الأربعاء 18 ديسمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة سارة المصري مكتملة ( مذاق العشق المر )

انت في الصفحة 46 من 66 صفحات

موقع أيام نيوز


وحاول أن يفعل المثل ففشل 
حاول أن يقنع بحياته مع سمر 
حاول ان يأخذ من عشقها الغريب له اى طاقة تدفعه لنسيان صوفيا او التسليم لحياته بدونها لتبوء كل محاولاته بالفشل 
فتح المجال لمن صدهن فى الماضي واعطاهن الفرصة ليقتربن من جديد حاول ان يلهي مشاعره بهن ليعيش مجرد حالة حب فقط فعجز 
كل ذرة من مشاعره ترفض ان يزاح عن كاهلها عشق صوفيا حتى وان ذاقت بسببها كل عذابات الدنيا 

سلم لقدره فى النهاية وتوقف عن المحاولة وأيقن انه سيظل يعشقها حتى وان كان من المحال حتى ألا يلمحها مجددا 
حتى وان كان سيظل يتعذب بهذا الحب مابقى له من عمر فليس له الان سوى ان يتعايش مع المه ان لم يكن منه شفاء 
لايصدق انه بالفعل قد استمع الى صوتها منذ أيام حتى وان كان طلبا للمساعدة 
تسللت نبراتها المحببة الى طريقها الذى تعرفه جيدا ولم تضله مهما مرت عليها السنوات الطريق سيظل واضحا
امامها الى عمق قلبه 
تذكر وقتها كل مامر بهما من ذكريات 
بداية من اللقاء الأول 
مرورا بعهدهما الذى نفضت يدها منه ولا يمكنه ان يلومها ابدا على هذا 
ونهاية بالوداع الاخير الذى عرفته فيه على زوجها لتضع نقطة النهاية التى يرفضها قلبه ضاربا كل اعتبارات الدنيا عرض الحائط 
استيقظ من افكاره على واقعه المزعج المتمثل فى ذراعي سمر تطوقان خصره بينما تريح رأسها بين كتفيه قبض على الحلية فى يده وهو يزفر فى ضيق 
سمر مش قادر لو سمحتى 
ارخت ذراعيها على خصره ورفعت رأسها في بطء لتقف الى جواره قائلة فى غيظ حاولت كتمه 
انت مش حكاية مش قادر انت بقالك كام يوم حتى لمسة ايدى مش طايقها 
مسح وجهه بيده دون ان ينظر اليها فماذا بوسعه ان يقول لقد فقد القدرة فى تكذيب ما يراه حقيقة لامفر منها 
واصلت في مرارة وهى تحتضن نفسها 
فيها ايه يا زين مش موجود فيا فيها ايه مخليك مشغول بيها لحد دلوقتى انت عارف انت قربت منى كام مرة طول السنين اللى فاتت 
واضافت وهى تزمر شفتيها وتقول فى الم واضح بينما يتجنب هو النظر اليها 
وكل مرة انا اللى كنت برغمك وبحاول اخليك تقرب بكل طريقة حتى لو كانت الطريقة انك تتخيلنى هيا 
الټفت لها فى حدة لم يحتمل ما قالته ليهتف بها فى ڠضب 
سمر 
ارتمت دون مقدمات بين ذراعيه وهى تتشبث فى ملابسه كأن قدميها لاوجود لهما وتأخذ من وجوده الدعم كى لا تسقط مرغت وجهها فى صدره لتتمتم وهى على شفا الاڼهيار 
زين انا بحبك ارجوك ارجوك لو عرفت بس انا بحبك اد ايه ارحمنى بقا يا زين ارحمني 
اشفق عليها ولكن ما بيده وقد اخبرها من اللحظة الأولى بما تعرفه هى جيدا 
لم يعدها بانه سيحبها يوما وكيف يعد المرء بما ليس له عليه حكم ولا سلطان هو لايملك لها سوى كثير من الشفقة وهي ترتجف بين ذراعيه فهي مثله تماما تتألم بحبها المستحيل 
خلاص يا سمر اهدي 
ازداد ارتجافها وتشبثها به أكثر فحملها ليضعها على الفراش فى رفق وقبل أن ينهض من جوارها امسكت بكفه تتوسله 
ارجوك يا زين ارجوك ما تسيبنيش 
اقتربت منه ببطء وهو لم يرفضها وكعادتها دائما هى من تبدأ وهو اما يستجيب او يتزرع بألف حجة فان استجاب فهو يستدعى كل غريزته كرجل ليستطيع ان يأخذها كزوجة كان حملا ثقيلا على فؤاده يتهرب منه باستمرار ويشعره دوما بالخېانة هذا الشعور الغير منطقى الذى يلازمه وعبثا يحاول ان ينحيه جانبا أغمض عينيه بينما كانت بين يديه وهمس فى حزن اعتادته منه دوما 
صوفيا 
