنه دون كلمة واحدة كان يتشبث بها كطفل يخشى فقدان امه وامانها 
مررت يدها على وجهها فى حزن 
مش عاوز تفتح عيونك بقا يا يوسف وحشتنى 
ومالت اليه اكثر لتضيف فى خفوت 
هوا انت هتكدب عليا المرة دى كمان مش قولت انك عندك يقين ان احنا لبعض ايه خلاص قررت تستسلم بالسهولة دى 
وتنهدت بعمق مضيفة 
انا كمان كدابة انا بحبك بحبك بحبك اكتر من روحى يا يوسف عمرى ما بطلت لحظة انى احبك ولا لحظة واحدة حتى وانا فاكرة انك انك خنتنى كنت عارفة انه ڠصب عنك بس حبى ليك كان اكبر من انه يسامح فى حاجة زى دى حتى لو ڠصب حبى ليك رفض ان ابنك يسكن فى رحم ست تانية غيرى 
وابتسمت فى حزن وهى تمسك كفه 
انا عمرى ما ندمت ابدا انى حبيتك اصلا حبك كان قدر مفيش منه هروب حتى لو كان حبنا غريب محدش يقدر يفهمه ارجعلى يا يوسف ارجعلى ومش هنضيع لحظة فى البعد تانى اوعى تحسسنى ان خلاص الاوان فات 
لو سمحتى يا مدام كدة كفاية 
قطعت نبرة الممرضة الحاسمة مناجاتها له فتنهدت طويلا ونظرت اليه نظرة اخيرة قبل ان تخرج من الغرفة وبينما تغلق الباب لمحت شخصا ظنت للوهلة الاولى انها اخطأت او ربما كان مجرد تشابه ولكن نظراته المرتبكة تجاهها اثبتت لها انها ليست مخطأة 
اقتربت منه بخطوات واقترب هو مثلها حتى اصبحا متقابلين فهتفت وهى تتمعن به 
فارس معقولة 
ابتسم قائلا 
ازيك يا ايلينا 
عقدت حاجبيها تسأله 
انت بتعمل ايه هنا بتزور حد من قرايبك 
اشاح بوجهه لحظات لم يعد هناك داع لانكار اى شىء بعد الان 
نظر اليها من جديد 
اممم بزور يوسف 
مالت برأسها الى اليمين فى حيرة 
هوا يوسف قريبك معقولة 
تنفس فى عمق وهو يجيبها بوضوح 
بصى يا ياايلينا يوسف صاحبى ومن زمان قوى وانا مش مدرس زى ما
انتى فاهمة انا عندى شركة امن خاصة ومعروفة و 
قاطعته بكفها وهي تدقق النظر فيه 
استنى استنى استنى ايه اللى انت بتقوله ده اومال ليه قولتلى انك مدرس و 
وصمتت لحظات وهى تشرد بعينها بعيدا محاولة ترتيب افكارها فابتسم فارس ليريحها من عناء التفكير 
اللى انتى بتفكرى فيه صح يا ايلينا انتى مغيبتيش عن عين يوسف لحظة من ساعة ما خرجتى من قصره واما لقا الدنيا ضاقت عليكى قال يضرب عصفورين بحجر تستفيدى بايجار الشقة وكمان يحميكى 
تدلى فكها فى عدم تصديق فواصل فارس 
انا كنت بدى يوسف تقارير يومية عنك كان عارف معاد خروجك كل يوم وكان بيقف بعيد بس عشان يشوفك فاكرة فؤاد انا وقتها مكنتش فى الشقة كنت لسة تحت بشترى شوية حاجات هوا كلمنى خلانى طلعت وبعد كدة كان واقف بعربيته استنى فؤاد لما نزل واداله علقة مۏت وأكيد انتى تعرفى بعد كدة بخساير فؤاد فى البورصة كله كان من تحت راس يوسف 
وكأنه حلم او رواية 
لاتصدق ما تسمعه بالفعل فكل ما يحدث يفوق تصوراتها 
أمسكت جانبى جبهتها للحظات رفعت بعدها رأسها الى فارس قائلة 
بس انت انت طلبتنى للجواز يوسف عارف ده 
مسح على وجهه وقال فى احراج 
انا اسف بس هوا اللى طلب منى ده عشان يعرف اذا كنتى لسة بتحبيه ولا لا وحتى لما عمل اللى عمله كان كل همه انك تقدرى بس يعنى ايه كلمة ظروف وكان فاكر انك بكدة هتسامحيه يعنى بالنسباله الموضوع كان زى مقلب من المقالب الكتير اللى اتعودتو دايما تعملوها فى بعض 
مقلب!! غبى غبى يا يوسف انا هحاسبك على كل ده بس تقوم 
تنهدفارس وهو ينظر الى غرفة يوسف 
انا عارف يوسف من سنين يا ايلينا عمرى ما شوفته حب حد اصلا فى حياته ولا اتعلق بحد غيرك 
ظلت تنظر الى الباب 
وهل تحتاج لمن يشرح لها كم يحبها 
