الخميس 05 ديسمبر 2024

رواية راائعة للكاتبة سلمي محمد مكتملة لجميع فصول... ( زهرة ولكن دميمة )

انت في الصفحة 111 من 119 صفحات

موقع أيام نيوز

للحظات ثم قال ببطء  هو لو عايز يقول لينا هيقول...وأنا كفاية عليا أنه حاول ينسي ويبتدي معايا صفحة جديدة ...كفاية عليا أنه ممنعش أحفادي عني مع أن ده من حقه...أنا مكنتش ليه الأب المثالي

شعرت بيسان بالحزن في صوته فقامت من مكانها وجلست على مسند كرسيه وأحاطته بأحدى

ذراعيها وضحكت مغيرة مجرى الحديث  بس الولاد نسخة مني ...دول لو كانو ولادي أنا مكنوش هيبقو شبهي كده 

أبتسم ببطء قائلا   شبهك أوي ودخلو قلبي وأحتلوه 

تصنعت الزعل   وأنا بح خلاص بقا مليش مكان

  لا طبعا أنتي ليكي النص بحاله 

  وليه بحاله كتير أوي عليا ولا أقولك خليها الربع

قرص خدها بخفة وقال مبتسما  أنتي الكل في الكل طبعا

تابع زاهر في صمت حركات الأب مع أبنته...أبتسم وهو يرى سعادتها البادية على وجهها..تحدث قائلا  أنا داخل أنام تيجي معايا ومد يده اليها...أبتسمت له وأمسكت يده ...هجي معاك وقبل أن تتحرك قبلت والدها على وجنتيه...تصبح على خير

 تصبحي على خير ياحبيبتي

في الغرفة عند زهرة

بعد أن تأكدت من نوم أطفالها أخرجت بيجامة من الدولاب وحدثت نفسها أن اليوم كان جميلا بالرغم من توترها في البداية فهي كانت تخشى مقابلة عائلته ولكن تحت أصرار الصغيرين ذهبت معهم مضطرة والأن هي تشعر بالراحة...زينت شفتيها خفيفة وهي تسترجع مامضى وسعادة صغارها مع ولهوهم مع الجد والعمة وعندما وصلت أفكارها باتجاهه متذكرة نظرته الخاصة لها فقامت بهز رأسها وأتجهت الى الحمام...عندما خرجت تفاجأت به جالس على حافة الفراش

سألته بلهجة متوترة أنت بتعمل أيه في أوضتي 

أردف بابتسامة هادئة  قصدك أوضتي أنا 

بلعت ريقها بصعوبة  أوضتك أوضتك

  أيوه أوضتي أوضتي

  ومادام هي أوضتك جيلان جبتيني هنا ليه 

رد عليها في هدوء  عشان أنتي مراتي وأوضتي هي أوضتك

قالت بسرعة   لا وأطلع بات في أي أوضة الفيلا كبيرة وفيها أوض كتير

نهض من مكانه وأقترب منها بخطى واثقة وتمعن في النظر لها...شعرت بالأرتباك من نظراته

همس بصوت أجش  مراتي يازهرة ياريت تفهمي كلامي ده كويس أنا سيبك براحتك وبقول هي معذورة في تصرفاتها وزي مابيقولو للصبر حدود ...أنا مكنتش هنام هنا ثم أشار باتجاه باب مغلق أنا كنت هنام في الاوضة دي

سألت بهمس متوتر  أومال كنت عايز أيه

رفع خصلة شاردة من شعرها ووضعها خلف أذنها وهمس بخفوت   كنت عاملك مفاجأة متأكد أنها هتبسطك أوي

أضطرب جسدها من هذه اللمسة الخفيفة فقالت بحدة  مش بحب المفاجأة

  بس المفاجأة دي هتحبيها 

  مش عايزه أعرف

  هتندمي على فكرة وعلموم مش هتحرك من مكاني الا لما تعرفي المفاجأة وتقبليها كمان 

سألت وهي تشعر بالقلق  مادام هتخرج أنا موافقة 

نظر بعينيها وقال  قدمتلك في كلية الطب المفروض من أول السنة تتابعي دراستك فيها

هزت رأسها عدة مرات غير مصدقة ماسمعت أذنيها...دخولها كلية الطب وأن تصبح طبيبة كان حلم حياتها هي ووالدها 

قالت وقد لمعت عينيها بالدموع   ينفع أكمل دارستي عادي 

ابتسم وقال   أنتي بقيتي طالبه في الكلية فأكيد ينفع 

شردت زهرة مع ذكريات

الطفولة وحلمها الذي أصبح فيما بعد حلم بعيد المنال

هو من خلال بحثه في خلفيتها علم عن حلمها...هي أصبحت كل شيء بالنسبة له أصبح متعلق بها بشدة...تردد قليلا قبل أن يقول   مبسوطة يازهرة ...ثم ربت على رأسها بخفة

هذه الحركة البسيطة جعلتها تفيق من السعادة التي عاشت فيها للحظات...أبتعدت عنه وواجهته  أنت ليه عملت كده ليه قدمت ليا في الكليه

مرر أصابعه في شعره وقال  مش عارفة ليه عملت كده

ردت بخفوت   أحساسك بالذنب صح 

أعترض على كلامها وهتف بيأس  لا مش أحساس بالذنب يازهرة...أمسك بيديه كلا كتفيها وهزها...أنا تعبت تعبت من مشاعري ناحيتك...أنا عملت كده عشان اشوف نظرة ...نظرة سعادة واحدة في عينيكي...أنا عملت كده عشان بحبك...هتف پألم بحبك...حبيتك وأنتي زهرة بتاعت زمان وحبيتك أكتر لما عرفت زهرة الحقيقية...أنا عملت كل ده عشان بحبك.. أتجوزتك عشان بحبك مش عشان خاطر الولاد وبس...عشت معاكي في نفس المكان عشان مقدرش أعيش من غيرك

أنكمشت وهي تسمع كلامه...أندفعت من عينيها الدموع وصاحت  بس أنا مش 

ترك أحدى يديه الممسكة بها ووضعها على فمها وصاح هو الأخر پألم   عارف ...أنا كل اللي عايزه تتقبلي وجودي في حياتك وجودي كزوج حقيقي مش مجرد خيال ...أنزل يده وخرج بسرعة من الغرفة بخطى غاضبة...غاضبا من نفسه بسبب أنهياره وعدم تحكمه في أعصابه

أنهارت زهرة جالسة فوق الفراش...أنسالت الدموع فوق وجنتيها...لاتدري ماذا تفعل أغمضت عينيها في تعب وتكومت فوق الفراش...هل يحبها حقا أم ماذا هل أسامحه أم لا...أخذت تدعو كثيرا أن ينير الله طريقها فهي تشعر بالتعب والتشتت وعدم القدرة على اتخاذ القرار...لا تعلم كم من الوقت مر وهي بهذه الحالة عندما فاقت واستعادة توازنها 

أخيرا عرفت ماذا تريد... وقررت في أقرب وقت يجتمعو سويا اخباره بقرارها المتعلق بمصيرهم معا...

في الصباح تناول الجميع الإفطار على سفرة واحدة... ساد الجو المحيط بيهم دفء الأسرة بهجة خاصة بهجة تجمع العائلة في مكان واحد...

110  111  112 

انت في الصفحة 111 من 119 صفحات