رواية راائعة للكاتبة ډفنا عمر كاااااملة لجميع فصول...( صړخة علي الطريق )
أخدوها من تيتة صفاء وقالوا هتعيش معاهم على طول وتبقي بنتهم.
تجهم وجه جسار بحزن وهو يفقد أحد أبناؤه كما يعتبرهم وسريعا ما غادرهم متوجها لغرفة مديرة الدار
السيدة صفاء..
السلام عليكم.
رفعت وجهها عن إحدى الملفات المشرعة أمامها مجيبة تحيته بود وابتسامة بشوش و عليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا سيد جسار.. اتفضل..
ابتسمت وأدركت سبب تجهمه أيوة.. أسرة محترمة وربنا مش كرمهم بولاد كفلوا دارين و أخدوها تعيش معاهم.
_ طب و حضرتك ضامناهم يعني افرضي عاملوها وحش وأذوها نفسيا زي ما ساعات بنسمع..
أخبرته بهدوء و ليه يعملوا كده و هما محرومين من الضنا أكيد هيعوضوا بيها النقص اللي في حياتهم ويتقوا الله فيها..
عدلت نظارتها الطبية غليظة الإطار فوق أنفها قائلةحسب علمي ان مستحيل يخلفوا لأن في موانع صعبة عند الزوجين يعني اطمن يا سيد جسار و بعدين انا بتابع حياة الأطفال حتى بعد خروجهم من الدار وبكتب شرط اساسي في التعاقد بنا ان لو ثبت اي ضرر للطفل أو الطفلة من حق الدار تستعيده لكنفها تاني..و هما وافقوا و مضوا على الشرط.
هز رأسه بتسليم وقال طيب ممكن اعرف عنوانها فين عشان أسأل عليها
أومأت له بترحيب أكيد طبعا ثم رمقته بتقدير وقالت بصراحة ربنا يجازيك خير انت ومدام شمس على اللي بتبذلوا عشان الولاد سواء ماديا أو معنويا..
و واصل قبل مغادرته عموما حضرتك كمان بتقدمي ليهم كتير ربنا يقدرنا كلنا نرعاهم و نوصلهم لبر الأمان.
_ اللهم امين.
غادر الدار و الضيق يعتصر قلبه و يدميه و صغيرته دارين ربما تعيش نفس ما عاشه هو من قبل وهو يتسول الحنان مما ظنهما أبويه ليتها ضلت مع من تتشابه ملامح أقدارهم بذات التفاصيل و المعالم أيتام مثلها لو بيديه لما سمح لأحد صغار بمغادرة الدار هناك يرعاهم كما يجب ماذا عساه بفاعل حين ينفرط عقد ترابطهم و يذهب كلا منهم لمصيره وحياته!
مين يا رحيمة
أجابت الأخيرة على سيدة المنزل بقولها
_ ده واحد بيقول جاي من طرف الدار يا ست ياسمين هانم..
اقبلت السيدة رامقة جسار بفضول قائلة تحت أمرك أي خدمة
رمقته بريبة ما تعلمه أن الصغيرة ليس لها أقارب فترجمت ريبتها بسؤال ايوة وحضرتك مين وتقرب لها ايه
بابا جسار
ركضت الطفلة من خلفها عابرة الباب بينهما لترتمي بين ذراعيه هاتفة بحماس وترحيب صادق وحشتني اوي يا بابا جسار.. انا دعيت ربنا بالليل أشوفك عشان كده انت جيت.. هصلي واشكر ربنا كتير أوي..
تلقفها معانقا إياها برفق وهو جاثي أرضا ثم نظر للسيدة متمتما أنا أسف لحضرتك بس اسمحيلي اكلم دارين شوية هنا في الجنينة قدامك واطمني أنا مش غريب عنها زي ما سمعتي أنا في مقام والدها..
حدجته السيدة ياسمين مليا وقيمته بنظرة ثاقبة غير غافلة عن عناق الطفلة له بقوة وفرحة واضحة فاطمئنت له ومنحته
سماحها طيب حضرتك تقدر تتفضل هنا وتتكلم معاها براحتك ثم نظرت للخادمة قدمي ضيافة مناسبة للبيه يا رحيمة.
هذب شعرها برفق وهو يقول عاملة ايه ياحبيبتي مبسوطة هنا الناس اللي هنا بيعاملوكي كويس في حد زعلك منهم
نفت الصغيرة لا محدش زعلني خالص يا بابا.. ماما ياسمين و بابا حسن بيحبوني و بيعاملوني كويس.. مفيش حاجة مضايقاني غير اني مش بشوف اخواتي في الدار وحضرتك انت و ماما شمس و تيتة صفاء.
ملس جسار على رأسها بحنان و قال متزعليش يا حبيبتي أنا وماما شمس هنزورك هنا دايما أما اخواتك في الدار أكيد في طريقة تشوفيهم بس لازم تستأذني بابا و ماما الجداد ثم التقط الحقيبة من جواره و قال انا جبتلك حاجات حلوة زي اخواتك ثم احضر من جيبه هاتف صغير و قال و هو يرصد المحيط حوله خدي يا دارين ده تليفون عليه رقمي ورقم تيتة صفاء..أي حاجة وحشة تحصل معاكي و تضايقك لازم تعرفينا و احنا هنساعدك.. فاهمة حبيبتي
أومأت الصغيرة أيوة يا بابا فاهمة طيب حضرتك هتيجي تاني تشوفني
_ هاجي إن شاء الله.
قال أنا همشي دلوقت وقريب جدا هاجي أزورك مع ماما شمس