رواية راائعة للكاتبة سارة المصري مكتملة ( مذاق العشق المر )
حولها
انتفضت فجأة على صوت رنين هاتفها فالتقطته سريعا دون ان تنظر الى اسم المتصل ربما كانت المشفى او قسم الشرطة او ايا كان من يخبرها بما يزيح تلك الحيرة الثقيلة عن صدرها فتحت المكالمة وهى تلهث فجاءها صوت اجش غليظ قائلا
مدام ايلينا مساء الخير ياترى اخوكى وحشك لا لسة
انتفضت واقفة وهى تمسك الهاتف بكلتا يديها هاتفة فى ذعر
ضحك المتصل فى سخرية
فى الحفظ والصون مټخافيش بس لحد امتى ده يتوقف عليكى
اتسع ثغرها فى صدمة لقد اختطف احدهم على من يكون ولماذا
جاءها صوته المنتشى قائلا
ها تحبى نتفق ولا مستغنية عن اخوكى
تحكمت فى ارتجافها وقبضت على الهاتف أكثر
انت حيوان انا هوديك فى ستين داهية بټخطف طفل كفيف يا حيوان يا حقېر
كدة انا هزعل ومنصحكيش تجربى زعلى
ضغطت على شفتها السفلى في عجز لتسأله
انت عاوز منى ايه واخويا ذنبه ايه اللى بتعمله ده حرام عليك والله
تأفف المتصل قائلا
هنقلبها صعبانيات ولا نتكلم بالعقل
مسحت دموعها لتخبره في جدية
عاوز منى ايه انا مش معايا فلوس تساومنى عليها
ومين قالك انى انا اللى عاوز الباشا الكبير هوا اللى عاوز عاوزك
بتقول ايه
رد فى بروده المقيت
اللى سمعتيه انتى مقابل حياة اخوكى واختارى
هتفت فى الم ومرارة
انت حقېر وۏسخ مين ده اللى باعتك
واضافت بعد لحظات بصوت متحشرج مترقب
فؤاد صح هوا فؤاد انا هوديك وهوديه فى داهية
براحتك بمجرد بس ماتفكرى تقلى بعقلك چثة اخوكى هتكون عندك انتى حرة
ماسمعته يعجز عقلها عن استيعابه
لم تتخيل فى اصعب كوابيسها ان تتعرض له
كيف يساومها هذا الحقېر بتلك الطريقة
كيف يستغل طفل كفيف فى خطة كهذه
ماذا عليها ان تفعل
نهضت فى تثاقل دالفة الى شقتها
وضعت الهاتف امام عينيها للحظات وابتلعت ريقها فى توتر وهى تدير رقم فارس وبعد عدة محاولات وجدت هاتفه مغلقا
فكرت فى يوسف ولكنها تراجعت على الفور وهى تتذكر انه خذلها من قبل حين استنجدت به يوم ان تهجم عليها فؤاد ظلت هكذا على وضعها لساعات دون حركة وهى تتخيل ما يمكن ان يلاقيه اخوها الان على ايدى هؤلاء القساة
انتفضت على صوت رنين الهاتف مرة اخرى فالتقطته بكف مرتعد ليأتيها صوته البغيض
ها فكرتى ولا لسة
انتحبت فى ضعف يعتريها للمرة الاولى فى حياتها
وهى تتوسل اليه
ارجوك انا مقدرش اعمل اللى بتطلبه ده خلى فؤاد يكلمنى وانا هتفق معاه
رد فى غلظة
الباشا بيقولك قدامك ساعتين يا تكونى قدامه يا تقرى الفاتحة على روح اخوكى
انتحبت اكثر فقال
من غير عياط ملوش اى لزمة ها قولتى ايه
اغمضت عينيها هامسة فى انكسار
حاضر
تنهد قائلا
يارب ساعدنى انا مليش غيرك مقدرش اعمل كدة ابدا يارب
مسحت دموعها وادارت رقم صوفيا
تخلصت من كل انفعالاتها بصعوبة وهى تقص لها بالتفصيل ما حدث وعن نيتها التى اصابت صوفيا بالفزع وهى تتوسل اليها ان تتراجع ولكنها قد عزمت وبقوة وطلبت منها ان اصابها سوء ان تحضر الى مصر وتأخذ علي الى باريس وبلا عودة وانهت بعدها المكالمة غير مكترثة بصرخات صديقتها المذعورة
عادت الى واقعها الذى لم تتخيل ان تعيشه والى من يقف الان أمامها بنظرة ظفر وتشفى لم تتخيل ان تراها فى عينيه لها ابدا
ايه ده يا مدام انتى ايه اللى جايبك هنا قبلتى بالعرض وجيتى تسلمى شرفك
قطب حاجبيه باصطناع التأثر ليواصل
ازاى بس ده يحصل هوا فيه حاجة ممكن تضطر الانسان انه يعمل حاجة ڠصب عنه فيه حاجة اسمها ظروف اصلا
