رواية راائعة للكاتبة سارة المصري مكتملة ( مذاق العشق المر )
ذكرى مرت او كل ذكرى تمنى ان تمر
ألم قاټل يحتاج الى مخدر قوى يذهب حتى بعقله يحتاج أن يواصل و ينساها
ولكن النساء بعدها كلهن سواء
يتشابهن فى كل شىء
النساء لديه قسمين صوفيا وباقي النساء
لذا فلم يعبأ تماما بذهول ابيه حينما عاد اليه طالبا عقد قرانه على سمر من جديد بصفته وكيلها
ليس مخمور بل انه حرم من خمر حبه الخاص التى ستسقيه صوفيا من الان فصاعدا لغيره
زين
انا رديتك لعصمتى
فتحت ثغرها عن اخره
زين انا انتر
ولم يترك لها مجالا ابدا قضى على تردد وتبعثر حروفها
مبقتش فارقة فانتي اولى يا بنت عمى
احاط وجه سمر بكفيه ونظر الى عينيها مطولا وهو يهتف فى الم ومرارة يريد بهما طرد صورتها بينهما
تقدرى تنسينى تقدرى تنسيهالى تقدرى تداوى وجعى ده
ذكره باخر أصبح من حقه أن يحتويها
أن يقبلها
أن
صړخ فى ۏجع لم يعد بمقدوره احتماله
انا موجوع ومحتاج انسى تقدرى
واقتربت منه وتترك له العنان تماما كما ترك لها العنان هى الأخرى كان قاسېا فى بعض اللحظات حين يتذكر انها كانت سببا فى كل ما حدث او ربما كان يحاول ان ينتقم من صوفيا وهو يتخيلها الان بين ذراعى غيره
رغم كل شىء يرى انه ېخونها هى
رغم ان المنطق يقول ان خيانته الحقيقية هى لتلك
التى ترقد على صدره وكل كيانه غارق فى عشق غيرها ولكن شعوره بانها تستحق اكثر من هذا لايدع فرصة لشعوره بالذنب تجاهها ان يراود باله ابدا
ساعات طويلة قضاها خارج القصر ليعود فى النهاية اليها
لم تحرك ساكنا كأنها فقدت الحياة
تنهد في ۏجع وهو يواصل تمرير يده بين خصيلاتها
ياريت ايدى اتقطعت قبل ما تتمد عليكى يا ايلينا انا اسف اسف اسف مليون مرة حبيبتى كنت عاوزك بس تسمعينى انا والله لحد دلوقتى مش عارف ده حصل ازاى
فقت وانا هتجنن مكنش قادر اصدق انى ممكن اعمل كدة مش ممكن اسكر بالسهولة دى مش ممكن اكون حيوان كدة ضړبت جينا من غيظى وسألتها هيا حطتلى ايه فى الويسكى لأنى متأكد انى مستحيل اعملها اعترفت فى الاخر انها استخدمت دوا معين يحولنى لحيوان
اغمض عيينيه لحظة وهو يتذكر صړخة جينا بين يديه وقتها
تابع وهو يتنهد فى الم
حاولت انسى الموضوع كله كأنه محصلش قربت من ربنا وطلبت منه يسامحنى عملت كذا عمرة معاكى عملت خير كتير على اد ما اقدر بنية انه يغفرلى لحد ما تفاجئت بحد بيقولى ان جينا بقا عندها ابن بتقول انه منى كدبته وكدبتها بس برضه مكنش ينفع اهرب وفيه احتمال ولو بسيط ان الطفل يكون ابنى روحت وعملت تحليل واتأكدت انه ابنى مكنتش عارف اعمل ايه ارميه لجينا وانسى وجوده واتحمل ذنبه العمر كله ولا اتحمل نتيجه غلطتى وده اللى حصل
لا تتحرك فيها سوى اهدابها التى تسبلها بين الحين والاخر كأنها تحبس خلفها دموعها فى شموخ كالمعتاد كان لازم اتجوز جينا عشان ابنى يكون شرعى وبعدها هطلقها فى الوقت المناسب مجرد ما اظبط امورى هرجع الولد مصر وتنتهى علاقتى بجينا جوازى منها مجرد حبر على ورق عشان متستخدمش القانون ضدى فى لحظة اڼتقام وتحرمنى منه العمر كله
اتجه اليها من جديد وهو يمرر يده على ذراعها في بطء
عارف ان اللى قلته صعب بس حاولى يا ايلينا حاولى تسامحينى ارجوكى وانا هعيش عمرى كله احاول اكفر عن غلطى ده كان ڠصب عني والله ارجوكى ردى عليا كلمينى
تنهدت فى عمق ونهضت وهى تزيح يده فى عڼف وتقزز فتلك لمس بها جينا وتلوثت برائحة جسدها