وكأنها لاتهتم أن يتخيلها أخرى 
كأن كرامتها لم تعد ذات قيمة 
حقها التي قاتلت من أجله بحقارة لا تنكر ولكن لم يكن أمامها سبيل غيره وجود زين الدين في حياتها مسألة حياة أو مۏت وهي لاتريد المۏت مطلقا 
زهرة بيضاء شريدة في منتصف حوض مميز في حديقة منزل زياد مرررت الذكرى على ذهنها رغما عنها 
نبرات صوته تسللت الى أذنها مجددا 
سمتها صوفيا جمالها ميحتملش اي اسم تاني 
أغمضت عينيها واقتربت في استسلام تشم عطرها 
فتحت عينيها فجأة وقد قفزت الذكرى الى الزهرة بدورها 
لم ټشتم رائحتها بل شعرت برائحته هو 
ماذا حدث لها بحق الله 
لقد ظنت انها تجاوزت كل شىء 
كيف عادت الى نقطة الصفر بمجرد مكالمة صغيرة استغاثت فيها به لينقذ ايلينا 
العقل والمنطق وكل شىء يخبرها انه لايستحق والقلب يعترض كالدوام غير عابىء بأحد 
حسنا فليعترض كما يحلو له فلم يعد هناك ارادة ستخضع له مطلقا فيكفي جدا ما حدث 
رفعتها وقبلت وجنتها وهي تقول 
ديانا الجميلة 
قطبت الصغيرة حاجبيها في تركيز واشارت باصبعها تجاه الوردة البيضاء 
ايه رأيك لو نسميها ديانا جمالها ميحتملش 
بترت عبارتها بسرعة 
الويل لها هل تردد عبارته دون وعي 
هل بلغ بها الخبل تلك الدرجة 
انزلت الصغيرة لتلتقط كفها وتبتعد بها عن المكان 
اجلستها على ارجوحة صغيرة وبدأت في هزها لتتعالى ضحكاتها في سعادة 
يا بختك ديانا 
انتبهت صوفيا على الصوت لتحيي الفتاة الرقيقة التى عقدت ساعديها تتابعهما 
دارين ازيك 
ابتسمت دارين في رقة 
انا بخير المهم انتي عاملة ايه خلاص اتطمنتي على ايلينا 
هزت صوفيا رأسها وهي تتمتم 
الحمد لله 
عضت دارين شفتها السفلى للحظات وهي تطرقع أصابعها في حيرة 
ضيقت صوفيا عينيها وأنهت ترددها على الفور 
دارين انتي عايزة تقولي حاجة صح 
بصراحة زياد كان عاوز يسألك عن 
توقفت صوفيا عما تفعله لتنظر الى دارين في صرامة 
احنا ناقشنا الموضوع ده كتير دارين وانتو عارفين رأيي كويس فيه فليه كل شوية تضغطو عليا 
اللي هوا ايه رأيك يا صوفيا 
الټفت الاثنتان على صوته وقدومه المفاجىء الذي أربكهما 
اقترب من الصغيرة ورفعها من على الأرجوحة قبل أن يقبل وجنتها ويعطيها لدارين قائلا 
خديها جوة يا دارين لو سمحتي 
ضمت دارين الصغيرة وهي تبدل النظر بين وجهيهما في ترقب ليكرر زياد 
دارين لو سمحتي 
قاطعته وهي تبدأ بالتحرك 
حاضر حاضر 
راقبهما زياد حتى اختفيا ليلتفت الى صوفيا يسألها وهو يضع يديه في جيب سترته 
لحد امتى صوفيا 
كرر سؤاله في لهجة تحمل حزما نوعا ما 
امم مقولتليش صوفيا 
أشاحت بوجهها لحظات عادت فيها اليه تخبره في حسم 
زياد انا مش هبدأ حياة جديدة والقديمة لسة متقفلتش مش هقولك ان الموضوع يخص صحتي لانك دكتور وعارف ان حالتي دلوقتي بقت احسن كتير بعد العلاج انا عاوزة الاقي نفسي يا زياد قبل اي
حاجة تانية انا بدأت طريق ولازم اكمله خلاص بدأ يكون ليا هوية وكيان منفصل بدأت اعرف انا مين انا كنت ضعيفة تايهة ولما في لحظة افتكرت نفسي وصلت تهت اكتر انا مش ههرب تاني
يازياد مش هتجوز الا لو كنت بقلبي وكياني للانسان اللي هتجوزه مش هظلم حد معايا واخليه مجرد تجربة للنسيان الظلم احساس صعب جربته كتييييير وللاسف من الناس اللي بحبهم احساس بېقتل وبيخليك تسأل نفسك طب ليه انا ليه الحب يكون قصاده الۏجع احساس ميتوصفش وانا مش هخلي حد يجربه على ايدي انا ابدا 
بس انتي من حقك يكون عندك حياة يا صوفيا ممكن الحياة الجديدة دي تكون المخرج من كل اللي مريتي بيه جايز لما يكون عندك عيلة واولاد تفكيرك يختلف 
أغمضت عينيها بقوة لتزدرد غصة مؤلمة حشرجت نبرتها 