ليه وصلتينا لكدة
وارتفع صوته وهو يهتف فى ڠضب مشوب بالم غريب ليه وصلتينا لكدة ليه عملت فيا كدة انا محبتش حد فى الدنيا قد ما حبيتك كل اللى طلبته منك فرصة قولتلك اوعى تسيبى ايدى ابدا وخلينا نكمل طريقنا سوا خسرتينا كل حاجة ابنى وامى كل حاجة يا ايلينا
أشاح برأسه ليزدرد ريقه ويعاود الهمس فى الم
محدش وجعنى فى الدنيا قدك
بس تصدقى انك فعلا وحشتينى
اللى كنت عاوز اقوله قلته خلاص واعتقد ان اللى عايز اوصلهولك وصلك
واستدار لها فجأة
وانا مخطفتش اخوكى اخوكى فى اوضة هنا فى الفندق انا اللى جبته بنفسى من قدام البيت وسواء جيتى او مجتيش كنت هرجعه انا اقنعته بطريقتى انه ييجى معايا عشان عاوز اتكلم معاه شوية و
يوسف انت هنا
وانا بدور عليك ايلينا عندها مشكلة كبيرة ولا
وتوقف عن الكلام فجأة وهو ينظر الى ايلينا التى استدارت له بنظرات منكسرة ظنها فى البداية قد لجأت اليه ليساعدها ولكنه ادرك ما لم يمكنه تصديقه حين عاد اليها النطق لتقول بحروف مبعثرة وهى تنظر الى يوسف پألم
حقېر حقېر بكرهك هفضل اكرهك لاخر يوم فى عمرى
تقدم زين ببطء الى اخيه وصړخ فى ڠضب وهو يشير بسبابته تجاه الباب حيث خرجت لايصدق ان من قصدته كان هو
يوسف انت عملت ايه
معملتلهاش حاجة اهى ماشية قدامك اهى زى ما هيا وانت لما دخلت الباب كان مفتوح وكنت بعيد عنها
هز زين رأسه فى مرارة وقد فهم الخدعة كلها دون سؤال
وانت لما تذلها بالطريقة دى لما تعمل كدة مع واحدة زى ايلينا تبقا كدة معملتلهاش حاجة مش هتسامحك يا يوسف عمرها كله مش هتقدر تسامحك
هتف به يوسف وهو يكور قبضته
ومين قالك انى انا كمان قدرت اسامحها بعد كل اللى عملته انت ناسى هيا عملت ايه ناسى امنا اللى خسرناها بسببها و
اوقفه زين بكفه
متخدعش نفسك يا يوسف امنا ماټت لان ده عمرها لكن ايلينا متبلتش عليك ولا كان قصدها حاجة غير انها ترد كرامتها من وجهة نظرها انا مبقولش انها صح لكن انك تحملها كل المسئولية وكأنك انت كمان مش مشترك فيها يبقى بتظلمها انت عارف ايلينا كانت جايالك وناوية على ايه يا يوسف
ركضت بأقصى سرعتها وبكل طاقتها حتى دون ان تطمأن على اخيها
ركضت وكأنها تفر الى المۏت
هبطت الفتاة التى كانت تقود السيارة فى جزع
اتجهت اليها تحاول ان تستشعر نبضها التفتت حولها في ذعر تبحث عن أي شخص يساعدها نادتها في خوف وقد اصابتها الډماء بالذعر
قبضت على الهاتف بكفها في قوة وهي تهدر في قلق
ردي يا ايلينا ردي
صوفيا
نداء رقيق من خلفها التفتت
اليه فسألها في اهتمام
لسة مفيش جديد صوفيا
مررت يدها في شعرها تهز رأسها في خوف
تنهد في عمق في محاولة لتهدأتها
طيب اهدي ايلينا قوية وميتخافش عليها
عضت على شفتها السفلى في ألم لتردف
انت مش عارف ايلينا تبقا ايه بالنسبالي
ابتسم في ود
لا عارف وعشان كدة انا كلمت شركة الطيران وهننزل مصر سوا نطمن عليها
اتسعت حدقتاها وسألته في دهشة
انتي ازاي تعمل حاجة زي دي من غير ما ترجعلي
هز كتفه في بساطة
ودي محتاجة سؤال صوفيا صاحبتك اللي بټموتي من خۏفك عليها محتاجالك ومش عارفة توصليلها تفتكري الخطوة التانية ايه
رفعت رأسها تخبره في حسم
انت عارف اني قررت منزلش مصر تاني تحت اي ظروف
رفع حاجبيه يسألها فجأة
خاېفة
تراجعت للخلف كأنه دفعها بسؤاله لترد في ڠضب
وهخاف من ايه
كتف ذراعيه يجيبها في هدوء
الاجابة عندك انتي ايه اللي في مصر ممكن ېخوفك صوفيا