خلاص قلت كل اللى عندك خلصت كلامك رصيت كل مبرراتك القڈرة بتبرر كل الى حصل ده ازاى
امسك كتفيها وهو ينهض بها
انا مش بدور على مبرر انا عارف انى غلطان حتى لو خارج ارادتى بس غلطان كل اللى بطلبه انك تحاولى ايلينا حاولى تسامحينى
انتزعت نفسها من بين كفيه ولم تستطع ان تخفى تقززها منه اكثر من ذلك فقالت وهى تمرر يدها على ذراعها
وصدحت بضحكة مقهورة وهي تواصل
انت جبتها بنفسك شربت معاها وهزرت معها زعلك منى وقتها اداك الدافع لخيانتى
واشارت بسبابتها
معاها ليه كان ممكن تساعدها وتمشى انت عارف كويس هيا بتفكر فيك ازاى
رد فى اسى مانعا نفسه بصعوبة من أن يمسها
ايلينا صدقينى انا
قاطعته وهى تتراجع للخلف لاتريد ولو للحظة ان يفكر فى الاقتراب
كنت هتفضل مخبى لحد امتى كنت هتفاجئنى بوجوده ازاى
ومررت يدها فى شعرها بقسۏة حتى خشى عليها لحظة من ان تقتلعه من جذوره وكأنها بالفعل تشغل نفسها بهذا الالم عن المها الحقيقى
اه كنت هتعمل بقا زى الفيلم المشهور ده وتجيبه وتقولى نتبناه وانا بقول برضه مكنش فارق معاك موضوع الخلفة ليه اتارى اصلا عندك طفل فهتهتم ليه
هتف فى استنكار رافضا لظنها
الطفل ده جه ڠصب عنى افهمى بقا عمرى ما اتمنيت يكون ليا ابن من حد غيرك
هتقت بدورها فى قسۏة
كداب كداب من يوم ما عرفتك وانت بتعلق كل حاجة على نفس الكلمة ڠصب عنى ڠصب عنى كل حاجة الظروف اضطرتني مفيش حاجة اسمها ظروف الۏسخ هيفضل طول عمره ۏسخ
هتف فى ڠضب
ايلينا
واشاح بوجهه لحظات اقترب بعدها منها فى بطء قائلا انا عارف انه صعب بس حاولى حتى عشان
ووضع يده على بطنها
عشان خاطر ابننا
نظرت اليه مطولا وبعدها دفعت يده فى عڼف وهي تخبره في قسۏة
مبقاش موجود
تراجع فى صدمة ونظرة الشراسة التى فى عينيها جعلته يسألها فى ترقب
يعنى ايه انتى نزلتيه
ارادت ايلامه باى طريقة حين شعرت بقلقه هذا الذى لم يزدها سوى اصرارا على الاڼتقام منه بأى وسيلة فهو جرحها باكثر الطرق قسۏة
متحسسنيش انه فارق معاك اوى انت عندك غيره
امسك كتفيها يهزها فى عڼف
ردى عليا انتى نزلتيه
قالت وهى ترمقه فى تحد سافر
ايوة نزلته على قد ما تمنيته جوايا على قد ماكرهت وجوده مشفعلوش انه ابنى لانه ابنك انت كمان مبقتش عايزة اى حاجة تربطنى بيك
هتف فى صدمة
قتلتى ابنى
وكرر وهو يضغط على كتفيها
فى قوة
ليه احنا عيشنا الحلم ده مع بعض ده ابنك انتى كمان هتواجهى ازاى ربنا فى صلاتك وانتى لوثتى ايدك بدمه
تابعت فى تشف مشوب بكثير من التهكم
متتكلمش عن ربنا وانت غرقان فى ذنوبك كنت افتكره وانت بتغلط وبتدمر كل حاجة بينا خلاص مبقاش فيه حاجة تربطنا طلقنى
تخلى فجأة عن جزء كبير من احساسه بالذنب تجاهها ليهتف فى قسۏة
لا مش هطلقك ومش هسامحك على ابنى اللى قتلتيه ابدا
ابتسمت فى سخرية وهي تتحداه بوضوح
هتطلقنى بهدوء بدل ما الجأ للمحاكم والفضايح وبرضه هتطلق منك
دفعها الى الفراش
اعملى اللى انتى عايزاه
واضاف وهو يشير بسبابته فى تحذير
انا يوسف البدرى يا ايلينا لايفرق معايا محاكم ولا غيره ولا فيه اى حد يقدر يقف قصادى اصلا فى البلد دى ومش هطلقك لو اخر يوم فى عمرى
رن جرس هاتفه فالتقطه بسرعة ليرد
ايوة يا مصطفى لا مفيش داعى للتأجيل واضاف وهو ينظر اليها
الحفلة فى معادها والمدام وصلت خلاص وهتحضرها
وانهى المكالمة بينما كلمة واحدة تتردد فى ذهنها حفل!!!
