رواية راائعة للكاتبة ډفنا عمر كاااااملة لجميع فصول...( صړخة علي الطريق )
الكثيرة وتأملها برهة ثم توجه ليغادر حيث الرجل الذي آواه ليعلم قراره..
.........
ضغط ذر المصعد ووقف ينتظر وصوله بشرود طفيف ليتفاجأ به يشرع ويطل منه رجلا وقور الهيئة.. تعرف عليه جسار علي الفور وهو يغمغم بدهشة
_أمين بيه
مشط الرجل هيئته الغير منظمة سريعا وقال
واضح اني جيت في وقت مش مناسب وكان لازم اخلي سارة تاخد منك معاد..
واستدار يفتح باب مكتبه ثانيا وهو يدعوه للدخول.
أعد له قدحا من الشاي وقال معلش محدش موجود هنا كله أجازة..غمغم أمين ولا يهمك وتسلم ايدك.. وأسف مرة تانية اني عطلتك.
ابتسم جسار رغم ما يخفيه وقال مش هيجرى حاجة لو أجلت نزولي شوية.. واستطرد بعملية أنا تحت أمر حضرتك في اللي جاي عشانه يا أمين بيه..
صدم جسار من عرضه المباغت وفي هذا التوقيت من دقائق معدودة لم يكن يدري كيف سيبدأ من جديد طريقه بعد أن قرر التخلي عن كل ما يملك للجد ليكون الله رحيما به ويرزقه بعمل أخر وبسرعة لم يستوعبها بعد.
_ هسيبك وقت تفكر..بس عايزك تطمن أن المرتب هيكون مجزي جدا..
أعلنها واضحة دون مراوغة العرض بكل المقايس فرصة لرجل كاد أن يتسكع في الطرقات دون عمل أو مآوى.. أما أمين فلمعت عينه بعد أن حصل علي بغيته من تلك الزيارة..سيضع ذاك الشاب تحت مجهره مادام الأمر يخص قلب ابنته سارة ولمس تعلقها به بعد أن سمع جزء من حوارها مع شمس.. فليختبره ويراقبه ليحكم عليه عن قرب.. ولم يكن ليحدث هذا لولا صنع جسرا للتعامل المهني المشترك بينهما.. ولكل حاډث حديث لاحقا..
رواية صړخة
على الطريق
بقلم ډفنا عمر
الفصل السادس
________
وقف بسيارته أمام بوابة الفيلا التي كانت مآواه طيلة حياته.. بينما الآن أصبح مجرد غريب يطرق بابها الموصد ويستأذن لمقابلة الجد تجاهل دهشة الحارس من طلبه وغاب لحظات ثم عاد ليبلغه بالدخول أو هكذا ظن قبل أن يجد من يهرول عليه بلهفة واضحة رغم عمره ويسحبه بعناق جارف كاد يعتصره وهو يبكي..لم تطاوعه ذراعيه ألا يرد العناق بمثله.. حاوط جسار جده بحب حقيقي لم ولن ينضب داخله فإن كڈب كل شيء لن ېكذب عاطفة هذا العجوز الطيب الذي رباه كأنه من نسله..وحنانه الذي غمره به..إن خسر كل شيء لن يترك غنيمته الغالية في قلب جده..
همسها الجد بعتاب ومازال يحتويه بذراعيه الواهنة فابتعد عنه وتمتم متغاضيا عن عتابه أسمحلي اخد من وقتك دقايق واتكلم معاك في حاجة مهمة.
أجابه بعاطفة لا تكذب بعيناه الذابلة عمري كله ليك ياجسار مش بس دقايق..تعالى معايا..وجذبه من يده للداخل..صار وكأن الزمن قد عاد به للوراء بضع سنوات حين كان طفل صغير يتبع جده الحنون وأنامله مستكينة بكفه.. رعشة طفيفة أصابت جسار فطن لها الجد وأدرك مغزاها..هو لم يفقد رصيده في قلب حفيده الأول حتى لو كانت دمائهما ليست واحدة..مازلت حبال العشرة والحب معقودة بينهما ولم تنقطع..
ظل يرمقه بحزن شديد من ظنه طيلة عمره الماضي شقيق وسند له لم يعد شقيقه..تلاشت صلة قرابتهما بعد أن تعرت الحقيقة وعلم أنه مجرد دخيل على هذه العائلة..
_ أخوك كان عنده شغل يا رائف..
ثم استطرد الجد هو ينظر لجسار بس أكيد مش هينسى إنك اخوه لأنه مالوش غيرك.
تلجم جسار وهو ينظر لجده ولم يعرف ماذا يقول..
_ ورائف كمان مالوش غير اخوه جسار..
لو نبعت العبارة من الجد ما تعجب لكنها صدرت عن والده أو من ظنه والده يوما..ليسترسل توفيق وهو يقترب مش كده برضو ياجسار انت ورائف اخوات ومفيش حاجة هتفرقكم.
ابتسم الجد بفخر ورضا تام عن تصرف أبنه وموقفه الإنساني حيال جسار ربما ظلمه حين أعتقده قاسې القلب لكن ها هو يثبت له كم كان خاطيء بشأنه..
_ انتو كلامكم غريب كده ليه يا جماعة كأنكم بتعرفوني أنا و اخويا على بعض من جديد.. بابا وجدو مالهم أنهاردة يا جسار
مازال الأخير في حالة عدم توازن وحزن جعله يلتزم الصمت المتأمل بعجز ليتدخل توفيق بقوله طيب بطل لماضة بقي وروح شوف رايح فين..وسيب أخوك مع جده شوية..
_ ماشي يا سي بابا.. ثم نظر لأخيه وقال انا منتظر ټوفي بوعدك يا كبير أوعي تنسي اخوك أنت وأشرف..لم يستطع أن يخذل تلك العاطفة الناضحة له من أخيه فغمغم أخيرا إن شاء الله يا رائف..
مش هنسى.
____________
فوق سطح المكتب حرر ميداليته الفضية التي تجمع مفاتيحه تحت بصر الجد نادر وتوفيق الذي تسائل ايه ده يا جسار
نظر له الأخير مقرا بهدوء دي كل المفاتيح بتاعة العربية والمكتب وشاليه اسكندرية والفيلا.. واستطرد والفيزا