هى تعرف 
تتيقن 
لم تشكو يوما من عنفوان حبه بل شكواها دوما من طريقته الغريبة فى العشق تمنت حقا الا تكون قد علمت بكل شىء بعد فوات الاوان 
نهضت من على طرف الفراش في تثاقل 
نظرت الى حقيبتها التي جمعت بها كل ما يربطها بالمكان 
الان ستودع قصر البدري للابد 
ستودع عائلتها وكل ذكرياتها وتجتر فقط ذنبها معها الى حيث تذهب 
تحاشت النظر في المرآة وهي تمد يدها الى رباط شعرها لتجمع به خصلاتها باهمال 
لم تهتم بما تطفل من شعرها على جبيبنها او وجنتها ازاحته في عڼف الى الخلف 
سقطت نظراتها على صورته 
التقطتها بكف مرتعد وهي تتذكر القاءه ليمين الطلاق 
فقط فتح جناحها ولم ينتظر أن تلتفت له هي لم تكن لتفعل 
هي
عاجزة عن مواجهته 
أغمضت عينيها في قوة وانتظرت اطلاق الړصاصة التى القاها بالفعل وخرج دون
أن يضيف كلمة واحدة 
لم يعاتبها 
لم ينهرها 
كل ذلك لم يعد له قيمة تماما مثلها 
مچرمة 
مذنبة وتستحق المۏت 
أثبتت انها بالفعل أخذت جينات الخېانة من أمها بجدارة 
اي عقاپ يمكنهم أن يلحقوه بها لتستريح 
طالعت الصورة في حزن وكفها توقف في منتصف الطريق حيرة بين ان تعيدها الى مكانها أو تأخذها معها 
انتهى صراعها سريعا وهي تدس الصورة في حقيبتها هي لن تفر من الماضي على كل حال بل من الأجدر أن تصطحب معها كل ما فعلته لتنال حصتها من العقاپ 
ستتأمل صورته كل يوم وهي تعرف انها لن تلقاه مجددا بل أنها حادثت صوفيا بالأمس وأخبرتها عن كل شىء كأنها ټعذب نفسها أكثر 
لم تعشق رجلا في حياتها سواه وستقضي ما بقي لها من عمر على ذكرياتها الضئيلة بقربه 
ابتسمت في ألم وهي تجر حقيبتها في استسلام 
جيد أن أهل القصر جميعهم الان لدى يوسف فهي لم تعد تملك ذرة شجاعة تواجههم بها 
شىء واحد فقط هي ماتمنته بالفعل في تلك اللحظة 
وداع ظنت أنه ربما لازال لديها الحق فيه 
أغلق حقيبته في هدوء لا يناسب كل هذا الصخب داخله او حتى حوله !! 
حقائق امطره القدر بقسۏتها ويعجز حتى الان عن استيعابها 
عاش عمرا بأكمله على عشق صاغه خياله من قصة نسجها عمه لوالديه 
عاش عمرا بأكمله يتخيل كم الهيام الذي سقطت فيه والدته لټموت كمدا بعد مقټل أبيه في عمله كم تمنى لو تزوج امرأة في وفائها 
والان انهار كل شيء والغيام قد انقشع فالأم خائڼة وقاټلة و 
تأوه بقوة وهو يجهش پبكاء مرير فلم يعد في حياته حقيقة واحدة يمكنه أن يسلم بها 
فلا أم ولا حبيبة ولا أخت 
من تبقى في هذه الدنيا لم يخنه !!! 
دق جرس الباب فمسح دموعه وهو ينهض ليرى أي بائس أودى به حظه الى لقياه الان 
وجدها أمامه 
سمر !!! 
من فتحت أبواب الچحيم على الجميع وأولهم نفسها 
أخفضت رأسها لحظات فتنحى جانبا ليفسح لها الطريق ويغلق خلفها الباب 
وقفا في مواجهة بعضهما للحظات 
أخذ يفرك كفيه ببعضهما وهو يرمقها في سخط قبل أن يرفع يده فجأة ويهوى على وجهها بصڤعة مدوية 
وكأنها كانت على اتم الاستعداد لهذا 
توازنت رغم المها 
لم تتأوه مطلقا 
زمرت شفتيها بقوة قبل أن تعود لتنظر اليه وهي تدلك خدها 
متأخر أوي يا حسام متأخر أوي القلم ده القلم ده مش عشان غلطي الالم ده بيمثل وجعك انت 
امسك كتفيها يهزها بقوة وصوته يتهدج من محاولته منع نفسه من البكاء 
كان ممكن منعرفش كان ممكن كل ده كان اندفن معاهم كان ممكن يفضلو في عينينا زي ما كانو طول عمرهم انتي ډمرتي كل حاجة 
ملقتش حد يطمني بعد
اللي سمعته من عمي وكلامه لمراته الله يرحمها
 

59  60  61 

انت في الصفحة 60 من 66 صفحات