تعرف اني اوقات كتيرة كنت بغير منك انت وايلينا لما كنا بنتقابل في المناسبات كان كل واحد فيكو وسط ابوه وامه وانا لوحدي بس دلوقتي خلاص مش هيبقى هدفي ادور على حد يشاركني وحدتي ولا حد يرسملي حياتي زي ماهوا عايز انا كبرت خلاص يا زياد كبرت اوي 
لسة بتحبيه 
الاجابة بتوجع الاجابة ظالمة للكل ظالمة ليا وليها وحتى ليه هوا كمان الاجابة مش هتغير حقيقة مهمة حقيقة ان زين لازم يخرج من حساباتي 
مال اليها يسألها في ترقب 
وعشان كدة كدبتي عليه 
فركت كفيها ببعضهما للحظات لتهمس في حسم 
لا انا كدبت عليه عشان قاصدة اوجعه عشان تعبت اني طول الوقت انا اللي بحارب وبواجه وهوا بيستسلم استسلم لوعد ادتهوله وسابني تلات سنين تلات سنين لولا وجودك جنبي فيها انت ودارين كان زماني انتهيت زين سابني عشان الظروف ورجعلي لما الظروف اتحلت انا ولا مرة كنت في حياته الاختيار الاول دايما كنت في الاخر خلاص دلوقتي الوضع اتغير ومن النهاردة انا هكون الاختيار الاول في حياتي 
كلكو تعتبرو نفسكو مرفودين كلكو ماهو انتو مبتاخدوش شوية عشان لما اطلب منكو اعرف مكان حد لحد دلوقتى متعرفوش تجيبولي معلومة واحدة عنها الأرض انشقت وبلعتها ولا ايه وانتو كان لازمتكو ايه قدام المستشفى لبست طاقية الاخفا وهيا خارجة 
هتف يوسف بهذا الكلام فى ڠضب وهو فى غرفه مكتبه يتلقى أنباء فشلهم كالمعتاد في العثور على ايلينا بعد مغادرتها للمشفى دون علمهم حاول احد الرجال الدفاع عن موقفهم 
يا فندم احنا مسبنهاش ولا لحظة اكيد هيا اتنكرت او خرجت من مكان سرى منعرفهوش 
ابتسم يوسف فى تهكم وعلت نبرته الغاضبة أكثر 
ده على اساس انكو بتشتغلو ايه مش المفروض أي مكان بتراقبوه بتعرفو مداخله ومخارجه كويس ولا انتو من الاخر شوية هواة وملكوش فيها وواخدين سمعة على الفاضي 
رد الرجل وهو يحاول كبح غيظه 
حضرتك كلفتنا من الأول بحمايتها مش مراقبتها ودي تفرق عن دي 
كور يوسف قبضته وكز على أسنانه حتى كاد يحطمها حنقا 
وكمان لكو عين تردو والله ل 
وقطع جملته وهو ينظر تجاه الباب الذي فتحه أحدهم ابتسم للشاب الأنيق مفتول العضلات الذى دخل اليهم 
جيت فى وقتك يا فارس باشا 
تقدم فارس اليه
فى بطء ووقف امامه لحظات قبل ان يلكمه فى فكه صارخا فيه پغضب 
عملت ايه فى ايلينا يا يوسف يا بدري 
الفصل الثامن والعشرون 
اخذت ايلينا ترصف الملابس فى الخزانة الخاصة بأخيها فى شقتهما الجديدة التى انتقلا اليها غير آبهة باعتراضاته المعتادة التي لم ينطق بها هذه المرة بل ظل ناكس الرأس لم يتحسس الغرفة كعادته ليتعرف عليها بل جلس على طرف الفراش مطرقا في حزن 
خصام شقيقته كان قاسېا للغاية على قلبه فهي المرة الأولى التي تعاقبه بهذه الطريقة 
تنفس فى عمق وهو يرفع رأسه قليلا 
ايلينا 
ردت وهي تواصل ما تفعله دون أن تنظر اليه 
خير محتاج حاجة 
هز رأسه فى الم وعاد لينكسها من جديد 
التفتت اليه لترى تردده وحزنه ووحدته علي لا يعرف شخص فى هذه الدنيا سواها هي صديقته وأمه وأخته وجل أهله 
خدعه يوسف واستغل برائته وحبه له هو فى النهاية مجرد طفل حتى وان كانت لديه قدرات تفوق من هم في عمره فهذا لا يعني أنه تخطى سنواته الاربعة عشر وأصبح بخبرة كهل يدرك من يستغله ومن يحبه عن حق 
قبضت كفها للحظات يكفي انها صڤعته على وجهه لأول مرة في حياتها 
رفع رأسه من جديد لترى دموعه تنحدر من تحت نظارته وهو يهمس بصوت متهدج 
انا بحبك اوي يا ايلينا وعملت اللي عملته عشان كنت
فاكر انكو ممكن ترجعو لبعض
 

45  46  47 

انت في الصفحة 46 من 66 صفحات