احمر وجهها ڠضبا وقبل ان تنسحب من أمامه ناداها فتوقفت للحظات
انتي عارفة انتي ايه بالنسبالي
التفتت اليه قائلة في رفق
عارفة يا زياد
اقترب مجددا ليقف في مواجهتها
يبقى الحل واضح قدامك يا تواجهي يا تنهي كل حاجة وانتي عارفة انا اقصد ايه كويس
بتقول ايه يا زين كانت عاوزة ټقتلنى
هتف بها يوسف فى صدمة وهو ينهض ليواجه زين الذى رد وهو لم يتخلص بعد من صډمته فى اخيه بدوره
كانت عاوزة ټقتل فؤاد او اى حد بيساومها اومال انت كنت متخيل انها فعلا ممكن تسلم نفسها لحد ايا كان التمن ايه
هز زين رأسه في حزن
علي فين يا يوسف حصلت انك ټخطف الولد
اكيد مخطفتوش انا روحت جبته بنفسى من قدام بيته واقنعته انى عاملها مفاجأة عشان نرجع لبعض وهوا جه معايا
رفع زين ذراعيه فى سخرية
وياسلام على المفاجأة وياترى بقا انت اللى كلمتها بنفسك ولا خليت حد من رجالتك يقوم بالمهمة
ابتسم يوسف فى حزن
تفتكر اقدر انا خليته يخرج برة ويكلمها من غير ما اسمعه ما اقدرش اسمع حد بيخوفها او بيهددها
اتسعت عينا زين لما يسمعه وردد فى خفوت
انت مريض يا يوسف مريض
تحرك يوسف ليجلس على احد المقاعد فى زوايا الغرفة قائلا
انا عارف انى مريض مريض بيها وبحبها مريض بحاجة افتكرتها فى يوم هتكون دوايا وكانتلى ۏجع جديد
كان يبدو وكأنه يهذى فاقترب منه زين واوقفه امامه وهو يهزه في قوة
فوق بقا يا يوسف اللى عملته ده هيضيعها منك
انزل يوسف ذراعي اخيه ونظر له فى صرامة
انا عملت كدة عشان هيا عمرها ما صدقت فى كلمة ظروف كنت عاوز اثبتلها كلامي بشكل عملى يمكن لو حست بده اقدر بعد كدة اتناقش معاها
ضحك زين بشدة
انت متخيل انها ممكن تبص فى وشك تانى
هتف يوسف وهو يشير له بسبابته
وهوا ايه اللى عملته لعبت باعصابها شوية مش اكتر لكن فى الاخر لا خطفت اخوها فعلا ولا كنت هقربلها
واقترب اكثر وهو يكور قبضته ويقول فى اصرار غريب ايلينا فى الاخر هترجعلي حتى لو ڠصب عنها يا زين هترجعلى فاهم
تراجع زين خطوة وهو يتأمل اخاه قائلا
حبك غريب يا يوسف غريب بشكل يخوف بشكل ممكن يكون ممكن يكون مؤذى
ابتسم يوسف وهو يهز كتفيه
زى حبها بالظبط غريب بشكل يخوف ومؤذى هيا متأكدة ان انا بحبها زى ما انا متاكد انها لسة بتحبنى ورغم كدة بنستخدم حبنا بطريقة محدش يقدر يفهمها غيرنا طريقة ممكن ټجرح وتبعد بس فى الاخر محدش فينا هيقدر ينكر مشاعره ابدا
وتمعن
فى عينيه لحظات قبل أن يسأله فى تعجب
انت عرفت منين انها جاية
اشاح زين بوجهه وقال فى نبرة جريحة يعرفها يوسف جيدا
من صوفيا
وصمت لحظات قبل ان ينظر اليه مواصلا
هيا كلمتنى وحكتلى كل حاجة وانا ساعتها كلمتك ولقيت تليفونك مقفول وعارف انك لا كنت فى الشركة ولا فى القصر فكرت فى الفندق ده لانك كنت بتجيه زمان لما بتبقى مخڼوق
واضاف بلهجة لاذعة
مكنتش متخيل انى هاجى الاقيها هنا وتطلع المسرحية دى كلها من اخراجك
وحين هم يوسف ان يرد عليه رن جرس هاتفه فالتقطه بسرعة ولحظات هتف بعدها فى قلق
ايه حاډثة وانت كنت فين يا حيوان خليك ورا العربية شوف هتوديها انهى مستشفى وانا معاك على التليفون
الفصل السابع والعشرون
خوف قلق ندم وكل ما يتعلق بالحزن من مشاعر سيطر على باله في تلك الساعات الصعبة التى مرت عليه وهو فى ردهة المشفى فى انتظار الاطمئنان عليها
خرجت الطبيبة المعالجة لها منذ قليل وأخبرته انها مجرد رضوض وكدمات وكسر فى ذراعها
الايسر
أما الغيبوبة التى سقطت بها