فلنجعله حفل عن حق يا يوسف
الفصل الرابع والعشرون
جلست ايتن على طرف مكتب نور وهى تهز قدميها فى عصبية بينما تنظر الى الباب المغلق عليهما منذ ما يزيد على نصف الساعة فحين وصلت لمقابلة حسام لم تجدها على مكتبها وسمعت صوتها بالداخل
ماذا تفعل لديه كل هذا الوقت
لقد لاحظت اهتمامها الزائد به طيلة الفترة الماضية معاملته المميزة لها و التي تختلف كل الاختلاف عن تلك المعاملة الجافة التى لاتجد منه غيرها دون سبب يذكر فرغم القائه لها فى قسم الحسابات لم ترتكب خطأ واحد بل بذلت قصارى جهدها لتظهر فى صورة الموظف المثالى أمامه فماذا هناك
ابتسمت فى تهكم وهى تجيب نفسها
هناك ثلاث سنوات مرت ولم تستطع ان تنسيه مرارة ما فعلته
ثلاث سنوات اجاد خلالها تمثيل دور الأخ ليخبرها بين السطور ان كل شىء فى قلبه تجاهها انتهى فى نفس الوقت الذى بدأت مشاعرها تتحرك تجاهه غير عابئة بحيرتها
انه حسام حسام الذى طالما اشمئزت منه
حسام الذى بكت وتوسلت لابيها الايزوجها به
ذلك الشخص هو ذاته الذى تتميز غيظا الان من وجوده مع تلك ال
زفرت فى ڠضب وهى تتذكر نور
يقولون دائما ان المرأة ترى من فضل حبيبها عليها اجمل منها حتى وان لم تكن تملك ذرة جمال واحدة ولكن ايتن لم تسقط فى هذا الخطأ مطلقا فقد حاولت ان تقيمها بنظرة انثوية خالصة بعيدة تماما عن اى اعتبارات أخرى لتجدها جميلة بالفعل بل فاتنة بشعرها الفحمى شديد النعومة الممتد الى نهاية ظهرها وخصرها النحيف المنحوت وملامحها الهادئة البريئة التى تجعلها تبدو كاميرة من اميرات القصص الاسطورية
قفزت من على المكتب فى غيظ والتصقت بالباب مجددا لترهف السمع وهى تزيح خصلة من شعرها خلف اذنها
صوت ضحكاتهما هذه المرة سويا أفقدها اعصابها وهى تتخيل الاف المشاهد الحمېمة بينهما وتحاول ازاحتها عن ذهنها دون فائدة
فتحت الباب فى عڼف لتجد نور تقف مبتعدة عنه بمسافة مناسبة بينما تخلص هو من ابتسامته تدريجيا ليرتسم الڠضب على ملامحه بسرعة وهو يهتف بها
انتى ازاى تدخلى بالطريقة دى
نظرت اليه والى نور في خجل من طريقته الفظة معها فتلعثمت في الرد
كنت عاوزاك فى حاجة مهمة بقالى نص ساعة مستنية برة
ضړب المكتب بكفه مواصلا فى ڠضب
اناشالله تقعدى اليوم كله فى حاجة اسمها نظام ولا مسمعتيش عنه
طأطأت رأسها فواصل فى قسۏة
اتفضلى استنى برة ومتدخليش
غير لما نور تقولك
تراجعت للخلف فى ضيق قبل ان يوقفها فى حدة
انسة ايتن المرة دى لفت نظر بس المرة الجاية فى اجراء تانى
احمر وجهها اكثر وهي تبدل النظر بينه وبين نور قبل ان تلتفت لتغادر المكان ليضرب المكتب بقبضته هاتفا
مستهترة هتفضل طول عمرها مستهترة
حكت نور جبهتها بكفها وقالت في حيرة
باشمهندس ممكن اسألك سؤال
هز حسام رأسه بالايجاب دون ان ينظر لها فواصلت
مش المفروض ان ايتن تبقى بنت عمك
ابتسم في تهكم
مش المفروض هيا فعلا بنت عمى
قطبت حاجبيها في دهشة
طب ليه بتعاملها بالطريقة الجافة دى
لأنه يرفض ان يضعف امامها من جديد
يرفض ان تستيقظ مشاعره من سباتها العميق بعد ان خدرها بيده وظن انها انتهت
يرفضها هى بعد كل ما فعلته
بعد ان وضعت قلبه ومشاعره وكرامته تحت قدميها ودهستهم فى قسۏة
بعد ان اشعرته بأنه لاقيمة له وهى تفر حتى لا يقترن
اسميهما سويا
هو يرفض وجودها من