رواية راائعة للكاتبة ډفنا عمر كاااااملة لجميع فصول...( صړخة علي الطريق )
انك في العمر الصغير ده وأسمك يتردد في عالم المحاماه بالشكل ده.. أكيد دي عبقرية منك..
ابتسم له شكرا لحضرتك.. أمال لو عرفت اني في الكلية أخدت السنة بسنتين هتقول ايه..
تعجب قوله معقولة ازاي
_ معرفش في فترة من حياتي كنت مشتت ومش لاقي حافز..
_ ودلوقت لقيت نفسك وحققت اللي بتتمناه
نظر أمامه صامتا برهة بشخوص ثم قال ياريت اقدر احققه للأسف صعب اوصل للي بتمناه..
_ ازاي
_ ماهو بالعقل كده..لو حاولت توصل لحاجة وماوصلتش يبقي الطبيعي تغير طريقك عشان تلاقي نتيجة مختلفة.
_ كلام حضرتك مظبوط يمكن وجهتي فعلا غلط.
_ طيب أشرب قهوتك هتبرد. حاضر.
ارتشفها سريعا ثم نهض قائلا استأذنك أروح مكتبي.
_ اتفضل.
منذ أتاه الجد وهو يتفقد كل التفاصيل بضيق أما توفيق طغى عليه الحزن كأنه يلوم نفسه لموقف زوجته..أما رائف كان شارد بعض الشيء فاقد لمزاجه ومرحه فغمغم لهم
رحل ليترك لهم مجالا لأفراغ دهشتهم من مسكنه المتواضع راجيا ألا يضغط عليه الجد بالعودة.. فلا يود أن يخذله وهذا مع سيحدث قطعا لو طرح عرض عودته ثانيا.
_ ايه يا ابني ماطلعتش ليه الأكل هيبرد
_ معلش يا جسار اعفيني خليكم براحتكم أكيد هيحبوا يكلموك وانتوا برضو عيلة في بعض..
_ صدقني مش هينفع علي الأقل المرة دي لو اتكررت زيارتهم تاني والله لاكون موجود روح لضيوفك بقي عيب تسيبهم.. ولو احتاجت حاجة عرفني..
أومأ له برضوخ ولو انك مش غريب بس خلاص براحتك.. أشوفك بالليل..
_ إن شاء الله.
نهض يتجول في المنزل المتواضع بحسرة جدرانه دون طلاء أثاثه زهيد.. صحون مطبخه الصغير
تكاد تعد على الإصبع.. كيف يحيا حفيده في هذا الوضع المؤسف بعد حياة الرفاهية لمح باب غرفته موارب فتقدم بفضول ليجد فراش صغير وخزانة ملابس وكومود يعلوه برواز ما التقطه ليراه ترقرقت عينه وهو يبصر صورته هو وجسار حين كان خمس سنوت..تحسس ملامحه البريئة بحنان وحب لتسقط دمعته فوق البرواز..ليباغت بيد حانية تجفف دمعته ليلتفت لجسار الذي أتي لتوه قائلا كل يوم ببوس صورتك قبل ما انام ياجدي..عشان تعرف ان مفيش حاجة هتفرقنا ولا تنسيني انك ربتني وكبرتني وعلمتني..
_ بابا عنده حق ياجسار..
قالها توفيق الذي انضم إليهما واقفا علي عتبة غرفته بينما صاح رائف أنا أصلا مش عارف انت ليه مشيت..ماشي اكتشفت الحقيقة بس كمان انت عشت عمرك كله معانا ومع جدي واحنا بنحبك..ليه تسيبنا ياجسار
_ يااااه.. للدرجة دي كنت تعيس معايا
_ أنا لو في حاجة صبرتني علي غربة روحي وخلتني اتحمل فكرة أن بابا وماما مش بيحبوني هو انت ياجدي..حبك وحنانك وخۏفك عليا.. الفكرة أني هنا مستقر نفسيا وراضي فوق ماتتصورا.. ولعلمكم أنا باخد مرتب كويس جدا من شغلي واقدر اسكن في شقة أرقي بكتير بس يمكن مش هرتاح فيها زي هنا.. أشرف معايا مش بيسبني.. وعيلته بقوا أهلي.. أنا مبسوط الحمد لله مش عايزكم تحملوا همي.. أدعولي بس أعرف طريق أهلي..
خبط رائف جبهته مع قوله يا نهار ابيض ده انا نسيت اكلم صاحبي واعرف وصل لايه في موضوعك.
جسار برجاء طب كلمه دلوقت عشان خاطري..
_ من عيوني.
وظل يحاول مرارا ليهتف أخيرا مش بيرد عليا..ممكن يكون نايم..
تنهد أخيه خلاص خلينا نتغدا وبعدها تتصل تاني..
دعاهم ليلتفوا حول طاولة الطعام والشقيقان يتمازحان ليبددا تجهم وجهي الجد وتوفيق وينتهي الأمر بجلسة دافئة مرحة ورائف يقص لهم نوادره مع رفاقه..
توفيق تسلم ايدك ياجسار الأكل كان تحفة.
_ بألف هنا.. ده عمايل طنط مامة أشرف حبيت تدوقوا أكلها وتعرفوا ليه أنا لابد هنا ومش عايز امشي..
ابتسم الجد وابنه بعد أن تشكلت لديهم قناعة انه سعيدا في هذا المكان بينما قال رائف ليك حق انا أكلت كتير اوي وبطني هتفرقع..
ثم مازحه ابقي اشكرلي طنط وبنتها المزة اللي شوفتها شايلة صنية الأكل وأنا طالع وعرفتني عليها انها أخت أشرف..
خبطه في رأسه بتحذير أحترم نفسك يالا دي لسه عيلة في ثانوي وفي مقام اختي..
_ العيل مسيره يكبر يابرنس..وبعدين بلاش تكون قطاع أرزاقولعلمك أنا هاجيلك كل يوم أطمن عليك
رفع جسار حاجبيه بتهكم تطمن عليا أنا برضو عموما أنا ماليش